23-04-2024 05:58 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 21-07-2014: محرقة في الشجاعية.. وغزة تقاتل

الصحافة اليوم 21-07-2014: محرقة في الشجاعية.. وغزة تقاتل

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 21-07-2014 عدة مواضيع كان أبرزها العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة وخاصة مجزرة حي الشجاعية وإنجازات المقاومة في التصدي للهجوم البري


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 21-07-2014 عدة مواضيع كان أبرزها العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة وخاصة مجزرة حي الشجاعية وإنجازات المقاومة في التصدي للهجوم البري.. بالاصافة الى غيرها من المواضيع المحلية والإقليمية..

السفير
عشرات القتلى والجرحى وأسير للاحتلال.. و60 شهيداً في الشجاعية
غزة تقاتل: «كابوس لبنان» يراود اسرائيل

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "شمّرت إسرائيل عن ساعديها، وأوغلت في اليوم الثالث لحربها البرية ضد قطاع غزة في دماء الأبرياء، فقتلت في يوم واحد أكثر من مئة من أبناء القطاع، بينهم 60 شهيداً فقط في حي الشجاعية، بالإضافة إلى حوالي 400 جريح.

لكن يومها لم يكن أفضل، إذ جاء ردّ المقاومة سريعاًَ، وفي عمليات نوعية أوقعت الكثير من القتلى والجرحى في صفوفه، اعترف منها العدو بمقتل 13 من ضباط وأفراد لواء «جولاني» وإصابة أكثر من خمسين. وكان هذا أشد أيام الجيش الإسرائيلي حلكة منذ «حرب لبنان الثانية» وأشد أيام لواء «جولاني» سواداً منذ تأسيسه.

واستمرت المقاومة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل في وقت يصر فيه العدو على محاولة فرض شروطه على المقاومة، في ظل تردد وخشية من التورط أكثر. وكان مدويّا الخبر الذي زفته «كتائب القسام» للشعب الفلسطيني في غزة بنجاحها في أسر جندي إسرائيلي، فخرجت الناس إلى الشوارع وامتلأت الأجواء بزخات الرصاص في ظل استمرار القصف. وأمام هذا الوضع كثفت الإدارة الأميركية من جهودها لإعلان وقف إطلاق نار فوري على أساس تفاهمات «عمود السحاب».

وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مؤتمراً صحافياً، على خلفية مقتل جنود لواء «جولاني» أعلن فيه أن إسرائيل لا ترتدع بسقوط القتلى وأنه «لا حرب محقة أكثر من هذه الحرب». وشدد على أنه كان يعلم أن هذه حرب مديدة، وأن الجميع يعلم أن إسرائيل لم تكن تريدها، لكن ما إن وقعت فستخوضها حتى تحقيق هدف فرض الهدوء لكل أجزاء إسرائيل جنوباً ووسطاً وشمالاً. وشدد على أن إسرائيل تتطلع لتوجيه ضربة قوية للبنى التحتية لحركة «حماس» والمنظمات الأخرى و«سنواصل بقدر ما يتطلب الأمر».

وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، في المؤتمر الصحافي، «حماس» مسؤولية سقوط الضحايا في صفوف الفلسطينيين، مشددا على أنها «المسؤولة عن كل ما يجري في غزة. عن كل إنسان يصاب وكل بيت يهدم». وحذر الإسرائيليين من أن «بانتظارنا أيام قتال طويلة. علينا أن نعض شفاهنا، ونبدي طول نفس وصبر. وسنواصل العمل بشدة من أجل إزالة خطر الصواريخ».

وكان الجيش الإسرائيلي قد اعتبر أن مهمته الحالية هي خوض «معركة الأنفاق». ولكن الأنفاق كما يعرف تبدأ في مكان ولا أحد يعرف أين تنتهي، لذلك فإن معركتها تبدأ من دون أن يعرف أحد أين تنتهي. وهذا ما حدث فعلا في العديد من المواضع، خصوصا في حي الشجاعية. فقد بدأت إسرائيل حملة بحث عن الأنفاق، وطلبت من سكان أكبر أحياء المدينة إخلاءه. وما لم يخل السكان الحي حتى شرعت بتنفيذ «عقيدة الضاحية» على الشجاعية من خلال إخضاع بيوته بشكل منهجي لقصف بحري وجوي وبري مركّز لتسهيل تقدم القوات البرية.

وعند وقت السحور، فجر أمس الأول، بدأ القصف المدفعي الهمجي الإسرائيلي على حي الشجاعية، ما أدى إلى استشهاد 60 مواطناً وما يزيد عن 400 جريح، من بينهم عائلات بأكملها، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. القصف أدى أيضاً إلى تدمير مئات المنازل في مشهد دمار وخراب لا يمكن وصفه، بالإضافة إلى نزوح مئات العائلات الفلسطينية من الحي إلى مستشفى «الشفاء» في وسط مدينة غزة، هرباً من القصف في مشهد أشبه بنكبة جديدة.

كما سقط 40 شهيدا في مناطق أخرى من غزة. وارتفع بذلك العدد الإجمالي للشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي في الثامن من تموز الحالي إلى أكثر من 440 شهيدا وأكثر من ثلاثة آلاف جريح. (تفاصيل صفحة11)

ورغم العدد الكبير من الشهداء في الشجاعية من الأطفال والنساء والشيوخ، فإن المقاومين في الحي أصروا على الثأر، واستهدفوا وحدات لواء «جولاني»، خصوصا من قوة النخبة المعروفة باسم «إيغوز»، بعدة عمليات أزالت البسمة عن وجوه ساسة إسرائيل. وبعد مرور حوالي 20 ساعة على مقتل الجنود اضطر الجيش الإسرائيلي للاعتراف بمقتل 13 من أفراد اللواء وإصابة أكثر من خمسين. وبين القتلى والمصابين عدد من كبار قادة اللواء. وعلى الأغلب فإن نائب قائد اللواء قتيل، فيما اصيب قائد اللواء العقيد غسان عليان بجروح متوسطة، وهو في المستشفى. وعمد الجيش إلى انتداب قائد من فرقة أخرى لقيادة اللواء بعدما تضررت قيادة هذا اللواء بشكل أبطل فعاليتها.

وبحسب ما نشر فإن الكمائن التي أعدّها المقاومون لوحدات «جولاني» في «الأرض المحروقة» شكلت صدمة للقيادتين السياسية والعسكرية على حد سواء. فنظرية «صفر إصابات» و«الجيش التقني» و«العمليات الجراحية» تهاوت كلها تقريبا أمام جرأة المقاتلين في الشجاعية. وقد بدأت «مجزرة جولاني» باصطياد سبعة من الجنود في مدرعتهم بصاروخ ضد المدرعات، والإجهاز عليهم وإشعال المدرعة بهم. وفي عملية أخرى في المنطقة ذاتها اصطادت المقاومة مجموعة قيادية حاولت تأسيس مركز قيادي في بيت تم احتلاله، ففجرته وقتلت ثلاثة من الضباط وأصابت آخرين. وبعدها قتل المقاومون في اشتباكات جنديا من اللواء نفسه. وهجم مقاوم على مجموعة جنود واشتبك معها فقتل أحد أفرادها قبل أن يستشهد. وفجّر مقاوم نفسه في مجموعة من الجنود الآخرين وقتل آخر.

وكانت محصلة ليلة الشجاعية 13 قتيلا عسكريا إسرائيليا وإصابة أكثر من خمسين. وبذلك يبلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية مساء يوم الخميس 18 جنديا. وكان أربعة جنود وضباط إسرائيليين قد قتلوا في معارك الأنفاق، حين اقتحم مقاومون من «كتائب الأقصى» محيط مستوطنات عبر أنفاق وأفلحوا في اصطياد دورية استطلاع قيادية للواء مدرعات، وقتلوا ضابطا برتبة رائد وجندي. كما قتل جنود آخرون في اشتباكات في محيط بيت حانون.

لكن التطور الأبرز على هذا الصعيد هو ما أعلنته «كتائب القسام» في وقت متأخر من ليلة أمس عن أسر، الجندي شاؤول أرون، وعرضت بطاقته ورقمه العسكري. وقد تجاهلت إسرائيل الخبر الذي هزّ غزة، وأخرج مسيرات فرح فيها وجعل صليات الرصاص تضيء سماء غزة المظلمة.

لكن مهما يكن الحال فإن غالبية المعلقين الإسرائيليين يعتقدون أن المقاومة أفلحت، بعد استيعاب صدمة اليوم الأول للعملية البرية، في مفاجأة إسرائيل بجرأتها وكثافة استعداداتها ومقدار سيطرتها على الميدان رغم الفارق الهائل في القوة النارية بين الطرفين. ويجزم بعض المعلقين أن استعادة «حماس» للتعادل في مواجهة الجيش الإسرائيلي في غزة يخلق معضلة مركبة: معنويات تحول دون القبول بشروط إسرائيل، وقتال قد يجر إسرائيل إلى معركة طويلة جدا في القطاع.

وهكذا نجد تعاظم التحركات السياسية لإخراج مفاوضات وقف إطلاق النار من دائرة الجمود التي وقعت بها تحت الإدارة المصرية. وأمس كانت العاصمة القطرية الدوحة مركزا لاتصالات عربية ودولية، سواء من جانب الأمين العام للأمين المتحدة بان كي مون أو من جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصالاته مع قيادة «حماس».

والتقى، أمس، عباس في الدوحة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وبان كي مون. وشجب وزير خارجية قطر خالد العطية المذبحة الاسرائيلية في الشجاعية، فيما وصف بان كي مون المعارك بين إسرائيل والفلسطينيين بأنها «جرح مفتوح وينبغي وقف النزيف فورا».

غير أن التحرك الأهم هو للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اتصل هاتفيا برئيس الحكومة الإسرائيلية معرباً، بعد تأييد لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، عن «قلقه البالغ» من أعداد الضحايا من المدنيين. وأبلغ أوباما نتنياهو بقراره إرسال وزير خارجيته جون كيري إلى القاهرة وتل أبيب، للعمل على وقف فوري «للأعمال العدائية» بين الطرفين على أساس اتفاق «عمود السحاب» العام 2012 الذي كان أبرم بين إسرائيل و«حماس» برعاية أميركية ومصرية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.

ويعتقد مراسلون إسرائيليون أن حكومة نتنياهو اليوم في معضلة، لأنها ستبدو ضعيفة إن خرجت من المعركة الآن رغم كل ما ألحقته من دمار وقتل في القطاع، فالمقاومة بقيت حتى الآن تقاتل كندّ وهي تراكم زخما وتأييدا شعبيا متزايدا يصعب تجاهله حتى في ظل منح دور واعتراف إسرائيلي بحكومة «التوافق» الفلسطينية. ومع ذلك يؤكد هؤلاء أن إسرائيل ستعمل على إقناع مصر بتلطيف موقفها من معبر رفح، في ظل تلميح بقناعة الدولة العبرية أن تطرف القاهرة في مناهضة «حماس» زاد الوضع تعقيدا.


النهار
إسرائيل تنتقم لإخفاقها البرّي في غزة بمجزرة الشجاعية

وتناولت صحيفة النهار المجزرة الصهيونية المروعة في حي الشجاعية واخفاقات جيش العدو وكتبت تقول "ارتكبت اسرائيل امس سلسلة من المجازر في قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من مئة قتيل فلسطيني في يوم هو الاكثر دموية في القطاع منذ سنوات. وكانت المجزرة الكبرى في حي الشجاعية شرق القطاع المكتظ بالسكان حيث سقط أكثر من 60 قتيلاً و200 جريح. وبدا ان المجزرة أتت رداً على مقتل 13 جندياً اسرائيليا من لواء غولاني الذي يعتبر من الوية النخبة في الجيش الاسرائيلي والذي حاول التقدم في الحي.

وأعلنت "كتائب عز الدين القسام" أسر جندي اسرائيلي في عملية بحي التفاح بالقطاع.

ومع تصاعد العمليات العسكرية، تكثفت الاتصالات الديبلوماسية في محاولة لوقف النار. واتصل الرئيس الاميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن يوفد وزير الخارجية جون كيري الى القاهرة "قريباً" للعمل على التوصل الى اتفاق لوقف النار، بينما تشكل الدوحة محور اتصالات اقليمية ودولية هدفها وقف الصراع وخصوصاً في ضوء رفض حركة المقاومة الاسلامية "حماس" المبادرة المصرية.

وتحدث أوباما هاتفيا مع نتنياهو للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام. وقال البيت الأبيض: "أثار الرئيس ايضا قلقه البالغ من تزايد عدد القتلى بما في ذلك زيادة القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين في غزة ومقتل جنود إسرائيليين". وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أن كيري سيتوجه قريبا إلى القاهرة سعياً إلى وقف فوري لاعمال العنف استنادا إلى اتفاق التهدئة الموقّع في تشرين الثاني 2012. وأضاف: "أكد الرئيس أن الولايات المتحدة ستعمل عن كثب مع إسرائيل والشركاء الاقليميين لتنفيذ وقف فوري للنار وأكد الحاجة إلى حماية المدنيين في غزة وإسرائيل".

مشاورات في الدوحة
ووصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الدوحة أمس لمناقشة سبل التوصل الى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة مع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل.

وقال عباس في كلمة بثها التلفزيون الفلسطيني الرسمي: "إن فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار يوقف العدوان والمجازر في حق شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي... لذلك فإنني أدعو الى جلسة طارئة أخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الامن ليتخذ واجباته المفروضة عليه في حماية الشعب الفلسطيني".

وأفادت وكالة الانباء القطرية "قنا" ان عباس سيلتقي كذلك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

والى الدوحة وصل أيضاً الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الذي وصف عقب لقائه وزير الخارجية القطري خالد العطية المعارك بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة بأنها "جرح مفتوح وينبغي وقف النزف فوراً". وقال: "يجب على اسرائيل ان تبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين".

واستنكر العطية مقتل العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، واصفاً ذلك بأنه "مذبحة" ودعا الى وقف للنار يضمن رفع الحصار عن القطاع.

وينتقل بان كي - مون الى القاهرة اليوم للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومناقشة الاقتراحات للتوصل الى هدنة في النزاع الدموي في غزة.

وقام مشعل بزيارة قصيرة للكويت حيث اجرى محادثات في شأن غزة مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وعدد من الديبلوماسيين. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكويتية أن الكويت تدعم المبادرة المصرية لانهاء النزاع في غزة.

وأعلنت "حماس" ليل السبت - الاحد انها تلقت دعوة من مصر لزيارة وفد منها برئاسة مشعل القاهرة لمناقشة الاقتراح المصري لوقف النار، الا انها ردت بان موقفها "معروف" من هذا العرض الذي سبق لها ان رفضته.

لكن مصدراً مصرياً مطلعاً في القاهرة، قال "إنه في إطار سلسلة الأكاذيب والادعاءات والمراوغات من مسؤولين وقيادات من حركة حماس ، ادعى عدد منهم زوراً وبهتاناً أن مصر قد وجهت دعوة الى حركة حماس لاستقبال رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل للبحث في التهدئة، وأن الأخير رفض هذه الدعوة، وهو أمر عار تماماً من الصحة ولا يمت الى الواقع بأية صلة حيث لم تقدم مصر الدعوة للحركة أو قياداتها لزيارتها في الفترة الأخيرة".

وأوردت وسائل إعلام رسمية مصرية أن وزارة الخارجية المصرية استدعت القائم بأعمال السفير التركي في القاهرة للاحتجاج على تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وصف فيها الرئيس المصري بأنه "طاغية غير شرعي".

وشدّد رئيس الوزراء التركي انتقاده لإسرائيل وحلفائها في الأيام الاخيرة واتهم إسرائيل "بتجاوز هتلر في البربرية" . وانتقد الولايات المتحدة وبقية دول العالم الإسلامي لعدم تدخلها.

ورد نتنياهو على اردوغان قائلاً: "سمعت ما قاله رئيس وزراء تركيا وهي كلمات بالغة الخطورة... أبلغت جون كيري أن (هذه) التصريحات معادية للسامية. تحمل نبرة معادية للسامية".


الأخبار
غيمة سوداء على الشجاعية

بدورها تناولت صحيفة الأخبار المجزرة الصهيونية الارهابية في حي الشجاعية وكتبت تقول "بكل بساطة، قال وزير الجيش الإسرائيلي، أمس، إنهم أطلقوا «مئات القذائف» على «حي سكني» للتغطية على نقل جرحاهم. بكل بساطة أيضاً، هذه القذائف حفرت في الذاكرة الفلسطينية مجزرة جديدة راح ضحيتها 70 شهيداً و250 جريحاً؛ منهم عائلات بأكلمها

هنا الموت في غزة يمشي بين الطرقات ويعانق جدران البيوت. تصعد أرواح الفقراء إلى السماوات في فجر أحد دامٍ. هنا الموت في غزة يمشي رويداً رويداً لا يستعجل رحيل العائلات فرداً فرداً. في غزة لا يشبه الموت أي مكان آخر، فهو رفيق الناس والشجر والحجر. بعبارة واحدة: الموت في غزة مختلف.

حلت غيمة سوداء من دخان القنابل فجر أمس على حي الشجاعية شرق غزة. ذلك الحي الذي أخذ اسمه من جدّ عائلة فلسطينية قطنها واسمه شجاع. قضى أهل الحي الشهداء ليلة قصف عنيفة جاوزت 400 قذيفة وصاروخ في ساعات معدودة. ما إن انبلج الصبح حتى أفاق أهالي قطاع غزة على مجزرة إسرائيلية جديدة، أكثر من سبعين شهيداً و400 جريحاً في مشهد يحاكي المجازر التاريخية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين منذ ما قبل عام 1948.

عاد الأحد الأسود ليلقي ظلاله من جديد على كل من حي الشجاعية وأجزاء من حي التفاح. ليلة جنون إسرائيلية لم تسلم منها طواقم الدفاع المدني وسيارات الإسعاف. عشر ساعات متواصلة من القصف والدمار حملت في طياتها قصصاً لمدنيين نجوا بأعجوبة من الموت، لكنهم حملوا معهم صوراً لجثث وأشلاء واستغاثات جرحى من أبنائهم وآبائهم قضوا نحبهم لعدم تمكن أحد عن مساعدتهم.

ما إن بزغ الفجر حتى حمل المواطن منصور عياد (35 عاماً) طفلتيه حلا وهيام بين ذراعيه، وراح يركض حافياً تحت القذائف المدفعية، لعله يجد مكاناً آمناً يخبئ الطفلتين المرتعشتين فيه، لكن إسرائيل أبت أن يجد الرجل سبيل أمانه، فباغتته بقذيفة باتجاه أحد المنازل ليسقط أرضاً ويسبح بدمائه، كما تطايرت طفلتاه من ذراعيه لتسقط إحداهما على الأرض مقطوعة الرأس وجسدها ممدّد بجانب والدها العاجز أمام هذا المشهد، والأخرى تناثرت أشلاؤها على جدران المنازل المدمرة.

هذه تكاد تكون أصغر قصة من بين الحكايات التي تحكيها المواطنة أم محمد شلدان (50 عاماً) وهي تبكي حرقة من هول ما رأت في «الليلة الغبراء»، فباتت صورة جسد الطفلة المرتعش وهو يتطاير في الهواء يشعرها بخنقة شديدة في صدرها. لا تستطيع سوى أن تقول: «حسبنا الله ونعم الوكيل».

أما هي فكانت بداية نزوحها من القصف مع عائلتها من بيتهم الواقع في شارع المنصورة في الحي، وهو من أكثر الشوارع الذي شهد القصف العنيف. تروي أنها راحت تجري مع بقية جيرانها وأقدامهم ترتعد خوفاً من أن يكون مصيرهم كالعائلات التي أبيدت تحت الأنقاض، أو التي لحقتها قذائف المدفعيات تحت درج المنازل، حيث كانوا يعتقدون أنه أكثر مكان آمن، فصار قبراً جماعياً وبئراً تمتلئ بدماء النساء والأطفال.

كانت النساء يتمسكن بأيدي رجالهن، لعلهن يشعرون بشيء من الأمن المفقود. وتقول أم محمد الحية (40 عاماً) إنها نزحت مع عائلتها المكونة من 15 فرداً، تارة تركض، وطوراً تسير ببطء مقتربة من الجدران لتقي نفسها وأطفالها رصاص الطائرات الحربية التي تطلق في كل صوب، إلى أن وصلت إلى مستشفى الشفاء الذي يبعد عشرة كيلومترات عن بيتها.

هي مسيرة رعب حقيقية عاشها من نجا من الموت. ما إن وصلوا إلى المستشفى حتى ارتموا على الأرض. تقول: «هذا إجرام حقيقي، ما بعرف كيف أوصفه.. هادا كفر حقيقي»، وبطريقة هستيرية راحت تصرخ: «أولادي وين ولادي راحوا، دخيلكم شوفيلي ولادي وين».

في زاوية ليست بعيدة، جلس الطفل كمال العمارين يتوسط شابين من أقربائه ويذرف الدموع على عائلته التي فارقت الحياة بعدما قتلت بدم بارد. بدا خائفاً يتوشح غطاءً شتوياً برغم شدة الحرارة، لكن جسده يرتجف حينما ينظر حوله ويرى الشهداء والجرحى من دون أن ينطق بحرف، ووجهه مغطى بالدماء التي تغطي ملامحه.

على مقربة أيضاً، سيدة أخرى تنزف دماً من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها. يهز صراخها جدران المستشفى وهي تغوص بين الجرحى تبحث عن أبنائها الذين افترقت عنهم في عمليات الإجلاء. لا تعلم من منهم بقي حياً، ومن منهم لقي ربه شهيداً. لم يدم بحثها طويلاً لأن عينيها وقعتا على جثة طفلتها دون رأسها. لم تكن تلك الفتاة تتجاوز عشرة أعوام. حملها المسعفون على نقالة الموتى، لكنهم التفتوا إلى زميل لهم ينادي عليهم ويقول: «يبدو أن هذا هو رأسها». كسرعة البرق، ركضت المرأة نحو ابنتها تحتضن جسدها وتبكيها بحرقة تلتها صرخة قوية أوقعتها مغشياً عليها فوق الجثة. لم يمض وقت طويل حتى أعلن عن وفاة السيدة بسكتة قلبية!

داخل غرف الموتى حكايات أخرى لن تكون أقل قساوة من غيرها، فهذا محمد العرقان يجلس أمام جثة والده الممددة على الأرض، يبكيه ويحدثه كأنه يستمع له: «يابا ماقدرناش نحميك يابا، ايش ذنبنا احنا، ايش عملنا، يابا ارجع وأنا راح ابعدك عن الطخ والقتل، ايش راح نعمل من غيرك». أما جثث الأطفال فكانت ملقاة على الأرض فوق بعضها بعضاً تنتظر ذويها كي يحضروا ليتعرفوا عليها. الثلاجات أيضاً ممتلئة بأشلاء جثث تعود إلى عائلات بأكملها، وحتى كتابة النص لم يجر التعرف عليها.

كل هذا الإجرام حتى تتشفى إسرائيل بالفلسطينيين جراء سبتها الأسود الذي عاشته على أيدي المقاومة الفلسطينية حين أوقعت 14 جندياً إسرائيلياً قتلى في كمين نصبته لهم على الحدود الشرقية لحي الشجاعية. العملية أعلنت عنها كتائب الشهيد عز الدين القسام التي أضافت على المشهد أمس إنها أسرت أحد الجنود ويدعى شاؤول آرون. ولأن الحاضنة الشعبية هي سر قوة فصائل المقاومة، أراد جيش الاحتلال أن يهدم تلك الحاضنة، فصب جام غضبه على الأبرياء المدنيين، ولا يختلف على ذلك اثنان من الناس الذين شردوا من منازلهم، وأهالي الشهداء. يقول أحدهم ويدعى إبراهيم الجرو: «احنا بدنا المقاومة... بدنا اياهم يقتلوهم كلهم، يحرقوهم زي ما حرقوا قلوبنا على اولادنا وأهلنا وأحبابنا»، بصوته العالي الجهوري راح يتابع: «احنا مع المقاومة وكلنا وولادنا ونساؤنا فدا فلسطين والمقاومة... سنبقى نقبل أيدي وأقدام رجال المقاومة، ويا إسرائيل ضلك هيك هزمناكِ بدماء أطفالنا، هزمناكِ برجالنا بمقاومتنا، لن تنتصري يا إسرائيل لن تنتصر يا نتنياهو».

استهداف صحافي وعائلته
تأخر تأكيد خبر استشهاد وإصابة أفراد عائلة ضاهر في حي الشجاعية أمس، حتى جرى التأكد من الجثث والمصابين، في ظل الأعداد الكبيرة من الضحايا داخل المستشفيات. تبين أن الزميل الصحافي محمد ضاهر مصاب إصابة خطيرة بعدما استشهدت ابنته الصغيرة «دانا» التي لم يتعدّ عمرها السنة والنصف مع استشهاد والده ووالدته وعدد من إخوته بعد استهداف بيتهم خلال القصف المكثف فجر أمس. محمد يرقد الآن في العناية المركزة في مستشفى الشفاء وهو بحالة حرجة، إضافة إلى زوجته المصابة. وكان ضاهر يعمل في صحيفة وموقع الرسالة محرراً صحافياً. هذا ليس الاستهداف الأول للصحافيين وإن كان غير مباشر، فهم أهداف مرغوبة لدى الإسرائيليين في ساعات عملهم، وأيضاً هم مستهدفون كالمواطنين المدنيين خلال عودتهم إلى بيوتهم.

لا يعلم إلى أين ستؤول الحالة الطبية لمحمد في ظل الوضع الإنساني المأزوم داخل المستشفيات، لكن مستقبله كما باقي العائلات الفلسطينية سيكون قاتماً بعد استشهاد جل العائلة.


اللواء
ملحمة الدم والنار في غزة: الإحتلال ينتقم لجنوده من الأطفال
القطاع يبتهج بأسر جندي إسرائيلي ومقتل 18 .. والقاهرة تنفي دعوة مشعل لزيارتها

وكتبت صحيفة اللواء تقول "مني الجيش الاسرائيلي بضربة قاسية حيث سقط له 13 قتيل واكثر من ٨٩ جريحا من لواء غولاني الشهير الذي اصيب نائب قائده في كمين محكم لكتائب عز الدين القسام التي اعلنت مساء انها اختطفت جنديا اسرائيليا خلال المعركة ، في خبر اثار فرحا عارما في القطاع حيث خرج الالاف الى الشوارع احتفالا به.

وردا على هزيمة جنودها من قوات النخبة ، ارتكبت اسرائيل مجزرة مروعة في حي الشجاعية في اليوم الرابع عشر للعدوان على قطاع غزة ذهب ضحيتها نحو 100 شهيد وجرح أكثر من 250. وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل لهدنة لوقف العدوان على غزة.

وفي تفاصيل العملية لاكبر عدد من القتلى يسقط في صفوف الجيش الإسرائيلي في يوم واحد منذ المواجهة مع حزب الله في لبنان عام 2006 ذكرت مصادر بالجيش الاسرائيلي أن سبعة من جملة 13 جنديا كانوا في ناقلة جند مدرعة أصابتها صواريخ مضادة للدبابات. وأضافت المصادر أن الآخرين كانوا يتخذون مواقعهم داخل منازل سيطروا عليها.

من جهتها، تحدثت كتائب القسام عن استدراج قوة إسرائيلية حاولت التقدم شرق حي التفاح بغزة إلى كمين معد مسبقا، مما أدى إلى تدميرها بالكامل، وأضافت أن مقاتليها تقدموا بعد ذلك صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيها، وعددهم 14 جنديا صهيونيا. وأعلنت كتائب القسام عن تفجير استشهادي -يحمل عبوة من نوع شواظ- نفسه في دبابة شرق حي الشجاعية، مما أدى لتدميرها.

وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «عندما دخلنا الشجاعية استقبلتنا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف آر.بي.جي ونيران أسلحة ثقيلة كثيفة أطلقت على القوات من المنازل... من المباني المحيطة.» وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون إن إسرائيل أطلقت النار لمحاولة إنقاذ جنودها الذين هوجموا.

ومساء ، قال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام في خطاب متلفز ان القسام «تمكنت من أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون صاحب الرقم (العسكري) 6092065»، مؤكدا ان الجندي المختطف في «قبضة كتائب القسام».

وعلى الاثر خرج الاف الفلسطينيين في شوارع غزة للاحتفال بالخبر فيما اطلق عناصر مسلحون النار في الهواء وعلا التكبير من مآذن المساجد.

وفي المجمل قتل 18 جنديا اسرائيليا ومدنيان اسرائيليان منذ بدء الحملة التي قالت اسرائيل إنها رد على هجمات صاروخية ينفذها نشطاء عبر الحدود.

وعلى الخط الدبلوماسي، عقد مجلس الامن الدولي فجر أمس اجتماعا طارئا حول الوضع في قطاع غزة، كما افاد دبلوماسيون. وعقد الاجتماع بدعوة من الاردن، العضو في مجلس الامن، تلبية لنداء بهذا الخصوص وجهه قبل ساعات الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال عباس في خطاب بثه تلفزيون فلسطين «فشل مجلس الامن في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي.لذلك فانني ادعو لجلسة طارئة اخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الامن».

من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اسرائيل الى «ممارسة اقصى درجات ضبط النفس» لتجنب سقوط مدنيين خلال حملتها العسكرية على غزة.  كما دان الامين العام خلال زيارة الى الدوحة في مستهل جولة شرق اوسطية تهدف لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، «العمل الفظيع» الذي قامت به اسرائيل في حي الشجاعية . وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية القطري خالد العطية «بينما كنت في طريقي الى الدوحة، قتل مزيد من المدنيين من بينهم اطفال في الهجمات العسكرية الاسرائيلية على الشجاعية.

من جهته قال الوزير القطري ان «المشاورات لا زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي». وأتى كلام الوزير القطري بعدما سرت شائعات عن «مبادرة قطرية» للتوصل الى تهدئة في غزة بعدما رفضت حماس مبادرة مماثلة تقدمت بها مصر وقبلت بها اسرائيل. وقال مصدر قطري رفيع إن من المقرر أن تستضيف قطر اجتماعا بين عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس.

وذكر بيان للأمم المتحدة أن بان سيتوجه إلى الكويت ومصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن هذا الأسبوع. وقال المصدر القطري إن عباس سيلتقي أيضا مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس.

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في الأراضي الفلسطينية «بشكل عام على إسرائيل أن توقف كافة أشكال العدوان والاعتداءات وانهاء حصار غزة وأن تقوم بإزالة كل الآثار المترتبة على عدوانها في الضفة الغربية بعد 12 .»

واضافة الى قطر، تشمل جولة بان كي مون كلا من الكويت والقاهرة والقدس ورام الله وعمان. ومن المقرر ان يقابل بان كي مون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة اليوم لمناقشة المقترحات للتوصل الى هدنة في النزاع الدموي في غزة.

وقالت الخارجية المصرية ان محادثات بان كي مون والسيسي ستتركز على الوضع المتدهور في غزة والمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار التي رفضتها حماس رغم قبول اسرائيل بها.

من جهته، اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما امس عن قلقه لارتفاع عدد القتلى في غزة وذلك في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال ان وزير الخارجية جون كيري سيتوجه الى القاهرة في مسعى لانهاء القتال.
وفي مؤتمر صحافي في تل ابيب بعد أن أعلن الجيش نبأ مقتل الجنود تعهد نتنياهو بمواصلة الحملة. وقال «لا يردعنا شيء. سنواصل العملية مادام الأمر يقتضي هذا.» وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتهم حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية لشبكة (سي.إن.إن) إن الجيش يركز على الأهداف العسكرية.

وقال كيري إنه قد يتوجه الى الشرق الأوسط قريبا لمحاولة المساعدة في جهود التوصل الى تهدئة. وأضاف أنه يؤيد الجهود الإسرائيلية لتدمير الأنفاق التي تقول إن نشطاء غزة يستخدمونها لمحاولة التسلل الى اسرائيل وإخفاء الأسلحة.

الى ذلك نفت مصر تماما ما اعتبرتها استمرارا لسلسلة من الأكاذيب والإدعاءات والمراوغات من جانب مسؤولين وقيادات من حركة حماس ضدها. وقال مصدر دبلوماسي مسؤول أنه لا صحة لدعوة مصر خالد مشعل وأنه رفض الدعوة . 

ولفت في تصريحات خاصة إلى أن عددا من قيادات الحركة زعم زوراً وبهتاناً أن مصر قد وجهت دعوة لحركة حماس لاستقبال رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لبحث التهدئة، وأن الأخير رفض هذه الدعوة، وهو أمر عار تماماً من الصحة ولا يمت للواقع بأي صلة حيث لم تقدم مصر الدعوة للحركة أو قياداتها لزياراتها في الفترة الأخيرة.

وفي المواقف ،أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً امس الاول بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس» فإنه تم خلال الاتصال استعراض مجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى تداعيات الأوضاع في المنطقة وتطوراتها.

وأدانت وزارة الخارجية المصرية التصعيد الذي جرى في العمليات العسكرية بقطاع غزة وما خلفه في حي الشجاعية من عشرات الشهداء ومئات المصابين من الأبرياء من أبناء القطاع. 

بدوره ،اتهم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اسرائيل ب»ارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين» في حي الشجاعية.

كما دان مجلس الوزراء الاردني مساء «المجزرة المروعة» التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في حي الشجاعية بقطاع غزة وراح ضحيتها اكثر من ستين شخصا.

وقال اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة ان «حصيلة الشهداء امس هي مائة قتيل على الاقل». واوضح ان «ثلاثة مواطنين على الاقل استشهدوا قبل قليل في قصف للاحتلال على منزل عائلة ابو جامع شرق مدينة خانيونس» جنوب قطاع غزة. وكان القدرة اعلن قبل وقت قصير مقتل فلسطينين احدهما طفل في قصف اسرائيلي على خاني ونس

وكانت اسرائيل وافقت على هدنة انسانية لساعتين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بطلب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر ،ثم عادت ومددتها لساعتين اخريين بحسب الجيش الاسرائيلي.

وبعد الاعلان عن الهدنة، توجهت اجهزة الطوارىء لاخلاء القتلى والجرحى والاشخاص المذعورين الذين بقوا داخل الحي بعد ليلة من قصف الدبابات الاسرائيلية الذي لم يتوقف.

وتناثرت الجثث في الشوارع، وكان بعضها محترقا لدرجة تجعل من الصعب التعرف على اصحابها. وكان من بين القتلى الصغار والكبار، ومن بينهم اكثر من جثة لطفل حملها موظفو عربات الاسعاف الذين عثروا كذلك على بقايا احدى عرباتهم في المكان وقد تطاير زجاج نوافذها واخترقت الشظايا هيكلها بالكامل.


المستقبل
نتنياهو يتحدّث عن دعم دولي «كبير للغاية»
والجيش الإسرائيلي يعترف بـ13 قتيلاً و«حماس» تأسر جندياً
محرقة إسرائيلية في حيّ الشجاعية
 
صحيفة المستقبل تناولت مجزرة الشجاعية وكتبت تقول "حوّلت اسرائيل أمس قطاع غزة الى أرض محروقة بكل معنى الكلمة فصبت قذائفها بـ»دقة عالية» لتصيب فلسطينيين مدنيين لم يجدوا فوق رؤوسهم سقفاً يحميهم، حتى تحول حي الشجاعية الى مقبرة مفتوحة لعشرات الشهداء منهم أطفال كثر، ليبدأ النهار بصور مروعة لأشلاء عائلات بكاملها ولينتهي بإعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود دعم دولي «كبير للغاية» للعدوان، فيما بدا أن حجم الدم الفلسطيني أكبر مما قد يتحمله «الضمير العالمي» لتصدر مواقف خجولة معبرة عن «القلق« بحسب تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس.

عسكرياً، أكد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي مقتل 13 جندياً اسرائيلياً في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، مع اعترافه صباحاً بإصابة قائد لواء النخبة غولاني بجراح متوسطة في اشتباك مع مقاتلي المقاومة شرق حي الشجاعية، وبرز في ساعة متقدمة مساء إعلان حركة حماس أسر جندي إسرائيلي خلال الاشتباكات الدائرة في القطاع.

ففي قطاع غزة تواصل آلة الحرب الإسرائيلية لليوم الثالث عشر على التوالي، إطلاق صواريخها وقذائفها الثقيلة تجاه المواطنين في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 100 مواطن وإصابة 400 آخرين بجروح متفاوتة.

وقام الجيش الإسرائيلي بقصف منازل المواطنين الآمنين في مدن القطاع من الجو والبر والبحر، كان أعنفها على حي الشجاعية شرق مدينة غزة الذي استشهد فيه نحو 70 مواطناً وأصيب أكثر من 350 آخرين بجروح مختلفة، وبتر في الأطراف وحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وتقطّعت أجساد الشهداء وتمزقت وتحولت إلى أشلاء بفعل قذائف دبابات الاحتلال المتوغلة إلى الشرق من الحي، وسط هجوم جوي من الطائرات الحربية.

وأكد أن الاحتلال شرّد نحو 35 ألف مواطن عن مساكنهم من المنطقة الشرقية في مدينة غزة، وتحديداً من أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون، وأصبحوا بلا مأوى في ظروف إنسانية صعبة للغاية، مع إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» نفاد المواد التموينية والأغذية والدواء من مخازنها بشكل تام.

وشهدت كافة مناطق القطاع عدواناً إسرائيلياً شرساً طال البشر والشجر والحجر من رفح جنوباً مروراً بالمحافظة الوسطى ومدينة غزة حتى بيت حانون شمالاً.

ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء منزلاً لعائلة دلول قرب مفرق النديم بحي الزيتون في مدينة غزة بصاروخين وسوته بالأرض، كما قصفت منزلاً لعائلة أبو دية في الحي نفسه.

واستشهد، مساء الأحد، الطفل ريان تيسير أبو جامع (8 أعوام) والمسنة فاطمة محمود أبو جامع (60 عاماً) واستشهد ثالث ما زال مجهول الهوية، وأصيب ثلاثة آخرون بجراح متفاوتة، بقصف مدفعي استهدف منزلهم شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

وقصفت طائرة حربية إسرائيلية شقة سكنية في عمار قرطبة بحي الرمال غرب مدينة غزة، قبيل موعد الإفطار بأقل من ساعة، ما أدى إلى استشهاد المواطنين: سمر أسامة الحلاق (29 عاماً) وكنان أكرم الحلاق (5 أعوام) وهاني محمد الحلاق (29 عاماً) وسعاد محمد الحلاق (62 عاماً) وساجي الحلاق وإبراهيم خليل عمار وأحمد ياسين، وشهيد ثامن لا يزال مجهول الهوية، فيما أصيب 16 مواطناً آخرين بينهم إصابة خطرة، ونقلوا إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.

واستشهد الفتى محمد رجاء هندم (15 عاماً) وإصيب والده بجراح خطيرة جراء قصف منزلهم في مدينة رفح، جنوب القطاع، وتم نقلهما إلى مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة. ولا تزال حصيلة الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب الأعداد الكبيرة من الجرحى ذوي الحالات الصعبة للغاية.

ولكن اعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي ان 13 جندياً اسرائيلياً قتلوا في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وكان جيش الاحتلال قد اعترف صباحاً بإصابة قائد لواء النخبة غولاني بجراح متوسطة بعد تعرضه مع مجموعة من الجنود لاشتباك شرق حي الشجاعية حيث تم نقله للعلاج في مستشفى شيبا بتل أبيب.

وذكرت إذاعة الجيش أن 26 جندياً إسرائيلياً أصيبوا بجراح مختلفة منذ ساعات الليل وحتى الصباح بعد ليلة حافلة بالاشتباكات في أكثر من مكان من القطاع. ووصف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي المعارك التي خاضها جنود الاحتلال مع المقاومة الفلسطينية بأنها طاحنة.

وكانت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أعلنت في ساعة مبكرة من فجر اليوم أنها قتلت 14 جندياً إسرائيلياً في كمين. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، انها اختطفت جندياً اسرائيلياً ليل أمس في قطاع غزة، في خبر اثار فرحة عارمة في القطاع حيث خرج الآلاف الى الشوارع احتفالاً به. وقال ابو عبيدة المتحدث باسم الكتائب في خطاب متلفز ان القسام «تمكنت من أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون صاحب الرقم (العسكري) 6092065»، مؤكداً أن الجندي المختطف في «قبضة كتائب القسام».

وعلى الاثر خرج آلاف الفلسطينيون في شوارع غزة للاحتفال بالخبر فيما اطلق عناصر مسلحون النار في الهواء وعلا التكبير من مآذن المساجد. وعقب اعلان كتائب القسام قال سامي ابو زهري المتحدث باسم «حماس» في بيان مقتضب ان «إعلان القسام أسر أحد الجنود الصهاينة هو انتصار كبير للمقاومة وانتقام لدماء الشهداء». ورداً على سؤال عن الواقعة اكد الجيش الاسرائيلي انه «يتحقق» من صحة ما اعلنته القسام.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، انه يحظى بدعم عالمي «كبير للغاية» في العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة التي قتل فيها 437 فلسطينياً في 13 يوماً. وقال نتانياهو: «نحن نقوم بعملية معقدة ومكثفة وعميقة داخل قطاع غزة، وهي تحظى بدعم دولي. وهذا الدعم من قبل المجتمع الدولي للعملية التي يقوم بها الجيش كبير للغاية». وبحسب نتانياهو، فان اسرائيل كسبت «الشرعية الدولية» لعمليتها العسكرية ضد قطاع غزة بعد قبولها لمقترح هدنة تقدمت به مصر في الخامس عشر من تموز الماضي رفضته حركة حماس.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الذي شارك في المؤتمر الصحافي الى جانب نتانياهو ان عملية تدمير الانفاق بين قطاع غزة واسرائيل ستنتهي سريعاً. وقال: «اعتقد ان القسم الاكبر من الانفاق سيدمر خلال يومين او ثلاثة».

وتأتي تصريحات نتانياهو بعد وقت قصير من إلقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري اللوم على حركة حماس في استمرار النزاع في قطاع غزة، مؤكداً انها ترفض جميع الجهود لوقف اطلاق النار. وقال كيري لتلفزيون اي بي سي: «عرض عليهم وقف اطلاق النار الا انهم رفضوه»، مشيراً الى ان حماس رفضت «بتعنت» جهود وقف النزاع «برغم ان مصر وآخرين دعوا الى وقف اطلاق النار». وقال ان حماس تسببت بذلك في «مزيد من التحركات» من قبل الاسرائيليين لوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل.

وأبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس، قلقه البالغ من تزايد عدد الضحايا في حرب غزة. وقال أوباما ان وزير الخارجية جون كيري سيتوجه الى القاهرة في مسعى لانهاء القتال. وقال البيت الابيض ان اوباما دان الهجمات التي تشنها حركة حماس على اسرائيل كما اعرب عن «قلقه البالغ بشأن ارتفاع عدد القتلى بما في ذلك ارتفاع عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين في غزة وسقوط جنود اسرائيليين»، مضيفاً أن كيري سيتوجه الى العاصمة المصرية «قريباً». وجاء بيان البيت الابيض في اليوم الذي يعد الاكثر دموية في النزاع في غزة منذ خمس سنوات حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين المئة، كما قتل 13 جندياً اسرائيلياً.

وقال البيت الابيض إن «الرئيس أوباما ورئيس الوزراء نتانياهو تحدثا مرة اخرى صباح اليوم (أمس) عبر الهاتف في ثاني مكالمة لهما خلال ثلاثة ايام لمناقشة الوضع في غزة». واضاف انهما «ناقشا العملية العسكرية الاسرائيلية المتواصلة» بما في ذلك «سقوط جنود اسرائيليين»، مشيراً إلى أن أوباما «اعاد التأكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها». وقال البيت الابيض ان كيري سيسعى الى التوصل الى «وقف فوري للاعمال العدائية استناداً الى العودة الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني 2012»، مؤكداً ضرورة حماية حياة المدنيين «في غزة وفي اسرائيل».

وكانت الصدفة سبباً في الاستماع الى وزير الخارجية الأميركي بطريق الخطأ أمس، وهو يعبر عن قلقه على ما يبدو لمقتل مدنيين خلال الحملة الإسرائيلية على غزة. وفي حوار تسرب عبر مكبر صوت مفتوح قبل إجراء مقابلة ألقى كيري ما يبدو أنه تعليق تهكمي عن إصرار إسرائيل على أنها تبذل أقصى ما في وسعها لتفادي سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في العملية ضد نشطاء حماس. وقال خلال مكالمة هاتفية «يا لها من عملية دقيقة. يا لها من عملية دقيقة».

وقال كيري في تعليقه المسرب وهو يتحدث مع أحد مساعديه على ما يبدو «يجب أن نذهب الى هناك. أعتقد يا جون أن علينا الذهاب الليلة. أعتقد أن من الجنون الجلوس من دون أن نفعل شيئاً». وحين طلب من كيري تفسير تعليقاته لم ينتقد اسرائيل وأكد حقها في الدفاع عن نفسها. وقال: «رد فعلي هو رد فعل أي شخص في ما يتعلق بالأطفال الصغار والمدنيين. لكن الحرب قاسية».

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة من اجل تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال عباس في خطاب بثه تلفزيون فلسطين: «فشل مجلس الامن في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي. لذلك فانني ادعو لجلسة طارئة اخرى وعاجلة هذه الليلة (أمس) لمجلس الامن». واضاف: «ما قامت به قوات الاحتلال الغاشم اليوم (أمس) في حي الشجاعية بقطاع غزة هو جريمة في حق الإنسانية ومجزرة بشعة ستحاسب عليها ولن يفلت مرتكبوها من العقاب». وبحسب عباس، فان «الوضع لا يحتمل»، مطالباً المجتمع الدولي «بتحمل مسؤولياته في هذه اللحظة الخطيرة ونطالب بحماية فورية دولية لشعبنا الفلسطيني». وكرر عباس على «ضرورة التزام الجميع بوقف اطلاق النار وفق المبادرة المصرية حقنا للدماء».

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها