23-04-2024 03:50 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 14-07-2014: غزة.. عدوان ومقاومة ترسم معادلات وتضع شروطاً

الصحافة اليوم 14-07-2014: غزة.. عدوان ومقاومة ترسم معادلات وتضع شروطاً

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 14-07-2014 عدة مواضيع كان أبرزها العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة ورد المقاومة الفلسطينية


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 14-07-2014 عدة مواضيع كان أبرزها العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة ورد المقاومة الفلسطينية.. بالاضافة الى مستجدات الأوضاع في سوريا ولبنان والعراق.. وغيرها..

السفير
تصدٍ لإنزال بحري وخرقٌ لـ"القبة"..وتحركٌ عربي خجول!
المقاومة ترسم معادلة "تل أبيب مقابل غزة"

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "وبعد ستة أيام من حرب "الجرف الصامد" على قطاع غزة، لخص المراسل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية الوضع قائلا: "إسرائيل كانت تود أن يتوقف إطلاق النار في غزة قبل ساعة أو ساعتين، بعد أن تجثو حماس على ركبتيها وترفع راية بيضاء، ولكن لا يبدو أن هذا سيحدث في هذه الجولة وليس في قطاع غزة".

وفي اليوم السابع كانت المقاومة في غزة تسجل أنها في ستة أيام دكت تل أبيب ومحيطها فقط بما لا يقل عن 47 صاروخاً، فيما تطلق صافرات الإنذار في حيفا بعد سقوط صاروخ من غزة شمال حيفا.

وشكل يوم أمس "يوم الصافرات العالمي" حين انطلقت صافرات الإنذار من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وصولا إلى نهاريا، بفضل صليات الصواريخ المتواصلة التي أمطرت المدن والمستوطنات الإسرائيلية.

وأفلحت الصواريخ الفلسطينية في اختراق "القبة الحديدية" وتحقيق إصابات مباشرة في عدد من المدن، وخصوصاً في بئر السبع وأسدود وعسقلان. وأثبتت "حماس" و"الجهاد الإسلامي" أنه حتى بعد ستة أيام من القتال لا تزال قدرة السيطرة ووتيرة الإطلاقات والتصدي الميداني عالية جداً، ما خيب آمال الإسرائيليين في نهاية سريعة للمعركة.

وفي اليوم السابع للمجازر الإسرائيلية بحق اهالي غزة، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً اليوم لبحث موضوع العدوان على القطاع وتنسيق التحركات العربية والاتفاق على الدعم المادي الذي ستقدمه الدول العربية الى غزة.

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي عقد للمرة الأولى اجتماع حكومته في قبو هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، "أنني لا أعرف متى تنتهي العملية، ونحن مستعدون لاستمرارها". وأشار إلى "أننا نضرب حماس بشدة متزايدة"، مبرراً عدم قدرة جيشه على الحسم "باستخدام حماس سكان القطاع كدروع بشرية". وقال، في موضع تبرير استهداف المدنيين الفلسطينيين، "من يستتر في المساجد؟ حماس. من وضع مخازن سلاح تحت المستشفيات؟ حماس. من أنشأ قيادات في بيوت سكنية، أو قرب رياض الأطفال؟ حماس. إن حماس تستخدم سكان القطاع دروعاً بشرية وهي تجلب الكارثة على مواطني غزة، لذلك فإن مسؤولية كل مساس بالمدنيين في غزة - ونحن نأسف له - يقع على حماس وشركائها فقط".

وقد جاء كلام نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته، في ظل تبادل اتهامات مبطنة بين المستويين السياسي والعسكري حول مسؤولية الفشل في عدم الحسم. فالجميع يعتقد أن إسرائيل تقف أمام مفترق طرق مهم يحدد مصير العملية برمتها: هل ترغب في الانتقال إلى معركة برية أم تلجأ إلى اتفاقات وقف إطلاق نار جديدة. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي لا يسوِّق بضاعته جيداً حتى لدى الحكومة، فبعد أن نال تفويضاً بتجنيد 40 ألف جندي احتياط، وبعد أن حشد ثلاثة ألوية مشاة ولواءي مدرعات حول غزة موحياً بقرب الهجوم البري، يجد نفسه يتقدم خطوة ويرجع خطوات إلى الوراء.

وبعد أن كان قائد سلاح الجو الإسرائيلي قد أعلن أن بوسع سلاحه تحقيق الأهداف ذاتها للعملية البرية من دون المجازفة بأرواح الجنود، خرج متحدث باسم الجيش ليعلن أن قائد السلاح لم يقل هذا الكلام. وجاء هذا التراجع بعد أن فهم منه أن الجيش ليس في وارد شن المعركة البرية. وتعرض الجيش لانتقادات من جانب سياسيين لاحظوا عدم حماسه للعملية البرية. وقد اختبر الجيش نفسه في عملية برية قام بها الكوماندوس البحري "شييطت 13" لتفجير ما وصفه بمخازن صواريخ على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات عن الحدود. لكن "الصياد" وقع في المصيدة، حيث أمطرهم مقاتلون من "كتائب القسام" و"سرايا القدس" بوابل من نيرانهم وأصابوا أربعة منهم. واضطر الجيش الإسرائيلي لتشكيل فرق إنقاذ بحري وجوي، مستخدماً الطوافات وطائرات "إف 16" وبوارج حربية لتخليصهم من الكمين الذي وقعوا فيه.

وأثرت نتائج هذه العملية على معنويات القادة والجنود الإسرائيليين الذين لم يعودوا يتحدثون عن عملية برية إلا لهدف واحد، وهو تفجير أنفاق قريبة من الحدود وبعمق لا يزيد عن كيلومترين. ومن الجائز أن الحديث عن مثل هذا الهدف جعل الجيش الأقوى في المنطقة موضع هزء وانتقادات لإعداده وحوافزه القتالية. وهذه الانتقادات دفعت رئيس الأركان الجنرال بني غانتس ليسرب للمراسلين العسكريين معلومات مفادها أنه تواق لعملية برية، خصوصاً بعد انتهاء مهمات القصف الجوي والبحري، لكنه بحاجة إلى تحديد واضح لأهداف هذه العملية البرية. كما أشارت مصادر عسكرية إلى أن العائق في الحسم هو أن المستوى السياسي يريد توجيه ضربة قوية لـ"حماس" لا تطيح قدرة هذه الحركة على حكم غزة.

ويظهر أن الخيبة باتت نصيب الكثير من القادة اليمينيين في إسرائيل. فقد استخدم نائب وزير الدفاع، من "الليكود"، داني دانون تعبيراً سابقاً لوزير الدفاع موشي يعلون هو "كي الوعي" ليشير إلى مقدار الخيبة من النتيجة الحالية. فقد قال "حالياً ليس هناك كيٌ في الوعي من الضربة الإسرائيلية.. ينبغي زيادة الضغط الاقتصادي، إذ لا يجوز أن نضخ إلى غزة الوقود والكهرباء فيما هم يطلقون النار علينا". وقال في نوع من الانتقاد أيضاً "أنا مع ضرب من يطلق الصواريخ علينا، حتى لو كان المقابل هو تدمير سلطة حماس".

أما قائد سلاح البحرية السابق الجنرال أليعزر ماروم فقال "إننا إذا واصلنا القصف من الجو فإنني لا أعتقد أن بوسعنا إنهاء المعركة قريباً". وأضاف "أننا نصل إلى استنفاذ قدرات سلاح الجو، ما يطرح الآن السؤال المعقد والصعب: ما الذي نريد تحقيقه. هل نريد إعادة الهدوء، بالوسع فعل ذلك، لأني أظن أن حماس معنية جداً بوقف النار".

وانطلق الجيش الإسرائيلي في مهمة تجمع بين ترويع المدنيين ومحاولة رفع منسوب الدم الفلسطيني تبريراً لحالة العجز التي يعيشها. وارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 170 شخصاً، بينهم 56 سقطوا أمس الأول. كما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 1150. ووزع الجيش الإسرائيلي منشورات تطالب سكان بيت لاهيا في شمال القطاع بمغادرة منطقتهم جنوباً، حتى يتسنى له تنفيذ عملية برية. ويبرر بعض القادة الإسرائيليين تأخر تنفيذ هذه العملية بعدم تجاوب السكان الفلسطينيين مع هذه المنشورات والخشية من تكرار مجزرة قانا اللبنانية في غزة. لكن هذه المقارنة يطرحها الجيش الإسرائيلي رسمياً من خلال عودته للحديث عن "نظرية الضاحية" وإمكانية تطبيقها في الشجاعية في مدينة غزة. وفي هذا الإطار عزز من غاراته على بيوت نشطاء وجمعيات خيرية، بل ومساجد ومدارس، ساعياً إلى تشكيل أثقل ضغط على "حماس" لتقبل بوقف إطلاق النار.

وليس صدفة أن غالبية الحديث عن وجوب وقف النار يأتي من جهات غربية، كانت أميركا في مقدمتها. وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجدداً خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو "استعداد الولايات المتحدة لتسهيل وقف الأعمال العسكرية على أن يشمل ذلك عودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني العام 2012".

ويبدو أن الإدارة الأميركية أصبحت في عجلة من أمرها لإنجاز اتفاق لوقف النار. غير أن مثل هذا الاتفاق صار يواجه مصاعب متراكمة. فإسرائيل التي يخشى رئيس حكومتها من اليمين المتشدد إن عاد إلى اتفاق "عمود السحاب" العام 2012، الذي رتبته مصر محمد مرسي والإدارة الأميركية، تصر على مطالب أخرى ولو شكلية. وهي تعرض وجوب إيجاد آلية تمنع "حماس" لاحقاً من إنتاج الصواريخ وتجرد غزة من هذه القدرة. ويرون في نموذج التعامل الأميركي مع سوريا بتجريدها من سلاحها الكيميائي صيغة مفضلة. وبديهي أن "حماس" لا يمكنها القبول بذلك، لأن هذا يعني بأشكال مختلفة تجريداً لها من سلاحها. وأعلن الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ أطلق من الأراضي السورية على الجزء المحتل من الجولان.

وبالمقابل فإن "حماس" تطالب برزمة، بينها فك الحصار عن قطاع غزة بشكل تام، بما في ذلك فتح معبر رفح والإفراج عن محرري صفقة جلعاد شاليت ممن اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية بعد اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية. كما تطالب الحركة أيضاً بتسهيل وصول المساعدات المادية والمالية إلى غزة. وظهر أن قطر وتركيا وعدة دول أوروبية ترغب في لعب دور الوسيط، ونقلت صيغاً لهذا الطرف أو ذاك. لكن إسرائيل تصر على وحدانية الدور المصري، وهو أمر لا يزال يصطدم بطبيعة العلاقة المتوترة القائمة بين "حماس" والحكم الجديد في مصر.

ويعتقد خبراء في إسرائيل أن مطالب "حماس" ممكنة التحقيق، خصوصاً أن جانباً مهماً من جوانب الحصار قد أزيل بعد حرب "عمود السحاب" وأن حكومة "التوافق" الفلسطينية تستطيع إعادة فتح معبر رفح بعد نشر الحرس الرئاسي هناك. أما مسألة الإفراج عن محرري صفقة شاليت فيمكن لإسرائيل فعل ذلك ضمن اتفاق سري ينفذ لاحقاً، ويتم إخراجه على أساس قضائي. لكن مثل هذا الاتفاق كفيل بتفجير صراع بين نتنياهو واليمين المتطرف، خصوصاً أن علاقته متوترة مع كل من زعيم "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان و"البيت اليهودي"، نفتالي بينت. وسيدعو هؤلاء اليمين إلى البحث عن زعيم له أقوى من نتنياهو الذي بات يوصف بالضعيف.


النهار
إسرائيل تنذر سكّان غزة وكيري يعرض وساطة

وتناولت صحيفة النهار العدوان على غزة وكتبت تقول "في اليوم السادس للحرب الاسرائيلية على غزة، توعدت تل ابيب بتكثيف هجومها على القطاع بعدما دعت سكان شمال غزة الى اخلاء منازلهم، والقت الطائرات الاسرائيلية مناشير حضت فيها المدنيين على مغادرة منازلهم "فورا"، فيما تواصلت الدعوات الى وقف النار على الصعيد الديبلوماسي.

وقال الجيش الاسرائيلي ان "هذه المناشير تطلب من السكان الابتعاد، من اجل سلامتهم، عن ناشطي حماس ومواقعهم". وحذر الناطق باسم الجيش الجنرال موتي الموز من ان على الفلسطينيين ان يأخذوا "هذا التهديد على محمل الجد"، مؤكدا ان الامر لا يتعلق بـ"اجراء نفسي".

واوضح مسؤول عسكري رافضا ذكر اسمه ان الهجوم الذي يشمل قصفا متزايدا لشمال غزة سيبدأ مساء الاحد (امس) بعد يوم من الهدوء النسبي سقط خلاله ثلاثة قتلى في مقابل 56 السبت.

وطلبت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي تسيطر على القطاع من السكان عدم الامتثال لاوامر الجيش الاسرائيلي وملازمة منازلهم. وقالت اجهزة الصحة الفلسطينية ان 166 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين قتلوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي الثلثاء.

وفّر آلاف من سكان غزة من شمال القطاع في سيارات او سيرا او حتى مستخدمين عربات الخيل حاملين معهم ما استطاعوا من لوازم. ولجأ نحو اربعة الاف من السكان الى ثماني مدارس محلية تديرها وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا".

واحصت اسرائيل سقوط50 صاروخا في اراضيها منذ منتصف ليل السبت فيما دمرت منظومة "القبة الحديد" عشرة اخرى. وفي المحصلة، سقط نحو 700 صاروخ على اسرائيل ودمر اكثر من 150 منذ بدء الهجوم من غير ان توقع هذه الصواريخ ضحايا. وبعد ظهر الاحد، دمر صاروخان فوق تل ابيب.

ونشبت دوامة العنف الجديدة بعد فقدان ثلاثة اسرائيليين هم طلاب مدرسة تلمودية في الضفة الغربية والعثور على جثثهم بعد ذلك. واتهمت اسرائيل "حماس" بخطفهم. واعقب ذلك خطف شاب فلسطيني واحراقه حيا على أيدي متطرفين يهود.

ووعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء بان تضرب اسرائيل "حماس بقوة اكبر"، متهما الحركة باستخدام "السكان دروعاً بشرية".

وجاء في تقرير لمكتب الامم المتحدة المكلف الشؤون الانسانية ان 70 في المئة من الضحايا مدنيون وبينهم 35 طفلا و26 امراة.

وفجر الاحد، قامت قوة كوماندوس من البحرية الاسرائيلية للمرة الاولى بعملية توغل برية من أجل تدمير موقع لاطلاق الصواريخ. واعلن الجيش انه "تم تنفيذ العملية بنجاح"، وأن اربعة جنود اصيبوا بجروح طفيفة في تبادل للنار، الامر الذي اكدته "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس".

ومنذ منتصف ليل السبت شنت المقاتلات الاسرائيلية اكثر من 20 غارة، فارتفع الى 1330 عدد "الاهداف الارهابية" التي هوجمت منذ بدء العملية قبل ستة ايام.

وفي رام الله، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الى وضع دولة فلسطين رسميا "تحت نظام الحماية الدولية للامم المتحدة".

ودعا البابا فرنسيس في نداء من اجل السلام في غزة، في صلاة الاحد، الى "خطوات ملموسة لبناء السلام".

ديبلوماسيا، أبدى وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجددا خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو "استعداد الولايات المتحدة لتسهيل وقف الاعمال العسكرية على ان يشمل ذلك عودة الى اتفاق وقف النار لتشرين الثاني 2012". وبحث كيري مع نظرائه البريطاني والفرنسي والالماني في فيينا في الازمة في غزة.

ويتوجه وزيرا خارجية المانيا فرانك- فالتر شتاينماير وايطاليا فيديريكا موغيريني الاسبوع المقبل الى الشرق الاوسط، على ان تلتقي الوزيرة الايطالية نتنياهو وعباس كون بلادها تراس حاليا الاتحاد الاوروبي.

وكان مجلس الامن دعا مجددا السبت في بيان الى انهاء العمليات العسكرية و"حماية المدنيين".


الأخبار
سلّم أميركي لإسرائيل... يصطدم بشروط المقاومة

وحول العندوان على غزة كتبت الأخبار تقول "هي المحاولة الأخيرة التي تسعى من خلالها إسرائيل إلى النزول عن شجرة العدوان التي تسلّقتها، بسلّم أميركي. وساطة جدّد جون كيري عرضها أمس على بنيامين نتنياهو، مرفقة بتحرك أوروبي، وأحاديث عن محاولات إقليمية تتهيأ لها تركيا وقطر ومصر. الهدف يبدو واضحاً: تجنيب جيش الاحتلال مغامرة بريّة، الكل مقتنع بأن تكلفتها ستكون كبيرة، في ظل تصعيد صاروخي من المقاومة، شمل إسرائيل كلها، وبلغ مدينة نهاريا القريبة من الحدود اللبنانية. مستوى عالٍ من الأداء، أربك جهات عديدة في الدولة العبرية بدأت التعبير، عبر وسائل الإعلام، عن مستوى من النقد والدعوات إلى وساطة تنهي الأزمة التي تشكل الكيان. بل سمح للمقاومة برفع سقف شروطها لإعادة العمل بالتهدئة. شروط يتصدرها وقف العدوان ورفع الحصار وحق الرد على أي عدوان لاحق وفتح معبر رفح بشكل دائم وحل معضلة تدفق الأموال إلى غزة

من تجنب العملية البرية في 2012 هو بنيامين نتنياهو نفسه الذي يرأس الحكومة الإسرائيلية هذه الأيام في حربها الثانية على غزة. في ذلك اليوم، اشتم الإسرائيليون رائحة الكورنيت في غزة بعدما استخدمت المقاومة (تحديداً سرايا القدس، «الجهاد الإسلامي») هذا الصاروخ في غير مهمته (مضاد للدروع) مستهدفة منزلاً في مستوطنة شمال القطاع، ما أدى إلى مقتل اثنين، وفي المحصلة تم الاستغناء عن فكرة الدخول والاشتباك المباشر.

اليوم، لا يحتاج أحد ليؤكد للجيش الإسرائيلي أن «الكورنيت» موجود في غزة «بوفرة» بعدما استخدمته كتائب القسام («حماس») قبل يومين، وأمس عادت السرايا لتنشر مقطع فيديو أظهر استهداف جيب إسرائيلي بالسلاح نفسه على حدود رفح (جنوب القطاع).

الواقع الجديد لتطور سلاح المقاومة فرض على الإسرائيلي حالة التأني قبل إعلانه أي عملية برية، مع أن حشوده جاهزة على تخوم القطاع. هذا في أول يومين للحرب. لكن رسائل أمس وما قبله في الاشتباك البحري المباشر ضد تسلل وحدات من القوات الإسرائيلية الخاصة على بحر الشمال (منطقة السودانية)، كلها قدمت إشارات واضحة لنتنياهو حتى لا يغامر بمستقبله السياسي في معركة بات واضحاً أن تكلفتها ستكون كبيرة.

لكن، كيف يمكن النزول عن السلّم؟ علماً بأن المطالب الإسرائيلية هذه المرة أكثر تواضعاً لجهة أنها لم تطلب كالسابق «إنهاء حكم حماس»، بل الاكتفاء بـ«منع إطلاق الصواريخ»، وإن شطحت بعض المصادر العبرية لتنثر حديثاً عن تعهد عربي بالضغط على المقاومة لإلقاء سلاحها ووقف تصنيع الصواريخ، في مقابل مليارات الدولارات للتنمية في غزة ضمن هدنة طويلة المدى.

كل هذا البيض المتناثر، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تجميعه في سلة واحدة، وخاصة أن إدارته أبدت موافقتها على «خطوات إسرائيل في الدفاع عن نفسها» بشرط أن تؤتي هذه الخطوات ثمارها، وألا تصل مساعي الجيش الإسرائيلي إلى إخفاق يصعّب على الأميركي إنقاذ حليفه.

من هنا، جدد كيري عرض رئيسه، باراك أوباما، الوساطة، وذلك خلال اتصاله بنتنياهو أمس، ما دعا المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت الإسرائيلي) إلى الاجتماع لبحث «الدعوات الدولية إلى التهدئة». وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن «الكابينيت» اجتمع لبحث الحرب على غزة، مع أن القصف المكثف الذي يشنه الطيران الحربي لا يزال متواصلاً وخاصة على المناطق التي أخلاها السكان شمال القطاع بعد إلقاء مناشير واضحة تهدد بمحو المنطقة. لكن الإذاعة أشارت إلى أن الهجوم بالقذائف الصاروخية الكثيف الذي شنته المقاومة أمس يشير إلى أنها «لا تتجه إلى التهدئة على عكس التوجه الدولي».

كيري أكد لنتنياهو، خلال الاتصال، أن بلاده على استعداد للعمل في دور الوساطة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار بموجب التفاهمات التي أعقبت عدوان عام 2012. ومع أنه «استنكر استمرار إطلاق الصواريخ من غزة وأوضح أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، فإنه طلب من نتنياهو «الامتناع عن التصعيد»، مع الإشارة إلى أن الوزير الأميركي اجتمع أمس مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا في فيينا لبحث القضية النووية الإيرانية، لكنهم تطرقوا على هامش الاجتماع إلى غزة.

ولم تحمل واشنطن سلم التهدئة وحدها، بل برزت تصريحات أوروبية داعمة لهذا الاتجاه، منها قول وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يقف على رأس سلّم أولويات باريس، كما أطلق وزير الخارجية البريطاني دعوة مماثلة، في حين أنه يتوقع أن يصل إلى تل أبيب هذا الأسبوع وزراء خارجية ألمانيا وإيطاليا للغرض نفسه.

هذا الحشد الدولي لا يأتي، كما هو واضح، لإنقاذ الطرف الفلسطيني من النار الإسرائيلية التي فتكت بـ 166 شهيداً وما يزيد على 1092 إصابة حتى منتصف الليل، بل في سياق إنقاذ إسرائيل من الورطة التي وصلت إليها «والفضيحة الكبرى المنتظرة بعد الإخفاق الذريع على المستويين الاستخباري والاستراتيجي»، وفق توصيف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح، في خطابه المتلفز أمس.

وقال شلح، بالتزامن مع إدخال المقاومة مدناً محتلة جديدة تحت إطار النار، إن «الاحتلال عاجز عن تحقيق أي من أهدافه في العدوان المتواصل». وأضاف، في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، إن «الاحتلال يذهب في عدوانه إلى اللاهدف بعدما حاول تصدير أزماته الداخلية، وإذا به يأتي بصواريخ المقاومة إلى تل أبيب وما بعدها».

في مقابل حديث كيري عن اتفاق التهدئة السابق كإطار للوساطة المقبلة، شدد شلح على أن «معادلة تهدئة مقابل تهدئة وفق اتفاق عام 2012 انتهت، ولن تقف الحرب الجارية دون رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وتأكيد الحق الفلسطيني في الرد على أي عدوان إسرائيلي لاحق»، وهي الشروط نفسها التي ذكرها النائب في المجلس التشريعي عن كتلة «حماس» البرلمانية، مشير المصري في سياق حديث إلى «الأخبار»، ما يظهر جلياً وجود تنسيق وتوافق بين الحركتين بالنسبة إلى شروط التهدئة.

على مستوى الوساطة، نفى شلح وجود «وسيط جدي»، لكنه ذكر في الوقت نفسه أن «الوسيط الذي يستطيع لجم إسرائيل هو شريكتها في العدوان، أي الإدارة الأميركية التي تدافع عن حق الاحتلال في الدفاع عن نفسه»، مناشداً مصر أخذ دورها في الدفاع عن الفلسطينيين.

وبينما استمرت سياسة قصف المنازل بصورة عنيفة، وخاصة بعد مجزرة تعرضت لها عائلة البطش شرق مدينة غزة وأودت بحياة 18 من أفرادها، واصلت المقاومة إطلاقها الصواريخ بالمعدل نفسه لليوم السادس على التوالي (نحو 150 صاروخاً في اليوم). كذلك هي وسّعت دائرة النار لتدخل فيها مدينة نهاريا القريبة من الحدود اللبنانية، وتبعد حوالى 170 كم عن القطاع، وهي المرة الأولى التي تستطيع فيها المقاومة في غزة إيصال صواريخها إلى هذا المدى. ودوت أمس صفارات الإنذار في جميع مدن الساحل الفلسطيني من عسقلان جنوباً حتى نهاريا في الجليل الأعلى، كما جددت المقاومة قصف مدن أسدود والخضيرة وتل أبيب، فيما أعلنت سرايا القدس أنها قصفت نتانيا لأول مرة بصاروخ «براق 100».


اللواء
نتنياهو لاستمرار «تدمير غزّة».. وعبّاس يطلب الحماية الدولية
وفد وزاري عربي إلى نيويورك.. وفشل توغُّل إسرائيلي.. و170 شهيداً في الغارات

كما تناولت صحيفة اللواء المستجدات في غزة وكتبت تقول "توعدت اسرائيل امس بتكثيف هجومها على قطاع غزة بعدما دعت سكان شمال القطاع الى اخلاء منازلهم، وذلك في اليوم السادس من هذا الهجوم ردا على اطلاق صواريخ على اراضيها.

ووعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس في الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء بان تضرب اسرائيل «حماس بقوة اكبر»، متهما الحركة باستخدام «السكان كدروع بشرية».

ولاحقا، حمل نتنياهو حركة حماس المسؤولية الكاملة عن مقتل مدنيين في غزة لانها تضع صواريخها وقواعد اطلاق تلك الصواريخ «في منازل ومستشفيات وقرب مساجد». ورفض نتنياهو  في مقابلة مع قناة  (سي.بي.إس)  الاميركية مناقشة وقف إطلاق النار أو تقديم إطار زمني للعملية الجارية في غزة.

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجددا خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو امس «استعداد الولايات المتحدة لتسهيل وقف الاعمال العسكرية على ان يشمل ذلك عودة الى اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني  2012». وبحث كيري مع نظرائه البريطاني والفرنسي والالماني في فيينا الازمة في غزة.

ويتوجه وزيرا خارجية المانيا فرانك فالتر شتايمناير وايطاليا فيديريكا موغيريني الاسبوع المقبل الى الشرق الاوسط، على ان تلتقي الوزيرة الايطالية نتنياهو وعباس كون بلادها تتراس حاليا الاتحاد الاوروبي.

بالمقابل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وضع دولة فلسطين رسميا «تحت نظام الحماية الدولية للامم المتحدة». وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقاء مع ربروت سري ممثل الامين العام للامم المتحدة في مكتبه برام الله وتسلميه رسالة خطية» هذه الرسالة تتلخص في ان القيادة الفلسطينية قررت ان تطلب من الامين العام ان يدرس موضوع وضع الاراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية.» واضاف عباس قائلا «نأمل أن يأتي الجواب سريع لان الوضع لم يعد يحتمل لان الهجمات الاسرائيلية متواترة ليل نهار.»

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية ان عباس طلب من الوفد الفلسطيني المشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم أن يدعو الدول العربية لمساندة الطلب الفلسطيني بتوفير الحماية الدولية. اضاف الوكالة ان عباس طلب من الوفد ان يصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب دعوة لعقد جلسة خاصة لمجلس الامن على مستوى وزراء الخارجية لإتخاذ قرار واضح لوضع حد للعدوان الاسرائيلي وإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار واحترامه.

ومن المقرر ان يقوم وفد وزاري عربي  بزيارة الي نيويورك لمتابعة التحركات في مجلس الامن لوقف العدوان علي غزة.

من جهته، اعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إيهاب بدوي، ان «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحث هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل تواصل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة».

وجدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعوته الى وقف لاطلاق النار «في اسرع وقت» بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك في خطابه الى الجيوش الفرنسية عشية العيد الوطني في 14 تموز  وقال هولاند ان الشرق الاوسط يشهد «تصعيدا مع اطلاق صواريخ مصدرها غزة ورد مصدره اسرائيل وعدد كبير من الضحايا الفلسطينيين».

ودعا البابا فرنسيس في نداء من اجل السلام في غزة، في صلاة امس ، الى «خطوات ملموسة لبناء السلام».

ميدانيا، استشهد سبعة عشر فلسطينيا على الأقل بينهم أطفال ونساء وأصيب أكثر من خمسة وعشرين آخرين منذ فجر اليوم مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقد واصل سلاح الجو الإسرائيلي غاراته الجوية مستهدفا عدة مناطق في القطاع. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية ارتفع عدد الضحايا منذ بدء العدوان إلى 170 شهيدا و 1100 جريح على الأقل من بينهم حالات حرجة. والقى الطيران الاسرائيلي مناشير فوق شمال قطاع غزة القريب من الحدود مع اسرائيل حض فيها المدنيين على مغادرة منازلهم «فورا» فيما تواصلت الدعوات الى وقف اطلاق النار على الصعيد الدبلوماسي. وحذر المتحدث باسم الجيش الجنرال موتي الموز ان على الفلسطينيين ان يأخذوا «هذا التهديد على محمل الجد» مؤكدا ان الامر لا يتعلق بـ «اجراء نفسي».

وقالت اجهزة الصحة الفلسطينية ان 166 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين قتلوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي الثلاثاء الفائت. وفر الاف من سكان غزة من شمال القطاع في سيارات او سيرا او حتى مستخدمين عربات الاحصنة حاملين معهم ما استطاعوا من لوازم . وفجر امس، قامت قوة كومندوس من البحرية الاسرائيلية للمرة الاولى بعملية توغل برية بهدف تدمير موقع لاطلاق الصواريخ. الى ذلك، اعلنت الشرطة الاسرائيلية انها دخلت صباح امس الى باحة المسجد الاقصى في البلدة القديمة للقدس حيث اعتقلت عشرة فلسطينيين.


المستقبل
أول توغل برّي إسرائيلي في قطاع غزة وصاروخ من الجولان
عباس يناشد العالم حماية الفلسطينيين
 
صحيفة المستقبل كتبت تقول "دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأمم المتحدة أمس، إلى دراسة الطلب الرسمي الذي تقدم به بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، مع تصاعد أعداد القتلى والجرحى واتساع رقعة الدمار في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، مع بدء قوة من البحرية الاسرائيلية أول عملية توغل بري شمال قطاع غزة.

وقال الرئيس الفلسطيني خلال لقاء مع ربروت سري ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في مكتبه في رام الله وتسليمه رسالة خطية، «هذه الرسالة تتلخص في أن القيادة الفلسطينية قررت أن تطلب من الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون) أن يدرس موضوع وضع الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية.»

وأضاف عباس «نأمل أن يأتي الجواب سريعاً لأن الوضع لم يعد يحتمل لأن الهجمات الإسرائيلية متواترة ليل نهار.» وأوضح عباس أن سقوط مئات القتلى والجرحى في قطاع غزة جعله يسارع في تقديم الطلب. وقال عباس إنه يتعين وقف الهجوم الاسرائيلي على غزة، وتابع أن القيادة الفلسطينية في اجتماعات متواصلة وخاصة القيادة المشتركة للجان التنفيذية والمركزية، مضيفا انه تم اتخاذ قرار بطلب حماية دولية للاراضي والشعب الفلسطيني.

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ان عباس طلب من الوفد الفلسطيني المشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم، أن يدعو الدول العربية لمساندة الطلب الفلسطيني بتوفير الحماية الدولية. وأضافت الوكالة أن عباس طلب من الوفد أن يصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب دعوة لعقد جلسة خاصة لمجلس الامن على مستوى وزراء الخارجية، لاتخاذ قرار واضح لوضع حد للهجوم الاسرائيلي وإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار واحترامه.

ميدانياً، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن قوة خاصة من البحرية الإسرائيلية شنت ليل السبت - الأحد للمرة الأولى منذ بدء الهجوم على غزة أول عملية برية في شمال القطاع. وقال الليوتنانت كولونيل بيتر ليرنر للصحافيين إن «عملية للقوات البحرية الخاصة جرت على شاطئ غزة لضرب موقع لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، والمهمة أنجزت على أكمل وجه». وأضاف أن «أعضاء الوحدة الإسرائيلية هوجموا وردوا وأصيب أربعة جنود بجروح طفيفة».

وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي ذكرتا في بيان أن اشتباكاً مسلحاً وقع فجر السبت بين مقاتليهما ووحدة خاصة من البحرية الإسرائيلية قرب شاطئ بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.

وهو أول توغل للجيش الإسرائيلي في غزة منذ بدء عملية «الجرف الصامد» الثلاثاء. وكان القادة الإسرائيليون ضاعفوا في الأيام الماضية تهديداتهم بشن هجوم بري واسع على القطاع، بالتزامن مع مواصلة عمليات القصف الجوي لتدمير قدرات «حماس» على إطلاق الصواريخ.

من جهة أخرى، قال الناطق باسم الجيش صباحا إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت ليل السبت - الأحد نحو عشرين غارة على قطاع غزة، ما يرفع عدد الضربات الجوية خلال 24 ساعة إلى أكثر من مئتين، ومنذ بدء العملية إلى 1329 غارة. وأضاف «في الساعات الـ24 الماضية، أطلق 53 صاروخاً على الأراضي الإسرائيلية ما رفع إلى 800 عدد الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، تم اعتراض 127 منها» بمنظومة القبة الحديدية. وتوعدت اسرائيل أمس بتكثيف هجومها على قطاع غزة بعدما دعت سكان شمال القطاع الى اخلاء منازلهم، وذلك في اليوم السادس من هذا الهجوم ردا على اطلاق صواريخ على اراضيها.

والقى الطيران الاسرائيلي مناشير فوق شمال قطاع غزة القريب من الحدود مع اسرائيل حض فيها المدنيين على مغادرة منازلهم «فورا» فيما تواصلت الدعوات الى وقف اطلاق النار على الصعيد الدبلوماسي. وقال الجيش ان «هذه المناشير تطلب من السكان الابتعاد من اجل سلامتهم، عن ناشطي حماس ومواقعهم». وحذر المتحدث باسم الجيش الجنرال موتي الموز ان على الفلسطينيين ان ياخذوا «هذا التهديد على محمل الجد» مؤكدا ان الامر لا يتعلق بـ«اجراء نفسي». واكد مسؤول عسكري رافضا كشف هويته ان الهجوم الذي يشمل قصفا متزايدا لشمال غزة سيبدأ مساء بعد يوم من الهدوء النسبي سقط خلاله ثلاثة قتلى مقابل 56 السبت.

وحضت حركة حماس التي تسيطر على القطاع السكان على عدم الامتثال لاوامر الجيش الاسرائيلي وملازمة منازلهم. وقالت اجهزة الصحة الفلسطينية ان فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين قتلوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي الثلاثاء. وفر الاف من سكان غزة من شمال القطاع في سيارات او سيرا او حتى مستخدمين عربات الاحصنة حاملين معهم ما استطاعوا من لوازم، وفق مراسلي «فرانس برس». ولجأ نحو اربعة الاف من السكان الى ثماني مدارس محلية تديرها وكالة الاونروا لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

واحصت اسرائيل سقوط خمسين صاروخا في اراضيها منذ منتصف ليل السبت فيما دمرت منظومة القبة الحديدة عشرا اخرى. وفي المحصلة، سقط نحو 700 صاروخ على اسرائيل ودمر اكثر من 150 منذ بدء الهجوم الثلاثاء من دون ان تسفر هذه الصواريخ عن ضحايا. وبعد ظهر الاحد، تم تدمير صاروخين فوق تل ابيب.

ووعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحد في الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء بان تضرب اسرائيل «حماس بقوة اكبر»، متهما الحركة باستخدام «السكان كدروع بشرية».

ولاحقا، حمل نتنياهو حركة حماس المسؤولية الكاملة عن مقتل مدنيين في غزة لانها تضع صواريخها وقواعد اطلاق تلك الصواريخ «في منازل ومستشفيات وقرب مساجد».

وافادت دراسة لمكتب الامم المتحدة المكلف الشؤون الانسانية ان سبعين في المئة من الضحايا مدنيون وبينهم 35 طفلا و26 امراة. ووعد نتنياهو بمواصلة القصف حتى تأمين «الامن الدائم» لسكان اسرائيل.

وأعلن مسؤول طبي ان شابا ومسنا قتلا في غارتين شنهما الطيران الحربي الاسرائيلي مساء على دير البلح ورفح في جنوب قطاع غزة، ما يرفع الى 170 عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية. وقال الطبيب اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة ان «الشاب ماهر ابو مر (24 عاما) استشهد واصيب شقيقه في غارة لطيران الاحتلال استهدفت منزلهما في رفح» جنوب القطاع. كما استشهد محمد بريص (65 عاما) في بلدة وادي السلقا قرب دير البلح» في غارة ثانية.

وسقط صاروخ اطلق من الاراضي السورية على الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان مساء في ارض خلاء من دون ان يسفر عن وقوع اصابات، بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي. وقالت متحدثة باسم الجيش «الاعتقاد هو بان (الصاروخ) لم يكن ضالا». ولم يحدد الجيش على الفور ان كان الصاروخ اطلق من منطقة يسيطر عليها الجيش السوري ام المعارضة، ولكن نقلت فضائية «العربية» عن مسؤولين اسرائيليين ان الصاروخ مصدره المناطق التي يسيطر عليها النظام في الجولان المحتل.

ديبلوماسياً، جدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس دعوته الى وقف لاطلاق النار «في اسرع وقت» بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك في خطابه الى الجيوش الفرنسية عشية العيد الوطني في 14 تموز.

وقال هولاند ان الشرق الاوسط يشهد «تصعيدا مع اطلاق صواريخ مصدرها غزة ورد مصدره اسرائيل وعدد كبير من الضحايا الفلسطينيين». واضاف ان «دور فرنسا هو التمكن دائما من ايصال رسالة السلام بحيث يتم اعلان وقف لاطلاق النار في اسرع وقت. نحن لا ندخر جهدا، او مسعى للتوصل الى ذلك لأنه مهم جدا، وخصوصا في هذه المنطقة من العالم». وذكر هولاند بانه و«منذ قرابة ثلاث سنوات، قتل 150 الف سوري لأن الاسرة الدولية ظلت عاجزة الى حد كبير» في مواجهة ما يحدث في سوريا «مع العواقب التي نشهدها اليوم في العراق».

وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان من جانبه «نأمل حقا ان يتم وقف اطلاق النار فورا للعودة الى هدنة 2012 وبدء عملية السلام. نفهم ان اسرائيل تدافع عن مواطنيها ولكن عليها ان تحترم كذلك القانون الدولي». واضاف ان «السبيل الحسن هو ان يوقف الطرفان التصعيد المأسوي في هذه اللحظة». وعلى سؤال حول ما يعنيه بشأن موقف اسرائيل ازاء القانون الدولي قال الوزير ان هناك «ولا شك حاجة لضبط النفس واحترام السكان المدنيين امر لا بد منه». واضاف «هذا لا يمكن ان يحدث الا اذا تم وقف اطلاق النار».

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجددا خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو أمس «استعداد الولايات المتحدة لتسهيل وقف الاعمال العسكرية على ان يشمل ذلك عودة الى اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني 2012». وبحث كيري مع نظرائه البريطاني والفرنسي والالماني في فيينا الازمة في غزة.

ويتوجه وزيرا خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير وايطاليا فيديريكا موغيريني الاسبوع المقبل الى الشرق الاوسط، على ان تلتقي الوزيرة الايطالية نتنياهو وعباس لكون بلادها تترأس حاليا الاتحاد الاوروبي.

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها