28-03-2024 03:42 PM بتوقيت القدس المحتلة

سيرة ووصية الاستشهادي علي أشمر

سيرة ووصية الاستشهادي علي أشمر

سيرة ووصية الشهيد علي منيف أشمر (قمر الاستشهاديين)

 

نشأته

الشهيد علي منيف أشمر (ذو الفقار) المعروف بقمر الاستشهاديين، والدته  دلال علي سلطان، ولد في الكويت  في الرابع عشر من تموز/يوليو 1976م، اعزب، استشهد في مثلث العديسة رب ثلاثين في  العشرين من آذار/مارس 1996م.
توفيت والدته وهو في العاشرة من عمره بعد معاناة مع مرض عضال، وقد ترعرع في بيئة ملتزمة، وكان والده يصطحبه معه إلى المسجد في الكويت، فكان ذلك مؤثرا بشكل كبير على وعيه والتزامه منذ الصغر وساهم في تأسيس خطه المستقبلي.

اتجه عام 1991 الى الدراسة الحوزوية وذلك في حوزة الرسول الاكرم (ص). وعمل مدة سنتين مع والده في مؤسسة لتركيب الدوات الصحية، وكانت له هوايات عدّة كالرسم، والسباحة، ولعبة الكاراتيه التي نال فيها الحزام الأسود، كما كانت له عدّة كتابات تظهر مستوى الوعي العالي لديه.

 كانت علاقته بأهل البيت (ع) ، علاقة مميزة وعُرف عنه انه كان يقول: ربِّ لا تمتني إلاّ كما أمتَّ الإمام الحسين (ع) ، لكن لو قطّعت أوصالي أشلاءً، فلن أصل إلى مرتبتهم أبداً.


جهاده وشهادته


كان علي شعلة جهاد متّقدة وكان يُعرف عنه ويُشهد له انه ذو قدرات بدنية وكفاءة عاليتين ساهمتا في عمله الجهادي بشكل فعّال حتى كان له صولات وجولات موصوفة في ميادين الجهاد ضد العدو الصهيوني واتمام المهام الجهادية على اكمل وجه، حيث شارك في العديد من العمليات وكان مستعدا لتقديم نفسه قربانا في كل وقت حتى بلغ مرتبة الاستشهاديين العظام، وتمت الموافقة لتنفيذه العملية الاستشهادية عند مثلث رُب ثلاثين - عديسة.
ويحكى انه في تلك العملية في 20-3-1996 كان من المقرر أن يفجِّر علي نفسه لدى مرور الدورية الصهيونية، ولمّا لم يفعل، تواصل معه الإخوان عبر الجهاز، فأجاب: كنت أصلي صلاتي الأخيرة، وتلك الدورية سوف تعود.

وعادت الدورية، ومضى عليٌّ شهيدا مباركا بعد ان فجّر نفسه بقافلة مؤلّفة من عدّة شاحنات ومن سيارات الجيب التي كان يستقلها قياديون عسكريون، ما أوقع الكثير من الإصابات في صفوف العدو الإسرائيلي، خاصة ان العبوة التي حملها حوت مئات الشظايا التي شوهدت آثارها واضحة على آليات العدو التي سمح بعرض صور بعضها على الشاشات.

 من وصيته:

الشهيد والسيد حسن نصر الله.... بعد قليل من هذه الكلمات إن شاء الله سيصبح جسدي ناراً تحرق المحتل الصهيوني الذي يمعن كل يوم وكل لحظة في تعذيبكم ويظن أنه يذلكم ولكن هيهات.. نهايته إن شاء الله قريبة على أيدي مجاهدي المقاومة الإسلامية.. اعلموا يا أهلي الأعزاء إن الاحتلال سيزول وأنتم في ضميري وعقلي وقلبي وإن شاء الله النصر قريب والتحرير آت والصهاينة وعملاؤهم مصيرهم القتل والزوال.

إخوتي الأعزاء فوارس المقاومة الإسلامية البواسل. بسم الله الرحمن الرحيم: [إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ] صدق الله العلي العظيم.. أذكركم يا أخوتي ببعض ما هو أساسي في خطنا هذا.. إن طريقنا الجهادي وطريق شاق وطويل ومليء بالمصاعب والابتلاءات لذلك، فاعملوا على بناء روحيات عالية وطيبة نازعين عن صدوركم كل الأدران والحجب التي تبعد الإنسان عن ربه، كما أوصاكم إخوتي الشهداء من قبلي تمسكوا بهذا الخط وهذا النهج نهج المقاومة، لأنه طريق اختصنا الله به دون غيرنا، فعلينا أن لا نضيع الفرصة من أيدينا، وأهم من ذلك أن لا نضيع دماء الشهداء ونحفظ أماناتهم التي أودعونا إياها.. التزموا بأوامر القيادة المباركة وأوامر قيادة المقاومة الإسلامية والطاعة لإرشادات السيد الخامنئي (دام ظله) والأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله (أدامه المولى). اجعلوا صور الشهداء على مر العصور أمام أعينكم واسعوا إلى تحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها والبقاء على خطهم المبارك.. اقرأوا وادرسوا واعملوا بوصية أمير المؤمنين (ع) لولديه الحسن والحسين، فهي منهاج الحياة كما يريد الله تعالى، وكذلك وصية الإمام الخميني (قده) وارشاداته المباركة، اجعلوا الوضوء قبل المشاركة في المعركة ضرورياً كحملكم للسلاح لأن اليد التي تتوضأ وتقاتل لا يمكن أن تهزم.

أهلي الأعزاء، أسأل الله لكم الصبر والسلوان، وأن لا تحزنوا لشهادتي، وأن لا تقبلوا من أحد أن يعزيكم، بل تقبلوا التهاني، واعملوا على أن يكون يوم شهادتي يوم فرح وسرور.. وعلّموا اخوتي الصغار وابناء اخوتي على أن يمضوا على ما مضيت عليه، وعرّفوهم لماذا استشهدت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..