24-04-2024 09:29 PM بتوقيت القدس المحتلة

كيف قرر مؤتمر أنطاليا زج حماه في مواجهة دامية مع الجيش السوري؟

كيف قرر مؤتمر أنطاليا زج حماه في مواجهة دامية مع الجيش السوري؟

الخطة السرية تنقسم إلى: تحريض بعض سكان القرى المحاذية لتركيا على مغادرة قراهم إلى داخل الأراضي التركية، وزج مدينة حماه في الاحتجاجات ضد النظام في سورية بعد أن تأخرت كثيرا في النزول

كتب نضال حمادة

لا يخفى على كل مراقب جدي للأحداث التي تجري في بعض المناطق السورية والتي حصلت في الأسبوع الأخير بالتحديد في مدينة حماه، أن دخول قوات من الجيش العربي السوري إلى هذه المدينة هو دخول استراتيجي سياسي قبل أن يكون دخول عسكري أمني كما انه لا يمكن الفصل بين الرسائل التي أرادت سورية أن توصلها إلى أكثر من طرف إقليمي ودولي عبر هذا التحرك الاستراتيجي للجيش العربي السوري في حماه، وبين الرسائل الإقليمية والدولية التي بعثتها سورية عبر إرسال فرق من الجيش السوري إلى الحدود مع تركيا منذ شهرين تقريبا.

هنا ويبدو البعد الجغرافي عامل تغطية على ترابط الملفين، غير أن طبيعة الخطة التي تنفذ لإسقاط النظام في سورية تجعل من الملف الحموي مكملا لملف جسر الشغور ومخيم اللاجئين السوريين في تركيا، والهدف الأول من ترابط هذين الملفين هو الوصول إلى تطبيق خطة التدخل العسكري التركي المحدود في سورية والتي انفرد موقع المنار في نشر تفاصيلها في شهر حزيران الماضي.

الآن وقد دخلت سورية عمليا في مواجهة الشق الثاني من الخطة وهي تعي بشكل كامل احتمالات التصعيد الدبلوماسي الدولي عبر مجلس الأمن، نجد أنه من الضروري كشف ترابط الملفين في الخطة الخارجية لإسقاط النظام في سورية، وهنا نسرد ما رواه معارضون سوريون في أوروبا بعد عودتهم من مؤتمر أنطاليا للمعارضة السورية عن مسؤولية هذا المؤتمر بشكل مباشر عن تهجير آلاف السوريين إلى تركيا، والتي وصفها المعارضون بالكارثة التي حلت على المعارضة فضلا عن تحركات مدينة حماه التي بدأت مباشرة بعد انتهاء المؤتمر في مدينة أنطاليا التركية.
 
في 31 أيار / مايو الماضي عقد مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا برعاية الحكومة التركية، وفي ظل ارتفاع نبرة التهديدات التركية لسورية على خلفية الأحداث الجارية في بعض المناطق السورية. وكان المؤتمر ثمرة تنسيق كامل بين تركيا ودولة قطر التي يقول بعض المعارضون السوريون أنها هي الممول الحقيقي لكافة مؤتمرات المعارضة السورية وإن تم ذلك عبر رجال أعمال سوريين مقيمين في أميركا وأوروبا.

وقد شهد المؤتمر المذكور في نهايته خلافات بين الإخوان المسلمين والقوى العلمانية واليسارية السورية على خلفية محاولة الجانب التركي المستضيف للمؤتمر تغليب العناصر الإخوانية على الحضور، والخروج بتشكيلة معارضة موحدة تكون تحت جناح جماعة الإخوان المسلمين في سورية مع الحرص على تطعيم الهيئة التي أريد تشكيلها ببعض الوجوه العلمانية لمقتضيات المصلحة ليس أكثر.

غير أن هذه الخلافات لم تمنع من قيام الحاضرين بالتصديق على خطة للتحرك في سورية حسب اعتراف أقطاب في المعارضة السورية حضروا المؤتمر وغادروه على خلفية الخلافات مع الإخوان المسلمين، وعلى خلفية الاعتراض على الدورين التركي والقطري في السيطرة على قرارات المعارضة السورية عبر النفوذ المعنوي لتركيا والمادي الإعلامي لقطر.

        وبحسب المصادر السورية المعارضة فإن الخطة التي تم التصديق عليها بسرية تامة تنقسم إلى شقين:
 تحريض بعض سكان القرى السورية المحاذية لتركيا على مغادرة قراهم إلى داخل الأراضي التركية حيث كان ينتظرهم مخيم لاجئين في الجانب التركي، وزج مدينة حماه في الاحتجاجات ضد النظام في سورية بعد أن تأخرت كثيرا في  النزول.

في الشق المتعلق بمدينة حماه تلفت الأوساط المعارضة السورية إلى أن رمزية حماه بسبب مشاكل عام 1981 جعلت القيمين على مشروع "اليد الناعمة لإسقاط النظام السوري" يصرون على إدخالها في صراع مباشر مع النظام حيث كانت تركيا وقطر ومعها جماعة الإخوان المسلمين في سورية تقول إن حماه سوف تشكل مشكلة محلية ودولية للنظام في حال دخلت في معمعة الاضطرابات، ومن أجل ذلك لا بد من زجها بكل الوسائل الممكنة لتسريع وتيرة الضغوط الدولية على الرئيس السوري بشار الأسد.

ويروي القوم في أحاديثهم حول الموضوع أن حركة الإخوان المسلمين كانت استعدت منذ سنتين في مدينتي حمص وحماه بالتحديد عبر تشكيل خلايا نائمة معتمدة في ذلك على بعض أئمة المساجد فضلا عن تحضير الأرضية لمواجهة مسلحة مع النظام عبر عمليات تهريب للأسلحة من لبنان الى هاتين المدينتين بالتحديد نظرا لقربها من الحدود اللبنانية السورية، فضلا عن العلاقات العائلية والتجارية التي تربط السكان على طرفي الحدود والتي سهلت في بعض جوانبها عمليات تهريب السلاح المستمرة لحد يومنا هذا.