28-03-2024 08:25 PM بتوقيت القدس المحتلة

سورية في صراعات الأمن والسياسة والدبلوماسية الغربية ؟؟؟

سورية في صراعات الأمن والسياسة والدبلوماسية الغربية ؟؟؟

للأجهزة الأمنية الفرنسية تقديرها حول الوضع في سورية الذي وصل إلى خلاف كبير بينها وبين السلطة السياسية في قصر الإليزيه أو في وزارة الخارجية (كي دورسيه)،هذا الكلام لسياسي فرنسي مطلع على الملف السوري.

 

 للأجهزة الأمنية الفرنسية تقديرها حول الوضع في سورية الذي وصل إلى خلاف كبير بينها وبين السلطة السياسية في قصر الإليزيه أو في وزارة الخارجية (كي دورسيه)،هذا الكلام لسياسي فرنسي مخضرم على اطلاع ومتابعة بالملف السوري في دوائر القرار الفرنسية السياسية والأمنية.

أريك شوفاليه

منذ بداية الأزمة تبنت أجهزة الأمن في فرنسا موقفا حذرا من الأحداث الجارية في سورية وهي في مقارباتها للحدث السوري كانت أقرب إلى مواقف السفير الفرنسي في دمشق (إريك شوفاليه) المتحفظة على تبني فرنسا للمقاربة القطرية في سورية والتي قدمها شوفاليه منذ عشرة أشهر تقريبا وانفرد موقع المنار بنشر تفاصيلها في ذلك الوقت.

المصادر السياسية الفرنسية قالت إن"أولى تحفظات الأجهزة الأمنية الفرنسية كانت حول الموقف الذي اتخذه الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته من إنكار وجود جماعات مسلحة تعمل على الأرض في سورية، حيث تؤكد هذه المصادر أن الأجهزة الأمنية الفرنسية قدمت تقريرا مفصلا حول ازدياد حالات التسلح في سورية في شهر حزيران الماضي عنونته (عسكرة الثورة السورية)".

وتضيف المصادر أن" تحذيرات واضحة قدمتها الأجهزة الأمنية الفرنسية في هذا التقرير حول الطبيعة السلفية والإخوانية للحراك المسلح في سورية، وعلى خطر التسلح السلفي الجهادي على الأقل على الأمن الأوروبي والأمن القومي الفرنسي بالخصوص، وقدمت الأجهزة الأمنية نصائح كثيرة للرئيس الفرنسي ولوزارة الخارجية حول عدم صحة ما تقوله قطر لفرنسا من عدم وجود خطر سلفي في سورية وفي إحدى المرات أرسلت الأجهزة الأمنية مذكرة تقول فيها أنه يجب عدم الاستهانة بما يجري في سورية، فأوروبا على بعد ساعة من دمشق (في إشارة إلى قبرص)، وتأخذ الأجهزة الأمنية الفرنسية على الطاقم السياسي إتباعه ما يقوله وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني في كل تفاصيل الموضوع السوري".

ساركوزي

وبحسب المصادر الدبلوماسية فإن الأمن الفرنسي هو الذي دفع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى اتخاذ قرار بمنع دخول الشيخ يوسف القرضاوي (حامل الجواز الدبلوماسي القطري الذي لا يحتاج لفيزا دخول لأوروبة)، وتشرح المصادر السياسية الفرنسية أن مذكرة من جهاز المخابرات الخارجية (دي جي أس أو) أرسلت الى قصر الإليزيه نصحت بعدم السماح للقرضاوي بزيارة فرنسا، وقد أوكل الرئيس الفرنسي إلى احد مساعديه الإعلان عن سحب تأشيرة القرضاوي، غير أن "رد فعل القطريين الغبي" بحسب المصادر، حول عدم أهمية المصدر دفع الرئيس الفرنسي للإعلان شخصيا عن رفض زيارة القرضاوي لفرنسا بطريقة غير دبلوماسية.

وتردف المصادر السياسية الفرنسية أن "تحذيرات الأجهزة الأمنية الفرنسية حددت خُطب التحريض الطائفية في بعض المساجد الفرنسية، منها ما يقع في العاصمة باريس في الدائرة الحادية عشرة وفي الدائرة الثامنة عشرة وعدة حملات تبرعات في بعض المساجد التي لم يعد يخفى أنها لتسليح المجاهدين في سورية". وحذرت هذه الأجهزة من "تغاضي فرنسا عن حركة السفر لعشرات السلفيين من فرنسا باتجاه سورية عبر لبنان وتركيا والأردن حيث لاحظت عودة النشاط لشبكات التسفير إلى العراق ولكن هذه المرة باتجاه سورية مع إتباع نفس المسار الجغرافي للسفر وملاحظة زيادة النسبة في المسافرين من سلفيي فرنسا عبر تركيا ."

في موضوع المساجد بالتحديد تقول المصادر السياسية الفرنسية "لقد حذرت الأجهزة الأمنية الفرنسية منذ فترة من دخول التمويل القطري على خط هذه المساجد في فرنسا وهو بالدرجة الأولى تمويل سلفي يقوي السلفية المتعصبة مقابل الإسلام التقليدي الذي ترعاه الجزائر بالدرجة الأولى بين مسلمي فرنسا، كما أن التحذيرات من قطر وصلت إلى أعمال الكذب الذي مارسته القيادة القطرية على فرنسا في كل ما يرتبط بالموضوع السوري".

وتروي المصادر قصة تحذيرين وجهتهما الأجهزة الأمنية الفرنسية إلى الطاقم السياسي قالت فيهما إن "قطر تكذب بشكل متعمد على فرنسا لجرها أكثر للتورط معها في سورية والكذبتان القطريتان الأولى تتعلق بحي بابا عمرو في حمص وحول قوة المجلس الوطني السوري، والثالثة تتعلق بنجاح قطر في شراء القمة العربية من العراق."

كذبة استعصاء بابا عمرو

حمص

تقول المصادر السياسية الفرنسية إن "وزير الخارجية القطري أقنع الفرنسيين بعدم قدرة الجيش السوري على اقتحام حي بابا عمرو في حمص، وأن هذا الحي مستعص على السقوط وهو بمثابة بنغازي سورية الذي سوف يهزم الجيش السوري". وأضافت أن "حمد بن جاسم طلب من فرنسا الاستعداد الدائم لفكرة إرسال قوات عسكرية إلى حمص فضلا عن الاستعداد وتجهيز الإمكانيات لتزويد الحي بمساعدات إنسانية لأن الحصار سوف يطول ولن يتمكن الجيش السوري من الدخول إلى الحي، وتؤكد هذا المصادر أن الأجهزة الأمنية حذرت مرات عديدة خلال الأشهر الماضية من خطأ هذا الكلام القطري وزودت السلطات السياسية بتحليل للخطة العسكرية السورية التي تتلخص بعملية قضم خفيف للحي المذكور، وبعد سقوط الكذبة القطرية وجدت الخارجية نفسها محرجة داخليا ودوليا واضطر المتحدث باسم الخارجية باولي أمس الخميس للاعتراف بأنهم وقعوا في خطأ تقدير وخطأ تقييم".

تعويم مجلس اسطنبول؟؟

مجلس إسطنبول

وتقول المصادر: "أما الكذبة الثانية فهي في ضمان نجاح عملية تعويم مجلس اسطنبول بالإعلام والمال وأخيرا السلاح. وقد تبين بسرعة بعد أن ضغطت فرنسا بكل قوة لتبني الاتحاد الأوروبي للمجلس الوطني السوري ممثلا للشعب السوري أن هذا المجلس لا يمثل إلا جماعة محدودة التأثير نفخها الإعلام الخليجي ثم لم تلبث أن نفست عند أول اختبار. فعوضا أن يكون المال عنصر دعم لها يسهل تنظيم أمورها واحتياجاتها تحول المال لعنصر تفرقة وصراع نفوذ وتحويل أموال في وضح النهار، وعوضا عن أن يكون تبنيها للتسليح تقرب منها للعناصر المتطرفة في الميدان صار عبئاً عليها لأن المتطرفين آثروا الجماعات المسلحة المنشقة والمتطوعة بدون وسطاء من الخارج. وقد تهاطلت الانتقادات على السلوك الفرنسي من الدوائر الأوروبية في بروكسل وستراسبورغ، الأمر الذي أجبر اللجنة الفرنسية الأمريكية المتابعة للملف السوري على الضغط على مجلس اسطنبول لدعوة كل من يستطيع بالترهيب والترغيب، وفرضت على مكتبه التنفيذي برنامجا أكثر غربية وأكثر علمانية. حركة الإخوان المسلمين وحتى لا تظهر وكأنها عقبة سارعت لإصدار برنامج لها في نفس الاتجاه إرضاء للغربيين. وكان المشهد الاسطنبولي المطلوب غربيا في المؤتمر الصحفي (شلة من محبي الكيف من عبد الرزاق عيد والقربي إلى جورج صبرا وطيارة) مع وعد بعدم ظهور الإسلاميين في الصف الأول لفترة زمنية تعيد الثقة الغربية بالمجلس. بل يروى أن مسؤولاً أوروبياً قال بالحرف: توقفوا عن إرسال إسلاميين بدون لحى.. رمضان والنحاس وزيادة أسوأ من الملتحين."

كذبة شراء مكان انعقاد القمة العربية من العراق...

في هذا الموضوع بالتحديد تبدأ المصادر السياسية الفرنسية حديثها بالرد العراقي على المسعى القطري لشراء المؤتمرات والمقاعد. ففي حين نجحت قطر في شراء مكان مؤتمر القمة القادم من سلطنة عمان، أبلغت شخصية كردية عراقية قريبة من فرنسا قولها إن "مكتب رئيس الوزراء العراقي أبلغ القطريين بأن حقل مجنون (حقل نفط جنوب العراق) اكبر من دولتكم، عندما قدموا عرضا بشراء مكان انعقاد القمة العربية من العراق أو رئاسة المؤتمر بعد انعقاده.  وتقول المصادر "إن القطريين كذبوا لمدة أشهر على القيادة الفرنسية في هذا الموضوع وكان وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم يطمئن نظيره الفرنسي أنه نجح في شراء مكان انعقاد القمة العربية وسوف يعلن العراق عن تخليه عن انعقاد القمة في الوقت المناسب لأسباب أمنية"، وتضيف المصادر أن "الأجهزة الأمنية الفرنسية كانت منذ البداية غير مصدقة لهذه المزاعم القطرية وحذرت من أكاذيب بالجملة يسوقها وزير الخارجية القطري في فرنسا حول الأوضاع في سورية." وتختم المصادر السياسية الفرنسية كلامها بتساؤل: "ألم يقل يوما حمد بن جاسم في اجتماع مع معارضين سوريين في القاهرة إن روسيا في جيبنا؟؟