18-04-2024 04:26 AM بتوقيت القدس المحتلة

الوهابية والهولوكوست

الوهابية والهولوكوست

ما قاله الكبيسي قالته من قبل كل الوقائع والاحداث على ارض المسلمين منذ ظهور الوهابية الظلامية في جزيرة العرب، بالتزامن مع ظهور الصهيونية في قلب العالم الاسلامي، بدعم واضح ومكشوف من المستعمر البريطاني، لذا فهو ليس كشفا جديد

الفكر الوهابي اجرامييبدو أن الفظائع التي ترتكبها الزمر التكفيرية التي تحمل الفكر الوهابي، في مختلف انحاء العالم لا سيما في منطقة الشرق الاوسط ، جعلت هذا الفكر تحت مجهر النقد من قبل علماء الامة ومفكريها واعلاميها ، لكشف كنه الرجل الذي يتحمل وزر كل هذه الجرائم التي ترتكب ضد الانسانية باسم الاسلام.

منيب السائح/ موقع العالم

الجميع يبحث عن اجوبة لاسئلة مُرة ، وهو يتابع طبيعة هذا الفكرالذي جاء به هذا النجدي القادم من الصحراء ، وكيف برر هذا الفكر كل هذا الدماء والدمار والفوضى التي حلت بديار المسلمين شرقا وغربا ، وشوهت صورة الاسلام والمسلمين في العالم اجمع.

لا يمر يوم الا ونقرا او نسمع نقدا علميا رصينا لهذا الفكر المنحرف والقراءة المشوهة للاسلام التي جاء بها محمد بن عبد الوهاب ، والتي ساهم المال والسلطان السعودي في الترويج لها ، من قبل علماء دين ومفكرين واعلاميين ، وهي دراسات بينت مدى خطورة هذا الفكر على حاضر ومستقبل الشعوب الاسلامية ، في حال عدم الوقوف في وجهه وايقافه عند حده ومحاربته ، بالدليل والحجة والنقاش العلمي الرصين.

الاسرة الحاكمة في السعودية ، التي تُعتبر الوهابية احدى دعائم حكمها في جزيرة العرب ، استشعرت خطورة انتشار ظاهرة نقد الوهابية بهذا الشكل المكثف ، على عرشها ، لذلك انتقلت الى مرحلة الهجوم مستخدمة نفوذها واموالها وذراعها الطويلة في العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط ، مستنسخة الفكرة الصهيونية التي قمعت ولجمت كل من ينتقد التاريخ وفقا للرواية الصهيونية ، كما هو الحال مع قضية المحرقة او الهولوكوست ، التي بنت عليها الصهيونية كيانها في فلسطين المحتلة ، وذلك عندما اعتبرت التطرق الى هذه القضية من المحرمات يستحق مرتكبها اشد واعنف العقوبات ، ويبدو ان الوهابية استحسنت هذه الفكرة ، وجعلت من شخص مؤسسها خطا احمر ومحرم من المحرمات ، لسد الطريق امام الموجة العارمة من الغضب التي تحتاح العالمين العربي والاسلامي من التطبيقات العملية الكارثية للافكار الظلامية لمؤسس الوهابية .

ومن احدث التطبيقات الوهابية لهذه الفكرة الصهيونية ، هو القرار الذي اصدرته شرطة دبي والقاضي بإحالة دعوى أقامها المحامي السعودي عثمان العتيبي على عالم الدين العراقي أحمد الكبيسي، إلى النائب العام، في قضية انتقاده مؤسس الوهابية محمد بن عبد الوهاب.

الملفت ان العتيبي اعتبر انتقاد الكبيسي لمؤسس الوهابية في لقاءات تلفزيونية بانه يروج لروح الكراهية وانه أمر خطير، وعلى المخلصين التصدي له ، بينما فات الرجل ان الكراهية والحقد والاقصاء هي صناعة وهابية بامتياز تباع بالمجان على العالم اجمع.

عالم الدين العراقي أحمد الكبيسي،الهجمة الوهابية التي يتعرض لها الكبيسي جاءت بعد ان اعلن ، في رد على سؤال حول جرائم تفجير المراقد الدينية وتدمير كل اثر لحضارة العراق في مدينة الموصل من قبل زمرة "داعش" الوهابية: ان أبو بكر البغدادي عميل لليهود ليس أكثر.. وان داعش وحتى محمد بن عبدالوهاب أبو الوهابية صنيعة يهودية مائة في المائة ، وان حركته مرتبة ترتيبا لتمزيق الأمة، وقد مزقتها.

ما قاله الكبيسي قالته من قبل كل الوقائع والاحداث على ارض المسلمين منذ ظهور الوهابية الظلامية في جزيرة العرب، بالتزامن مع ظهور الصهيونية في قلب العالم الاسلامي، بدعم واضح ومكشوف من المستعمر البريطاني، لذا فهو ليس كشفا جديدا، بل الجديد هو محاولة الوهابية تحويل مؤسسها الى هولوكوست جديدة تقف في وجه التيار الذي اخذ يتبلور وبشكل صحي في العالمين العربي والاسلامي ، والذي شخص الداء الرئيسي في تخلف وتشرذم المسلمين والمتمثل بمرض الوهابية الخطير ، الذي ضرب جسد الامه فشلّها واقعدها عن الحركة والنهوض.

ان الانسان البسيط لا يمكنه الا ان يحكم على ان الوهابية ليست الا معولا ، كما هي الصهيونية ، لهدم الاسلام والمجتمعات الاسلامية ، وهو يرى هذا المشهد الفوضوي والدموي والكارثي والعبثي الذي رسمته الوهابية عبر الزمر التكفيرية التي تعتنقها ، وهو مشهد لم تحلم برسمه حتى الصهيونية والمستعمر الاوروبي.

ان على علماء الدين والمفكرين والنخب والاعلاميين ، مطالبين اليوم بالوقوف الى جانب عالم الدين احمد الكبيسي ، لا من اجل الدفاع عن الرجل ، بل من اجل الدفاع عن الحقيقة ومستقبل الامة ، واجهاض كل محاولة وهابية تحويل شيخها الظلامي وافكاره السوداء التي تنخر ليل نهار بجسد الامة كالارضة ، الى هولوكوست جديدة ، وهي مهمة وان كانت صعبة ، بسبب قوة المال والنفوذ والاعلام السعودي ، الا انها تستحق التضحية ، قبل ان تنجح الوهابية في تكميم افواه من ينتقدها ويعرف الامة بمخاطرها.