25-04-2024 10:09 AM بتوقيت القدس المحتلة

أيام وليالي غزة المرعبة..

أيام وليالي غزة المرعبة..

لقت منظمة التحالف الدولي لمكافحة الافلات من العقاب (حقوق) التقرير الذي طلبته من الصحافي الألماني مارتن لوجين المتواجد مع أهل غزة ليكون شاهداً حياً على الجرائم التي يتمّ ارتكابها.

مارتن لوجين -غزة

 

 

 

 

تلقت منظمة التحالف الدولي لمكافحة الافلات من العقاب (حقوق) التقرير الذي طلبته من الصحافي الألماني مارتن لوجين المتواجد مع أهل غزة ليكون شاهداً حياً على الجرائم التي يتمّ ارتكابها. وإن هذا التقرير الذي تنشر ملخصه المنظمة كخبر صحفي هو أحد الأدلة والمستندات التي ستضاف الى الشكوى المقدمة بتاريخ 18/07/2014 من المنظمة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي والمسجلة تحت الرقم 223/14. وقد جاء في ملخّص التقرير الذي يحتوي على عدد كبير من الصور التي أُخذت حصرياً لصالح المنظمة ولم تُنشر بعد، ما يلي:

-"أيام وليالي غزة المرعبة"

قطاع غزة، 29 تموز 2014. يصوّر هذا التقرير الأحداث الجارية في غزة بين الاثنين الساعة الخامسة عصراً والثلاثاء الساعة الخامسة صباحاً الواقه فيه 29 تموز 2014.
تسبح لعبة بندقية في بحيرة من الدم. في بحيرة دم أخرى يوجد زوج حذاء لأحد الأولاد الثمانية الذين كلنوا لا يزالون على قيد الحياة قبل بضع دقائق. كانوا للتو يلعبون كرة القدم أو "ألقطني اذا كنت تستطيع". الدم يسيل عبر مجرى الماء الصغير على الطريق. تساقطت أوراق الأشجار، ها هي تمتدّ على الطريق، وعلى أسقف السيارات المحطّمة، وفي بحيرات الدم.
الدم الذي لوّن الأوراق الخضراء بالأحمر هو من ثمانية أطفال استشهدوا ومعهم ثلاثة كبار كانوا متواجدين عند مدخل الموقف الساعة الخامسة عصراً عندما دوّى الانفجار. 

لقد جُرح على الأقل 40 شخصاً إضافيين، بعضهم حالتهم حرجة. إن موقع الانفجار مرعب حيث الأشلاء البشرية ملصقة على جدران المباني المجاورة. نجد أباً يركض إلى سيارة الاسعاف حاملاً بيده كيساً بلاستيكياً حيث توجد ابنته الفارقة بدمائها. وأب آخر يحمل ابنه المستشهد ليوصله إلى الإسعاف. من جهة أخرى، يحاول الجيران تهدئة امرأة تصرخ بعد أن فقدت أختها للتو. وهناك رجل مغمىً عليه على الطريق يحاول طبيب إنعاشه. إنها مشاهد طبيعية تجري في عزة خلال هذه الأيام. بعد ساعات قليلة، يُسمع أصوات طائرات الأف 16 في سماء غزة فتضرب صاروخاً كل 30 ثانية.

وتستمر "إسرائيل" بهجومها البربري عن طريق البري والبحري والجوي الذي يضع سكان غزة في حالة مستمرة من الخوف تستعرض اسرائيل وتجرب اكثر الأسلحة تطوراً في العالم. وأنا أكتب هذه السطور أجلس في منزل احدى العائلات المسلمة في وسط قطاع غزة، أستطيع أن أسمع صراخ الاطفال المتواصل، وأصوات بكاء الاولاد المرتعبة في حضن أمهاتهم. ها هو القصف يبدأ عند الساعة 11:30 ليلاً بحسب التوقيت المحلي لغزة بالهجمات الجوية العنيفة على مخيّم اللاجئن في البريج في المنطقة الوسطى لقطاع غزة.

نحن تحت القصف المتواصل منذ الساعة الواحدة صباحاً. في هذه المدينة الصغيرة التي تضم أكثر من 1,8 مليون نسمة وهي المنطقة ذات الكثافة السكانية الأعلى على الكرة الأرضية نظراً لمساحتها، نجلس أنا وأصدقائي في غرفة الجلوس نسمع أصوات الصواريخ تضرب باتّجاهنا. بعد الجلوس لفترة ساعات من الزمن، لم أعد أستطيع التحمّل أكثر فهممت بالنهوض وخرجت الى الشرفة، لم أستطِع التعرّف على شوارع قطاع غزة التي أصبحت مألوفة بالنسبة لي. 

يؤكد الصحافي مارتن لوجين ان غزة هي الارض المنكوبة التي تعرضت للقصف الهمجي من الطيران الاسرائيلي الذي كان يقصف المنازل ويدمرها فوق رؤوس سكانها من دون أن يرف لهم جفن انها حرب ابادة من الدرجة الاولى القصف متواصل لا يهدأ و أجساد الأطفال والكبار ترجف من الخوف منذ بداية القصف والعرق يتصبب منهم. بعد لحظات قليلة، يُسمع صوت صاروخ آخر يرجّ الأرض ويبعد مئات الأمتار عن المنزل.

نتيجة لهذا الصاروخ، ظهر العديد من النساء والأطفال مباشرة على التلفزيون وهم يعانون من حروق وجروح بالغة نُقلوا على الفور إلى مستشفى الشفاء في قطع غزة. كانت هذه الليلة الأعنف من حيث القصف منذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزة وحتى الأعنف مقارنة بالحروب الثلاثة الأخيرة على غزة منذ العام 2008. ان الجميع مصاب بحالة من الهلع ، لا أحد يغمض له جفن في كامل القطاع، الجميع خائف على حياته، الجميع ينتظر اللحظة القادمة، الجميع خائف على أقاربه وأصدقائه. في الصباح التالي، كما كلّ صباح في غزة، يبدأ السكان بتعداد الضحايا.