24-04-2024 08:41 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 19-7-2014: غزة تحترق: 300 شهيد ربعهم أطفال

الصحافة اليوم 19-7-2014: غزة تحترق: 300 شهيد ربعهم أطفال

لا يزال العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة يتصدر اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم السبت 19-7-2014 مع بدأ العدو الصهيوني بعمليات محدودة لدخول القطاع برا وتصدي المقاومة الفلسطينية له

 

لا يزال العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة يتصدر اهتمامات الصحف اللبنانية حيث ركزت عليه الصحف الصادرة محليا صباح اليوم السبت 19-7-2014 مع بدء العدو الصهيوني بعمليات محدودة في القطاع برا وتصدي المقاومة الفلسطينية له، كما تناولت الصحف الملف الامني والسياسي الداخلي اللبناني، بالاضافة الى التطورات العسكرية والسياسية للملفين السوري والعراقي.

 
السفير


العالم أخرس والعرب غائبون.. واشتباك مصري ـ تركي حول «الوساطة»

غزة تحترق: 300 شهيد ربعهم أطفال!

 

حلمي موسى

 

بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "وتدخل الحرب على غزة يومها الثاني عشر في ظل تصعيد القصف الإسرائيلي الجوي والبحري والبري، ورد المقاومة بصليات صواريخ إلى ما بعد تل أبيب.

لكن الأنظار تركزت أكثر من أي شيء آخر على العملية البرية الإسرائيلية التي شرعت بتنفيذها على طول القطاع، والتي يبدو أنها نالت دعماً أميركياً على وجه الخصوص، شرط أن تبقى «محدودة». وتحت دوي المدافع يبتعد النقاش عن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، لتظهر تحركات أوروبية جديدة للمساعدة في إعادتها إلى طاولة البحث.

وبعد مضي أكثر من يوم على إطلاق العملية البرية الإسرائيلية يتضح أن الحديث يدور على تغلغل، ومحاولات تغلغل من جانب قوات مدرعة ومشاة إسرائيلية بعمق يتراوح بين بضع عشرات الأمتار إلى بضع مئات في عدد من المواضع على طول حدود غزة.

وفيما يدور الحديث عن محاولات فاشلة تقريباً في المنطقة الشمالية لغزة، فإن اختراقات أوسع في المنطقة الجنوبية، التي تتسم بوجود مناطق مفتوحة يسهل على القوات المدرعة الإسرائيلية التحرك فيها. وركزت الدولة العبرية جهداً هائلاً في القصف على كل المناطق بشكل لم يسبق له مثيل، لترفع منسوب الدم في صفوف الفلسطينيين ليقترب من 300 شهيد، بينهم أكثر من 50 شهيداً أمس، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 2200. وأفاد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة ان المدنيين يمثلون اكثر من 80 في المئة من الشهداء، وبينهم اكثر من 50 طفلا. وقد حافظت المقاومة على وتيرة إطلاقات صاروخية بحدود 150 صاروخاً وجهت أمس قسماً كبيراً منها إلى محيط تل أبيب.

واعتبر المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن «الدخول البري للقوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة في هذه المرحلة محدود. وعديد القوات كله من الوحدات النظامية حتى الآن غير كبير مقارنة بالعملية البرية السابقة في غزة»، في إشارة إلى «الرصاص المسكوب» في العام 2009. وأوضح أن هدف العملية حتى الآن «ليس قمع الإطلاقات الصاروخية على إسرائيل، التي تشكل الخطر الأساس على معظم السكان المدنيين» ولكن نأمل استخدامها للضغط من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.

ورغم أن التكتيك العسكري الإسرائيلي يقوم على أساس تحرك القوات البرية بعد تمهيد مدفعي وجوي وبحري مكثف، فإن التحركات الإسرائيلية تواجه مقاومة شرسة يعترف بها العدو. ولا تقف هذه المقاومة عند القوات التي تسللت إلى أراضي القطاع، وإنما تتعداها إلى استهداف المقاومة لآليات إسرائيلية تتحرك على طول الحدود في الجانب الإسرائيلي. وتستخدم المقاومة في التصدي خليطاً من القصف المدفعي بقذائف الهاون والعبوات والقذائف المضادة للدروع. وقد أصيبت عدة مركبات إسرائيلية وأصيب جنود، وأعلن الاحتلال عن مقتل جندي. واعترفت أوساط الجيش الإسرائيلي بأنه منذ بدء العملية هناك في مستشفى سوروكا في بئر السبع 13 جريحاً.

وتشكل هذه الإصابات مشكلة في الجيش الإسرائيلي الذي افترض أن القوات البرية تتقدم بعد أن يحوِّل القصف الجوي والبحري والمدفعي ميدان المعركة إلى أرض محروقة. كما أن المشكلة تزداد بسبب أن خليطاً كبيراً من المعدات الثقيلة، بينها جرافات ورافعات ضخمة، تستخدم لتمهيد الطريق أمام المدرعات قبل أن يخرج جنود المشاة لمهمات تفتيش المنطقة بحثاً عن المقاومين وعن الأنفاق.

وتدَّعي أجهزة الأمن الإسرائيلية أنها أفلحت في السيطرة على مناطق إطلاق صواريخ في شرقي خانيونس وأنها اعتقلت عدداً من المجاهدين. لكن مصادر إعلامية إسرائيلية أشارت إلى نقل جرحى فلسطينيين، بعضهم بإصابات خطيرة جداً، إلى مستشفيات داخل إسرائيل بهدف التحقيق معهم للإطلال على معطيات أفضل عن منظومة الإطلاق الصاروخي والأنفاق. ويقوم جهاز «الشاباك»، المسؤول حتى الآن عن الجانب الاستخباري الإسرائيلي في القطاع، بالتحقيق مع الجرحى بهدف توفير معلومات أكبر للقوات على الأرض.

وتدَّعي إسرائيل أنها ضبطت حتى الآن حوالي 21 فتحة أنفاق في العملية. ورغم أن هذا الرقم مبالغ فيه، ولا يدل كثيراً على شيء، إذ إن فتحة النفق قد لا تقود إلى أي مكان وقد تكون مخزناً أو تمويها. ويصعب على الإسرائيليين التأكد من هذه الفتحات حالياً بسبب الخوف من أن تكون متفجرة، أو تحتوي على كمائن كما حدث قبل ذلك أكثر من مرة. ومع ذلك، وتقليصاً للتوقعات اعترف ضابط رفيع المستوى أن قسماً من هذه الفتحات هي «أنفاق دفاعية»، أي تستخدم للاختباء عند القصف من جانب المقاومين المرابطين قريباً من الحدود.

ولتبرير ضرب المدنيين تدَّعي إسرائيل أن المقاومين يستخدمون الجمهور الفلسطيني كدروع بشرية. ويأتي هذا الادِّعاء بعد فشل الدعوة الإسرائيلية لسكان الشجاعية والزيتون وبيت لاهيا بمغادرة أحيائهم. وزعمت إسرائيل أمس أن صواريخ متطورة مضادة للدروع أطلقت من مستشفى الوفاء شرقي الشجاعية، وأن المقاومين استقلوا سيارة إسعاف للهروب. ويأتي هذا الزعم كنوع من التهديد بعد أن رفضت إدارة المستشفى والمرضى إخلاء المكان. وبات 70 في المئة من القطاع محروماً من الكهرباء جراء العدوان.

وترفض إسرائيل حتى الآن الحديث عن حجم القوات العاملة حالياً داخل أراضي القطاع، لكن من الواضح أنها ليست كبيرة، وغالبيتها وحدات هندسية ومدرعة وليست مشاة. وهذا يفسر محدودية التحركات وقلة الاشتباكات التي وقعت حتى الآن، واقتصار المواجهة على تبادل القصف والصواريخ. لكن معروف أن إسرائيل جندت 74 ألف جندي، وأنها حشدت تقريباً أهم قواتها النظامية من المشاة حول قطاع غزة، بعد أن سهل تجنيد الاحتياطي الحلول مكانها في الضفة الغربية وعلى الجبهات الأخرى.

وفي كل حال تقر القوات الإسرائيلية بأن المعركة في غزة ليست «ضربة واحدة وانتهينا»، وإنما هي معركة طويلة، وأنها «تحد يتطلب نمط عمل مركباً، والأمر يحتاج إلى صبر للوصول إلى الهدف مع حماس». ومعروف أن المقاومة كانت طوال الوقت تعتبر أن المعركة البرية توفر لها فرصة مواجهة العدو ومفاجأته في أكثر من جانب.

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في بداية اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة، «تعليماتي هي التحضير لإمكانية توسيع ملحوظة للعملية البرية»، لكنه أشار إلى انه لا يوجد «ضمانات بالنجاح بنسبة 100 في المئة». وأضاف «بدأت قواتنا عملية برية لضرب الأنفاق الإرهابية الممتدة من غزة إلى أراضي إسرائيل»، مؤكداً انه «لا يمكن التعامل مع الأنفاق فقط من خلال الجو».

وقد تبين أن نتنياهو، وفور اتخاذ القرار ببدء العملية البرية في غزة، اتصل بوزير الخارجية الأميركي جون كيري. وحسب ما نشر فإن نتنياهو أبلغ كيري، خصوصاً بعد عملية النفق في صوفا، بمقدار الخطر الذي تستشعره إسرائيل من الأنفاق وأن هذا غدا خطراً استراتيجياً. وبرر العملية البرية بأنها ضرورية لمنع هجمات أخرى بالأنفاق على الداخل الإسرائيلي. وقد تفهم كيري الأمر، وأعلن تأييد واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه أكد وجوب «تجنب تصعيد آخر، والعودة بالسرعة الممكنة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار من عمود السحاب عبر المبادرة المصرية».

وفي مؤتمر صحافي، أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مكالمته مع نتنياهو. وقال «إننا قلقون من التصعيد وفقدان الأرواح، رغم أننا نؤيد الجهد العسكري لمنع إطلاق الصواريخ والعملية العسكرية المعدة لمكافحة الأنفاق»، مضيفاً «نحن ننتظر من إسرائيل مواصلة العمل بطريقة تقلص المساس بالمدنيين»، مشيراً الى انه مستعد لإرسال كيري الى المنطقة.

وقد نالت إسرائيل تقريباً مثل هذا التأييد من غالبية الدول الغربية التي أعلنت تفهمها لحق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها. ولكن إسرائيل نالت أيضاً تفهماً من قوى عربية لم تعلن موقفها، وربما دانت العدوان.

واندلع اشتباك بين القاهرة وأنقرة حول «الوساطة» التي تجري لوقف العدوان. ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بـ«الطاغية»، متهماً الإدارة المصرية بالعمل «إلى جانب إسرائيل» ضد «حماس».

وسارع وزير الخارجية المصري سامح شكري للرد عليه، معتبراً أن «هذه التصريحات ليس لها أي صلة بالأحداث في غزة ولا تساهم في حماية شعب غزة، ولا تؤدي إلى حفظ دماء شعب غزة»، لافتاً إلى أنه «كان الأحرى أن يعمل رئيس الوزراء (التركي) على التأثير الإيجابي على كل الأطراف للانضمام إلى المبادرة المصرية ووقف إطلاق النار والحفاظ على النساء والأطفال» في غزة.

وفي المقابل، فإن تركيا والأردن توجهتا إلى الأمم المتحدة بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. أما رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي فأدان إطلاق الصواريخ على إسرائيل ومقتل وإصابة المدنيين في قطاع غزة، وأعرب عن قلقه من العملية العسكرية الإسرائيلية. وطالب الإسرائيليين والفلسطينيين باتخاذ قرار إستراتيجي وبناء السلام. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن باريس طلبت من قطر أن تستخدم نفوذها لدى «حماس» للتوصل إلى وقف العدوان.

ولاحظت الصحافة الإسرائيلية أن العملية العسكرية أفادت إسرائيل، ووضعتها في دائرة الدول العربية المعادية لجماعة «الإخوان المسلمين» والتي توجه ضربة إلى حركة «حماس». لكن هذه العملية أضرت بعلاقات إسرائيل مع تركيا، حيث اضطرت تل أبيب إلى تقليص عديد طاقم سفارتها في أنقرة وإعادة عائلات الباقين.

 

الحريري: لا انتخابات نيابية قبل الرئيس

هكذا أطاح «حزب الله» خطة «ليلة القدر»


لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والخمسين على التوالي.

لم يأت خطاب الرئيس سعد الحريري الرمضاني، إلى جمهوره اللبناني، عبر الشاشة، من مدينة جدة السعودية، بأية مبادرة تضع لبنان على سكة إنهاء الشغور الرئاسي.. لا بل إنه كان حاسماً، من خلال «خريطة الطريق» التي أعلنها ليؤكد أن لا انتخابات نيابية اذا لم تسبقها انتخابات رئاسية، واضعاً أي مشروع لفتح صناديق الاقتراع النيابية قبل الرئاسية، في خانة «دخول لبنان في سيناريو انهيار تام للدولة».

واذا كان الهجوم على «حزب الله» وتحديداً دوره السوري، أمراً بديهياً، فإن الحريري اعتبر أن جعل رئاسة الجمهورية رهينة الاقتراع الطائفي والمحميات المذهبية «هو ضرب من ضروب المغامرة بصيغة المشاركة الوطنية وبقواعد المناصفة التي كرّسها «الطائف» والتي لا نجد لها بديلاً، مهما تبدلت الظروف والمعادلات».

وقد شكل كلامه هذا رداً غير مباشر على مبادرة العماد ميشال عون الأخيرة بدعوته للاستعداد لاحتمال الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، ودعوته أيضا لانتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب على مرحلتين، «مسيحية» تفرز مرشحين مارونيين، و«وطنية» تحدد هوية الرئيس المقبل.

ولم يتناول الحريري في خطابه مسألة ترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، بل أعلن موافقته على المرشح الذي يتوافق عليه المسيحيون... إلا أنه قال في الوقت نفسه «لم نعد قادرين على التفرج على تعطيل النصاب بحجة غياب التوافق المسيحي لان ذلك يهدد وجود لبنان والدولة فيه»، معلناً البدء بمشاورات مع الحلفاء ومع كل القوى السياسية للبحث عن أي طريقة لإنهاء حالة الشغور في رئاسة الجمهورية من أجل متابعة الاستحقاقات الدستورية اللاحقة، الحكومية والنيابية.

وعلى عكس نصائح «الجنرال» له بوقف حملاته على الرئيس السوري بشار الأسد، «اذا كان يريد العودة الى لبنان»، فإن الحريري واصل هجومه على النظام السوري، وصنّف «حزب الله» بوصفه «جزءاً من مثلّث تقوده إيران وفيه دولة المالكي في العراق ودولة الأسد في سوريا»، معتبراً ان «انخراط الحزب في الحرب السورية هو مشروع مجنون يستدعي جنوناً مقابلاً على بلدنا، نشهده كل يوم مع الأسف، على شكل إرهاب وانتحاريين وخوف وشلل اقتصادي وأزمات اجتماعية».

وأطلق الحريري، ما أسماه «خريطة طريق لحماية لبنان» وتقوم على انتخاب رئيس للجمهورية، تشكيل حكومة جديدة، انسحاب «حزب الله» من الحرب السورية، مواجهة الإرهاب، خطة طوارئ للنزوح السوري وإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها من دون أي تمديد!

وحذر الحريري من أن أي محاولة للقفز فوق اتفاق الطائف «هي خطوة في المجهول لا تضيف إلى الواقع السياسي الراهن سوى المزيد من التعقيد والانقسام والفراغ».

إحباط مخطط إجرامي

وفيما كان الحريري يتوجه بخطابه عبر الشاشة لأكثر من 16 ألف شخص في مآدب رمضانية أقامها «المستقبل» في 11 منطقة لبنانية في وقت واحد، بينها منطقة البقاع الشمالي، كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ«السفير» أن منطقة البقاع نجت ليل أمس الاول ومعها كل لبنان من مخطط إجرامي خطير، كان من شأنه أن يقحم لبنان في أتون مذهبي خطير.

وقالت المصادر إن جهازاً أمنياً لبنانياً رسمياً تبلغ من الأميركيين قبل عشرة أيام معلومات موثقة تفيد أن مجموعات من المعارضة السورية المسلحة تقدر بأقل من ألفي عنصر، ستطلق عملية عسكرية عشية إحياء إحدى ليالي القدر (ليلة أمس) وصولا الى بلدة نحلة البقاعية وبلدات أخرى، وذلك بهدفين اثنين: أولهما ارتكاب مجزرة كبيرة جدا تؤدي الى استدراج طائفي للرد في منطقة أخرى، وثانيهما خطف عشرات الرجال والشبان من هذه البلدة ومن بلدات أخرى، بهدف مقايضتهم بالموقوفين الإسلاميين في سجن روميه.

وقد طلب الأميركيون من قيادتي الجيش اللبناني والأمن العام التعميم على العسكريين، وخصوصا الضباط، اتخاذ تدابير احترازية، مخافة إقدام مجموعات تكفيرية على خطف جنود أو ضباط لمبادلتهم أيضا بموقوفي روميه من المنتمين الى «النصرة» و«كتائب عبدالله عزام» و«القاعدة».

وأشارت المصادر الى أن التنظيمات الإرهابية التكفيرية وضعت نصب عينيها هدفاً مركزياً يتمثل في الإفراج عن الموقوفين الإسلاميين في سجن روميه، سواء عبر إطلاق عملية فرار واسعة تترافق مع تفجير انتحاري ضخم أو من خلال عملية احتجاز رهائن.

يذكر أن العمليات العسكرية تواصلت، أمس، في جرود القلمون وتمكن الجيش السوري و«حزب الله» من وضع اليد على نقطة استراتيجية كانت تشكل إحدى أكبر نقاط التجمع للمجموعات المسلحة التي كانت تنوي تنفيذ عملية «ليلة القدر».

 

شمخاني في بغداد والعراق يستدعي سفيره من الأردن

عودة الطالباني: مواجهة «الانفصال»؟


يعود رئيس الجمهورية جلال الطالباني الى العراق اليوم بعد غياب دام لنحو عام ونصف العام بسبب العلاج في ألمانيا، في حدث له رمزية مهمة في ظل الأزمة السياسية التي يعيشها العراقيون، وبينهم الأكراد، حيث تندرج العودة كما يبدو في سياق مواجهة الدعوات الانفصالية التي يقودها رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، وذلك في وقت تواجه فيه البلاد أخطر الأزمات الأمنية إثر تمدد سيطرة جماعات متطرفة بقيادة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في عدد من المناطق.

في هذا الوقت، كان الحراك السياسي والديبلوماسي فاعلاً في بغداد أمس، حيث استقبل رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، فيما ذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية ان الجانبين بحثا «آخر التطورات الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة». وأتى هذا اللقاء بعد يوم على جولة قام بها شمخاني في مدينة النجف، حيث زار المرجع الديني السيّد علي السيستاني وعدداً آخر من الزعامات الدينية. ودعا ممثل المرجعية الدينية السيّد احمد الصافي في «خطبة الجمعة» في مدينة كربلاء، أمس، إلى «الإسراع في اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوقيتات الدستورية».

على صعيد آخر، تتابع يوم أمس ظهور تداعيات المؤتمر المعارض المثير للشكوك الذي استقبلته العاصمة الأردنية عمان خلال الأسبوع الحالي تحت عنوان «المؤتمر التمهيدي لثوار العراق»، حيث قررت السلطات العراقية استدعاء سفيرها جواد هادي عباس من العاصمة الأردنية للتشاور.

وبحسب بيان رسمي صادر عن الرئاسة العراقية، فمن المتوقع أن يصل إلى العراق اليوم الرئيس جلال الطالباني في وقت تواجه وحدة البلاد أخطر التحديات في ظل هجوم المسلحين المتطرفين والأزمة السياسية المتفاقمة والنزعة الكردية نحو الانفصال. ويعود الطالباني قبل يوم واحد من إغلاق البرلمان باب الترشح لرئاسة الجمهورية، فيما لا يزال أمام السلطة التشريعية المنبثقة عن انتخابات شهر نيسان الماضي مهلة قصيرة بحسب الدستور لاختيار رئيس للجمهورية تنتهي في الأول من آب المقبل.

وفي قراءة للعودة المفاجئة للطالباني إلى البلاد، قال مدير «مركز الشرق الأوسط» في «كلية لندن للاقتصاد» توبي دودج إنّ الرئيس العراقي «كان الوسيط بين إيران والسياسيين الأكراد وبغداد»، مضيفاً، في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، أن «عودة الطالباني قد تعني أن الإيرانيين يشجعون حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (الذي يتزعمه) على الوقوف في وجه خطط البرزاني للانفصال». وقاد البرزاني خلال الفترة الأخيرة حملة سياسية واسعة لتنظيم استفتاء بشأن «تقرير المصير»، معللاً ذلك بفشل العملية السياسية في البلاد، وطارحاً نفسه في الوقت ذاته كحامي لحقوق المكوّن الكردي بعد سيطرة قوات «البشمركة» على أجزاء مهمة من محافظة كركوك المتنازع عليها.

في غضون ذلك، قد تكون أولى المهام التي تتطلب تدخلاً شخصياً من الطالباني هي حسم تسمية بديله لرئاسة الجمهورية العراقية. فبعدما كشفت مصادر قبل أيام أنّ «الاتحاد الوطني الكردستاني»، الذي يتزعمه الطالباني، حصر هذا الترشيح بالقيادي في الحزب برهم صالح وبمحافظ كركوك نجم الدين كريم، إلا أنّ الخلافات بشأن الترشح دعت قيادة الحزب إلى طرح مرشحين آخرين. وبحسب ما قاله عضو في «الاتحاد الوطني» لـ«السفير»، فإنّ قيادة الحزب طرحت فؤاد معصوم وعدنان المفتي العضويين البارزين في الحزب كمرشحي تسوية». وأضاف أنّ الحزب لم يحسم شيئاً بهذا الخصوص حتى الآن.

على صعيد آخر، أكد المالكي، خلال استقباله الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في بغداد أمس، على «ضرورة التنسيق والتعاون» بين بلاده وإيران «لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة». وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية أن الجانبين بحثا «آخر التطورات الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وكان شمخاني قد التقي في مدينة النجف أمس الأول بالمرجع الديني السيد علي السيستاني والمرجع السيد سعيد الحكيم والمرجع الشيخ بشير النجفي والمرجع الشيخ إسحاق فياض، فيما التقى رئيس «الحزب الإسلامي العراقي» إياد السامرائي في بغداد.

ودعا ممثل المرجع الديني السيّد علي السيستاني، السيّد احمد الصافي في «خطبة الجمعة» في كربلاء، أمس، إلى «الإسراع في اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوقيتات الدستورية»، مجدداً «التذكير بما سبق بيانه من ضرورة أن تحظى الحكومة المقبلة بقبول وطني واسع وتكون قادرة على حل أزمات البلد ومعالجة الأخطاء السابقة».

في سياق منفصل، قررت السلطات العراقية استدعاء سفير العراق من العاصمة الأردنية للتشاور، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية العراقية أمس، وذلك بعد أيام من استضافة عمان معارضين للحكومة في بغداد دعوا في مؤتمر لدعم ما أسموه «الثورة الشعبية» في هذا البلد. وجاء في بيان مقتضب نشر على موقع وزارة الخارجية أنّ «العراق يقرر استدعاء سفيره (جواد هادي عباس) من العاصمة الأردنية عمان للتشاور».

وجاء هذا القرار بعدما استضافت عمان هذا الأسبوع مؤتمراً دعت في ختامه يوم الأربعاء الماضي حوالي 300 شخصية عراقية معارضة للحكومة في بغداد المجتمع الدولي إلى وقف دعمه لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، مؤكدين أنّ ما يشهده العراق اليوم هو «ثورة شعبية» وطالبوا بتأييد عربي لها. وشارك في المؤتمر، الذي أطلق عليه اسم «المؤتمر التمهيدي لثوار العراق» شخصيات تمثل «هيئة علماء المسلمين» في العراق و«حزب البعث» المنحل وفصائل من «المقاومة المسلحة» و«المجالس العسكرية لثوار العراق» و«المجالس السياسية لثوار العراق» وشيوخ عشائر."


النهار


اسرائيل تلوّح بـ"توسيع" العملية البرية في غزة

أوباما قلق وبان كي - مون إلى المنطقة اليوم


من جهتها كتبت صحيفة "النهار" تقول "كثفت إسرائيل هجومها البري على قطاع غزة بالمدفعية والدبابات والزوارق وأعلنت انها قد "توسع" عملية يقول مسؤولون فلسطينيون انها تقتل أعدادا كبيرة غير مسبوقة من المدنيين.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون ان 35 فلسطينيا قتلوا - بينهم رضيع وأربعة أطفال وامرأة في السبعين من عمرها - منذ شنت إسرائيل هجومها البري على القطاع الساحلي الخميس، فارتفع الى 274 عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء عملية "الجرف الصامد" قبل 11 يوماً.

وأفاد الجيش الإسرائيلي انه قتل 17 مسلحا فلسطينياً، بينما استسلم 13 آخرون وأوقفوا لاستجوابهم بعد بدء هجوم المشاة والدبابات في القطاع. وأضاف أن جنديا إسرائيليا قتل وان آخرين جرحوا في العمليات التي هوجم خلالها نحو 150 هدفا بينها 21 منصة لإطلاق الصواريخ مخبأة وأربعة أنفاق.

وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما انه تحدث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكد له تأييد الولايات المتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه عبر عن القلق من اتساع نطاق الصراع.

وسيتوجه الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الى الشرق الاوسط اليوم في محاولة للتوصل الى وقف للنار.

وأبلغ مسؤول الشؤون السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان مجلس الأمن أن الأمم المتحدة تندد بإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، لكنها "تشعر بالانزعاج من الرد الإسرائيلي المفرط".

وكشف مصدر ديبلوماسي فرنسي أن فرنسا طلبت من قطر التي تربطها علاقات وثيقة مع "حماس" أن تستخدم نفوذها لدى الحركة للتوصل إلى وقف للنار.

وروى سكان من غزة إن القوات الاسرائيلية توغلت بضع مئات من الأمتار داخل شمال القطاع، بينما كان التوغل في الجنوب أعمق على نحو طفيف.

وقال نتنياهو للصحافيين قبل جلسة خاصة لمجلس الوزراء في قاعدة عسكرية بتل أبيب: "تعليماتي... للجيش الإسرائيلي وبموافقة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية... هي الإستعداد لاحتمال توسيع العملية البرية بشكل كبير".

وتسبب النزاع بتجدد التوتر والحرب الكلامية بين مصر وتركيا، إذ وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بانه "طاغية" واتهمه بانه يريد استبعاد "حماس" من أي تسوية في القطاع.

ورد وزير الخارجية المصري سامح عاشور على اردوغان قائلاً ان أقل ما توصف به تصريحات رئيس الوزراء التركي "هو أنها مرفوضة رفضا تاما ولا يصح أن تصدر عن رئيس وزراء دولة بعراقة تركيا حيث تضمنت تعبيرات غير مألوفة وتخرج عن اطار اللياقة والأعراف الديبلوماسية".



الحريري يطرح "خريطة الحماية" بأولوية انتخاب الرئيس:

 الفراغ أكبر الأخطار ولم نعد نستطيع أن نتفرج


وسط تفاقم الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والهواجس الامنية الناشئة في معظمها عن أزمة الفراغ الرئاسي، اكتسبت الكلمة التي القاها الرئيس سعد الحريري مساء أمس في الافطار المركزي الذي أقامه "تيار المستقبل" في مجمع البيال والمناطق الاخرى بأهمية كبيرة من مضمون اطلالته الجديدة على مبادرة سياسية مفصلة و"خريطة طريق لحماية لبنان" وسط التطورات الاقليمية الخطيرة المتسارعة والانسداد السياسي الداخلي. ولعل أبرز المفاصل التي ميزت هذه الكلمة ومواقف الحريري عبرها تمثل في التشديد اللافت لرئيس الوزراء سابقاً وزعيم "تيار المستقبل" على الاولوية المطلقة لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد وهي النقطة المركزية التي اطلق من خلالها الحريري رسالته السياسية الاساسية بحيث شكلت العمود الفقري لكلمته ومبادرته.

وفي ما وصفه بـ"خريطة الطريق لحماية لبنان" فصل الحريري مبادرته بست نقاط هي "انتخاب رئيس الجمهورية وانهاء الفراغ الرئاسي باعتباره أولوية تتقدم أي مهمة وطنية أخرى، وتشكيل حكومة جديدة على صورة الحكومة الحالية تتولى مع الرئيس الجديد ادارة المرحلة، وانسحاب "حزب الله" من الحرب السورية، واعداد خطة وطنية شاملة لمواجهة الارهاب بكل أشكاله ومسمياته، والتوافق على خطة طوارئ رسمية لمواجهة أزمة نزوح أشقائنا السوريين الى لبنان، واجراء الانتخابات النيابية في المواعيد التي يحددها القانون وتجنب كل اشكال التمديد لمجلس النواب". غير انه لفت الى ان "مدخل الانتخابات النيابية هو انتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد"، متسائلاً: "من من النواب سينتخب رئيسا للمجلس وهو غير قادر على انتخاب رئيس للجمهورية؟". وحذر من ان "اعتياد اللبنانيين غياب الرئيس وصورته ودوره ومسؤوليته هو الخطر الذي يتهدد موقع الرئاسة وهو تغييب غير مقبول لتلك الرمزية التي يشكلها الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الاسلامي والعربي وطعن في أساس الصيغة التي قام عليها لبنان وتوافق عليها اللبنانيون". وتطرق الى الحوارات التي اجراها مع الاطراف السياسيين موضحاً ان "موقفنا هو ان لا فيتو لدينا على أحد ونحن عامل مساعد لانتخاب الرئيس ولسنا العامل المقرر الذي هو في نظرنا توافق المسيحيين على مرشح ونحن نوافق عليه سلفاً من دون تحفظ". لكن الحريري الذي قال: "إننا لم نعد نستطيع ان نتفرج على تعطيل دائم للنصاب بحجة غياب التوافق المسيحي وهذا الامر يهدد اساس وجود لبنان"، محذراً تكراراً من ان الشغور الرئاسي هو "اكبر خطر على لبنان ونظامه الديموقراطي ووجوده"، أعلن "اننا سنبدأ مشاورات مع حلفائنا وحوارات مع مختلف القوى السياسية خارج 14 آذار عنوانها البحث عن أي طريقة لانهاء حال الشغور في رئاسة الجمهورية وبأسرع وقت ممكن لكي نتمكن من السير في الاستحقاقات الدستورية اللاحقة".

وتردد ان ما اقترحه الرئيس الحريري من تحرّك لكسر الجمود في انجاز الاستحقاق الرئاسي قد يتضمن حواراً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط من جهة وسعي الى ايجاد قواسم مشتركة بين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من جهة أخرى، علما ان ثمة من فسر تلويح الحريري بتحرك جديد بأنه قد يكون ايذاناً بالتوجه نحو مرشحين من غير فئة الزعماء السياسيين الاربعة في فريقي 8 و 14 آذار.

"المستقبل"

في غضون ذلك، علمت "النهار" ان التصعيد الذي عاد الى السجالات بين "المستقبل" وممثلي الرئيس بري يعود الى ان أجوبة كانت منتظرة من وزير المال علي حسن خليل في شأن اقتراحات الرئيس فؤاد السنيورة عن طريقة دفع متوجبات الدولة في موضوع الرواتب من دون المرور بمجلس النواب، فأتت ظهر امس في صورة سلبية مما أستدعى رداً من نائبيّ "المستقبل" غازي يوسف وجمال الجرّاح.

الحكومة

وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان المساعي لحلحلة موضوع ملف الجامعة اللبنانية بما يسمح بمعاودة جلسات مجلس الوزراء فشلت بسبب عقدة منصب عميد كلية الطب. وقد أصر "التيار الوطني الحر" على الاسم الذي أقترحه لهذا المنصب مما أقفل باب التفاهم مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يطرح العميد الحالي بيار يارد كي يستمر في هذا المنصب.

 

الاخبار


السيسي وأوباما يطلقان يد القاتل


وأشارت صحيفة "الاخبار" الى أن "باراك أوباما يحاكي عبد الفتاح السيسي. هي سخرية القدر. الأول يحرض على العدوان البري، وهذا ليس مستغرباً. هذا ديدن بلاده منذ عشرات السنين. أما الثاني فلم يرفّ له جفن. دماء أطفال غزة، الذين سقط منهم 20 شهداءَ أمس، لم تحرك فيه ساكناً. يتواطأ مع العدو بالسلب، باللامبالاة، بإصراره على مبادرة تسلب المقاومة كل ما حققته من إنجازات وتهدي النصر إلى عدو فلسطين والعرب. أيعقل أن يكون قد غضب مع حلول المساء، عندما قرأ تقارير أجهزته التي لا شك أبلغته أن اقتحاماً إسرائيلياً من محاور خمسة للقطاع عجز عن تحقيق أي هدف؟ أن المقاومة اشتبكت مع العدو وحالت دون تقدمه؟ أنها لا تزال قادرة على أن تمطر إسرائيل بنحو مئة صاروخ يومياً؟ أم لعله استاء من اكتشاف أهل غزة فساد صلاحية شحنات المساعدات التي أرسلها لذر الرماد في العيون. أم ربما من أهل غزة الذين غفوا على تحية من كوادر المقاومة: تصبحون على نصر.

ضوء أخضر أميركي جديد تلقته قوات الاحتلال الإسرائيلية، هذه المرة على لسان باراك أوباما نفسه، أتى أشبه بتحريض على المضي بالعدوان البري، الذي جدد نظام عبد الفتاح السيسي تملّصه من أي واجب حيال صدّه، مكتفياً بإدانة باردة وبتجديد لمبادرته المشؤومة، رغم المجازر المتنقلة التي أودت بحياة 20 فتى فلسطينياً، أكبرهم لم يبلغ سن الرشد، وبينهم 10 أطفال.

غطاء أميركي مصري لعدو حاول أن يجرب حظه في البر أمس، بعدما أعلن أن الجو والبحر ساحتان رابحتان معه، مع أن مجريات الحرب على غزة في الأيام العشرة الأخيرة أثبتت أن المقاومة الفلسطينية تستطيع منازعته في تلك الساحتين. فلا هو استطاع إيقاف الصواريخ المنطلقة على مدنه المحتلة ولا معرفة كم طائرة استطلاع حلقت فوقه، كذلك لم يستطع اقتحام القطاع عبر الإنزال البحري وتلقى محاولتين لدخول شاطئه.

في البر أيضاً، حيث سقط لإسرائيل قتيل و20 جريحاً كحد أدنى، من دون احتساب دبابة الميركافا التي أعلنت المقاومة تدميرها بمن فيها، هو يريد العمل في اتجاهين: الأول فوق الأرض لمنع الصواريخ أو اعتقال مقاومين لعله يعيد شحن بنك أهدافه من غير المدنيين، والثاني تحتها بحثاً عن الأنفاق الأرضية التي غيرت مجريات المواجهة وجعلته يصف المعركة بأنها «حرب أشباح». أما المقاومة بكل فصائلها الصغيرة والكبيرة، فوجدت في هذا النوع من المواجهة ضالتها، لغايتين: الأولى إيقاع خسائر مباشرة في صفوف جنود الاحتلال، والثانية محاولات الأَسْر التي يعوّل على نجاحها آلاف الأسرى وعائلاتهم.

على هذا النسق، بدأ العمل في عدة محاور من شمال القطاع حتى جنوبه. منذ فجر العملية البرية وقع الإسرائيلي في مصيدة عبوات ناسفة أعدتها له كتائب القسام (حركة حماس) في قرية أم النصر شمال منطقة بيت لاهيا (شمال)، ليعترف بسقوط قتيل له وأربع إصابات، ثم ليعود مصدر إسرائيلي ليفيد في وقت متأخر بأن الجندي مات بنيران صديقة، و11 جريحاً في أسدود بصاروخي غراد أصابا محولاً كهربائياً.

لجأ الاحتلال، بناءً على ذلك، إلى تغطية توغلاته ودخول قواته الخاصة بالنار عبر قصف متعدد من البر والبحر والجو، هادفاً إلى إرباك المقاومين وإجبار العائلات على ترك بيوتها وإخلاء المناطق حتى تصبح مسرحاً مفتوحاً للعمليات العسكرية. مع ذلك، واجهت المقاومة هذا الأسلوب عبر نمطين: الأول استهداف تجمعات الآليات والمدرعات الإسرائيلية بقذائف الهاون إلى ما بعد الخط الحدودي بناءً على معلومات وحدات الرصد والمراقبة، والنمط الآخر كان أسلوب القنص الذي دخل المعركة مبكراً، وذلك بالاستفادة من إطلالة أي جندي عبر الدبابات أو ظهور عناصر القوات الخاصة لتوجيه الرصاص مباشرة إليه في مكان قاتل، وإثر ذلك أعلن الاحتلال إصابة جنديين آخرين جنوب القطاع.

أيضاً، شهدت منطقة الشجاعية شرق غزة محاولات اقتحام أخرى واجهتها المقاومة بقوة، وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات كانت عنيفة جداً، ما منع القوات المتقدمة من إكمال مسيرها، وهو الأمر نفسه الذي تكرر في بيت حانون (شمال) حيث استهدفت المقاومة دبابة بصاروخ مضاد للدروع أوقف باقي المدرعات عن التقدم بعد إصابة الأولى.

اللافت أن هذه العملية البرية لم تنجح في منع فصائل المقاومة من إطلاق نحو 100 صاروخ على المدن المحتلة، وفي مقدمتها تل أبيب وديمونة وأسدود. كذلك أعلنت كتائب القسام التي قال المتحدث باسمها، أبو عبيدة، إن ما فقدته المقاومة من عتاد وذخائر في الأيام الماضية استطاعت إعداد مثله خلال وقت المعركة. وأكد أبو عبيدة، في خطاب متلفز أمس، أنهم مستعدون لخوض معركة طويلة الأمد مع المحتل «ولا يزال الآلاف من مجاهدينا ينتظرون الانخراط في المعركة». وأضاف: «صنعنا ربع مليون قنبلة يدوية حتى يستخدمها الشبان في رجم الإسرائيليين بدلاً من الحجارة»، واعداً الشعب الفلسطيني والعربي «بالاحتفال بالنصر مع الاحتفال بعيد الفطر».

في سبيل تسجيل إنجازات أولية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف 150 هدفاً ونحو عشرين «إرهابياً»، وأعلن كشفه 13 فتحة لشبكة الأنفاق التي شقتها «حماس». لكن كتائب القسام نفت ادعاء الاحتلال اكتشافه أنفاقاً للكتائب وسيطرته عليها قرب السياج الأمني بين القطاع وإسرائيل. وقالت، في بيان مقتضب، إن «الصور التي نشرها الاحتلال تعود إلى ممرات تحت أرضية حفرت داخل موقع تدريب حدودي لأغراض تدريبية بحتة». وما قد يساعد في تأكيد حديث المقاومة أن الاحتلال تعمد التوغل إلى مواقع تدريب (كعسقلان في بيت لاهيا) تابعة للمقاومة وقريبة من الحد