19-04-2024 06:31 PM بتوقيت القدس المحتلة

مقدمة نشرة الأخبار اللبنانية الموحدة في الذكرى الـ36 لتغييب الإمام الصدر

مقدمة نشرة الأخبار اللبنانية الموحدة في الذكرى الـ36 لتغييب الإمام الصدر

مقدمة نشرة الأخبار اللبنانية الموحدة في الذكرى الـ36 لتغييب الإمام الصدر


مساءَ الغائبين، أولئكَ الذين مشَوا طريقَ الشمسِ قبلَ ستٍ وثلاثينَ سنة، فتعاقدوا معَ الحضورِ سنةً بعدَ سنةٍ إلى أن أصبحوا وطناً مزدحمَ الإقامة.

مساءَ عِمامتِه السوداءِ المتربعةِ على قلبٍ أبيضَ معطوفاً على قوسِ قُزٍَح لا يَعرفُ مذهبا.

هذا ليسَ وحياً ولا هو وَهم، ولا نحنُ نرسُمُ ألواناً غارقةً في الحُلُم، بل نَشبِكُ هواءَنا معاً على طَرَفِ عباءةٍ غَمَرَت المدن، يَسكنُها إمامٌ غزَلَ اسمَهُ عندَ صلاةِ الفجرِ وعلى طولِ قداديسِ العمر، كانَ اسمُه موسى الصدر، صارَ الآنَ سيداً في زمنِ الصبر.

على ذكرَى تغييبِه تَوحّدت العبارة، ليسَ لمجردِ إلقاءِ سلامٍ على المناسبة، بل جئناهُ نَنشُدُ المُثولَ بينَنا، كسماحةِ مطران وغبطةِ شيخ، كاِمامِ كنيسةٍ وبطركِ مَسجد. أتيناهُ نطالبُه الإعتصامَ بنا ومعنا وحتى ضِدَّنا.. ينامُ في العامليةِ كما السبعينياتِ حتى طلوعِ فجرِ الحل، يطوفُ في القرى باعثاً فيها روحاً من جميعِ الأديان.

كَلِمَتُك سواء، فخُذْنا إليها، نحنُ المخطوفينَ أدناهُ وأعلاهُ وفي وسطِه.. نُوقِّعُ على بياضِ تاريخِك، إننا نَهدُرُ دمَ التاريخِ ونَضرِبُ بسيوفِ الطوائفِ ونُفسِدُ عليكَ مملكةً كسَرْنا عظامَها من أولِ الدساتيرِ إلى آخرِ الطائف.

كانَ جبلُ عاملٍ ملهوفاً لمسيرةِ الإياب، لكنَ جبالَ لبنانَ اليومَ بتضاريسِها وجرودِها ترفعُ صوتَ العودةِ من الوعرِ إلى البحر. نخافُ أن تأتيَ يوماً يا سيدَنا الإمامَ فلا تَجِدَ وطناً ولا بنيانا.

إِستَعْجِلْنا قبلَ أن نذوبَ في دخانِ الأرض، فكلُّ ما لدينا يكادُ يصيرُ تُراباً، يبتلعُنا فراغ، تُحيطُ بدولتِنا أسلاكٌ من دولٍ سود، عسكرُنا تُرهِقُه الحدود، ولن نَزيدَكَ هموماً فيَكفيكَ أنّكَ- بالنسبةِ إليك- مفقود.

نرفعُ هذه المساحةَ لسماحتِك، نَستحضرُ بعضاً منكَ في محطةٍ تَحكي أولَ السيرةِ وآخرَ عناوينِ المسيرة، معَ استعادةٍ لخِطاباتٍ نَحسَبُكَ وقد أَطلَقْتَها قبيلَ ساعاتٍ وليسَ من عمرٍ راكمَ السنوات.

وإذا كنا قد جِئنا موحَّدينَ اليومَ على اسمِ الإمامِ موسى الصدر، فانَّ الزمنَ يُنصِفُ مَن كانَ يَذكُرُكَ عندَ غيابِ شمسِ كلِّ واحدٍ وثلاثينَ من آبَ على مدى ستةٍ وثلاثينَ عاماً.

وبمطلعِ كلِّ كلمةٍ يَدخُلُ الرئيسُ نبيه بري عباءةَ الإمامِ ويُعلِنُ انتسابَه للريح، يُطرِّزُ من أخضرِ العينِ شالاً للوطن، يَتيَمَّمُ غِيابَكَ وإن حضرَ الماء، سرُّ مَعموديتِه أودعَه كنيسةَ البلاد. هذا العامَ غابَ المهرجان، لكنَ كاهنَ الرعيةِ السياسيةِ الرئيس نبيه بري يُطِلُّ بينَنا يشاركُنا النداءَ مختزناً في الصدرِ شوقاً بعددِ أيامِ غيابِ الإمامِ الصدر.

ننتقلُ مباشرةً إلى عينِ التينة حيثُ كلمةُ دولةِ رئيسِ مجلسِ النواب.