29-03-2024 10:24 AM بتوقيت القدس المحتلة

سورية.. من الكيماوي إلى الداعشي والردع ما زال قائماً

سورية.. من الكيماوي إلى الداعشي والردع ما زال قائماً

في حديث خاص لموقع المنار تحدث اليوم من دمشق الخبير العسكري الدكتور علي مقصود، عن روادع قوية للتهديدات الامريكية والنوايا

خليل موسى – موقع المنار - دمشق

بعد عام تقريبا على التهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة لسورية، وتحديدا بعد زوال رائحة الذريعة الكيماوية، فاحت اليوم روائح أشد فتكاً مصحوبة بمشاهد دموية، تعتليها الرايات السوداء، فمن الكيماوي إلى الداعشي والنية الغربية واحدة كما يراها مراقبون.

من الجو هذه المرة، والحلف الغربي اصبح أكثر ترتيبا للأوراق، لم تعد الأعباء على كاهل واشنطن وحدها بل توزعت على باريس معها وعدد من الحلفاء التابعين للبيت الأبيض، التصريحات موزعة بلغات عدة وتبدو أكثر جرأة، لأن الذريعة الجديدة مرئية بالعين المجردة، وضحايا الإرهاب في ازدياد، وكما يقول مراقبون تم العمل على وضعها في المنطقة بدقة.

الزوبعة الإعلامية مرت بسلام العام الماضي، وأخذت معها كل مخاوف جر المنطقة إلى حرب شاملة ومفتوحة، وأميركا ارتدعت كما صرح المحللون والخبراء بقوة سورية والحلفاء.

 في حديث خاص لموقع المنار تحدث اليوم من دمشق الخبير العسكري الدكتور علي مقصود، عن روادع قوية للتهديدات الامريكية والنوايا التي يراها السوريون تستهدف سيادتهم وجيشهم بشكل مباشر.

أوضح الدكتور علي مقصود، أن القيادة السورية تأخذ كل التهديدات الامريكية على محمل الجد، وتقيم لها كل الحسابات، ولكن برأيه أن هذه التهديدات كما سابقاتها ولن تتم ترجمتها بشكل عملي ولا يمكن لأمريكا ومن معها أن تقدم على ضرب أي موقع في سوري حتى في ظل الحجة التي أتت بها بعد الكيماوي. ويضيف مقصود ان امريكا لن تقدم على هذه الخطوة هي ومن معها لإدراكها ان سورية تمتلك منظومة جوية قوية ومتطورة جدا قادرة على مواجهة أي عدوان جوي وصاروخي من أي جهة كان، إضافة لامتلاك سورية لمنظومة صواريخ أرض أرض، قادرة على الوصول لأي هدف كان وفي أي مكان وتشكل تهديدا للقواعد الامريكية في المنطقة وللكيان الصهيوني أيضا، فتكون الولايات المتحدة في حال أقدمت على خطوة كهذه حسب رأي مقصد، فتحت النار على نفسها وستغرق في مستنقع لن تستطيع الخروج منه.

أربع سنوات من الحرب فهل أضعف ذلك من قوة الجيش السوري؟!

في رد على سؤال حول هذا العنوان خاصة وان هناك اوساطا إعلامية تحاول الترويج لهذه الدعاية، يقول مقصود، السنوات الأربعة الماضية من الحرب استطاعت أن تكسب الجيش السوري قوة اكبر وخبرات أوسع في خوض المعارك بكل انواعها، حيث تناول ما يجري اليوم في الميدان السوري من تحركات للجيش على جميع المحاور، كمثال ليثبت صحة كلامه، فالضربات التي يوجهها الجيش السوري للمجموعات والتشكيلات المسلحة المنتشرة في كثير من المناطق وشل حركتها في أماكن كثيرة وتحديدا اليوم في محيط العاصمة، في الشمال السوري والشرق، فإن جيشا يقوم بكل هذا لا يمكن أن تكون قوته قد تناقصت إنما على العكس، وهذا ما تحسب له الولايات المتحدة ألف حساب اليوم، كما أعدت سورية العدة لمواجهة أي عدوان عيها من أي طرف خارجي كان، كما يؤكد مقصود.

وحول ما يتعلق باحتمالية توجيه ضربات مركزة للأراضي السورية عبر الجو من خارج الاجواء السورية أي من الأجواء التركية، فإن مقصود يؤكد امتلاك سورية لمنظومة فنية متطورة وقادرة على رصد أي طائرة  او أي عملية إطلاق واستهدافها حيثما كانت، وتوجيه الصواريخ بطريقة ذكية للإصابة الدقيقة للأهداف الجوية في حال فكرت حدث ذلك.

هذا ويرى الدكتور مقصود ان حلفاء سورية في محور المقاومة، والحليف الروسي، من عوامل القوة الردعية التي تمتلكها سورية، حيث لم تختلف عوامل الردع اليوم عنها أثناء المواجهة السورية الأمريكية عام 2013 وهذا ما يمنح سورية نقطة قوة ويؤكد ان القوة التي يمتلها الحليف هي من عوامل القوة الإضافية التي سورية.

إذاً المواجهة مفتوحة اليوم سياسياً، ويبقى للميدان السوري أن يتابع تفوقه بضرب المجموعات الداعشية واخواتها، ليكسب معاركه السياسية، أما انحسار القوة التي تغنى بها التكفيريون في أماكن ظهورهم، فهو دليل على تفوق القوة لمصلحة الجيش السوري، كما يؤكد مقصود وكثير من المراقبين والخبراء.