29-03-2024 04:33 PM بتوقيت القدس المحتلة

"الولي المجدّد" .. الإسلام النموذجي تحت عباءة الولي الفقيه

التزم حزب الله بأطروحة ولاية الفقيه في الفهم الإسلامي والتطبيق العملي، فأنجز تحت سقفها أشرفَ مقاومةٍ إسلامية حرَّرت وانتصرت وحمت لبنان، وأشعلت روح الجهاد الصادق في فلسطين، ونقلت شعوب المنطقة من الإحباط إلى الأمل

في حفل حاشد تميّز بخليط من السياسين والمثقفين والدبلوماسين وقّع سماحة الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله كتاباً جديداً له بعنوان "الولي المجدّد"، من إصدار دار المحجة البيضاء، في قاعة الجنان في ثانوية البتول (ع).

وافتتح الحفل الملحق الثقافي الإيراني بكلمة أشاد فيها بإبداع الشيخ قاسم ولفت إلى أنه مثقف ومفكر ومقاوم وهو تلميذ الإمام الخميني، يسير على درب الإمامين. وأعرب عن اعتزازه بهذا الإصدار المهم وأكد أن الجمهورية الإسلامية في إيران سوف تبقى إلى جانب القدس والشعوب المظلومة، وأن إيران اليوم تقدم الإسلام الوحدوي والمنفتح على الحق والإنسانية والصلاح. 

مؤلف الكتاب الشيخ نعيم قاسم أجاب عن سؤال :لماذا الولي المجدد؟!.. فقال :" لأننا في الواقع أمام تجربة حديثة وفريدة ومميزة ومتلألئة موجودة في العالم تمثلت بالإمام الخميني(قده) ثم تجلت بالإمام الخامنئي(حفظه الله ورعاه)، هذه التجربة رعت إيران ورعت الأمة الإسلامية في قضاياها المختلفة، هذه التجربة قدمت أفكارًا ورؤى جديدة من منطلق الإسلام المحمدي الأصيل لتكون في ساحة الحياة منافسة لأفكارٍ كثيرة أفرطت من شرقٍ وغرب، وذهبت مذاهب شتى، فكان الإمام الخامنئي(حفظه الله رعاه) في هذه الحقبة التاريخية راعيًا لهذه المعالم الإسلامية الأصيلة وعارضًا لها.

لماذا الولي المجدد؟ لأن جيلًا واسعًا من الشباب الذين لم يعاصروا بداية الثورة، والذين لم يطلعوا على أسسها الفكرية والسياسية والعقائدية والاجتماعية والأخلاقية، لا بدَّ أن تقدم لهم مادة موجزة مختصرة تعطيهم الفكرة عن هذا الإمام القائد وما الذي غيَّره وصنعه في هذه الحقبة التاريخية الحساسة من المسيرة.

لماذا الولي المجدد؟ لأن جهات كثيرة لا تعرف حقيقة الثورة الإسلامية المباركة في إيران، ولا تعرف هذا العقل النير الذي قدَّم الكثير لمصلحة البشرية، وهنا من أجل أن نوفر على الراغبين في الإطلاع والمعرفة كان هذا الكتاب الذي تناول ستة و عشرين موضوعًا من الموضوعات التي تعرض لها الإمام الخامنئي(حفظه الله ورعاه)، وقد اخترت الموضوعات التي أعتقد أنها فيها روحية التجديد ولم أتحدث عنت كل ما تحدث عنه الإمام القائد الخامنئي(حفظه الله ورعاه)، لأن أفكاره أوسع وأكمل بكثير مما قدمته ولكن اخترت عينات رأيته مناسبة لتقديمه لهذا الجيل وللمفكرين وللذين يرغبون في التعرف على ولاية الفقيه وقيادة الولي الفقيه لتكون تجربة ماثلة أمامهم ومختصرة وتوفر الوقت عليهم.

وأوضح الشيخ نعيم قاسم أن ولاية الفقيه هي نظرة إسلامية في القيادة والحكم وإدارة شؤون المجتمع، والولي الفقيه هو الأمين على تطبيق أحكام الإسلام، وهو الذي يرسم السياسات العامة للأمة في حياتها بجوانبها المختلفة.

قدَّمت أطروحة ولاية الفقيه تجربة رائدة في إيران تمثلت في نظام الحكم الإسلامي الذي يهتم بخيارات الشعب، وتحقيق التقدم العلمي في المجالات المختلفة، والعمل على تطبيق العدالة الاجتماعية، والاستفادة من كل من الرجل والمرأة، وحماية البلد من التبعية الأجنبية, واصطفافه إلى جانب حركات التحرر والمقاومة.

التزم حزب الله بأطروحة ولاية الفقيه في الفهم الإسلامي والتطبيق العملي، فأنجز تحت سقفها وبناءً للقواعد التي رسمها الولي الفقيه أشرفَ مقاومةٍ إسلامية حرَّرت وانتصرت وحمت لبنان، وأشعلت روح الجهاد الصادق في فلسطين، ونقلت شعوب المنطقة من الإحباط إلى الأمل، ومن الاستسلام إلى المقاومة، ومن التبعية إلى الاستقلال.

وعرّج الشيخ قاسم في كلمته إلى دور حزب الله تحت سقف ولاية الفقيه وقال :" وأنجز حزب الله المؤمن بولاية الفقيه تجربةً سياسية تؤكد على التعايش بين اللبنانيين بطوائفهم وأحزابهم وقواهم المختلفة، وعمل على بناء الدولة بالتعاون مع الشركاء في الوطن في إطار حكومات الوحدة الوطنية المتعاقبة، ولم يقبل الاستفراد ولا الإلغاء، ودعا دائمًا إلى الحوار، ورفض تطييف ومذهبة المواقف السياسية، ورفضَ التحريض ولم ينجر إلى فتنةٍ تكرَّرت مقدماتها وأطلت برأسها مرات ومرات، فكان لموقف حزب الله الدور الأبرز في وأدها.

التزم حزب الله قناعته بولاية الفقيه ولم يفرضها على أحد، كما لا يقبل أن يفرض عليه أحدٌ خياراته الفكرية أو السياسية، ونجح من الموقع الديني الإسلامي أن يقارب المواقف السياسية الوطنية والعربية والإسلامية من دون أن يقف انتماؤه حائلًا دون التعاون مع القوى السياسية المتمايزة في قناعاتها العقائدية أو انتماءاتها الطائفية، ليكون الموقف السياسي هو المعيار في التعاون، ولتكون المقاومة الرمز الأول في الالتفاف حولها من كل القوى الشريفة والمخلصة.

التزم حزب الله بالتوجيهات العامة للولي الفقيه في هذا الزمان والمتمثل بالإمام الخامنئي(دام حفظه)، الذي أنار طريقه للتمييز بين الحق والباطل. وقد أدرك الحزب منذ البداية بأن أمريكا ذات إدارة مستكبرة ومستعمرة لها مصالحها ومن أبرزها تثبيت وجود الكيان الإسرائيلي لتطويع المنطقة لإدارتها، فرفض الخضوع للسياسات الأمريكي، وجاهد العدو الأول للأمة وللبشرية إسرائيل بهدف تحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني المجاهد.

أدرك حزب الله قبل الكثيرين خطر التكفيريين ومشروعهم الإلغائي لكل مخالف لهم، وواجههم من البوابة السورية لحماية ظهر لبنان ومقاومته، فحقق إنجازات كبيرة قلَّلت من مخاطرهم على لبنان، ولولا أداء حزب الله في جهاده المقدس في سوريا لرأينا التكفيريين كداعش والنصرة وغيرهما يقيمون الحواجز في بيروت ويعلنون حيث يصل إجرامهم وقتلهم لكل كائن حي إمارتهم الإلغائية لكل من عداهم.

الذين رعوا الوحش الداعشي هم الذين يعلنون الحرب عليه بعد أن أفلتَ من عِقالهم، وقد دفعت سوريا وحدها أكثر من 170 ألف ضحية وشهيد فضلًا عن التدمير فيها من أولئك الذين يدَّعون اليوم محاربتها, لقد سبقهم حزب الله في مواجهة الخطر التكفيري. قدَّم حزب الله تجربة مشرقة في الفكر والسياسة والجهاد والأخلاق، ونجح في محطات خطرة ومعقدة، وأثبت صحة مواقفه وخياراته، وما زال يدعو شركاءه في الوطن إلى الاعتبار من الأحداث والعودة إلى حوار الحلول والشراكة لبناء البلد.

وختم سماحة الشيخ بالقول: "هذه بعض إنجازاتنا تحت سقف ولاية الفقيه، فليقولوا لنا ما هي إنجازاتهم تحت سقف أمريكا وأتباعها؟. هذه هي تجربتنا الإسلامية السمحاء، وهي أبعد ما تكون عن تجربة المدعين للإسلام من التكفيريين الذين أساؤوا إلى الدين والبشرية.

 



تصوير : زينب الطحان