19-04-2024 02:14 PM بتوقيت القدس المحتلة

القدس في مارون: تحية برائحة الورد والبارود

القدس في مارون: تحية برائحة الورد والبارود

يصل الشبه بينهما حدّ التماهي، حدّ الإلتصاق. بينهما هواء يصدح بأصوات الثوار، أصوات الشهداء، تضمحل المسافة لتختصر بستّ ورود، تطلع من قبضات شهداء العودة، شهداء مارون الراس باتجاهها: يا قدس إننا عائدون.


يصل الشبه بينهما حدّ التماهي، حدّ الإلتصاق. بينهما هواء يصدح بأصوات الثوار، أصوات الشهداء، تضمحل المسافة لتختصر بستّ ورود، تطلع من قبضات شهداء العودة، شهداء مارون الراس باتجاهها: يا قدس إننا عائدون.

مارون على موعد مع القدس في يومها، يوم دعا إليه الإمام الخميني (قده) قائلاً " أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة أيضا، في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوماً للقدس". يبدو اختيار المكان هذا العام أشبه بتحية برائحة البارود والورد، بارود محمّل بانتصار تموز، وورد بلون الشهادة. وكما يشير المسؤول الإعلامي  في الجنوب حيدر دقماق فإن" لمارون الراس رمزيتها الخاصة، فهي الأرض التي حققت فيها المقاومة انتصارات كبيرة أثناء مواجهتها كيان العدو خلال عدوان تموز 2006". وفي اتصال مع موقع المنار، يضيف دقماق أن" مارون الراس اكتسبت أهمية إضافية بعد سقوط ست شهداء فلسطينيين على أرضها أثناء احيائهم ذكرى النكبة هذا العام، لذا اخترنا إحياء يوم القدس على أرض مارون، النقطة الجنوبية الأقرب إلى فلسطين المحتلة".

يوم القدس في مارون إشارة على أن القدس على موعد قريب مع الحرية

"عندما يطلّ سيد المقاومة السيد حسن نصر الله  في يوم القدس من مارون الراس، أرض المقاومة والتضحية والتي هزم فيها الكيان الصهيوني، عندما يتمّ إحياء هذا اليوم من بقعة قريبة جداً من الأراضي المحتلة، فهذا يعني أن القدس على موعد قريب مع كل الشرفاء والثوار"، يقول عضو مجلس قيادة الجبهة الشعبية حمزة البشتاوي. وفي اتصال مع موقع المنار، يشير البشتاوي إلى أن الإمام الخميني هو الذي جعل من القضية الفلسطينية، بدعوته إلى إحياء يوم القدس كل عام، قضية للشرفاء في كل العالم". ويؤكد البشتاوي على أنه يجب أن تشكل هذه الدعوة التي أطلقها الإمام الخميني حافزاً لكافة الشعوب العربية التي تدير حالياً ثورات ضد الظلم والإضطهاد، لأن تشكل القضية الفلسطينية جزءاً من حراكهم الشعبي".

كما يرى عضو مجلس قيادة الجبهة الشعبية أن يوم القدس العالمي هو اليوم" الذي أعاد القدس إلى الأمة العربية والإسلامية، والذي أعاد العرب والمسلمين إلى القدس". ويلفت البشتاوي إلى شعار هذا اليوم: القدس رمز العزة والكرامة، مؤكداً على أن الأصوات التي ستصدح في مارون وفي كافة أرجاء العالم في هذا اليوم،"هي بلا شك أصوات تمهّد لحرية القدس".
    
بين أزقة مارون وعلى هضابها المنتشرة بعبثية جميلة، كثير من القصص: عن دبابات الميركافا التي هوت ذات تموز، عن محمد أبو شلحة الذي عبر إلى وطنه من أرض الشتات ذات أيار، عن صرخة ذات صدى أبدي: يا قدس إننا قادمون.