29-03-2024 09:09 AM بتوقيت القدس المحتلة

جعجع: أنا مع التحالف الدولي ولا أفهم موقف حزب الله

جعجع: أنا مع التحالف الدولي ولا أفهم موقف حزب الله

شدّد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، على أهمية تأييد لبنان للتحالف العربي ــ الغربي لضرب «داعش» ومشاركته فيه، مبدياً استغرابه لموقف حزب الله الذي كان أول من حذّر من خطر هذا التنظيم


هيام القصيفي

شدّد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، على أهمية تأييد لبنان للتحالف العربي ــ الغربي لضرب «داعش» ومشاركته فيه، مبدياً استغرابه لموقف حزب الله الذي كان أول من حذّر من خطر هذا التنظيم. وأكّد جعجع، في حديث إلى «الأخبار»، رفضه لظاهرة الأمن الذاتي ما دامت الدولة قائمة. وفي محورالانتخابات الرئاسية التي يحمل «الفريق الآخر مسؤولية تعطيلها، ما وضع البلد في قعر القعر، وأعاده خمسين سنة إلى الوراء»، يفضل جعجع إجراء الانتخابات النيابية. لكنه أقرّ بظروف موضوعية تحتّم عدم إجرائها، رافضاً أي مقايضة بين التمديد وبين حضور جلسات تشريعية. وفي ما يأتي نص الحوار:


■ هل أنت مع التحالف الغربي ــ العربي لضرب تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهل تؤيد مشاركة لبنان في التحضير لهذا التحالف؟
- أنا، كلياً، مع أن يدخل لبنان في هذا التحالف الغربي ــ العربي الذي يتكون حالياً لمواجهة «داعش»، طبعاً ضمن إمكاناته، لأن لبنان أحد الأطراف الذين سيستفيدون جداً من القضاء على هذا التنظيم. لنرَ المعادلة مقلوبة. لنفترض أن لبنان لم يدخل في هذا التحالف، وكما تبيّن من أحداث عرسال وما تلاها لاحقاً، فنحن يمكن أن ندفع من دم شبابنا وأولادنا والشعب اللبناني، ومن قدراتنا المباشرة، لمحاربة «داعش». وبالتالي يجب أن نكون محبّذين في شكل تام لهذا التحالف، لأنه سيجنّب لبنان مواجهة مباشرة مع «داعش»، وقد تكون لديه الإمكانات لذلك أو لا.

■ ثمة مواقف انتقدت تفرّد وزير الخارجية جبران باسيل، وتنسيقه فقط مع رئيس الحكومة، وحزب الله عبر مصادره في «الأخبار» أمس رفض دخول لبنان في هذا التحالف؟
- نحن مع موقف رئيس الحكومة ووزير الخارجية في ما يتعلق بعلاقة لبنان بهذا التحالف. من جهة أخرى، أتمنى من حزب الله أن يوضح لنا موقفه، ولماذا يقف ضد هذا التحالف، رغم أنه أول من رفع الصوت عالياً، وكبّر حجم هذا التنظيم، ودعا إلى تعاون اللبنانيين ضده. ومن الغريب أن يكون هو نفسه اليوم يعارض التحالف الغربي ــ العربي الذي قام تحديداً ضد «داعش». هل يجوز أن نقدّم مصلحة نظام بشار الأسد على مصلحة لبنان، وعلى مصلحة استقرار الشرق الأوسط؟ حزب الله اتخذ هذا الموقف لأن التحالف الغربي ــ العربي رفض ضمّ نظام الأسد إليه، فهل يجوز أن ندمّر لبنان أو نعرّضه للمخاطر من أجل الحفاظ على نظام الأسد؟

■ لقد شارك الوزير باسيل في الاجتماع بين العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. برأيك، هل يمكن أن يكون قد اتخذ موقفه من التحالف من دون اطلاع نصرالله عليه؟
- لا أعرف. لكن يجب أن ألفت إلى أنّ على وزير الخارجية أن يوضح موقفه حين قال إنه مع التحالف لضرب الإرهاب، شرط أن يحترم سيادة الدول. طبعاً، يجب أن تُحترم سيادة الدول القائمة كالدولة اللبنانية والأردنية، لكن هل يجب أن نعتبر أن سوريا، بعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب الأهلية، لا تزال سيادة الدولة السورية الممثلة بنظام الأسد هي القائمة حالياً. أكيد كلا. أتمنى على الوزير باسيل ألّا يقع في هذا المطب ويخدم مصلحة أطراف آخرين، بل يجب أن نخدم مصلحة الشعب اللبناني والدولة اللبنانية فقط.
لا بيئة حاضنة
لـ«داعش» في لبنان، ولا مبرر لتخويف المسيحيين، وهزيمة التنظيم بدأت


■ إذا طرح الموضوع على التصويت في مجلس الوزراء، فما هو موقف حلفاؤكم، وهل يمكن أن تطير الحكومة على هذه الخلفية؟
- حلفاؤنا طبعاً مع التحالف في شكل واضح، إضافة إلى أن التحالف هو لضرب «داعش» فقط، وهذا ما يصب في مصلحة الدولة اللبنانية، ولا سيما أنه يضم الأسرة الدولية والعربية بكاملها. هل نقف ضده فقط لأن إيران ليست فيه؟ هذا ليس سبباً كافياً. أما في شأن الوضع الحكومي، فهذا الأمر منوط بمن يشارك فيها، ونحن لسنا موجودين في الحكومة.

ضد الأمن الذاتي حالياً

■ أخذ عليك البعض أنك خفّفت بداية من خطر «داعش»، ومن ثم رفعت الصوت في احتفال شهداء القوات اللبنانية. واليوم تتحدث عن مخاطرها. هل أنت مع تسلّح المسيحيين، وخصوصاً أننا شهدنا تسلحاً ذاتياً في مناطق معروفة بقربها من القوات؟
- بكل صراحة أنا ضد التسلح الفردي، لأنني ما زلت حتى الآن أرى أن لا خطر داهماً على لبنان حالياً، ولا سيما في ظل قيام التحالف الغربي ــ العربي لمواجهة داعش، وقد بدأ يعطي نتائجه بتراجع هذا التنظيم، وخصوصاً في العراق. من جهة أخرى لا تزال الدولة اللبنانية موجودة بالحد الادنى والمقبول، وأكبر دليل هو وجود الجيش والقوى الأمنية الأخرى، وحل المشاكل التي تقع رغم بعض التأخير. وما دامت الدولة موجودة، فعملنا أن نزيد من وجودها وقوتها. أما الأمن الذاتي والتسلح الفردي، فهما يشلانها ويصغّران وجودها بأسرع مما يمكن أن يحدث في حال وقوع خطر كبير. في الوقت الراهن نحن نهائياً ضد الأمن الذاتي، بل مع دعم الدولة. ولكن إذا حُلّت الدولة فلكل حادث حديث.

■ تقول «في الوقت الراهن». متى ستقبل أن يتسلح المسيحيون؟
- حين تنحل الدولة كلياً. وهنا يجب أن ألفت إلى أمر مهم. أول خطوة أساسية لحماية المسيحيين هي في حصول الانتخابات الرئاسية. إذا انتخبنا رئيساً للجمهورية وانتظمت الحياة السياسية وتشكلت حكومة وأجرينا انتخابات نيابية، تقوى مؤسسة الجيش والقوى الأمنية والدولة اللبنانية. أحسن دفاع عن المسيحيين هو أن ننتخب رئيساً للجمهورية، لا أن نُسهم في تدمير الدولة وشلّ المجلس النيابي، ونعطي «كم بارودة» للمسيحيين للدفاع عن أنفسهم.

■ ألست خائفاً من انفجار الوضع مجدداً في عرسال على أبواب الشتاء واحتمال حصول توتر في طرابلس؟
- كلا. الجيش يتمركز أكثر فأكثر في عرسال ومحيطها، والقوى الأمنية تضبط الوضع في طرابلس والشمال. إضافة إلى أنه تبين أن لا بيئة حاضنة لـ«داعش» في لبنان. وتبعاً لذلك، لا مبرر لإشاعة جو من الخوف لدى المسيحيين. علماً أن «داعش» حالياً لم تعد في مرحلة صعود، بل هبوط، وقد بدأت هزيمتها. وكلما خطا التحالف الدولي إلى الأمام، تراجعت «داعش» أكثر.

■ قد تُنتقد اليوم لأنك تعتبر أن «داعش» تنهزم، في وقت لم يبدأ فيه عمل التحالف الدولي بعد.
- التحالف بدأ عمله، والأميركيون باشروا ضرباتهم، وهو ما أدى إلى تراجع «داعش» في سهل نينوى وسد الموصل. وأتوقع أن يتراجعوا أكثر بعد الضربات المرتقبة، إضافة إلى تحركات على الأرض من جانب الحكومة العراقية، وفي سوريا من جانب «الجيش السوري الحر».

■ تحدثت عن تمركز الجيش في عرسال. هل أنت راضٍ عن أدائه منذ معركة عرسال وحتى اليوم؟
- هذا بحث آخر. هذا الكلام نقوله مع المسؤولين في الغرف المغلقة. ما يجب أن نعمله هو أن نقف خلف مؤسسات الدولة، الجيش والقوى الأمنية، بغض النظر عن ملاحظاتنا على أي أداء يمكن أن نقولها بعيداً عن الإعلام. لا يجب إطلاق اتهامات أو ملاحظات خلال الأزمات.

■ في الملف الرئاسي، تقدمت بمبادرة وتجددت مع قوى 14 آذار. لكن الوضع يراوح مكانه. ما هي الخطوة التي يمكن أن تكسر الجمود الحالي؟
- نحن قمنا بكل الخطوات الواجبة من الترشح وإعلان البرنامج إلى إعلان مبادرتي بالاستعداد للبحث عن مرشح توافقي وتبني قوى 14 آذار لها. قمنا بما يجب القيام به، لكن للأسف الفريق الآخر لا يزال يعطل اللعبة الرئاسية. فإما أن يستمر في التعطيل، أو يذهب إلى انتخابات مهما كانت النتائج، أو يتخذ قراراً بأن يبحث معنا في الاسم المقبول الذي يرضي قناعاتنا، ولو بالحد الأدنى. لكن حتى اللحظة لم يعط جواباً حتى على عقد اجتماعات.

■ من يرفض الاجتماعات؟
- حدثت بعض الاجتماعات سابقاً مع التيار الوطني الحر، ولكن موقفه واضح، وهو يرفض أي بحث في غير العماد ميشال عون. هذا خياره الأول والثاني والمئة. أما الآخرون، فهم يقولون إن اللعبة الرئاسية عند عون.

■ إذاً لا ترى انتخابات رئاسية في المدى المنظور؟
- بحسب ما أراه لدى التيار الوطني الحر وحزب الله، لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور.

■ وهل ترى ظروفاً لإجراء الانتخابات النيابية راهناً؟
- نحن مع محاولة إجراء الانتخابات النيابية حتى آخر لحظة لأنها الخيار الأفضل، مع اعترافنا بكثير من الظروف الموضوعية الجدية التي تفرض التمديد في الوقت الراهن. ورغم ذلك، أنا مع استمرار المحاولة حتى اللحظة الأخيرة لإجراء الانتخابات النيابية.

■ هل يمكن أن تجري المقايضة مع الرئيس نبيه بري بين التمديد وقبولكم بحضور جلسات تشريعية؟ وما هي حظوظ إجراء انتخابات؟
- لسنا في صدد المقايضة. موقفنا دستوري. كيف يمكن المجلس أن يجتمع ليشرّع ولا يجتمع لانتخاب رئيس للجمهورية؟ نحن لسنا في صدد إجراء أي مقايضة. وأتمنى أن نصل إلى انتخابات، وحظوظها الحالية 50 ــ 50.


http://www.al-akhbar.com/node/215716

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه