20-04-2024 07:18 AM بتوقيت القدس المحتلة

أمراض العصب البصري: فتّش عن التدخين والكحول والشمس

أمراض العصب البصري: فتّش عن التدخين والكحول والشمس

أما في شأن العلاج فيقوم مبدئياً على مضادات الإلتهاب، وأهمها الكورتيزون من طريق الفم أو الوريد، إضافة إلى عقاقير أخرى يراها الطبيب مناسبة.

أمراض العصب البصري: فتّش عن التدخين والكحول والشمسعمل العين يتمثل بتركيز الضوء الآتي من الوسط الخارجي قبل أن يسقط على الجدار المبطن للعين المسمى الشبكية، لتشكيل صورة واضحة عليها، لكنها تكون صورة مقلوبة للشيء الذي يراه الشخص، وبعد ذلك ترسل الشبكية الصورة عبر مئات آلاف الألياف التي تشكل العصب البصري، إلى مركز الرؤية في المخ ليتولى ترجمتها إلى صورة مرئية حقيقية، كما هي في الواقع.

ويتعرض العصب البصري إلى ثلاث مشاكل، هي:

1- وذمة (تورم) حليمة العصب البصري: إن حليمة العصب البصري هي قاعدة العصب البصري في شبكية العين، وتكون في الحال الطبيعية بيضوية أفقية بعض الشيء، لونها أصفر مائل إلى البرتقالي، مسطحة لامعة ذات حدود واضحة هي التي يراها الطبيب عند فحص قاع العين.

قد تحدث تبدلات طارئة في حليمة العصب فتتورم وتصبح باهتة ذات حدود غير واضحة المعالم. وتحدث الوذمة نتيجة الإصابة بارتفاع الضغط في القحف، أو لأسباب التهابية أو ورمية، أو إثر الإصابة بالداء السكري. ويعاني الشخص المصاب بالوذمة من عدد من العوارض، مثل الصداع، والغثيان، والتقيؤ، والتشوش في الرؤية، والرؤية المزدوجة.

ويتم تشخيص وذمة حليمة العصب البصري بناء على المعطيات السريرية ونتـــائح التصوير الطبقي المحوري، وقد يحتاج الأمر إلى قياس الضغط داخل المخ مــن طـــريق بزل السائل النخاعي الشوكي في المنطقـــة القطنية من العمود الفقري. أما فـــي شـأن العلاج فيقوم على اكتشاف السبب الـفعلي الذي أدى إلى تورم الحليمة.

2- ضمور العصب البصري: قد يتعرض العصب البصري للضمور في أي منطقة من مساره، جراء أسباب تؤدي الى تلف في أليافه، ومن أهم هذه الأسباب التهاب العصب البصري المزمن، ومرض المياه الزرقاء في العين (الغلوكوما)، والورم المخي الضاغط، والإصابة بأم الدم، ورضوض الرأس، ومرض التصلب المتعدد، والتسمم ببعض الأدوية.

ويجب عدم إغفال دور إدمان المشروبات الكحولية في إثارة ضمور العصب البصري، فقد كشفت دراسات أجريت في بلدان تتفشى فيها ظاهرة الإدمان، أن الإفراط في شرب الكحوليات يؤثر على المخ، خصوصاً على العصب البصري فيتعرض للضمور. وهناك مجموعة من العوامل التي تشجع على حصوله، مثل نقص فيتامينات المجموعة ب (ب٢، ب٦، ب١٢)، والتأثير المباشر لمادة ايتانول الكحولية على ألياف العصب البصري.

كيف يتظاهر ضمور العصب البصري؟ يعطي الضمور مجموعة من العوارض هي:
- تراجع في حدة الرؤية.
- خلل في رؤية الألوان.
- نقص في مجال الرؤية المحيطية.
- توسع حدقة العين.
- آلام في مقلة العين.

كيف يشخَص ضـــمور العــصب البصري؟ إن التشخيص يعتــــمد في شكل كبير على القصة السريـــريـــة، وعلى تسلسل الحوادث المرضية التي مر فيـــها المصاب، وعلى نتائج الفحص الطــبي المدعوم بالفحوص المخبرية والشعاعية وفحوص أخرى نوعية.

أما فـــي خصــوص الـــعـــلاج فيقــوم على سبر السبب الأكيد من أجل تحييده، وفي الغالبية العظمى من الحالات يكون هدف العــلاج إيقاف المرض عند حده كي لا يتمدد أكثر فأكثر. وهناك خطوات واعدة لعلاج الضمور بواسطة زرع الخلايا الجذعية.

٣- التهاب العصب البصري: يعد التهاب العصب البصري سبباً شائعاً لفقدان البصر، وهو يحدث لأسباب مختلفة، منها التعرض لعدوى فيروسية أو جرثومية، والتهاب الشرايين المخية، وتناول بعض الأدوية، والعلاج بالأشعة، والإصابة بمرض التصلب المتعدد. أيضاً قد يحدث التهاب العصب البصري لأسباب مجهولة كلياً. وفي كثير من الحالات لا يمكن التوصل إلى السبب الفعلي.

ويشاهد التهاب العصب البصري في أي عمر، لكنه يضرب أكثر الفئة العمرية من 45 إلى 60 سنة، ويشاهد لدى النساء أكثر من الرجال، وقد يستوطن في عين واحدة أو في العينين معاً. ويؤدي التهاب العصب البصري إلى تورم أنسجته ما يعوق عمل الألياف البصرية في القيام بعملها على الوجه المطلوب. ويمكن أن يتظاهر الإلتهاب بالعوارض الآتية:

- رؤية أضواء لامعة (الومضان)، وغالباً ما يكون العارض الأول الذي يشكو المريض منه.
- ألم في العين، ويكون شديداً لدى غالبية المرضى، ويتميز في أنه يزيد كلما تحركت مقلة العين، وقد يلازم الألم صاحبه لأكثر من أسبوع.
- فقدان البصر، وهو يختلف من مصاب إلى آخر، فلدى البعض يكون جزئياً، ولدى آخرين يكون كلياً.
- عمى الألوان.

كيف يُشخَص مرض التهاب العصب البصري؟
يعتمـــد التشخيص على النتائج التي تسفـــر عنــها الفحوص المختلفة، مثل تنظـــير قعـــر العــين، واختبار رد فعل البــؤبؤ عـلــى الــضــوء، واختبـار الاستجابة البصرية، وفحص الرنين المغناطيسي، وفحص الدم، وربما فحوص نوعية أخرى.

أما في شأن العلاج فيقوم مبدئياً على مضادات الإلتهاب، وأهمها الكورتيزون من طريق الفم أو الوريد، إضافة إلى عقاقير أخرى يراها الطبيب مناسبة.

إن أمراض العصب البصري قد تحدث في أي عمر، وكثير منها لا تظهر له عوراض إلإ بعد أن يكون المرض قد ضرب ضربته وتسبب في مضاعفات أخطرها العمى، من هنا ضرورة الكشف من قبل الطبيب المختص بأمراض العين، من أجل رصد العلة والتشخيص السليم لها وبالتالي علاجها باكراً قبل أن يستفحل الأمر. وفي الإمكان التقليل من أخطار تعرض العين والعصب البصري للأمراض عبر تنفيذ النصائح الآتية:

- الإبتعاد كلياً عن التدخين الفعال والسلبي.
- التحكم في ضغط العين.
- تناول وجبات صحية متوازنة غنية بالزنك والفيتامين سي، ي، بيتا-كاروتين.
- ممارسة أنشطة بدنية مستمرة ومنتظمة.
- الحماية من أشعة الشمس.