25-04-2024 09:21 AM بتوقيت القدس المحتلة

"إيبولا" (غير) قادم: مخاطر انتقاله إلى لبنان محدودة وتحت المراقبة

«لا شيء يدعو إلى الهلع»، رغم أن التفشّي الحالي لمرض فيروس إيبولا هو الأضخم منذ اكتشاف المرض




بسام القنطار

«لا شيء يدعو إلى الهلع»، رغم أن التفشّي الحالي لمرض فيروس إيبولا هو الأضخم منذ اكتشاف المرض عام ١٩٧٦. دول غرب أفريقيا مصدر الفيروس، وهناك يعيش الكثير من المغتربين اللبنانيين، ما دفع بالسلطات المحلية إلى بدء تنفيذ الإجراءات للحد من احتمالات انتقال المرض إلى لبنان.


غينيا وسيراليون وليبيريا. الدول الأفريقية الثلاث التي تضم عدداً كبيراً من المغتربين اللبنانيين، تشهد كبرى فاشيات مرض فيروس إيبولا الذي حصد، وفق آخر التقديرات، ما يفوق ٧٣٠ ضحية، أي ما يزيد على خمسين في المئة من إجمالي عدد المصابين الذين يفوق عددهم أكثر من ١٣٠٠ مصاب. ونفت الحكومة الأوغندية، الخميس، صحة تقارير إخبارية تفيد بأنه قد تم تسجيل حالات إصابة بفيروس إيبولا في البلاد. كذلك اتخذت السلطات الكينية إجراءات على الحدود لمنع وصول الفيروس إليها.

عوارض الإصابة

لا ينتشر فيروس إيبولا عن طريق الجو ولا يعد من الأمراض الشديدة العدوى، لكن السفر بين الدول يمكن أن يساعد في انتشاره بكل سهولة. وينتشر المرض عبر سوائل الجسم، مثل الرذاذ واللعاب والعرق. ويؤدي إلى الحمى الشديدة والإحساس بالألم. كما قد يؤدي إلى فشل في وظائف الجسم ونزف مستمر. ولا يوجد حتى الآن لقاح أو علاج. ويمكن للمني أن يسبب بانتقال العدوى أو عند اتصال قطرة دم من المريض على العينين، إذ إن الفيروس له القدرة على الدخول إلى الشعيرات الدموية والانتشار في كامل الجسم.
تظهر عوارض الفيروس بعد حوالى 10 ساعات من انتقاله، وتبدأ بظهور زكام وصداع، وبعد ذلك تبدأ الحمى مع دوران وغثيان وإسهال ونزف الجلد الخارجي ونزف الجدران الداخلية للجسم وخروج دم من العينين والأنف والأذنين والقضيب أيضاً. وتنتشر العدوى في أنحاء الجسم وتدمر الشعيرات الدموية، وأول تفجير عضو داخلي يكون الكبد.
والحالة الوحيدة التي يعرف أن مرض إيبولا خرج فيها من أفريقيا ووصل إلى أوروبا كانت عن طريق السفر جواً عام 1994 عندما أصيبت خبيرة سويسرية في علم الحيوان بالفيروس، بعدما قامت بتشريح شمبانزي في ساحل العاج.
ولا ينتقل هذا الفيروس بين البشر إلا باتصال جسدي مع شخص في حالة المرض المتقدم والظاهر. ويمكن للشخص أن يصاب بالفيروس من دون ظهور عوارض لفترة تمتد من يومين الى ٢١ يوماً، وبمعدل وسطي من خمسة إلى ثمانية أيام، قبل أن تظهر عليه عوارض المرض. وفي هذه الفترة، لا يكون المرض معدياً ولا ينتقل عبر تبادل الأموال والأغراض، ولا ينتقل المرض إلا عبر ملامسة شخص توفي بسبب إصابته بالمرض أو عبر الاتصال بمريض في حالة متقدمة جداً من المرض. وتفيد المعلومات بأن الطقوس المرتبطة بدفن الموتى في غرب أفريقيا، حيث يجري تقبيل المتوفى ومعانقته قبل دفنه، قد ساعدت على زيادة انتشار العدوى، وتتخذ منظمة الصحة العالمية والسلطات المحلية في هذه الدول إجراءات استثنائية للحد من هذه الطقوس لوقف سرعة انتشار المرض.


ويقول خبراء الأمراض إن خطر انتشار الفيروس إلى قارات أخرى «محدود». لكن اقتفاء أثر كل من يتصل بالمصاب أمر حيوي للسيطرة على انتشار المرض في غرب أفريقيا. وأعلنت سيراليون حالة طوارئ عامة للتصدي للمرض، بينما قررت ليبيريا إغلاق المدارس وتدرس فرض حجر صحي على بعض التجمعات السكانية.

احتياطات لبنانية

في بيروت التي تصيبها عادة الشائعات الخاطئة قبل أن يصلها الفيروس، قام وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور بجولة في مطار بيروت، أمس، لتفقد جهوزية الفريق الطبي الذي تمت زيادة عدده وتجهيزاته، ولم ينس تفقد الكاميرات الحرارية التي تنذر بقدوم مسافر تزيد حرارته على ٣٨ درجة مئوية، وهي لا تزال مشغلة منذ انتشار فيروس كورونا قبل أشهر. ولا تعتبر هذه الكاميرات إجراءً رادعاً بحسب خبراء صحيين، لكنها تساعد في تطمين المسافرين وتخفف من الهلع الذي يصيب المسافرين عبر المطارات في أوقات تفشي الأوبئة والفيروسات.
وقال أبو فاعور في مؤتمر صحافي عقده في مطار رفيق الحريري الدولي، إن وزارة الصحة أرسلت مذكرة الى رئاسة مطار بيروت، بوجوب إخطار جميع الرحلات التي تحمل ركاباً قادمين من الدول الأفريقية التي انتشر فيها الفيروس، بوجوب اتخاذ تدابير احتياطية وإعلام الفريق الطبي في مطار بيروت في حال الاشتباه بوجود مسافر تظهر عليه علامات المرض، لتُتخذ إجراءات الحجر ومراقبة جميع الركاب الذين كانوا على متن الرحلة نفسها.
ولفت أبو فاعور الى أن وزارة الصحة ستعلن عن أي إصابة في حال ظهورها، وكانت لدينا الجرأة لإعلان اكتشاف إصابة واحدة بفيروس كورونا قبل شهرين، وهذا ما سيحدث في حال اكتشاف إصابة بفيروس إيبولا في لبنان، لكن الأهم أن لا يجري ترويع المواطنين والسياح لأن لدينا ما يكفي من المشاكل والمخاطر التي نواجهها على كل المستويات.
بدوره، أكد رئيس دائرة الحجر الصحي في المطار د. حسن ملاح أن الوزارة عمدت خلال الفترة الماضية الى زيادة عدد الأطباء والمراقبين الصحيين والممرضين في المطار، وأن لا صحة على الإطلاق للمعلومات التي تشير الى أن الفريق الصحي في المطار يعاني نقصاً في التجهيزات أو في الموارد البشرية.
وأعلن وزير العمل سجعان قزي أن الوحدات المعنية في وزارة العمل توقفت عن استقبال طلبات الموافقة المبدئية والموافقة المسبقة لمنح إجازات العمل لرعايا دول سيراليون، غينيا وليبيريا. واتخذ وزير العمل هذا القرار، بالتشاور مع وزير الصحة. ولفت بيان وزارة العمل الى أن هذا القرار اتخذ في عدة دول حرصاً على عدم انتشار هذا الوباء.
ووزعت السفارة اللبنانية في ليبيريا بياناً مشتركاً مع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على أفراد الجالية اللبنانية. وذكرت فيه أن الشرطة والجيش سيفرضان قيوداً على التنقل من وإلى مراكز انتشار الفيروس، وسيقدمان الدعم لمسؤولي الصحة والمنظمات غير الحكومية لتعمل دون عوائق.
وقالت السفارة في بيانها إنها ستبقى على اتصال وتنسيق مع السفارات اللبنانية في الدول المحيطة ومع وزارة الخارجية في كل من ليبيريا ولبنان.

 

http://al-akhbar.com/node/212496

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه