19-04-2024 09:09 PM بتوقيت القدس المحتلة

ناجون من مجزرة خزاعة: نموت ونستغيث.. ولا أحد يجيب!

ناجون من مجزرة خزاعة: نموت ونستغيث.. ولا أحد يجيب!

نكبة الـ48 لم تكن مثل اليوم! هكذا يتحدث أحد الناجين من مجزرة بلدة خزاعة، في شرق مدينة خانيونس في قطاع غزة، عن حال أهلها بعدما فروا من بيوتهم إلى أحد مراكز الإيواء



محمد فروانة


نكبة الـ48 لم تكن مثل اليوم! هكذا يتحدث أحد الناجين من مجزرة بلدة خزاعة، في شرق مدينة خانيونس في قطاع غزة، عن حال أهلها بعدما فروا من بيوتهم إلى أحد مراكز الإيواء، في أعقاب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي القذائف المدفعية وصواريخ طائرات الاستطلاع تجاه المنازل السكنية، يوم أمس.

ويروي أحمد أبو جامع (24 عاما) تفاصيل خروجهم من منزلهم بأعجوبة، ليل أمس الأول، لحظة اشتداد القصف المدفعي المباشر، في حالة مشابهة لما حدث في مجزرة الشجاعية شرقي غزة، التي وقعت قبل ثلاثة أيام وراح ضحيتها ما يزيد على 80 شهيداً وإصابة المئات.

ويقول أحمد لـ"السفير"، "قصفت الطائرات منازلنا والمدفعية ألقت مئات القذائف علينا بشكل عشوائي وسقطت في كل مكان في البلدة. حاولنا الخروج مراراً من منازلنا لكن دون جدوى لأن القذائف كانت تنهال في كل مكان، منذ الساعة التاسعة مساءً وحتى الرابعة فجراً حتى تمكنا من الخروج ونحن نتنقل من منزل إلى آخر إلى أن وصلنا خارج البلدة".

ويتابع أنّ "ما حدث أشبه بهجرة الـ48، أخذنا أبناءنا وأطفالنا وتركنا بيوتنا التي قُصفت، نجونا من الموت بأعجوبة، لكننا تركنا خلفنا مئات العائلات المحاصرة والتي لم تستطع الخروج من منازلها بفعل القصف".

ويوضح أبو جامع أنّ مدفعية الاحتلال أخذت تطلق قذيفة مدفعية كل ثلاث ثوانِ تجاه منازل المواطنين، ما أدى إلى سقوط أكثر من 20 شهيداً وما يزيد على 30 جريحاً، بينما يروي شهود عيان لـ"السفير"، أنّ "عشرات الشهداء والإصابات لا يزالون تحت الأنقاض ولم يعرف عددهم حتى اللحظة، لكن سيارات الإسعاف تمكنت من انتشال 15 شهيدا برغم إطلاق النيران عليها واستهدافها من قبل الاحتلال".

أما الأم ليلى الجرف التي فرّت برفقة زوجها وأطفالها السبعة، فتقول "لم أتخيل كيف خرجنا من المنزل، والله لم أتخيل، أخذنا نركض بشدة من شارع لشارع أنا وزوجي ونحن نحمل أطفالنا وطائرات الاحتلال تطلق النيران تجاهنا".

وتضيف "نجونا من موت محقق، لو بقينا في بيتنا لأصبحنا شهداء، ما ذنبنا نحن؟ خزاعة تم تدميرها، لم تعد البيوت على حالها، لقد قُصفت بالقذائف وصواريخ الطائرات والنيران اشتعلت فيها".

ويمنع جيش الاحتلال سيارات الإسعاف من الدخول إلى البلدة القريبة جداً من السياج الأمني مع الكيان الإسرائيلي، بينما ينتظر الأهالي من الصليب الأحمر تنفيذ وعوده بالتدخل.

من جهته، يشرح أحد المحاصرين في البلدة في اتصال هاتفي مع "السفير" أنّ قوات إسرائيلية خاصة اعتلت أسطح المنازل وأخذت تطلق الرصاص تجاه كل من يتحرك في البلدة، لافتاً إلى أن "جرافات الاحتلال بدأت بعمليات تجريف على طول الشريط الحدودي شرقي خزاعة".

ويؤكد الشاب المحاصر، وهو عبد الحميد أبو دقة، أنّ "هناك عددا من الشهداء ملقون على جانب الطرقات، بينما لا يزال عدد آخر ينزف منذ ساعات الليل".

ويقول إنّ "الاحتلال رفض طلبات عدة قدمها الصليب الأحمر الدولي لمنحه هدنة إنسانية لمدة ثلاث ساعات من أجل إخلاء الشهداء والجرحى"، مضيفاً "نحن لن نخرج من منازلنا، لكننا نريد أن نخرج شهداءنا وجرحانا، نحن نموت ونستغيث ولا أحد يجيب!".

وفي هذا السياق، اعتبرت حركة "حماس" مجزرة خزاعة "جريمة سيدفع ثمنها الاحتلال"، معتبرة، في بيان لها، أنّ "هذه المجزرة ضد المدنيين وهي جريمة حرب بشعة لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني".


http://www.assafir.com/Article/1/362930

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه