29-03-2024 01:38 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 3-7-2014: التأهّب إلى ذروته ودهم في بيروت

الصحافة اليوم 3-7-2014: التأهّب إلى ذروته ودهم في بيروت

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس في بيروت في 3-7-2014 الحديث عن رزمة من الملفات الداخلية وعلى رأسها الملف الامني وأزمة التقنين والجفاف التي تضرب البلد


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس في بيروت في 3-7-2014 الحديث عن رزمة من الملفات الداخلية حيث بقي الأمن في لبنان العنوانَ الأوّل بلا منازع، في ظلّ غياب أيّ مؤشّر إلى خرقِ الجمود السياسي الحاصل وخصوصا فيما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، حيث من المقرّر أن تلقى الجلسة الانتخابية التاسعة التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه برّي بعد ثلاثة أسابيع، مصيرَ سابقاتها، بعدما غابَ نصاب جلسة الأمس. دوليا، تحدثت الصحف عن تداعيات اعلان دولة "الخلافة الاسلامية" في العراق وما احدثه من استنفار اقيليمي ودولي. كما تحدثت الصحف عن التطورات الامنية الاخيرة في الساحة الفلسطينية بعد قيام مجموعة من المستوطينين الصهاينة بقتل وحرق جثة طفل مقدسي بعد خطفه.

 

السفير


"إرهاب التقنين" يضرب اللبنانيين.. والجفاف يتفاقم

كابوس صيف 2014: فراغ وعتمة وعطش!


بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول
" لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الأربعين على التوالي.

الفراغ يتمادى ويتمدد في كل الاتجاهات: شغور في رئاسة الجمهورية، شلل في مجلس النواب،خجل في أداء الحكومة، تأجيل وراء تأجيل لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية كان آخره أمس، وتراجع مخيف في مستوى الخدمات الحياتية التي تهم المواطن أكثر بكثير مما يهمه استحقاقا رئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية.

وإذا كان الأمن الميداني يحظى بالأولوية في هذه المرحلة، فإن تحدي الأمن المعيشي لا يقل أهمية وخطورة، مع توقع صيف مظلم وجاف يحمل عنوان "العتمة والعطش"، ما يستدعي إعلان الاستنفار الحكومي العاجل لمواجهة زحف الظلام والجفاف.

ليس وحده الإرهاب التكفيري هو الذي يهدد اللبنانيين في هذه الأيام، ذلك أن "الإرهاب الكهربائي" يقتحم يومياً كل منزل، عبر ساعات طويلة من التقنين القاسي الذي تفاقم مؤخراً، ما دفع المواطنين في كثير من المناطق الى إطلاق صرخة مدوية، لا تجد من يسمعها في زمن "الشغور".

فمعدل التقنين في الضاحية الجنوبية يتراوح بين 10و12ساعة، وفي معظم مدن الجنوب والبقاع بين 12و14ساعة، بينما يصل انقطاع التيار في بعض مناطق الشمال والبقاع الشمالي الى حدود 20 ساعة يومياً.

وهكذا، سيستمر اللبنانيون حتى إشعار آخر في دفع الفاتورة المزدوجة: الفاتورة الرسمية وفاتورة المولدات الخاصة ( كلفة الـ5 أمبير من 100الى 150دولاراً).

وقال مصدر نيابي بارز لـ"السفير": علينا مصارحة اللبنانيين بأن التقنين سيطول، وأنه ما من معالجة قريبة له، وأن عودة الكهرباء 24 على 24 لن تحصل عام 2015 كما كان متوقعاً، ونصيحتي بأن تسارع كل عائلة لم تتدبر أمرها بعد الى شراء مولد خاص او الاشتراك بمولد الحي.

ولا يبدو وضع المياه أفضل حالا، إذ إن الجفاف بدأ يتسرب الى الكثير من المناطق والقرى، مع شح الأنهر والآبار الارتوازية بفعل النقص الحاد في الأمطار المتساقطة هذا العام، حتى بات مشهد ازدحام الشوارع بالصهاريج التي تبيع المياه مشهداً مألوفاً واعتيادياً، يعبّر في جانب منه عن حالة من الفوضى والتسيب على هذا الصعيد.

والأرجح أن الآتي أعظم، مع توقع تطور حالة النقص في المياه الى مستوى "الكارثة" الحقيقية في أواخر شهر آب وصولاً إلى ايلول وتشرين الاول، كما قال لـ"السفير" رئيس لجنة الطاقة والمياه النيابية النائب محمد قباني الذي دعا الى اتخاذ تدابير عاجلة للحد من تداعيات هذه الأزمة.

وبدا واضحاً ان زيادة الطلب بشكل تلقائي على الكهرباء والمياه مع بداية فصل الصيف، والاستهلاك الإضافي الذي ترتب على وجود أعداد ضخمة من النازحين السوريين في لبنان، عاملان تركا آثاراً سلبية مباشرة على الوضع الخدماتي المترهل أصلا، بفعل تعثر خطط التطوير والنهوض المُعدَّة، والتي بقي الكثير منها، حبراً على ورق.

وللدلالة على التأثير الكبير للعامل البشري المستجد، يمكن القول إن كمية الـ270 ميغاوات التي تؤمنها بواخر الكهرباء المرابطة امام الشواطئ اللبنانية يمتصها فوراً ضغط النازحين، وكأنها لم تكن أصلا، في حين ان الوظيفة الاصلية المفترضة لتلك البواخر هي رفد الشبكة بطاقة إضافية للتخفيف من منسوب التقنين، لا سيما خلال تأهيل المعامل.

وإزاء الطلب الكبير على الطاقة الكهربائية وعدم توافر مصادر جديدة للإنتاج او مخزون من الاحتياط، بات أي عطل يطرأ على محطة توليد او على الشبكة، يؤدي الى تفاقم الوضع وانكشاف العجز، وبالتالي زيادة ساعات انقطاع التيار.

وما زاد الطين بلة هو ان مشروع بناء المعامل الجديدة تعثر في مكان وتباطأ في مكان آخر، بحيث ان حساب البيدر لم يتطابق مع حساب الحقل. وحتى عمليات تأهيل المعامل القديمة وقعت في مطبات، كما حصل بالنسبة الى معمل الذوق الذي ألغيت مناقصة تأهيله بعدما تبين ان هناك عرضاً واحداً مقدماً، وبكلفة 300 مليون دولار تكاد تكفي لبناء معمل جديد!

وفي حين كان يفترض ان يساهم مقدمو الخدمات في تحسين أحوال قطاع الكهرباء، لا سيما من حيث الجباية، فإن التجربة العملية لم تكن مشجعة. كما ان الهيئة الناظمة للقطاع والتي تشكل عنصراً حيوياً من عناصر الإصلاح لم تؤلف بعد.

ولعل الصورة المأساوية لحال الكهرباء تختصرها المعادلة الآتية: إنفاق سنوي يقارب ملياري دولار تقريباً، يقابله زيادة في ساعات التقنين!

كارثة المياه

أما على مستوى واقع المياه، فهو من سيئ الى أسوأ، خصوصاً أن الانقطاع الطويل في التيار يومياً، يحول دون سحب كميات كافية من الآبار، أو مما تبقى منها، في وقت لا تحرك الدولة ساكناً لمواجهة الموقف بطريقة علمية ومنظمة.

وقال النائب قباني لـ"السفير" إن النقص في المياه سيصبح أكثر حدة مع مطلع آب، ثم سيبلغ حد الكارثة في أواخر آب، وخلال أيلول وتشرين الاول، لافتاً الانتباه الى انه شُكلت منذ اربعة أشهر تقريباً لجنة طوارئ، لم تنجز شيئاً حتى الآن.

واعتبر قباني ان المطلوب إجراءات سريعة للتعامل مع الواقع المستجد، داعياً الى اتخاذ قرارات شجاعة ومؤلمة من نوع:

- الانتقال الى الري بالتنقيط.

- منع زراعة الخضار التي تستهلك كميات كبرى من المياه، مع إعطاء تعويضات للمزارعين.

- وقف غسيل السيارات.

- وقف شطف الشوارع.

- إرشادات للمواطنين بغية ترشيد الاستهلاك وتقنينه.

وأوضح قباني ان لجنة الطاقة والمياه ستجتمع الاربعاء المقبل، للبحث في كيفية التعامل مع أزمة المياه الآخذة في التفاقم.

محافظ نينوى يطالب بإقليم مستقل!

المالكي للأكراد: لا لـ"تقرير المصير"


سعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى وضع حد لتهديدات إقليم كردستان بشأن إجراء استفتاء على الاستقلال، حيث توجه إلى قادة الإقليم بالقول، أمس، "انتم اخترتم وبنص الدستور أن تكونوا جزءا من العراق... ولا يوجد في دستورنا شيء اسمه تقرير المصير"، محذراً في الوقت ذاته الداخل العراقي والدول المجاورة من تداعيات إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش" دولة "الخلافة".

وأتى كلام المالكي الذي أعلن عفوا عن العشائر التي تورطت في اعمال ضد الدولة، في وقت كانت أطراف داخلية تسعى إلى رفع عنوان جديد ضد الحكومة وبشكل مشبوه، حيث دعا محافظ نينوى أثيل النجيفي، المتهم ضمنياً من قبل حكومة بغداد بـ"التآمر" لإسقاط الموصل، إلى تشكيل "إقليم السنّة" لإدارة مناطقهم بأنفسهم، مشيراً إلى "فقدان الثقة" بقوات الجيش.

وغداة فشل البرلمان العراقي الجديد في إكمال مهام الجلسة الأولى له، كان لافتاً أمس، الاتصال الذي أجراه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي. وأكد بايدن "دعم الولايات المتحدة القوي للعراق في حربه ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام"، فيما أضاف البيان الصادر عن البيت الأبيض أنّ الطرفين شددا على أهمية انتقال العراقيين "على وجه السرعة" لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتعتبر أهمية الاتصال الاميركي بالنجيفي مرتبطة بمسألة أنّ انتخاب رئيس للبرلمان العراقي الجديد تشكل الخطوة الأولى على المسار الدستوري المفضي إلى تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، في وقت من المعروف أنّ النجيفي يأمل بالاتفاق على شخصية رئيس الحكومة المقبل قبل انتخاب رئيس للبرلمان. وفي وقت لاحق، قال النجيفي أمس، إنّ "بايدن أكد لي ضرورة التغيير في العراق"، معتبراً أنّ "المالكي أصبح من الماضي". وأضاف "لا أتحمل أي مسؤولية في الأزمة... وسنحاول تسوية أزمة الرئاسات الثلاثة".

وفي كلمته الأسبوعية أمس، رفض المالكي استغلال إقليم كردستان للأوضاع الحالية في البلاد لفرض السيطرة على الأراضي المتنازع عليها في شمال البلاد، وقال "ليس من حق احد أن يستغل الأحداث التي جرت لفرض الأمر الواقع كما حصل في بعض تصرفات إقليم كردستان"، في إشارة إلى سيطرة اربيل على أجزاء من محافظة كركوك الغنية بالنفط ومناطق في شمال محافظة ديالى. وأوضح أنّ "هذا أمر مرفوض وغير مقبول". وشدد المالكي على ضرورة "ألا تستغل الأحداث في أي تمدد وتحرك أو أي توسع أو أي سيطرة"، مؤكدا أنّ "السلاح يعود والمناطق التي دخلتها القوات تعود وكل شي يعود إلى وضعه الطبيعي".

وفي سياق مرتبط بتلويح إقليم كردستان بإجراء استفتاء بشأن الاستقلال، قال "انتم اخترتم وبنص الدستور أن تكونوا جزءا من العراق الذي نظامه ديموقراطي اتحادي فدرالي... ولا يوجد في دستورنا شيء اسمه تقرير المصير". وأكد كذلك أنّ "الذي يتحدث كثيرا عن الدستور والالتزام بالدستور، عليه أن يعطينا شيئا اسمه تقرير المصير في الدستور بل تقرير المصير تحقق ولا يجوز أي عمل آخر، لا استفتاء ولا غير استفتاء، إلا بعد تعديل دستوري".

وأعلن المالكي "أنبّه الشعب الكردي المظلوم المضطهد أنّ ذلك سيضر بكم، وسيلقي بالإقليم بمتاهات لا تخرجون منها". وتابع "أقولها بكل جرأة وصراحة، ستكون الإجراءات في المرحلة المقبلة عنيفة وشديدة. لا اقصد بعنيفة القوة، إنما في موضوع الإصلاح، يجب أن نتخذ خطوات إصلاحية قوية، حتى لو كان فيها ما يسمى عملية جراحية من اجل أن نوحد الشعب ونوحد الكلمة".

وفي كلمته أيضاً، قال المالكي إنّ "دولة الخلافة اليوم... هي رسالة للدول في المنطقة أنكم أصبحتم ضمن الدائرة الحمراء. كانت داعش تتحدث عن دولة العراق والشام اليوم تتحدث عن دولة الخلافة في المنطقة فلا يتصور جزء من العراق انه سيكون بعيداً عنها ولا تتصور دولة مجاورة أنها ستكون بعيدة عن هذه المخططات" التي قال عنها إنها "ستبوء بالفشل حتما وسترتد أفكارهم وخططهم إلى نحورهم بهمة المقاتلين البواسل من الجيش والشرطة والمتطوعين المجاهدين المقاتلين من أبناء الشعب العراقي".

كذلك، أصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عفوا عن "كل العشائر وكل الناس الذين تورطوا بعمل ضد الدولة"، في خطوة تصالحية تهدف إلى تقويض دعم المسلحين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من العراق.

وأتى حديث المالكي الموجه إلى السلطات في اربيل في وقت كشف النائب عن "الحزب الديموقراطي الكردستاني" عرفات كرم، أمس، أنّ رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني وجه رسالة إلى المرجع الديني السيّد علي السيستاني طالبه فيها بالتدخل لإنهاء "الحالة الحرجة" في العراق.

وأشار كرم إلى أنّ "البرزاني أكد خلال رسالته على العلاقة الطيبة بين الأكراد والشيعة والتاريخ والتضحيات المشتركة لمحاربة نظام صدام حسين"، لافتاً إلى أن "الرسالة طالبت بوقف الهجمات من قبل بعض الأطراف الشيعية على الأكراد كون تلك الهجمات تهدد الأكراد والشيعة ووحدة العراق ومصير شعبه". وأشار كرم إلى أن "رسالة البرزاني أكدت على أن بقاء المالكي في السلطة سيتسبب في تقسيم العراق"، مشدداً على "ضرورة معالجة الوضع العراقي سياسياً".

وفي سياق منفصل، قال محافظ نينوى أثيل النجيفي، في بيان أمس، إنّ "مشروع الإقليم أصبح حاجة ملحة ولا يمكن للسنة بعد اليوم البقاء ضمن السياقات السابقة سواء أكان ذلك قبل استعادة أراضيهم من داعش أم بعدها". وأضاف "لم تعد لدينا أي ثقة بالجيش الذي فر وترك إدارة المدينة (الموصل) والمواطنين لوحدهم، كما انفضحت كل الممارسات السيئة التي كان يقوم بها، وفي المقابل لم تبق أي جهة سنية مؤثرة لا تؤمن بأنّ الإقليم وفرصة إدارة السنة لمناطقهم هي الفرصة الوحيدة المتبقية".

على صعيد آخر، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارتن ديمبسي، مساء أمس الأول، إنّه من الأدوار الرئيسية للقوات الأميركية المتواجدة في العراق الآن هو تقييم قدرة قوات الأمن هناك على التماسك، وما إذا كان قادتهم واثقين من قدرتهم على القيام بدورهم. وبحسب ديمبسي، تتواجد بعض القوات في مركز للعمليات المشتركة مع قوات الأمن العراقية، لتقديم صورة أفضل حول كيفية تطور الوضع، في حين يزور آخرون وحدات عراقية للرد على بعض أسئلة رئيسية.

وفي سياق الحديث عن متابعة الولايات المتحدة للأوضاع في العراق، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد، أمس، أنّ واشنطن سلمت العراق 45 صاروخاً من طراز "هلفاير" في إطار اتفاقية التعاون الإستراتيجي بين البلدين.

وتحاول القوات العراقية مؤخرا استعادة مناطق من أيدي المسلحين، بينها مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين. وقال محافظ صلاح الدين احمد عبد الله الجبوري لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، إنّ القوات العراقية "تتقدم ببطء لأنّ جميع المنازل والسيارات المحترقة (على الطريق إلى تكريت) مفخخة، في موازاة العبوات الناسفة التي زرعت".

في هذه الأثناء، أعلنت السلطات العراقية أمس، أنّ مقاتلات نفذت غارات جوية استهدفت مواقع متشددين من "داعش" في أنحاء عدة في البلاد. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا إنّ "قيادتي القوة الجوية والدفاع الجوي نفذت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 121 طلعة جوية لأهداف منتخبة في جميع القواطع. وكانت هناك ضربات نوعية ومركزة في قاطع الشرقاط وأيضا في مركز تكريت وفي ناحية أو قاطع العظيم بمحافظة ديالى... شرق العظيم. وأيضا شمال جرف الصخر وأيضا في منطقة حديثة".

من جهتها، اعتبرت مجموعة خبراء في "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية" في لندن أنّ ثلاث مقاتلات من طراز "سوخوي"، التي التقطت لها صور أثناء هبوطها في العراق في شريط فيديو بثته وزارة الدفاع، وصلت على الأرجح من إيران وليس من روسيا كما أعلن سابقا. وأعلن العراق في 26 حزيران الماضي انه اشترى من روسيا أكثر من عشر طائرات من طراز "سو-25"، وهي طائرات تهاجم قوات برية، لصد الهجوم الذي تشنه جماعات متشددة.

في سياق منفصل، قالت مصادر أمنية إن ما يصل إلى 45 شخصا قتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن العراقية وأتباع رجل دين متشدد في مدينة كربلاء أمس. وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية، بحسب وكالة "رويترز"، إنّ الاشتباكات اندلعت حينما حاولت الشرطة وعناصر من الجيش اعتقال رجل الدين محمود الصرخي قرب منتصف ليل الثلاثاء في مدينة كربلاء. واشتبك الصرخي وأتباعه المسلحون في الماضي مع القوات الأميركية وقوات الأمن العراقية وأنصار السيّد علي السيستاني.


بوادر انتفاضة جديدة...وإصابة 170 مقدسياً

حملة الكراهية تحرق طفلاً فلسطينياً


أمجد سمحان


انتقلت عربدة المستوطنين، مدفوعين بحملة كراهية واسعة تشنها السلطات والأحزاب الإسرائيلية، إلى مرحلة جديدة. فبعد عمليات إحراق أراضي الفلسطينيين ومنازلهم وتدمير المقابر التاريخية، تحت شعار "دفع الثمن"، تحولوا إلى القتل والتنكيل وحرق الأطفال، مثلما جرى مع جريمة قتل الفتى محمد أبو خضير والتنكيل بجثته، وذلك على الرغم من أكبر انتشار لقوات الاحتلال الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلة، منذ عدوان "السور الواقي" قبل اكثر من عشرة اعوام.

وتسببت الجريمة بحق محمد أبو خضير، الى جانب الاحتقان الفلسطيني المتصاعد بفعل ممارسات الاحتلال، في إشعال شرارات انتفاضة جديدة، بعد الهبة السريعة لأبناء القدس المحتلة وتهديد حركة "حماس" بجعل إسرائيل تدفع ثمن جريمة قتل الفتى أبو خضير على يد مستوطنين خطفوه من حي شعفاط في القدس الشرقية، وأحرقوا جثته لإخفاء معالم التنكيل بها.

وفي محاولة لاحتواء التداعيات الداخلية والخارجية التي أثارتها جريمة المستوطنين، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى إدانتها، وطلب من الوزراء التوقف عن إطلاق التهديدات ضد الفلسطينيين، بعدما صدرت مواقف دولية عدة تندد بما جرى. واضطرت الحكومة الأمنية المصغرة إلى مناقشة تطورات الوضع في القدس الشرقية بعد حدوث هبة فلسطينية تهدد بالتحول إلى انتفاضة جديدة.

وكان الفلسطينيون استيقظوا أمس على وقع جريمة مروعة نفذها مستوطنون، خطفوا الفتى أبو خضير (16 عاماً)، ولم يكتفوا بقتله بل حرقوا الجثة أيضاً، في ما يبدو انه محاولة لإخفاء التنكيل بجثته.

وفجّر الكشف عن الجريمة غضب سكان حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة، وانفجرت اشتباكات مع قوات الاحتلال، التي ردت بالرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح.

وقال شهود عيان لـ"السفير" إن مستوطنيْن اثنين اقتربا فجر أمس من الفتى محمد أبو خضير في حي شعفاط في القدس المحتلة، وخطفاه في سيارة من نوع "هيونداي". وفي وقت لاحق عثرت الشرطة الإسرائيلية على جثة محترقة في منطقة حرجية في القدس الغربية، تبين بعد الفحص أنها للفتى أبو خضير.

وبعد العثور على جثة الفتى انتفض عشرات الشبان من حي شعفاط، واندلعت مواجهات مع الشرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن إصابة 65 شخصاً جراء الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع. كما أصيب صحافيان فلسطينيان وصحافية إسرائيلية خلال المواجهات. وذكر موقع "عرب 48" أن المواجهات امتدت الى سلوات وبير أيوب وعين اللوزة في القدس، ما أدى بالإجمال الى إصابة 170 شخصاً.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إمكانية أن يكون مقتل الفتى جاء كهجوم انتقامي لمقتل ثلاثة مستوطنين ظلوا مفقودين منذ 12 حزيران الماضي بالقرب من منطقة حلحول قرب الخليل.

وقال سعيد أبو خضير، احد أقارب الفتى، "لقد خطفوه وعذبوه ثم أحرقوا جثته بطريقة بشعة وغير إنسانية تدل على حقدهم وكراهيتهم". وأضاف "كان هناك تحريض مباشر بعد قصة المستوطنين الثلاثة لينتقموا ويقتلوا فلسطينيين، ونقول لهم هذا لن يرعبنا وسنبقى صامدين، وسنبقى في أرضنا مثل الشوكة في حلقكم". وتابع "حصلت محاولات أخرى أمس الأول من قبل مستوطنين لخطف أطفال من شعفاط وأماكن أخرى".

وحمّلت عائلة أبو خضير شرطة الاحتلال الإسرائيلية مسؤولية الجريمة، مؤكدة أنها أبلغتها بعملية الخطف لحظة وقوعها، مشيرة إلى أنه يمكن التعرف على الخاطفين من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة في المكان.

وحمّل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء توفيق الطيراوي حكومة نتنياهو وائتلافه اليميني المسؤولية "عن التطرف المجنون والإرهاب الممنهج الذي يتعرض له شعبنا من قبل الجنود والمستوطنين، والذي كان آخره حادثة اختطاف الطفل المقدسي".

وانتقد ما أعلنته شرطة الاحتلال في القدس بأنها لا تؤكد بعد وقوف جماعات يهودية وراء عملية الاختطاف والقتل، معتبراً أنها "تتستر على الجريمة وتحمي المستوطنين عبر مصادرة الكاميرات التي رصدت عملية الاختطاف من المحال التجارية وغيرها في شارع شعفاط، في الوقت الذي شاهد فيه العديد من أبناء الحي عملية اختطاف الطفل أبو خضير وحاولوا اللحاق بسيارة المستوطنين الخاطفين التي غادرت المكان بسرعة".

وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إدانة خطف وقتل أبو خضير وإنزال اشد العقاب بمرتكبي الجريمة. وسارع نتنياهو إلى إصدار بيان وصف فيه مقتل الفتى بالجريمة "الشنيعة"، مضيفاً أنه طلب من وزير الأمن الداخلي اسحق اهرونوفيتش "فتح تحقيق من اجل العثور بأسرع وقت ممكن على منفذي هذه الجريمة الشنيعة".

واعتبر اهرونوفيتش انه من السابق لأوانه تحديد الدافع وراء قتل الفتى. وقال "نعلم أن فتى خطف على ما يبدو ونرى صلة بين الحادث والعثور على جثة. لا يزال الحادث قيد التحقيق في معامل البحث الجنائي ومن جانب محققين".

وتوعدت "حماس"، في بيان، بأن إسرائيل "ستدفع ثمن جرائمها". وقالت، في بيان، "نوجه خطابنا للكيان الصهيوني وقيادته التي تتحمل المسؤولية المباشرة، إن شعبنا لن يمر على هذه الجريمة ولا كل جرائم القتل والحرق والتدمير التي يقوم بها قطيع مستوطنيه. ستدفعون ثمن كل هذه الجرائم".

وطالب المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري السلطة الفلسطينية "بوقف التنسيق الأمني الذي يوفر الحماية لهؤلاء المستوطنين حتى تتمكن المقاومة من القيام بدورها". وأطلقت المقاومة خمسة صواريخ من غزة على المستوطنات القريبة من القطاع.

وعلمت "السفير" من مصادر فلسطينية أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات مع دول ومؤسسات مختلفة من أجل الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على الفلسطينيين، مرجحين التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لطلب وقف العدوان، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 40 فلسطينياً، أمس، خلال عمليات اقتحام لمدن رام الله ونابلس وبيت لحم، حيث وقعت مواجهات مع الشبان الفلسطينيين الذين تصدوا لها بالحجارة.

وفي شمال الضفة الغربية، خُطت شعارات معادية للعرب بالعبرية تدعو "لانتقام اليهود" على حائط في قرية عقربا قرب نابلس. وكانت قوات الاحتلال هدمت منزل زياد عواد في قرية إذنا قرب الخليل، بتهمة قتله ضابطاً إسرائيلياً في نيسان الماضي.

إدانات عربية ودولية

وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في بيان، "مجلس الأمن والأمم المتحدة بالتحرك الفوري لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض يومياً لانتهاكات خطيرة"، فيما حذرت وزارة الخارجية المصرية من أن "استمرار تدهور الوضع الراهن، وما يحمل في طياته من مخاطر الانزلاق إلى حلقة مفرغة لا تنتهي من العنف يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، إنما يفرض الكف تماماً عن السياسات الاستفزازية كافة، وفي مقدمتها النشاط الاستيطاني وسياسة فرض الأمر الواقع".

ودان البيت الأبيض مقتل أبو خضير. وقال المتحدث باسمه جوش إيرنيست "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة القتل البشع للمراهق الفلسطيني محمد حسين أبو خضير.. وندعو حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع أجواء الانتقام والثأر".

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في بيان، "لا توجد كلمات كافية للتعبير عن تعازينا للشعب الفلسطيني". وأضاف "من يقومون بأعمال انتقامية لا يحققون سوى زعزعة وضع متفجر ومشحون بالعواطف". وتابع "نحن ندعو الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية إلى اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لمنع وقوع أعمال عنف، ومحاكمة مرتكبيها".

وذكر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بأهمية أن يتحلى كل فرد بأكبر قدر من ضبط النفس، ويقوم بما هو ضروري لتفادي تصعيد خطير في أعمال العنف والردود الانتقامية"، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "لقد هالني مقتل الفتى الفلسطيني. إن خسارة أربعة فتيان هذا الأسبوع هو عامل تذكير مروع بأهمية التوصل إلى سلام دائم"."

 
النهار


التأهّب إلى ذروته ودهم في بيروت

التفاوض مع دمشق يُثير انقساماً حكومياً


ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "جلسة ثامنة لانتخاب رئيس الجمهورية مرت أمس ولا نصاب ولا انتخاب ولا رئيس والاسوأ لا أفق واضحاً لوضع حد لازمة الفراغ الرئاسي. بل ان مؤشرين متلازمين للدوران في دوامة الأزمة الرئاسية برزا وتمثلا في التراجع الملحوظ أولاً في عدد النواب الذين حضروا الى مجلس النواب وقاعة الجلسات والذي لم يتجاوز السبعين، ومن ثم ارجاء موعد الجلسة التاسعة نحو ثلاثة أسابيع الى 23 تموز الجاري وهي المرة الاولى يبعد الموعد مثل هذه الفترة.

وكما جرت العادة التي لازمت كل "لاجلسة" انتخابية، استعيض عن النصاب المفقود وتطيير الجلسة بسجالات كلامية، لكن الاسوأ الذي سجل امس كان استعادة الفريقين المسيحيين المتنافسين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" سجالاتهما حول ظروف قيام اتفاق الطائف، على خلفية الردود التي أثارها اقتراح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون تعديل الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب. وهو عامل طارئ من شأنه زيادة التعقيدات والاجواء المتوترة التي تعترض أي محاولة داخلية، على الأقل للتقريب بين الافرقاء المسيحيين، علماً ان تساؤلات اثيرت أخيراً عن صمت حلفاء عون حيال اقتراحه وترك الامر عرضة لاحياء سجالات مسيحية - مسيحية.

وسط هذه الاجواء برز الاهتمام التصاعدي بتنسيق عمل الاجهزة الامنية في مواجهة الاستهدافات الارهابية التي يبدو من المعطيات الامنية لدى مختلف الاجهزة انها على مستوى مقلق فعلاً في الفترة الحالية، مما يحتم رفع مستوى الجهوز الامني الى ذروته. وغداة الاجتماع الامني الذي انعقد برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق أول من أمس، عقد امس اجتماع وزاري - أمني موسع آخر برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام في السرايا عرض ما توصلت اليه التحقيقات الجارية في الاعمال الارهابية الاخيرة والوضع الامني العام. وأفاد وزير الدفاع سمير مقبل ان المجتمعين "اشاروا الى دقة الوضع الامني وضرورة التنبه لأي مخططات مشبوهة، داعين اللبنانيين الى الثقة بجيشهم وقواهم الامنية وبقدرتها على أحباط أي مخطط يهدف الى ضرب سلمهم الاهلي". كما أكدوا "الحفاظ على أقصى درجات التأهب في صفوف الجيش والقوى الامنية واستمرار التنسيق بين الاجهزة والمضي في تنفيذ الخطط الامنية المقررة". واذ اكد مقبل صحة المعلومات عن وجود سيارات مفخخة وانتحاريين، أعلن ان الخطط الامنية ستنفذ في كل المناطق "وقريبا جداً في بيروت".

وتزامن ذلك مع قيام قوة من الجيش أمس بعمليات د?