16-04-2024 01:56 PM بتوقيت القدس المحتلة

الرسول (ص) نبي الرأفة والحنان والعشق والجمال

الرسول (ص) نبي الرأفة والحنان والعشق والجمال

ومن أخلاقه في بيته أنه (ص) لم يكن يأنف أبداً من مساعدة زوجاته سواء فيما يتعلق بشؤونه الخاصة به أو فيما يتعلق بهن أو بشؤون البيت. وكان (ص) يقول: ألا خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي.

سيرته(ص) في أُسرته - (80)

إن رسول الله (ص) مثلاً أعلى في صفاته وخصائصه وفي شتى ألوان تعامله وأنماط سلوكه، فقد كان (ص) كذلك في علاقاته بأزواجه وأولاده، من أجل أن يكون قدوةً لأمته في كل شأن من شؤونها.

وكان من أبرز الأساليب التي تعامل بها مع زوجاته :

محمد رسول الله أشرف الخلقأولاً: التزام العدل في معاملتهن في النفقة والمسكن والملبس والمبيت والزيارات والوقت الذي يقضيه عند كل واحدةٍ منهن بالرغم من أنه (ص) كانت في أزواجه الشابةُ والمسنةُ والجميلةُ والعاديةُ في جمالها، لكن ذلك لم يصرفه عن التزام أعلى درجات الكمال في العدل بينهن، فلا تفضيل لواحدة على الأخرى، ولا ميزةَ لإحداهن على حساب الأخرى. فقد خصص لكل واحدةٍ منهن ليلةً يبيت فيها عندها. وكان إذا زار إحداهن زار الجميع بعد ذلك وإن عزم على سفر من أجل جهاد أو حج أقرع بين نسائه فيصحبُ معه من تفوزُ بقرعته، حتى لا يؤذي قلوبهن في اختيار واحدة دون أخرى.

ثانياً: مداراتُهُ لزوجاته ورعايتُهُن بالرفق والحب والمودة، ومن مظاهر ذلك: مسامرتُهُن في الليل والتحدثُ إليهن والتداولُ معهن في بعض الشؤون، وعدمُ إيذاء واحدةٍ منهن أبداً.

وبالرغم من كثرة مضايقات وإيذاء بعض نسائه له (ص)، لم يصرفه ذلك عن التزام الرفق والشفقة والرحمة والعدل في معاملتهن، حتى أنه (ص) لم يضرب واحدة منهن طوال حياته وإن كان يوبخهن أحياناً أو يبدو منه الغضبُ لمواقفهن غيرِ المرضية وإلى هذا أشارت عائشة بقولها: "ما ضرب النبي (ص) امرأة قط, ولا ضرب خادماً". ومن أخلاقه في بيته أنه (ص) لم يكن يأنف أبداً من مساعدة زوجاته سواء فيما يتعلق بشؤونه الخاصة به أو فيما يتعلق بهن أو بشؤون البيت. وكان (ص) يقول: ألا خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي. وفي رواية أخرى: خيركم خيركم لأهله، أي لعائلته وزوجته، وأنا خيركم لأهلي. ويقول (ص) في بعض أحاديثه: خدمتك لزوجتك صدقة.

ثالثاً: من حسن سيرة النبي (ص) مع زوجاته، أنه كان يتجملُ لهن ويهتمُ بملاطفتهن، ويرضي عواطفهن.
فقد روي أنه (ص) كان يطلب الطيب في جميع رباع أي – غرف – نسائه وقد كان (ص) يوصي الوصية تلو الوصية بالمرأة ويرشد إلى الطريقة المثلى للتعامل معها، فقد قال (ص): أوصاني جبرائيل بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقُها إلا من فاحشة مبينة.

ومن نافلة القول هنا أن نذكر أن من سيرة النبي (ص) مع زوجاته أنه كان يحرص على تهذيب أخلاقهن بالخلق الإسلامي الرفيع، ويعمل على توجيههن الوجهةَ الصحيحة والسليمة.

سيرته مع أولاده :

وأما سيرتُهُ مع أولاده، فقد كان رسول الله (ص) أباً مثالياً، كان يعامل أولاده بكل عطف ومحبة وشفقة ورفق ولين، وكان (ص) يقول: أولادنا أكبادنا، وكان يسعى في تربيتهم وتعليمهم آداب الإسلام.

فقد روي أن فاطمة (ع) كانت إذا دخلت على النبي (ص) قام لها من مجلسه وقبل رأسها أو يديها وأجلسها في مجلسه، وكان يقول: فاطمة مني وهي قلبي وهي روحي التي بين جنبي، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله. وكان الحسن والحسين (ع) وهما صغيران يعلوان ظهر النبي (ص) وهو ساجد يصلي فكان يطيل سجوده حتى ينزلا عن ظهره أو يُنزلهما برفق.

وروي أن النبي (ص) قبَّلَ الحسنَ والحسين (ع) فقال الأقرع بنُ حابس: إن لي عشرةَ أولاد ما قبّلتُ واحداً منهم قط!! فغضب رسول الله (ص) حتى تغير لونه وقال للرجل: إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فماذا أصنع لك.

وعن بريدة أحد أصحاب النبي (ص) قال: كان رسول الله (ص) يخطب على المنبر فجاء الحسن والحسين (ع) وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل النبي (ص) من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة). وفي رواية أخرى أنه قال: أولادنا أكبادنا يمشون على الأرض.

وإنك لعلى خلق عظيم نزلت بحق الرسول الأعظموعن أنس بن مالك قال: رأيت إبراهيم بنَ رسول الله وهو يجود بنفسه أي ينازع الموت، فدمعتْ عينا رسول الله (ص) وقال: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.

ولم يكن رسول الله (ص) يعطف على أولاده فقط، بل كان يعطف أيضاً على أطفال الآخرين، ويعاملُهُم بمنتهى الرفق واللين ويمنحُهُم شخصيةً قوية ويحتضنُهُم ويمسحُ على رؤوسهم، ولا يحقرُ أحداً منهم.

فقد كان (ص) إذا قدم من سفر تلقاه الصبيان، فيقف لهم ثم يأمر بهم فيرفعون إليه، فيحمل بعضهم بين يديه وعلى ظهره، ويأمر أصحابه بأن يحملوا بعضهم، فكان الصبيان بعد ذلك يتفاخرون فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله (ص) بين يديه، وحملك أنت وراءه.

ومما يبين مدى اهتمام النبي (ص) بالأطفال واحترامهم ومنحهم الشخصية الكاملة، ما رواه الإمام الصادق (ع) قال: عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبي (ص) فقال: الحمد لله، فقال له النبي (ص): بارك الله فيك.

هذه بعض النماذج من سيرة النبي (ص) في أسرته ومع زوجاته وأولاده فهلا نقتدي برسول الله (ص) فنعامل زوجاتِنَا وأولادَنَا بمثل ما كان يعامل به رسولُ الله (ص) زوجاته وأولاده؟ فلنحاول ذلك.


النص من إعداد الشيخ علي دعموش/ إذاعة النور

http://www.alnour.com.lb/programdetails.php?id=