25-04-2024 11:54 AM بتوقيت القدس المحتلة

«وحش الكعك» يقود النازيين الجدد؟

«وحش الكعك» يقود النازيين الجدد؟

غاصت الجريدة في التحقيق لمعرفة السبب الذي دفع النازيين الجدد إلى اختيار وحش الكعك، بدلاً من شخصية مصاص الدماء «كونت فن كونت» الذي يملك اسماً ألمانياً، أو دُمية آكل القمامة المتشائم.

«وحش الكعك» يقود النازيين الجدد؟نشرت صحيفة «ذا دايلي مايل» البريطانيّة في 7 نيسان الحالي، تقريراً بعنوان «وحش الكعك رمز النازية الجديدة». يتناول التقرير إلقاء الشرطة الألمانيّة القبض على الناشط اليميني ستيفان لانغ، بتهمة توزيع منشورات تروّج للنازية، في مدرسة ابتدائية في مدينة براندنبرغ، وهو يرتدي زيّ «وحش الكعك».

نزار أبو فراج/ جريدة السفير

وبحسب الصحيفة، حاول لانغ استخدام زيّ شخصيّة «شارع سمسم» الشهير، بهدف «تجنيد الأطفال في صفوف النازيين الجدد». ونقلت «دايلي مايل» عن الشرطة الألمانية قولها إنّ شخصيّات «افتح يا سمسم» يساء استخدامها بصورة متزايدة كرمزٍ لليمين المتطرف، من خلال نشر صور على الإنترنت، لوحش الكعك، إلى جانب أدولف هتلر وعدد من مناصريه، ممهورة بعبارة الوحش الشهيرة: «من أكل الكعك الخاص بي».

ذهبت صحيفة «دايلي كولر» أبعد من زميلتها في مقال معنون بـ«حرف النون: نازية»، في تحويرٍ لأغنية وحش الكعك: «حرف الكاف كعكة». وقالت إنّ إستراتيجية توظيف أبطال «شارع سمسم» من قبل النازية بدأت منذ فترة طويلة. غاصت الجريدة في التحقيق لمعرفة السبب الذي دفع النازيين الجدد إلى اختيار وحش الكعك، بدلاً من شخصية مصاص الدماء «كونت فن كونت» الذي يملك اسماً ألمانياً، أو دُمية آكل القمامة المتشائم. وعادت إلى العام 1998، لتذكِّر بسجل السوابق الإجرامية لأبطال «افتح يا سمسم»، حين نشر أحد المواقع الإلكترونية صوراً ساخرةً لدمية بدر، إلى جانب هتلر وأسامة بن لادن.

من جهتها، سخرت «ذا غارديان» من تقرير «ذا دايلي مايل» المؤامراتي، في مقال بعنوان: «وحش الكعك يترك مرطبان الكعك ويحمل أجندة النازية». واعتبرت أنّ زميلتها ذهبت بعيداً في تشويه صورة الشخصية المحبّبة، بعدما كانت أخطر تهم الوحش الأزرق، استهلاكه لفائض من الكعك. وعلّق كاتب المقال تيم داولنغ ساخراً: «وحش الكعك لا يمتلك ملامح آرية، ربما يكون فروه أزرق، لكنّ عيونه زائغة!». وأكمل: «أعتقد أننا شاهدنا ما يكفي من حلقات «افتح يا سمسم» كيف نعرف من أكل الكعك!».

تهمة دمية «الأبلة فاهيتا»، بالترويج للماسونية يختلط الجدّ بالهزل في هذه الحادثة التي تعيد إلى الأذهان قصة اتهام دمية «الأبلة فاهيتا»، بالترويج للماسونية في إعلان شركة «الفودافون» المصرية. هذيانات أحمد سبايدر، كانت محط سخرية الصحف العالمية، وهي نفسها الصحف التي عادت اليوم لتحرّك «فوبيا» النازية الجديدة.

بعيداً عن المبالغة في إعمال العقل المؤامراتي، أو حمل العدسة المكبرة للبحث عن أدلة تثبت تورط هذه الشخصية الكرتونية أو تلك في زعزعة أمن الدول والقيام بأنشطة إرهابية، لا يمكن إنكار وجود عشرات الأمثلة التي تؤكد توظيف أفلام الكرتون تاريخياً، لتوجيه رسائل سياسية أو عنصريّة. في حالة «ديزني» ، أمثلة لا تعدّ ولا تحصى عن ذلك.

على سبيل المثال، لجأت إلى ممثلين بيض لأداء أصوات الأسرة الملكيّة في فيلم «لاين كينغ»، في حين اختارت طاقماً من الممثلين الأفارقة والمكسيكيين لأداء أصوات الضباع والرعايا. البعض يذهب أبعد من ذلك، في اعتبار سلسلة «توم وجيري» مثلاً، محاكاة للحرب الباردة. تلك مجرّد عيّنات، تؤكّد أنّ أفلام الرسوم المتحركة وغيرها من أنواع الإعلام الترفيهي، تستغلّ من زمن، في البروباغندا السياسيّة. لا يمكن التنبؤ اليوم بالأيدي التي تحرِّك خيوط الدمى، وتتخفى وراء الشخصيات البريئة المضحكة. ربما يكون المتهم القادم «سبونج بوب»، من يدري؟.