24-04-2024 05:14 PM بتوقيت القدس المحتلة

التقرير الصحفي ليوم الاثنين 07-04-2013

التقرير الصحفي ليوم الاثنين 07-04-2013

أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الاثنين 07-04-2014


أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الاثنين 07-04-2014

عــناويـــــن الـصـحـــــــــــف

السفير
السيد حسن نصرالله في حوار شامل مع "السفير"
نحن فجرنا عبوة مزارع شبعا بالإسرائيليين
سقط الخيار العسكري في سوريا... والحل سياسي
جمهورنا أمامنا في سوريا... وبعض "14 آذار" معنا


الجمهورية
"حزب الله": البرنامج قبل الرئيس


الأخبار
أدلة لدى الاستخبارات العسكرية الأميركية عن تورّط رجال أردوغان
تركيا وراء هجوم الغوطة الكيميائي


اللواء
سليمان يتّجه لردّ قانوني الإيجارات والعنف ضد النساء
بري يرهن جلسة التشريع بانتهاء اللجان من السلسلة
سلام ينتقد تدخّل «حزب الله» في سوريا .. و«خطة عرسال تحاصر المطلوبين»


النهار
برّي يدعو إلى جلسة انتخاب في 16 نيسان؟
المطالب الحياتية تحاصر الحكومة والمجلس معاً


المستقبل
المشنوق يؤكد لـ«المستقبل» أن لا تراجع عن الخطة والأحدب يعتبر أنها أحبطت مخطط ميقاتي


الديار
أمين عام «تيّـار المستقبل» أحمد الحريري: قهوجي رئيساً 90 % والسراي «بدّا تكون إلنا»


الحياة
عشرات الضحايا بالبراميل في حلب و«غراد» يقتل 20 معارضاً في حمص


الشرق الاوسط
الحكيم والصدر ينسقان ضد ولاية ثالثة للمالكي


البناء
انتشار حواجز الجيش بين بعلبك والهرمل


البلد
الخطة الأمنية تتقدم والتحرك المطلبي يكشف المأزق الإقتصادي


الأنوار
انتشار حواجز الجيش بين بعلبك والهرمل


الشرق
14 آذار تجتمع قريبا للاتفاق على مرشحها الرئاسي
معاكسة فتاة في اسوان = 26 قتيلا



أبرز الأخبار

- السفير: نصرالله للاسرائيليين: عملية المزارع شغلنا.. وسياستنا الاعلامية عدلناها
ما هو فهمكم للغارة الاسرائيلية على أحد أهداف الحزب قرب الحدود اللبنانية ـ السورية؟
نحن فهمُنا للغارة الإسرائيلية الأخيرة أن الإسرائيلي يحاول الاستفادة من الظرف القائم لتغيير قواعد اللعبة، أو بشكل أدق تغيير قواعد الصراع والاشتباك.
في السنوات الأخيرة حاول الإسرائيلي أن يصل إلى مرحلة في الجنوب يتمكن فيها من الدخول إلى داخل الأراضي اللبنانية بعمق بعض الأمتار، وهذا كان يعالج عبر اليونيفيل والجيش اللبناني. وليس متوقعاً من المقاومة أن تكون موجودة على كامل الحدود لمنع دخول جنود إسرائيليين بضعة أمتار داخل الأراضي اللبنانية.
لكن تبين في المدة الأخيرة أن الإسرائيلي يحاول الدخول إلى عمق الأراضي اللبنانية، ودخل مرات عدة، وذلك لتحقيق أهداف عدة، جزء منها الاستطلاع الميداني، لأن الاستطلاع الجوي لا يحل كل المشاكل، لأن هناك زوايا، الاستطلاع الجوي لا يؤمنها، وهناك تفاصيل معلومات لا تُحلّ بالاستطلاع الجوي، لذلك لا غنى عن الاستطلاع الميداني، أو قد يدخل لزرع أجهزة تجسس، مثل الأجهزة التي تم اكتشافها على شبكة الاتصالات السلكية في الجنوب، ويمكن أن يكون هدفه زرع عبوات لقتل أشخاص. هذا الدخول يخدم مجموعة أهداف.
في ذلك الوقت أخذنا قراراً، وزرعنا في منطقة اللبونة عبوتين كبيرتين، وهي منطقة في عمق الأراضي اللبنانية، وليست بعيدة عشرة أو عشرين متراً عن الحدود. وعندما حصل التفجير في ذلك الوقت كان واحداً من أهداف تلك العملية إيصال رسالة للعدو أننا لا نسمح لك بتغيير قواعد الاشتباك، وفي أي مكان تدخل إليه ونعلم به، نحن سنواجهك. لدينا القرار والعزم والشجاعة للمواجهة.
الإسرائيلي مع الوقت يمكن أن يكون صار عنده التباس، مفاده أن المقاومة ـ كما يحاول الفريق الآخر في لبنان أن يعمم من خلال إعلامه ـ تشعر بالحرج والضعف وهي مرتبكة وخائفة وقلقة، وهذا الالتباس يجرّئه على تغيير قواعد الاشتباك.
قيمة عبوة اللبونة في ذلك الوقت هي الرسالة بأن المقاومة، بالرغم من أنها تقاتل في سوريا، إلا أن عينها مفتوحة ومستعدة لأن تواجه.
كان من المفترض ـ بشكل طبيعي جداً ـ أن يسقط تفجير اللبونة قتلى في جنود العدو، ولكن لم يسقط قتلى وإنما فقط جرحى. نحن لسنا مسؤولين إن سقط قتلى أو جرحى، وإنما كنا ننفذ عملية عسكرية طبيعية.
بعد عملية اللبونة كان من الواضح أن الإسرائيلي أخذ يرتب حساباته على أساس أن الأمر ليس سهلاً. وقد تحدثت عن الموضوع حينها في احتفال عيتا الشعب بشكل علني، وقلت إن السياحة على الحدود انتهت، وكنت محتاطاً، حيث قلت: حيث نعلم أن الإسرائيلي يتقدم أو يخترق الحدود نحن سنواجه، وذلك حتى لا يقول أحد أن الإسرائيلي تقدم في مكان ما ولم نرد، فقلت: حيث نعلم.
هذا الملف تتم معالجته، وحتى الآن ليس ظاهراً أن هناك خرقاً غير ما يحصل على الحدود بين الخط التقني والخط الأزرق، دخل الجنود عشرة أمتار أو أربعة أمتار، وقبل أيام وتحديدا يوم نزع الرايات في خلة وردة.. كان الخرق أربعة عشر متراً.
نرفض تغيير قواعد الاشتباك
صار الاسرائيلي يبرر الكثير من الغارات في سوريا ومؤخرا في جنتا بموضوع السلاح النوعي لحزب الله.
نعم، هناك شيء يحاول الإسرائيلي التأسيس له وهو الادعاء بأنه إذا علم بدخول أي سلاح نوعي إلى لبنان، فسيقصفه ولو كان ذلك داخل الأراضي اللبنانية.
هذا الكلام يردده العدو منذ سنوات، ولكن وتيرته زادت في الأشهر الماضية.
طبعاً، نحن لسنا معنيين أن نقول إذا كنا قد استلمنا سلاحاً أو لم نستلم، لأننا لا نخوض حرباً إعلامية مع العدو بحيث نقول له لقد أدخلنا سلاحاً ولم تقصفه، ولسنا في هذا الوارد.
عنما نفذ العدو الغارة على جنتا، هو لم يتبنّ الغارة رسمياً، وحتى الآن هو لم يتبنّاها. لقد تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الموضوع وذكر ذلك المحللون الإسرائيليون، ولكن حتى الآن لم يصدر تبنٍّ رسمي. ولكن القريبين منه، هؤلاء الذين يوظفهم في خدمته ادعوا بأن الهدف هو قافلة تنقل سلاحاً نوعياً لحزب الله، وهذا غير صحيح.
يمكن الميل بالتحليل للقول إنه أكثر من كون الغارة لها هدف جدي، وتستهدف شيئاً محدداً، هي في الواقع بمثابة جس نبض، وبمثابة تغيير للمعادلة وتغيير لقواعد الاشتباك، بمعنى أن يقوم الإسرائيلي بقصف موقع عسكري لحزب الله، وحزب الله يسكت ولا يقوم بأي رد لأنه مشغول بجبهة سوريا، وبالتالي هذا يؤسس لضربات مقبلة فإذا تم السكوت على هذا الموضوع، قد يأتي العدو غداً ليضرب أية شاحنة وأي هدف وأي بيت في أي مكان بدعوى أن هذا سلاح نوعي ونحن ملتزمون بأن نضرب السلاح النوعي.
حتى أن المكان الذي اختاره العدو محسوب:
أولاً: اختار العدو هدفاً عسكرياً في التلال لا يوجد بجواره مدنيون.
ثانياً: المنطقة ملتبسة. هل هي أرض لبنانية أو سورية. في تلك المنطقة هناك أراضٍ لبنانية يملكها سوريون، كما أن هناك أراضي سورية يملكها لبنانيون.
نحن عندما أصدرنا البيان كان ذلك للتأكيد أننا نرفض أي تغيير في  قواعد الاشتباك.
وسنخص "السفير" اليوم بهذه المعلومة: نعم عبوة مزارع شبعا التي لم يتبناها حتى الآن حزب الله هي من عمل المقاومة، يعني "شغل حزب الله"، وهذا ليس الرد، وإنما هذا جزء من الرد على الغارة الإسرائيلية. نحن لا نريد أن نلزم أنفسنا بسياسة الإعلام عن كل ما نفعل، وهذه سياسة جديدة.
سابقاً، في الجنوب، وخلال عمل المقاومة كانت السياسة، ما نفعله نتبناه.
الآن نحن لسنا معنيين لا أن نتبنى ولا أن ننفي، وقد يكون لنا علاقة وقد لا يكون لنا علاقة. ولكن في موضوع عبوة مزارع شبعا نحن نتبنى ذلك ونقول إن هذا جزء من الرد. وطبعاً الإسرائيلي فهم مئة بالمئة أن هذه العملية من صنع حزب الله. ما نزل على التويتر من تبنٍّ للعملية من قبل "داعش" لم يأخذه أحد على محمل الجد. والإسرائيلي فهم الرسالة جيداً أنه لا تغيير في قواعد الاشتباك وأن هذه المقاومة تملك القرار والإرادة والعزم والجدية والشجاعة أن ترد. (والرسالة للعدو مفادها): أنت ضربت هدفاً عسكرياً والمقاومة ردّت على هدف عسكري.
بعد عملية "المزارع"، كانت الرسالة واضحة ومفادها أننا نرد وأننا لا نقبل بتغيير قواعد الاشتباك لمصلحة العدو، لأن القصة هنا ليست قصة قواعد اشتباك، وإنما هي قصة ردع.
إذا عاد الإسرائيلي للاستباحة وصار ـ بحجة وبدون حجة ـ الطيران أو المدفعية يقصف أهدافاً عسكرية، ومن ثم يتوسع إلى قصف أهداف مدنية، فهذا معناه أن كل ما أُنجز خلال السنوات الماضية، وبالحد الأدنى من تفاهم نيسان 1996 إلى 2006 إلى اليوم، يكون قد ضاع.
المقاومة اقوى من أي وقت مضى
- وصلت الرسالة برأيك؟
نعم طبعاً. جميع الإسرائيليين عندما قيّموا الموضوع، سواء العسكر أو الأمن أو الإعلام أو الكنيست، كلهم استعملوا هذه العبارة:  العملية في مزارع شبعا رسالة واضحة من حزب الله أنه لا يخشى الدخول في حرب مع إسرائيل.
- هل يمكنكم أن تدخلوا في حرب مع إسرائيل في ظل وجودكم في سوريا؟
في موضوع القدرة، المقاومة ـ وبمعزل عما يجري في سوريا والانشغال في سورياـ قطعاً هي أقوى بكثير مما كانت عليه في العام 2006. هذا ليس فيه مبالغة، وإنما هو حقيقة، إن لجهة القدرة البشرية، العدد، أو لجهة الكفاءة القتالية، لجهة التدريب، وذلك حتى قبل الأحداث في سوريا، بعد حرب 2006 وُضع برنامج محترم على هذا الصعيد هدفه رفع مستوى الكادر البشري، المستوى الفكري والمعلوماتي والفهم والتخطيط والقيادة والإدارة. فالقدرة البشرية بالتأكيد أكبر بكثير مما كانت عليه في 2006، والمقدرات المادية أيضاً أكبر بكثير مما كانت عليه في العام 2006، والإسرائيلي يعلم ذلك.
وسواء كان هناك قتال في سوريا أم لا، إذا فرضت إسرائيل حرباً على لبنان فإن المقاومة في لبنان ستقاتل أفضل بكثير مما قاتلت في العام 2006 بالرغم مما يجري في سوريا، وهذا محسوم تماماً.
لا مصلحة لاسرائيل بالحرب
- هل يذهب الإسرائيلي إلى حرب ضد لبنان في هذه المرحلة، وهل تكون الجبهة محدودة؟
الإسرائيلي لديه حساباته. بالأمس القريب قال إيهود باراك في محاضرة له (هؤلاء عندما يتركون المناصب يتوجهون إلى المحاضرات) محذراً، وتحذيره صحيح من الناحية الفنية والتقنية، أن تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة مع الوقت سوف تصبح تكنولوجيا سهلة المنال وغير معقدة كما ونوعا، وأنه يمكن أن يحصل عليها مثل حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي و..، وبالتالي هذه الحركات المقاومة ـ وبالأخص حزب الله ـ يمكنها أن تضرب أي هدف في أي عمق في فلسطين المحتلة، طبعاً هو قال في إسرائيل.
رئيس أركان جيش العدو يقول: عندما ستبدأ الحرب المقبلة فإن أول صاروخ يطلقه حزب الله سيدخل إلى نافذتي. وهو يقصد أن لدى المقاومة في لبنان صواريخ دقيقة، تصيب تل أبيب وتدخل إلى نافذة مكتب رئيس الأركان.
من هنا، فإن إسرائيل عندما تدرس اتخاذ قرار الحرب، تطرح على نفسها السؤال: هل هي قادرة على حسم هذه الحرب مع المقاومة في لبنان؟ بمعزل عن كل ما حصل في المنطقة، هنا الحسابات العسكرية تدخل بقوة. لذلك أنا أقول جواباً على السؤال: ليس من السهل على إسرائيل أن تقرر حرباً جديدة في المنطقة، وذلك نتيجة الإمكانات وطبيعة المعركة التي يمكن أن تحصل وما يمكن أن تنجزه إسرائيل من هذه الحرب والخسائر التي يمكن أن تلحق بها.
الإسرائيلي عنده أساس بالنسبة إلى أي حرب مقبلة، وهذا متفق عليه عند كل القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، أنه لا يدخل بحرب مع المقاومة في لبنان، إلا إذا كان متأكداً وقاطعاً بأنه سيكون أمام معركة حاسمة وسريعة، وتصل إلى نصر بيّن وواضح.
 المرة الماضية طالت المعركة الشمال الفلسطيني والوسط والعفولة ، أما الكلام الآن فهو عن تل أبيب. هو يعلم ذلك، وهو لا يتحمل معركة تطول، ويكون فيها عمق الكيان عرضة للضرب بشكل دقيق ومحدد.
- هل يضمن الإسرائيلي أنه إذا ذهب إلى حرب مع لبنان يمكنه أن يحقق نصراً سريعاً وحاسماً؟
حتى الآن ليس هناك أحد في إسرائيل يقول ذلك. "الجماعة" تعلموا أن لا يرفعوا التوقعات وأن لا "يعلّوا الأسقف"، خشية من أن لا يقدروا على تحقيق شيء من هذه الأسقف.
بالمعطى السياسي نحن رأينا أنه لا يوجد فرق بين الوضع الآن وبين الوضع الذي مضى.
قد يُقال إن الوضع العربي سيء، والجواب: متى كان الوضع العربي مانعاً أو رادعاً أو يدخل في الحسابات الإسرائيلية إذا قرر العدو أن يعتدي على لبنان أو غزة أو سوريا أو أي بلد عربي؟
بالعكس، أنا أعتبر المعطى السياسي الآن أفضل من 2006. بالحد الأدنى في 2006 أغلب الدول العربية كانت مع هذه الحرب. السعودية علناً كانت مع هذه الحرب، والدول الثماني اجتمعت وأصدرت بياناً وأدانتنا في الأيام الأولى للحرب، وكان الروس يحاولون أن يستعيدوا أنفاسهم.
اليوم بالمعطى الإقليمي والدولي أنا أقول إن وضعنا أفضل. المقاومة في لبنان، وضعها الإقليمي والدولي ـ إذا أخذنا الأمور بشكل نسبي ـ أفضل مما كانت عليه عشية حرب 2006.
إلى ذلك، فإن مصلحة إسرائيل الآن هي أن يبقى ما يشغل المنطقة كلها هو الصراعات الداخلية.
اليوم تحتاج إسرائيل أن تنساها الشعوب العربية والإسلامية.
شن أي حرب إسرائيلية جديدة سيعيد أولوية الصراع مع العدو الإسرائيلي إلى العقل العربي والوجدان العربي والشارع العربي، وهم ليسوا مضطرين لذلك.
من هنا أنا أقول إنه بحسب المعطيات العسكرية والميدانية من جهة، والسياسية من جهة، أستبعد أن تقدم إسرائيل على شن حرب على لبنان.
- أين تندرج عملية الاغتيال التي حصلت عند طرف الضاحية والتي استهدفت الحاج حسان اللقيس؟ هل تجزمون أن إسرائيل هي التي فعلتها؟
نحن فهمُنا هكذا، ومعطياتنا الأوليّة هكذا.
- أمر مخيف ان تكون إسرائيل قد أصبحت قريبة إلى هذا الحد.
المشكلة أن إسرائيل دائماً كانت قريبة..
مشاركة حزب الله في القتال في سوريا
- في ضوء ما حصل في يبرود ومنطقة القلمون، وفي ضوء الإجراءات التي اتخذت في الداخل، بتقديركم، هل تراجع خطر التفجيرات أم أنه ما يزال قائماً؟
يمكن القول إن خطر التفجيرات تراجع بدرجة كبيرة جداً، إن لجهة التطورات الميدانية في منطقة القلمون مما أدى إلى إغلاق العديد من مصانع تفخيخ السيارات ومراكزها التي تم اكتشافها، سواء في مدينة يبرود أو في بلدة رأس العين من قبل القوات السورية، أو بسبب الجهد الأمني المميز الذي قام به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية في تفكيك الشبكات التي كانت تستورد السيارات المفخخة وتقوم بتوزيعها وتفجيرها.
بشكل عام نستطيع الحديث عن تراجع كبير في هذا الخطر، لكن لا نستطيع أن نقول إن الخطر انتفى بشكل كامل. الأمر بحاجة إلى مزيد من الجهد، سواء على الحدود مع سوريا أو في الداخل اللبناني.
بعض جمهور 14 آذار يؤيد مشاركتنا في سوريا
- يردد البعض في الاعلام أن جمهور الضاحية الجنوبية يشعر بالاختناق نتيجة الإجراءات الأمنية، وأن ظاهرة النزوح من الضاحية إلى مناطق أخرى تكبر. الا يمكن أن يسيء ذلك إلى العلاقة بين المقاومة وجمهورها؟
هذا التوصيف غير دقيق ومبالغ فيه، يمكن لأي أحد أن يتجول في الضاحية الجنوبية، فيرى "العجقة". لا يوجد أي نزوح أو هجرة من الضاحية الجنوبية باتجاه مناطق أخرى. يمكن أن تكون بعض العائلات، حالات فردية ومحدودة جداً، وهذا الأمر لا ضير منه، على العكس الأفضل أن يخف الضغط عن الضاحية، وبعض العائلات ترجع إلى الجنوب، إلى البقاع، على كل الأحوال توجد حالة اختناق في الضاحية الجنوبية نتيجة العدد السكاني الكبير.
لكن من ناحية الدقة لا يوجد نزوح ولا توجد هجرة، هناك حالات قليلة جداً وفردية جداً حصلت وهذا أمر طبيعي أمام التفجيرات والتهديدات القائمة. هذا من جهة، من جهة ثانية، جهة المزاج، ما قيل عن المزاج أيضاً، في بعض وسائل الاعلام غير صحي. لا أقول غير دقيق، بل غير صحيح.
التفجيرات التي حصلت سواءً في الضاحية أو في بئر حسن أو في الهرمل أو في اللبوة، على العكس، رفعت نسبة التأييد لتدخل حزب الله العسكري في سوريا، وأنا أقول هذا بناءً على استطلاعات وعلى معلومات وعلى دراسات وليس أهواء، حقيقة الأمر كما ذكرت. بل إن بعض المترددين بدلوا مواقفهم، لأننا دائماً عندما كنا نجري استطلاعات رأي في بعض المناطق، هناك مؤيد ومعارض ومتردد. المتردد أصبح مؤيداً، وحتى بعض المعارضين أصبحوا مؤيدين.
وقبل أيام، عندما قلت من عيناتا إننا نحن ذهبنا متأخرين، أنا كنت أعبر عن هذا المزاج. حقيقة يوجد مزاج في الشارع، مفاده أننا قد تأخرنا في الذهاب إلى سوريا والتدخل عسكرياً في سوريا. نحن لا نواجه مشكلة من هذا النوع. الناس لديهم وعي كبير حول مخاطر المرحلة، حول طبيعة التهديدات القائمة بسبب الأحداث في سوريا، وأنا أيضاً أحب أن أضيف هنا، أن هذا الأمر ليس فقط في مناخ الضاحية، أو البقاع أو الجنوب، أو بين هلالين "في المزاج الشيعي". ما أعرفه أيضاً من خلال معلومات واستطلاعات رأي، طبعاً بعضها نشر، بعضها لم ينشر، ومن خلال التواصل مع كثيرين، أنا أستطيع أؤكد لكم أن هناك مزاجاً شعبياً كبيراً يؤيد خطوة تدخل حزب الله في سوريا. وكثير من اللبنانيين، حتى داخل قوى 14 آذار، في قرارة أنفسهم يعتقدون ويصدقون ويقبلون أن التدخل في سوريا يحمي لبنان أمام هذه الجماعات الإرهابية التي نرى سلوكها ونشهد ممارساتها بشكل يومي. لذلك نحن لا نشعر بغربة في هذا الأمر ولا نشعر بمزاج مخالف، بل نشعر بتأييد كبير على هذا الصعيد، وأيضاً ما يقال لنا تحت الطاولة من قوى سياسية ومن مرجعيات دينية في مختلف الطوائف يزيدنا ثقةً بهذا الموقف. وطبعاً يقال تحت الطاولة، لأن بعض الجهات لا تستطيع أن تقول الكلام نفسه في العلن خشية من أية تداعيات أو نتائج سلبية في المستقبل أو أن تتأثر علاقاتها مع بعض الدول الإقليمية أو بعض السفارات الموجودة في لبنان.
في هذا الأمر إذاً، ليست هناك أية مشكلة على الإطلاق. على المستوى المعنوي، المعنويات عالية جداً. كل ما يقال في مكان ما وتروج له بعض وسائل الإعلام خصوصاً إعلام 14 آذار أو بعض شخصياته أن حزب الله مرتبك وأن حزب الله قلق وأن حزب الله شعبيته تراجعت، هذا كله غير صحيح على الإطلاق.
حزب الله لديه وضوح شديد، مع الأيام يزداد هذا الوضوح حول الأحداث والخيارات والمستقبل. الحزب يتعاطى بمتانة، بعزم، ليس لديه أي تردد، ليس لديه أي قلق، أيضاً لديه ثقة بالمستقبل. نحن منذ البداية كنا نعرف إلى أين ستسير الأمور لو تعاونا جميعاً، وهي تسير الآن في هذا الاتجاه، إذاً ليس هناك أي شيء يدعو إلى القلق.
وأنا أؤكد لكم أيضاً أن كثيراً مما يقال في الأماكن الأخرى هو تعبير عن تمنيات القائلين، وليس تعبيراً عن الحقائق والوقائع. أيضاً بعض الأخبار التي يتم تداولها في الإعلان، مثلاً بعض وسائل الإعلام العربية المعروفة، فمثلاً روجت قبل رواية تقول إن حزب الله سقط له خمسمائة قتيل في القلمون، هل يمكن إخفاء 500 شهيد على مجتمع مثل المجتمع اللبناني! لا يمكن إخفاء شهيد واحد فضلاً عن إخفاء 500 شهيد. الآن واحدة من المشاكل الإدارية أنه عندما يسقط الشهيد في سوريا تعرف عائلته بشهادته قبل أن نعرف نحن، يعني قبل أن يصل الخبر بالقنوات التنظيمية الطبيعية. لا يمكن إخفاء أمور من هذا النوع.
قبل أيام خرجت وسائل الإعلام نفسها لتروج ولمدة 24 ساعة أن المعارضة السورية المسلحة أسرت 11 أسيراً من حزب الله وبينهم شخصية مهمة، أين؟ كيف؟ من؟ عندما يلجأ الطرف الآخر إلى ضخ هذه الأكاذيب المكشوفة والمفضوحة، فان هذا يؤشر إلى معطياته التي تقول أن الوضع المعنوي لدينا هو وضع قوي جداً، ولذلك هو يحاول المس بهذا الوضع المعنوي من خلال الأكاذيب لأن الوقائع لا يمكن أن تساعد على المس بهذا  الموضوع.
مرحلة سقوط النظام انتهت
- هل انتهى مشروع اسقاط النظام في سوريا أم أن الخطر ما زال قائما؟
في تقديري مرحلة إسقاط النظام وإسقاط الدولة انتهت، لأنه تبين لاحقاً أن الموضوع ليس موضوع الرئيس كما فعلوا في دول أخرى، إسقاط الدولة والجيش والمؤسسات، على كل حال، اسقاط النظام كمشروع من ناحية القدرة العسكرية على إسقاطه، أعتقد أن هذا الأمر انتهى، حسب كل المعطيات. المعطيات الميدانية والعسكرية والأمنية والشعبية، ووضع النظام ووضع المعارضة، وكذلك المعطيات الإقليمية والدولية. من حيث المجموع أنا أعتقد أن هذا انتهى، لا يستطيعون أن يسقطوا النظام، يستطيعون أن يعملوا حرب استنزاف. الحروب الكبرى ليس هناك في الأفق ما يظهر أن المعارضة قادرة أن تقوم بحرب كبيرة، الذي حصل ويحصل في اللاذقية وكسب مثلاً لا يمكن أن نسميه حربا كبرى. المعطيات الميدانية مطمئنة. هي عملية محدودة، إذا تحدثنا بعدد المقاتلين والمنطقة التي دخلوا إليها والتسهيلات التي قدمت ولكنها أخذت ضجة كبيرة في الإعلام.
المعركة الكبرى التي كان يتم الحديث عنها كثيراً لم يظهر منها شيء حتى الآن، وهي أقرب إلى التهويل منها إلى الحقيقة. أقصد الحرب من جنوب سوريا، والحكي عن قوات ضخمة يتم حشدها في الأردن ومنه سوف تدخل وتجتاح وتأخذ درعا والسويداء وتتقدم باتجاه دمشق، هذا جرى الحديث عنه قبل أسابيع.
هذا كله أقرب للتهويل. في المعطيات لا يوجد هكذا أمر. حتى في مرحلة من المراحل جرى الحديث عن 3000 مقاتل تم تدريبهم وتجهيزهم وتهيئتهم بالأردن، هؤلاء الثلاثة آلاف مقاتل هل يستطيعون أن يأخذوا محافظة درعا والسويداء ويصلوا إلى دمشق؟. في هكذا حرب هذا العدد لا ينفع. لاحقاً عندما بالغوا قليلاً بالعدد وتحدثوا عن عشرة آلاف مقاتل، حتى عشرة آلاف مقاتل لا يستطيعون أن يغيروا معادلة في هذا الحجم. إذا جرى الحديث عن معارك كبرى فالمقصود منها معركة جنوب سوريا (معركة دمشق) وهي حتى الآن أقرب للتهويل. أما الاستنزاف، فقد يستمر طالما هناك دول ما تزال تمول وتسلح وتحرض وتدفع في هذا الاتجاه.  
الضغط على النظام يتراجع
- إذا كان النظام لن يسقط عسكرياً فهل هو قادر على أن يستمر؟
يستطيع أن يستمر. أثبتت تجربة الثلاث سنوات الماضية أن النظام ليس ضعيفاً، وأنه يتمتع ايضاً بحاضنة شعبية، فلو كان النظام ضعيفاً لكان يجب أن ينهار ويسقط. لو لم تكن لديه حاضنة كان يجب أن ينهار وينتهي أيضاً. أعتقد أنه في السنوات الثلاث الماضية كانت هناك حاضنة كبيرة بمعزل عن التراشق بالنسب المئوية، لكن لا يوجد نقاش أنه كانت هناك حاضنة شعبية كبيرة جداً للنظام.
- هل العناصر الخارجية ما زالت ضاغطة؟
الوضع الإقليمي والدولي تغير. في تقديري، مستوى الضغط في المرحلة المقبلة على النظام سيكون أقل مما كان عليه في الثلاث سنوات الماضية، سواءً الضغط السياسي ومعه الضغط الإعلامي، أم الضغط الميداني. بداية من السعودية إلى قطر، لا أقول أنهم قد غيّروا مواقفهم، لكن حدة الموقف وحجم التدخل والمعطيات والآمال المعقودة، تغيّرت كثيراً. من جهة أخرى، فان الحلفاء الذين لم يتخلوا عن سوريا عندما كان يقال أنها ستسقط في شهرين أو ثلاثة أو خمسة أو ستة لم يتخلوا عنها، فكيف وهي قد تجاوزت أو عبرت عتبة مخاطر السقوط. الآن قناعة الحلفاء سواءً كانوا دولاً أو جهات إقليمية أو قوى محلية، قناعتهم في الدعم والوقوف إلى جانب سوريا أقوى من أي وقت مضى. في المحصلة، أنا أقدر أن الأمور ذاهبة في هذا الاتجاه. طبعاً، الاستحقاقات المقبلة كبيرة من دون شك، سواءً المصالحات أو الحوار السياسي الداخلي أو المعالجة الداخلية. إذا هدأت الأمور، وتم الذهاب نحو إعادة الإعمار، الوضع ليس سهلاً. لكن هذا أيضاً يتم إيجاد خطط له وتجري معالجته.             
الأصل أن تنتهي الحرب
- هناك فعلاً جمهور نفر من المعارضة، لكن هل أصبح فعلاً مؤيدا للنظام؟
الأصل بالنسبة لنا في سوريا هو انتهاء الحرب. الحرب التي ستدمر سوريا أو ستدمر ما بقي منها. الاصل هو انتهاء الحرب بمعزل عمن يحب من ومن يكره من ومن يقتنع بمن؟ إذا انتهت الحرب في سوريا وذهبت إلى حوار داخلي ومعالجات داخلية هناك أمل بأن يتم معالجة العديد من الملفات، الخطورة الحقيقية كانت وما زالت إلى حد ما هي إنهاء سوريا. تقسيمها، الخطر كان كبيرا وجدياً.  أعتقد أننا تجاوزنا خطر التقسيم. عندما اقول خطر إسقاط النظام تجاوزناه، بطريق أولى نكون تجاوزنا خطر التقسيم. كان هناك موضوع التقسيم، هذا خطير،  موضوع تدمير سوريا وأن لا يبقى فيها حجر على حجر، أو امكانية لوجود دولة  تعيد توحيد ذاتها، تعالج مشاكلها، هذا يمكننا القول أيضاً أننا تجاوزناه بدرجة كبيرة. إذا أمكن الوصول إلى مرحلة تتوقف فيها الحرب. أهمية المصالحات أنها تقول: هنا الحرب توقفت، هنا لم يعد هناك قتال، هنا لم يعد هناك سفك دماء، هنا لم تعد هناك بيوت تهدم. هذه الأمور يؤسس عليها للمستقبل، وهذا في الحقيقة كان وما يزال يشكل هاجساً عندنا.
الجبهة المقابلة للنظام في سوريا.. تتفكك
- يتحدث المختصون عن أن إعادة إعمار سوريا تحتاج إلى 250 مليار دولار،  والذي يريد أن يدفع الـ 250 مليار دولار يتحدث عن سوريا أخرى غير الموجودة حالياً؟ إلى اي حد صارت التسوية أو المصالحة مرتبطة بمصير النظام؟ هل ما يزال الرئيس هو الضمانة أم أن ذهابه بالنسبة للبعض أحد شروط بناء الدولة الجديدة؟
جميع الدول التي كانت ترعى وضع المعارضة في سوريا، لم تكن جاهزة لأن تتحدث بمبدأ الحل السياسي، أبداً. قطر، السعودية، تركيا، مصر في الوضع السابق. إذهب إلى الدول البعيدة. إلى الأوروبيين إلى الأميركيين، لم يكن أحد جاهزاً للحل السياسي. امس عندما تحدثت القمة العربية عن الحل السياسي، أتى هذا بعد الفشل العسكري. العالم ذهب إلى جنيف2 نتيجة الفشل في الميدان. منذ البداية، لم يكونوا يريدون الحل السياسي. أنا أتذكر هذه النقاشات، لم تكن القضية شخص الرئيس بشّار الأسد فقط، كان الحديث عن النظام كله، المطلوب أن يذهب النظام وبعدها نتحدث. ماذا يعني المطلوب أن يذهب النظام؟ يعني إلى أين يريدون أن يأخذوا سوريا؟ حقيقة ما الذي يريده التركي لسوريا أن تكون؟ القطري والسعودي أين يريد أن تكون سوريا؟ في الحسابات الكبيرة وفي حسابات المنطقة والحسابات الإستراتيجية إلى آخره. لذلك، يجب أن تدخل إلى الموضوع من هذه الزاوية؟ نحن ندخل إلى هذه النقطة من الزاوية الثانية، زاوية أن سوريا موقعها وموقفها وتأثيرها في المنطقة والمعركة الكبيرة الموجودة في المنطقة، هم دخلوا لتغيير هذا الواقع، هم لم يدخلوا لصنع ديموقراطية أو صنع عدالة أو مواجهة فساد. هذه المعركة كلها وهذا التمويل كله وهذا السلاح كله وهذا الخطاب كله من أجل تغيير موقف سوريا وموقعها وطبعاً الرئيس بشار الأسد كونه رئيس النظام، رئيس الجمهورية. المناقشات كانت تركز وتستهدف النظام ككل. حتى في مرحلة من المراحل، بعد انقضاء السنة الأولى، رأوا أن الأمور صعبة عسكريا. نعم لم يكونوا يائسين ولكنهم رأوا أن الأمور صعبة.
 - وماذا عن العروض التي قدمت للرئيس الأسد؟
نعم، أنا أعرف أنه قدمت عروض جدية الى الرئيس بشار الأسد مفادها: قم بتغيير هذا الاتجاه السياسي. اقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران. اقطع العلاقة مع حركات المقاومة في المنطقة. كن جاهزاً للدخول في التسوية بشكل حقيقي وكامل مع الإسرائيلي، فلا تبقى مشكلة، وهذا الموضوع كله تتم معالجته. الرئيس الأسد رفض، ويحفظ له هذا الموقف. وهذا لم يأت فقط من جهات دولية وإنما جاء أيضاً من جهات إقليمية راعية ومتشددة في الظاهر، بل ان الجهة الأكثر تشدداً هي التي عرضت على الرئيس بشّار الأسد هذا الموضوع. نعم إذا أخذت المعركة من هذه الزاوية فيمكنك أن تراها شيئاً آخر. وبهذا المعنى، لم يكن سهلاً أن يقوم بالتغيير المطلوب في السنوات الماضية.
الجبهة المقابلة للنظام.. تتفكك
- هل ما زالت الجبهة المقابلة للنظام على تماسكها؟
التطورات التي حصلت توصلك إلى استنتاج بأن الجبهة المقابلة، تفككت وضعفت. أقصد الجبهة التي كانت تعمل على مشروع اسقاط سوريا ولنأخذ هذه العناوين السريعة:
أولاً، لنبدأ بالموضوع الداخلي المصري الذي لن أتطرق إليه. عندما حصل التحول في مصر وتم عزل الرئيس محمد مرسي وبالتالي تم اسقاط "الإخوان المسلمين" من السلطة في مصر، حصلت تداعيات. السعودية وقفت إلى جانب الوضع الجديد في مصر، تركيا ضد، قطر ضد. إذاً أول نتيجة هي تصدع الجبهة، وهي أهم جبهة إقليمية: السعودية، قطر، تركيا ومصر. عملياً تأزم الموقف بين السعودية وقطر، بين السعودية وتركيا، بين مصر ما بعد عزل مرسي وتركيا. بين مصر وقطر. كبرت المشاكل. هذا أول تحول. أين انعكاس هذا التحول؟ انعكاسه في سوريا، على الرغم من أنهم يقولون : التنسيق ما زال قائماً حول الموضوع السوري، لكن لا يوجد نقاش بأنه لم يعد كما كان في البدايات.
ثانياً، أيضاً "الإخوان المسلمون" كانت سوريا في رأس أولوياتهم. الآن ونتيجة ما حصل في مصر انكفأوا إلى الداخل المصري وأصبحت أولويتهم وهمهم الأساس مصر.
ثالثاً، الخلاف بين السعودية و"الإخوان" ينعكس على سوريا، هذا من نتائج الوضع الإقليمي.
رابعاً، المشاكل الداخلية في تركيا.
خامساً، التحولات التي حصلت في قطر.
سادساً، ما حصل في العراق. العراق كان يتصرف مثل لبنان، أي النأي بالنفس، النأي بالنفس، النأي بالنفس إلى أن أصبح الواقع في العراق سيئاً إلى حد أن المحافظات السورية المحاذية للعراق أصبحت مصانع للسيارات المفخخة، في اليوم الواحد بين 10 و15 و20 سيارة، وكل التحقيقات والتوقيفات التي حصلت أوصلت إلى الجهات التي تقف خلف شبكات السيارات المفخخة، وبالتالي أدت إلى الصدام الحالي بين الحكومة العراقية وبين "داعش". القتال بين العراقيين و"داعش" أيضاً له تأثيره على الوضع في سوريا وله تأثيره على موقف العراق. لذلك، لاحظنا أن الموقف السياسي العراقي في السنة الأخيرة سواءً في اجتماعات وزراء الخارجية العرب أم في المحافل الأخرى.. تطور بشكل كبير.
هذا فوق الطاولة. لكن ما هو تحت الطاولة مختلف نتيجة صمود النظام. الكثير من الدول العربية على اتصال بالنظام من تحت الطاولة وتقول له: "نحن معك. اصمد"، بل أنا أعرف أن بعض الدول العربية هي في الظاهر مع المعارضة، لكنها تحت الطاولة تطالب النظام بأن يحسم بسرعة وبأن يستفيد من الوقت. هذا شيء غريب عجيب موجود في الوضع العربي.
الموقف الروسي سيزداد صلابة
- وماذا عن الوضع الدولي سماحة السيد؟
في الوضع الدولي، لا يوجد شك بأن الأجواء الآن أفضل. قارنوا بين جنيف 1 وجنيف 2. في جنيف1 لا يوجد وضوح. على العكس، يمكن أن يكون هناك كلام بالنسبة للروس هل كان موقفهم متيناً إلى حد أنهم هم يقفون إلى جانب الرئيس بشار الأسد وبالتالي لن يتخلوا ويبحثوا عن صفقة وتسوية ما. كان يوجد في هذا الموضوع في الحد الأدنى من يناقش. أنا لا أريد أن أحكم على الموقف الروسي في البدايات، أي ليست لدي معلومات حاسمة حوله، لكن لا يوجد نقاش في الآونة الأخيرة. بل أستطيع القول أنه في السنة الآخيرة كان الموقف الروسي صامداً ومتماسكا ولم يلن طيلة الشهور الماضية.
- هل تتوقعون أن يزداد تصلبا بعد أحداث القرم؟
بعد أزمة القرم، أعتقد أن الموقف الروسي سيزداد صلابة، وهذا واضح. حماية روسيا لسوريا ستكون أعلى وأكبر، لأننا ذهبنا إلى مرحلة جديدة، يمكن أن يسمونها حربا باردة أو غير ذلك. اليوم، يريد الروسي التمسك بكل نقاط القوة أو نقاط الارتكاز الروسية. لن يتخلى الروسي عنها أو يساوم عليها. خطر المساومة الذي ربما كان قائماً في مرحلة من المراحل أصبح بعيدا جداً. من هذه الزاوية، أنا أعتقد أن هذا الأمر تأثيره إيجابي. لكن من زاوية ثانية، إذا أردنا الحديث عن تأثير سلبي، علينا أن تفترض ونكمل المشهد: هل أن النزاع أو الخصومة  أو الاحتدام في الموقف السياسي بين روسيا وأميركا سيدفع اميركا أو الغرب إلى تخطي الحدود أو الخطوط الحمراء أو الضوابط التي كان لا يتخطاها بسبب العلاقة الأميركية – الروسية؟
هنا، يمكن الحديث عن تأثير سلبي. أنا شخصياً استبعد أن يقدم الأميركيون أو الأوروبيون على خطوات عسكرية، ليس بسبب روسيا وإنما بسبب الوضع الأميركي. الاقتصاد الأميركي، الإدارة الأميركية، الاستراتيجيات الأميركية في المنطقة، الأوضاع الأوروبية الداخلية، أوضاعهم جميعا لا تسمح. لذلك فان استبعد ما قيل في بعض الأوساط، من أن التوتر الروسي – الأميركي قد يوسع هامش الحركة الأميركية أو الغربية باتجاه سوريا.
الأزمة السورية كان أمدها سيطول سواءً حصل ما حصل في أوكرانيا أم لم يحصل. لأن اساس الموضوع في مكان آخر. لكن في المجموع إذا أردت أن تجمع النقاط.. تستطيع القول أن ما حصل هو إيجابي لمصلحة الدولة في سوريا أكثر مما هو سلبي.
الأسد سيترشح لولاية جديدة
- هل تتوقع أن يترشح الرئيس الأسد؟
من الطبيعي أن يترشح، وأعتقد أن ذلك سيحصل.
- هل يتواصل "حزب الله" مع شخصيات سورية معارضة حاليا؟
حصل تواصل سابق، وهناك شخصيات في المعارضة السورية ما زلنا على تواصل معها.
إسرائيل وما يجري في سوريا
- وأين إسرائيل مما يجري في سوريا والمنطقة؟
منذ البداية، ومن خلال متابعتنا، تلمسنا حالة من القلق في إسرائيل(استدرك وقال "قد يكون من المستغرب أن يكون هناك أحد في هذا الزمن، في العالم العربي، ما يزال يتابع ليلا ونهارا ماذا يحصل عند الإسرائيلي، وماذا يقول وماذا يخطط. مؤتمراته، دراساته، خياراته، نقاشاته").
إلى ما قبل بدء الأحداث في سوريا، كان هناك حالة قلق عند الإسرائيلي ، ولا نبالغ إذا قلنا حالة رعب. عقدوا مؤتمرات وتحدثوا فيها عن البيئة الاستراتيجية واعتبروا أن هناك تحولات استراتيجية ضخمة جداً في المنطقة، وهذا يصب في غير مصلحة إسرائيل. تسميه في مصلحة المقاومة 100 في المئة أم لا، هم اعتبروه كذلك. اعتبروا أن هناك محوراً بدأ يتشكل من إيران، العراق، سوريا، فلسطين، مصر. هم اعتبروا سقوط حسني مبارك سيأخذ مصر إلى مكان آخر، ثم ليبيا وتونس. في ظاهر الأمر، رأوا في المشهد أن المنطقة ذهبت كلها إلى هذا المحور. وأيضاً في ظاهر الأمر، كان يحق لهم أن يقلقوا، لأن هناك قيادات كبيرة في الأحزاب والقوى والحركات الموجودة في المنطقة والتي بدا في ظاهر الأمر أيضاً أنها ستمسك بالسلطة في العديد من هذه البلدان، لاحقاً تغيّر خطابها. يعني من عداء مطلق مع الأميركي إلى العلاقة الاستراتيجية والمصالح الاستراتيجية.
الإسرائيلي، للوهلة الأولى، انتابته حالة قلق شديدة جداً، حتى أنه حصل نقاش في هيئة الأركان يدعو لتأسيس عدد من الفرق العسكرية من أجل الحدود الجنوبية، أي مع مصر. إلى هذا الحد، بلغ القلق الاستراتيجي إذا صح التعبير. كان ذاهباً الأمر إلى حد ترجمته باعادة النظر في الهيكلية العسكرية إلى أن بدأت الأحداث في سوريا.
عندما بدأت أزمة سوريا، تغير الإسرائيلي 180 درجة، ارتاح، هدأ، وقال مبكراً إن هذا المحور الذي خشينا أن يتشكل سرعان ما تمزق وتشرذم وتشظى. لقد استخدموا كثيراً مثل هذه العبارات. وطبعاً، فأن قناعتي، وبحسب متابعتي للإسرائيلي وكلام السياسيين الكبار لديه والعسكريين والأمنيين الكبار الذين تقاعدوا أو الذين ما زالوا في الخدمة، أنا لدي وضوح بأن الإسرائيلي قطعاً يفضل كل الخيارات في سوريا إلا خيار بقاء نظام الرئيس بشار الأسد. هذا ليس تكهن، ففي النقاشات التي تدور بينهم وفي التصريحات وحتى في النقاشات الضمنية، هم يفضلون كل الخيارات الأخرى. تقسيم سوريا يستفيدون منه. تدمير سوريا، بقاء الحرب في سوريا 20 أو 30 سنة هم مستفيدون منه. حتى عندما وصلوا إلى مرحلة بدأوا يقارنون فيها بين وجود الرئيس بشار الأسد وهذا النظام وبين الجماعات التي يسمونها جماعات "الجهاد العالمي" بحسب اصطلاحهم، يقولون نفضّل جماعات الجهاد العالمي على وجود نظام بشّار الأسد. وهناك منطق، ما هو هذا المنطق؟ هم قالوا، وأنا لا أجيب عنهم: "الرئيس بشّار الأسد والنظام في سوريا هو جزء من محور: إيران، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين"، يعني حركات المقاومة. إذا جاءت جماعات الجهاد العالمي وحكمت سوريا، أولاً، ستستمر الحرب الداخلية في ما بينهم في سوريا.
ثانياً، هؤلاء ليس لدي