18-04-2024 07:47 AM بتوقيت القدس المحتلة

في ذكرى استشهادك.. دمعة ووردة وبعض العزم من عزمك

في ذكرى استشهادك.. دمعة ووردة وبعض العزم من عزمك

الكتابة عن الشهيد القائد عماد مغنية مغامرة، فالرجل لم يعرف إلا حين ارتفع شهيدا. من ذلك الحيز المُضاء في مسيرته؛ تسللت إليكم هذه الكلمات، التي قد لا تقول شيئا جديدا، لكنها تريد أن تحتفي بأحد أعظم...

الشهيد القائد الحاج عماد مغنيةالكتابة عن الشهيد القائد عماد مغنية مغامرة، فالرجل لم يعرف إلا حين ارتفع شهيدا. من ذلك الحيز المُضاء في مسيرته؛ تسللت إليكم هذه الكلمات، التي قد لا تقول شيئا جديدا، لكنها تريد أن تحتفي بأحد أعظم القادة في تاريخ المقاومة الاسلامية. بقدر ما تغريك الكتابة عن الشهيد القائد المعروف بالحاج رضوان.. بقدر ما تسد عليك الظلال الكثيفة منافذ الدخول إلى ساحة الرجل الذي يقترب من حالة الأسطورة. لكن ومع كل ذلك تغدو الكتابة مسؤولية أخلاقية تجاه الأبطال والرموز.

ندى أيوب

جميل أن تتعرف إلى الحاج عماد مغنية، الكثيرون عرفوه قائد الانتصارين في العام 2000 و 2006 وربما قائد الانتصارات الآتية, لكن الكثيرون لم يعرفوه في وجوده الآخر في إنسانيته الواعدة في شخصيته الهادئة في روحه المؤمنة كثيرون لم يعرفوا عماد في صلته بالناس من حوله ، لكن معرفة القليل القليل من حياة ذاك القائد تغنينا. وما هو أجمل أن تعرف ان هذا القائد لم يدع سبيلاً الى فلسطين إلّا سلكه غير آبه بكل اللّاءات والممنوعات التي تطوّق فلسطين، فلا عباب البحر ردّه ولا أمواجه العاتية، ولا وعورة الأرض والجبال والوديان حالت دون إيصال السلاح إلى فلسطين من فوق الأرض ومن تحتها. وفي ليلة ظلماء تمكن الأعداء من القائد عماد مغنية في منطقة كفرسوسة بدمشق, ترجل الفارس واستودع ما ينفع المقاومة في لبنان وفلسطين في أيادي الرجال، فكان قدرنا أن تأتي الرسالة حمراء قانية، طاهرة صادقة؛ إنها الشهادة التي ينالها الذي رهن سنين حياته وسخرها للدفاع عن كرامة الامة، وأقسم ألا راحة إلا بتحرير الأرض المغتصبة. وحين يكون الراحل بمثابة شرش الحياة والعقل المدبر للمقاومة ببصماته الواضحة جداً على عملها في لبنان وفلسطين هو القائد الفذ والمخطط والمتابع والشجاع الذي اخترق العقول والقلوب بلا استئذان او غش او خداع، وفي نفس الوقت كابوساَ لقادة الاحتلال, عندئذ يكون للشهادة والدم رائحة مختلفة وأثراً يُشبه الوقود، وقود يُضيء الليالي المظلمة ويُحرك النفوس المستكينة.

لقد اخترت يا عماد أشرف رحيل وأعظم نهاية لحياة قصيرة، وضمَّك سجل الخلود بحب لا يناله إلا الشهداء العظماء وما أروع أن يُدرك الإنسان اللغز الذي فككت رموزه، فيغدو العدو رغم قوته أوهن من بيت العنكبوت.

غادرتنا يا عماد بجسدك.. أما الروح فحية واستبشر بالذين لم يلحقوا بك، فدمك الطاهر سيؤدي الى انبعاث مئات الرجال على صورتك والذاكرة اليوم برحيلك يمر بها شريط لصور كثيرة وأسماء عزيزة غالية عطرت الارض المباركة بدمائها أُضيف لها اسمك بجدارة المجاهد الحر الذي لا يختصره زمن ولا تختصره أمة ولا يمكن أن يختصره حزب، هو عابر للزمان والمكان، دخل التاريخ من كل أبوابه فافترشت له الأرض مداها فكان حين لم يكن أحد. كان حدثا في حياته وصار حالة ونهجا ومدرسة بعد استشهاده فما زالت الأمة تعيشه وما زال هو في كل بندقية وفي كل صاروخ وفي كل ساحة من ساحات الحرب و الجهاد، كأنه هنا الآن وسيكون هناك غدا. من أي رحم يولد المجاهدون الأبطال من أمثال الحاج رضوان هؤلاء الرجل الذين لا يموتون وكيف وهم الذين قال الله عنهم " أحياء عند ربهم يرزقون".

الرابط على موقع سلاب نيوز