29-03-2024 11:02 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 3-2-2014: مداورة في الإرهاب وحكومة بمن حضر

الصحافة اليوم 3-2-2014: مداورة في الإرهاب وحكومة بمن حضر

ركزت الصحف الصادرة في بيروت على الأحداث الأمنية الأخيرة في البلاد، وتداعيات التفجير الإنتحاري الأخير الذي وقع في مدينة الهرمل، فيما تناقلت الصحف معلومات مفادها أن الحكومة باتت في طور الإعلان عنها.

 

ركزت الصحف الصادرة في بيروت بتاريخ 3-2-2014 على الأحداث الأمنية الأخيرة في البلاد، وتداعيات التفجير الإنتحاري الأخير الذي وقع في مدينة الهرمل، فيما تناقلت الصحف معلومات مفادها أن الحكومة باتت في طور الإعلان عنها "بمن حضر".

السفير

"المداورة" في الإرهاب تطارد اللبنانيين

تصغر كل الحقائب الوزارية أمام دماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا في التفجيرات الارهابية وآخرها التفجير الانتحاري في الهرمل، ويكاد النقاش حول المداورة في الوزارات يتقزم ويصبح بلا معنى امام المداورة في الإرهاب المتنقل.

غريب أمر هذه الطبقة السياسية التي تخوض حروبها فوق أنقاض دولة، حيث لا سلطة ولا مؤسسات ولا أمن ولا استقرار ولا اقتصاد، في ظل الغياب المكلف للحكومة ومجلس النواب وطاولة الحوار...

غريب أمر هذه الطبقة السياسية التي تتصارع على مغانم وهمية، لا تعدو كونها فتات وطن، يواجه تحديا وجوديا في مرحلة مفصلية. والأرجح أنه لن يكون هناك متسع في الوقت لدى أحد للاحتفاء بتلك المكتسبات الافتراضية، متى تدحرج البلد من الحافة التي يقف عليها الى الهاوية السحيقة...

ليس معروفا أي قيمة ستبقى لوزارة سيادية أو خدماتية في ظل هذا العنف العبثي الذي يحصد الأبرياء من الضاحية الى البقاع، وما بينهما. وليس معروفا أي قيمة ستبقى أصلاً لـ"الطاقة" التي تخاض عليها "أم المعارك"، فيما لبنان يخسر طاقاته الواعدة إما قتلاً وإما هجرة.

من جديد، ضرب الإرهاب في الهرمل أمس الأول وفق سيناريو مستنسخ. سيارة مفخخة ومسروقة، بقيادة انتحاري، يفجّر نفسه بهدف مدني، تمثل هذه المرة في "محطة الايتام".

هو الموت العبثي الذي يباغت اللبنانيين في الشوارع، حتى تحول الى هاجس يومي، يطل تارة من سيارة متوقفة بشكل مريب أو من حقيبة مشبوهة، كما حصل في الحمراء أمس، حيث تبين بعد التدقيق فيها أنها تحوي ألبسة وأغراضاً شخصية.

وفي الوقت الفاصل بين تفجيرين، اهتزَّ الأمن مجددا في مخيم عين الحلوة حيث قتل أمس "أبو الكل" في استكمال لمسلسل التصفيات الجسدية الذي يستبيح المخيم، كما ترنّحت الهدنة الهشّة في طرابلس التي دارت في أسواقها القديمة اشتباكات بين مجموعات مسلّحة، ما أدى الى سقوط عدد من الضحايا.

سلام يعرض ... وعون يرفض

ويبدو أن الهاجس الأمني حرّك بقوة مشاورات التأليف الحكومي التي ارتفع منسوبها خلال الساعات الـ24 الماضية، وكان الرئيس المكلف تمام سلام هو محورها، في ما ظهر أنها محاولة منه لتبرئة الذمّة ورفع المسؤولية عنه، بعدما تصاعدت مؤخرا المآخذ على ضعف روح المبادرة لديه، وعدم خوضه مفاوضات فعلية مع الأطراف المعنية لتسهيل ولادة الحكومة الجامعة.

وعلى قاعدة "اللهم اشهد إني بلّغت"، زار سلام الرئيس نبيه بري في عين التينة، بعدما كان قد بادر أمس الأول، الى الاتصال بالعماد ميشال عون لتفعيل التواصل معه، ثم استقبل أمس كلا من الوزير جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل والوزير وائل ابو فاعور، إضافة الى روني عريجي عن "تيار المردة".

ولئن كانت هذه الحركة المكثّفة لسلام، استجابة لنصيحة الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، قد أوحت بأن طبخة الحكومة تكاد تنضج، إلا انه سرعان ما تبين أن أي تقدم حقيقي لم يسجّل فعلياً في اتجاه التوافق المنتظر، إذ أفادت المعلومات أن عون رفض عرض "رفع العتب" الذي قدّمه سلام مباشرة، بعد تسريبه بالواسطة قبل أيام، والقاضي بمنح "التيار الوطني الحر" حقيبتي "الخارجية" و"التربية"، استنادا الى توزيع جديد للحقائب السيادية، تنال بموجبه قوى "14 آذار" اثنتين منها هما "الداخلية" و"الدفاع"، وتحصل قوى "8 آذار" على اثنتين هما "المالية" (للرئيس بري) و"الخارجية" (للعماد عون).

ووفق المعلومات، لا يزال عون يرابط في المربع الأول معترضا على مبدأ المداورة بحد ذاته، ومصراً على الاحتفاظ بحقيبة الطاقة، الى جانب مطالبته بحقيبة خدماتية أساسية.

وقالت مصادر بارزة في "التيار الحر" لـ "السفير" إن مبادرة سلام الى التواصل مع "التيار" كانت "شكلية فقط، إذ لم تحصل مفاوضات حقيقية، وإنما كان هناك نوع من تبليغ بعرض محدد، إما أن نقبله وإما أن نرفضه"، لافتة الانتباه الى أن تأليف الحكومة لا يتم على هذا النحو.

وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع "السفير" أن سلام أبلغ باسيل رسمياً أن حصة "التيار الحر" في الحكومة هي "الخارجية" و"التربية"، فردَّ عليه باسيل مؤكدا أن "مبدأ المداورة لا يزال مرفوضا من قبلنا لأنه يشكل استهدافا للتيار، وهو غير قانوني وغير دستوري".

وأضاف باسيل مخاطبا الرئيس المكلّف: هل لك أن تعطيني تفسيراً واضحاً لسبب إصرارك على المداورة. نحن من جهتنا حدّدنا بوضوح أسباب رفضنا لها... ولكن ماذا عنك... هل تستطيع أن تقنعني بموقفك، أم أن هذه المداورة هي مجرد كيدية سياسية ضدنا؟

حاول سلام أن يمتص ردّ فعل وزير الطاقة، وطلب منه أن يأخذ وقتاً في التفكير، أقلّه حتى اليوم، بعدما يكون قد نقل العرض الى العماد عون، إلا أن باسيل حسم النقاش بالإصرار على رفض المداورة.

وعلم أن المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل شجّع سلام خلال اللقاء معه على إنجاز تفاهم، يكون العماد عون جزءا منه، لا خارجه.

وإزاء إخفاق المحاولة الأخيرة للتوافق، رجّحت أوساط متابعة للاتصالات أن يلجأ الرئيس المكلّف خلال الأيام القليلة المقبلة الى عرض تصوره لحكومة أمر واقع سياسية على رئيس الجمهورية الذي يملك بتوقيعه إمكانية إقرارها او ردها، "علما أن الخيارات أصبحت ضيقة أمامه".

ورجّحت الأوساط أن يكون سلام قد حاول جس نبض بري حيال رد الفعل الذي يمكن أن يصدر عن الثنائي الشيعي أو عنه تحديدا، في حال تشكيل حكومة أمر واقع.

وأبلغت أوساط سلام "السفير" أنه جرى إبلاغ عون بعرض رسمي في ما خص الحقائب الوزارية، مشيرة الى أن الرئيس المكلّف تعهد بأن تكون "الطاقة" بأيدٍ أمينة "لجهة استكمال ما بدأه الوزير جبران باسيل في ملف النفط بكل شفافية ودقّة وحرفية، بحيث لا يضيع جهده ولا تضيع حقوق لبنان النفطية".

وأكدت أوساط سلام حرص الرئيس المكلّف على كل ما يحفظ التوازن الدقيق في التمثيل وتوزيع الحقائب لكل الاطراف "ومستعدون للمضي في التفاوض حتى النهاية، لكننا لا بد من أن نصل الى مرحلة اتخاذ القرار وخلال فترة قريبة جداً، لأن البلد بحاجة الى حكومة في أسرع وقت".

في هذه الأثناء، حمّل البطريرك الماورني بشارة الراعي "المسؤولية لكل الذين يرفضون المصالحة والتفاهم، ولكل الذين يعرقلون تأليف حكومة جديدة غايتها الإنسان لا الحقائب، ويهددون أو يخططون للفراغ الرئاسي".

النهار

استعداد لحكومة "بمن حضر" خلال يومين وانكشاف أمني يضع الضاحية في "المراقبة المركّزة"

دخل لبنان في سباق بين الانكشاف الامني الخطير الذي بدأ يعانيه والانكشاف السياسي الذي يظهر عجز الطبقة السياسية عن التفاهم بمعزل عن الخارج، وعجز نظام ما بعد الطائف عن توفير مخارج للمشكلات العالقة.

واذا كان الانفجار الارهابي الذي هزّ مدينة الهرمل مساء السبت يمكن أن يعجل في ولادة حكومة جامعة، فان حركة الاتصالات نشطت على هذا الصعيد منذ ما بعد ظهر امس، لكنها لم تنتج اتفاقاً حتى الليل، على رغم ان عدداً من الوزراء الحاليين ابلغوا المتصلين بهم أن "الطبخة استوت"، وان الرئيس المكلف تمام سلام ادار محركاته مجدداً وبوتيرة اكثر جدية تمهيداً لولادة حكومية قريبة حدد موعد صدور مراسيمها غدا الثلثاء او بعده الاربعاء "اياً تكن نتائج المشاورات الجارية، وسط تأكيد اكثر من طرف داخل فريق 8 آذار ان احداً لن يقاطع الحكومة بعد صدور مرسوم تأليفها".

وعلم في هذا الاطار ان احد الوزراء اعلم فريقه بأن يعمل على جمع اغراضه الخاصة اليوم تمهيداً للتسليم في الايام القريبة.

وعلمت "النهار" أن الرئيس المكلف قام في عطلة نهاية الاسبوع بما يشبه الجولة الاخيرة من الاتصالات تحضيراً لاعلان تشكيل الحكومة الجديدة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فزار السبت رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة واتصل في اليوم نفسه بالعماد ميشال عون. ثم زار الاحد رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدما استقبل تباعاً المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل والوزير جبران باسيل. فيما كان الوزير وائل أبو فاعور يتحرك في اتجاه دارة المصيطبة بتكليف من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط.

وفي معلومات لـ"النهار" ان الوزير باسيل اعاد سؤال سلام عن جدوى المداورة وخصوصا اذا كانت الحكومة لأشهر قليلة وبعدها هناك استحقاق رئاسي. وأوضح سلام ان مبدأ المداورة تم التوافق عليه وهو مبدأ صحي. عندها سأل باسيل عن الحقيبة المخصصة لـ"التيار" والجواب ان المال والخارجية من حصة 8 آذار. فاستوضح: "لماذا تريد نقل المشكلة الى فريقنا السياسي".

وافادت المعلومات أن اللقاء وإن لم يحمل جديداً تخلله عرض للعقبات منها اصرار "المستقبل" على حقيبة الداخلية، والرئيس سليمان على الدفاع، وبعد نقاش مع سلام توجه الاخير الى عين التينة للتشاور مع بري.

وقالت أوساط المجتمعين لـ"النهار" ان بري اوضح انه اذا كانت الداخلية من حصة المستقبل والدفاع من حصة مقرب من سليمان، وان الفريق الآخر لا يرغب في بقاء الخارجية مع الطرف الشيعي، عندها لا تبقى سوى المال وهي ستكون من حصة الثنائي الشيعي، انتهى اللقاء عند هذا الحد من دون جديد. ويبقى اللقاء المتوقع بين سلام وعون بعدما اقتنع الرئيس المكلف بضرورة التشاور المباشر، لكن اجواء اللقاءات امس تركت انطباعاً لدى "التيار الوطني الحر" أن سلام جاد في التواصل والتشاور مع جميع الأطراف وهو امر ايجابي.

وأكد مصدر متابع "النهار" ليلاً أن الوزير باسيل لم يطالب بحقيبة المال كما تردد امس، وان حصة "التيار" ستكون الخارجية والتربية، وعليه فقد وعد باسيل بالرد خلال 24 ساعة من تاريخ امس، واذا كان الجواب ايجابياً فيمكن عندها الرئيس المكلف أن يلتقي النائب ميشال عون قبيل اعلان الولادة اليوم او غدا. أما اذا اتى الجواب سلبياً، فان الرئيس سلام أطلع الرئيس بري على اجواء التعطيل وأعلمه بقرب اعلان التشكيلة "بمن حضر".

الهرمل والطريق الجديدة

في الجانب الأمني، أدى التفجير الارهابي في محطة الايتام التابعة لجمعية المبرات الخيرية الاسلامية في الهرمل الى سقوط 4 شهداء ونحو 28 جريحاً، وخلّف اضراراً مادية كبيرة، لكنها دون ما كان يأمل به الانتحاري.

ففي معلومات أمنية لـ"النهار" ان الانتحاري خطط لتفجير نفسه عند خزانات الوقود للتسبب بحريق كبير وانفجار اكبر، لكنه اشتبه في غطاء المجاري وفجر نفسه هناك مما حد من الخسائر.

وانعكس التفجير توتراً في أكثر من مكان وخصوصاً بعد المعلومات عن ان السيارة خرجت من عرسال مما اضطر عدداً من مخاتير البلدة وأهاليها للتوجه الى اللبوة واستنكار الحادث وتأكيد رفع الغطاء عن كل مخل بالأمن.

في المقابل، توتر الأمن في الضاحية الجنوبية ليل السبت بعض الوقت، وخرج مسلحون الى الشارع وخصوصاً في جوار مخيم برج البراجنة والطريق الجديدة، وألقى مجهولون قنبلة يدوية في باحة مسجد الخاشقجي ادت الى جرح شخصين، وأنذت بخطر اشتباك يتخذ بعداً مذهبياً.

الى ذلك، استمر الهلع في الضاحية الجنوبية لبيروت وخلت الشوارع خصوصاً في ساعات مساء أمس بعدما سرت شائعات عن توجه سيارة مفخخة من البقاع الى بيروت، واتخاذ الجيش والقوى الأمنية اجراءات مشددة.

اجراءات صارمة

وتحدث مصدر أمني الى "النهار" السبت قبيل انفجار الهرمل فقال إن الاسبوع الماضي مر بسلام على الضاحية الجنوبية لبيروت تحديداً، والسبب ان الاجراءات التي اتخذها الجيش والقوى الأمنية تعاوناً مع مخابرات "حزب الله" فعلت فعلها، اضافة الى مفاعيل توقيف الشيخ عمر الاطرش واعترافه بإدخال السيارات المفخخة من سوريا عبر عرسال، مروراً بالمخيمات الفلسطينية.

هذه الاعترافات أدت الى اجراءات متعددة الاتجاه:

- أولاً في عرسال حيث عمل الاهالي مع البلدية على ضبط حركة مرور السيارات والمسلحين من سوريا خوفاً من مزيد من الضغط والحصار والقصف للبلدة التي باتت تضيق بأهاليها وبالنازحين السوريين، ووضعها الاجتماعي والمعيشي ينذر بالخطر. ولا شك في أن القصف الاخير الذي طاول البلدة من سوريا وجه تهديداً مباشراً لها فهمه الاهالي جيداً.

- ثانياً، ان انكشاف أمر مرور السيارات المفخخة عبر المخيمات، دفع الفاعلين داخل هذه المخيمات الى اتخاذ اجراءات صارمة ومشددة حيال المقيمين والقادمين الى المخيم، وخصوصاً في مخيم برج البراجنة الواقع عملياً في الضاحية. وقد شددت الجهات الناشطة والفاعلة في المخيم على ضبط الوضع تجنباً لصدام مع المحيط، قد يؤدي الى معارك لا تحمد عقباها.

- ثالثاً، ان "حزب الله" المتخوف من "خيانة" في صفوفه أو بين المقيمين في الضاحية، حرك أجهزته الأمنية ولا سيما منها مخابراته في حي صفير، للبحث عن كل الاشخاص الذين لا يوالونه تماماً، ومراقبتهم، كما حصل أمن الحزب على داتا الاتصالات لعدد كبير من المقيمين في الضاحية لمراقبة حركتهم وتواصلهم مع جهات أو أفراد مشبوهين. وتم استدعاء عدد منهم الى التحقيق.

- رابعاً، ان "حزب الله" بدأ يتخذ اجراءات جديدة عبر كاميرات متطورة جداً، وهو يبحث بعد الكلاب البوليسية في الاستعانة بآلات كشف "سكانر" توضع عند مداخل الضاحية التي يمكن أن تحصر بعشرة، اضافة الى مداخل بعض المدن الرئيسية مثل النبطية وبعلبك والهرمل وغيرها. لكن هذا الامر مكلف إذ يمكن أن يبلغ ثمن الآلة الواحدة نحو 500 ألف دولار، وثمة حاجة الى نحو 30 آلة.

وأدت الاجراءات المشددة داخل احياء الضاحية، مع ما سببته وتسببه من تذمر بسبب زحمة السير وتراجع الحركة الاقتصادية، الى تقييد حركة الجميع، بمن فيهم المجرمون المحتملون. ومن الاجراءات المتخذة:

- وضع عناصر بلباس مدني أو عسكري في كل الشوارع والاحياء.
- نشر عدد من القناصة على سطوح الأبنية المطلة على الشوارع والاحياء مع مناظير ليلية.
- مراقبة مداخل الضاحية ولا سيما من جهة مخيم برج البراجنة، بالكاميرات والمناظير.
- الحصول على داتا الاتصالات لعدد كبير من الاشخاص والعمل على تحليلها وربطها باتصالات ناشطين سوريين وفلسطينيين.

لكن المصدر الأمني رأى ان هذه الاجراءات تخدم اسبوعاً الى اسبوعين، ليتمكن المجرمون من التخلص من ارباك الاجراءات، ويجدوا منافذ جديدة، لأن المعركة كبيرة وطويلة، والأجهزة الأمنية تنشط في تحركات موازية لما يقوم به الحزب، وقد أحبطت تفجير سيارة واحدة في الضاحية الجنوبية لم يعلن عنها، ولا تأكيد الشائعة – الخبر التي صدرت لعدم إثارة البلبلة في الشارع.

وأضاف المصدر الأمني لـ"النهار" ان الحال الاقتصادية المعيشية في الضاحية باتت تشكل عبئاً إضافياً على الوضع الأمني، إذ ان تركيب كاميرات لمعظم المحال والمدارس والمؤسسات، اضافة الى مداخل بنايات، زاد المصاريف الشهرية والاعباء على الناس، في ظل تباطؤ للحركة الاقتصادية بلغ ما يقرب من 40 في المئة، واضطر معه عدد من اصحاب المحال التجارية الى الاقفال النهائي، لأن المصاريف الثابتة زادت على المداخيل. وتراجعت قيمة العقارات المبنية بنحو 30 في المئة بسبب عدم الاقبال على الشراء في ظل عروض للبيع وان محدودة.

الاخبار

سلام يعود إلى نغمة التهديد بالتأليف «خلال أيام»

على رغم اللقاءات المكثّفة التي عقدها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، أمس، مع الرئيس نبيه بري والوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ووزير الطاقة جبران باسيل، لا تزال الحكومة الموعودة تراوح مكانها. وبحسب مصادر متابعة لتفاصيل النقاشات، فإن «الرئيس المكلّف لا يزال يراهن على استمالة برّي في دعم المداورة على حساب التيار الوطني الحر، وعلى غضّ نظرٍ من حزب الله، يستطيع معه الحصول على شرعية مسيحية من خلال النائب سليمان فرنجية وحزب الطاشناق».

إلّا أن المصادر نفت لـ«الأخبار» أن يكون ما يراهن عليه سلام في وارد الحدوث. وأضافت إنه «بنتيجة الاتصالات التي حصلت الأسبوع الماضي مع حزب الله وحركة أمل، تم توجيه نصيحة لسلام بضرورة فتح قنوات للحوار مع عون، ودفعه إلى خيار كهذا نصائح مماثلة من تيار المستقبل». نصيحة المستقبل و8 آذار بالحوار مع عون، دفعت سلام إلى الاتصال به يوم أول من أمس، ومن ثم الاتفاق على لقاء يعقده الرئيس المكلّف مع باسيل، يبدأ خلاله النقاش حول عقدة المداورة.

وعلمت «الأخبار» أن باسيل أراد من لقائه سلام الاستفسار منه عن سبب إصرار الأخير على التمسك بمبدأ المداورة، ولا سيما أن الجميع يتفقون على أن هذه الحكومة لن تعيش طويلاً، وسينتهي دورها مع حصول الاستحقاق الرئاسي. لكن باسيل، بحسب مصادر مطلعة، «لم يصل إلى النتيجة المرجوّة من اللقاء»، وأن «الطرفين لم يقدما أي جديد لبعضهما البعض».

وهذا ليس حال اللقاء بين باسيل وسلام وحده، إذ لم يقدم حسين الخليل إلى سلام أي جديد أيضاً، وكذلك سلام، واقتصر اللقاء على النقاشات الخالية من أي نتيجة تذكر. وعلى هامش العرض الذي طرحه سلام على التيار الوطني الحر، بمنحه حقيبتي الخارجية والتربية، فإن ما لم يقله سلام لباسيل، بحسب مصادر مقربة من الرئيس المكلّف، فهو نيته تحميل الوزير غابي ليون حقيبة الخارجية، وباسيل حقيبة التربية.

وعلمت «الأخبار» كذلك، أن لقاء سلام مع بري لم يحمل أي جديد يذكر، على غرار اللقاءات الأخرى، علماً بأن «سلام يعوّل على التمايز بين برّي وعون، ولا يزال يراهن على أن بري سيسير معه»، بحسب مصادر مقربة منه.

وأكّد الرئيس المكلّف، الأسبوع الماضي، أمام أكثر من طرف أنه سيؤلف الحكومة غداً الثلاثاء أو بعد غد الأربعاء، ليستمر أمس في نغمة التهديد بتأليف حكومة «خلال أيام»، إذ قالت مصادر متابعة أمس لـ«الأخبار» إنه «يريد إجراء اتصالات جديدة، لإعلان الحكومة قبل نهاية الأسبوع الحالي».

عقدة المداورة بين إصرار سلام والتيار الوطني الحر، ليست المشكلة الوحيدة التي تعرقل تشكيل الحكومة . فبحسب مصادر مطلعة، «لم يستطع سلام حل المشاكل الأخرى المتعلقة بالتشكيلة الحكومية، وتوزيع الحقائب».

فعلى سبيل المثال، طُرح اسم اللواء مروان زين المحسوب على تيار المستقبل، لتولي حقيبة الداخلية، بعدما كان سلام يتمسّك بها لصالح مستشاره محمد المشنوق. ثم سُحب اسم زين من التداول، ليطُرح اسم نقيب المحامين السابق في طرابلس رشيد درباس المقرب أيضاً من المستقبل، قبل أن يتردد أن اسم وزير الداخلية لم يُحسم بعد، لتبقى مشكلة سلام هي التمثيل الطرابلسي. إذ ينحصر التمثيل السني بالرئيس المكلّف ومحمد المشنوق وأحد الأشخاص من آل قباني من بيروت، وتم تداول اسمي النائبين في كتلة المستقبل جمال الجراح وزياد القادري من البقاع.

مشكلة أخرى تواجه الرئيس المكلّف لا تقل صعوبة عن مشكلة التمثيل السني، فالحكومة التي يقترحها الأخير وتتداولها أوساطه بالاتفاق مع تيار المستقبل، تمنح قوى 14 آذار حقائب سيادية لا يمكن أن توافق قوى 8 آذار عليها بسهولة، إن لم تكن ترفضها بالمطلق، ومنها حمل إحدى شخصيات قوى 14 آذار المسيحية حقيبة الدفاع، والداخلية لإحدى شخصيات تيار المستقبل أو المقربين منه، بعدما كان قد تردّد أن الحقيبتين الأمنيتين ستكونان من حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسلام، بالإضافة إلى حمل قوى 14 آذار حقيبتي الطاقة والاتصالات.

المستقبل

جهود التأليف في ربع ساعتها الأخير

وصلت جهود تشكيل الحكومة مساء أمس الى سقفها ولم يعد من مجال أعلى سوى العودة الى الأرض وحسم الأمر بعد 11 شهراً على تكليف الرئيس تمام سلام.

وأشارت المعلومات التي توفرت نتيجة حركة الاتصالات المحمومة والمكثفة التي شملت معظم المعنيين بعملية التأليف، الى أن اليوم الاثنين سيكون فاصلاً في شأن قبول أو رفض النائب ميشال عون العرض الذي قدّمه إليه الرئيس سلام خلال استقباله الوزير جبران باسيل في المصيطبة بعد قليل من استقباله معاون الأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل. ويتضمن العرض على ما علمت "المستقبل" إسناد حقيبتي الخارجية والتربية (أو الأشغال) لـ"التيار العوني في مقابل التخلّي عن الاتصالات والطاقة تنفيذاً لمبدأ المداورة الشاملة.

إلا أن أوساطاً متابعة أكدت أن باسيل استمهل الرئيس المكلّف لمدة أربع وعشرين ساعة قبل الرد على عرضه.

وفي المقابل قالت أوساط الرئيس سلام لـ"المستقبل" ان عودة الاتصالات هي في حدّ ذاتها خطوة ايجابية، لكنها رفضت الافصاح عن تفاصيل هذه الاتصالات مكتفية بالقول "إنها اتصالات ربع الساعة الأخير". وأكدت مصادر متابعة لعملية التأليف "إن حكومة ستولد هذا الأسبوع في كل الحالات".

ويشار الى أن سلام وبعد استقباله باسيل، التقى لبعض الوقت الوزير وائل أبو فاعور ثم توجّه الى عين التينة والتقى الرئيس نبيه برّي.

الراعي

وكانت لافتة جداً عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس والتي أشار فيها الى الاعتداء الارهابي في الهرمل، وقال "مرة أخرى نحمّل مسؤولية كل هذه الجرائم للأفرقاء السياسيين الذين لا يقرّرون بأن الدولة هي للمواطنين لا لهم. وان مؤسساتها الدستورية هي لخدمة المواطنين لا لتسلطهم عليها وعليهم، ولا لتأمين مصالحهم الشخصية والفئوية والمذهبية". محمّلاً المسؤولية أيضاً "لكل الذين يرفضون المصالحة والتفاهم ولكل الذين يعرقلون تأليف حكومة جديدة غايتها الانسان لا الحقائب ويهددون أو يخططون للفراغ الرئاسي".

الهرمل

وكانت التحقيقات تواصلت أمس لمعرفة هوية الانتحاري الذي نفّذ التفجير الارهابي في الهرمل ومصدر سيارة "الشيروكي" التي استخدمت فيه ما أدى الى استشهاد أربعة مواطنين وجرح عدد آخر بعضهم في حال حرجة.

وأوضحت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ان كمية المتفجرات التي استخدمت تتراوح بين 25 و30 كيلوغراماً من المواد المتفجرة والقذائف والقنابل اليدوية.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجير ومثله فعل مجلس الأمن الذي دعا في بيان، كل اللبنانيين الى "حماية وحدتهم الوطنية في مواجهة محاولات زعزعة استقرار البلاد" كما دعا "كل الأطراف إلى الامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية".

"بدوره، استنكر رئيس كتلة "المستقبل النيابية" الرئيس فؤاد السنيورة القصف المجرم الذي طاول قرى عكارية والتفجير الارهابي في الهرمل. ورأى "ان حماية لبنان من مخاطر انعكاسات الأزمة السورية يكون بوحدة الشعب اللبناني وبدعمه للدولة بمؤسساتها السياسية والأمنية والعسكرية كي تواجه الاجرام والارهاب وأن يترافق ذلك مع خطوات ضرورية أولاها انسحاب حزب الله من القتال في سوريا والعودة الى لبنان وتسليم الأمن على الحدود اللبنانية السورية للجيش اللبناني مدعوماً بقوات الطوارئ الدولية".

طرابلس

والى ذلك، عاد الهدوء الحذر ليسيطر على الأسواق الداخلية في طرابلس بعد تحوّل إشكال فردي بين عائلتي ديب ومشمش الى اشتباكات طالت معظم أحياء الأسواق الداخلية استعملت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية ما أدى الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى واحتراق اكثر من عشر سيارات وأضرار جسيمة في المحال والمنازل قبل أن تتدخل وحدات الجيش اللبناني لتنفذ انتشاراً واسعاً في المنطقة وتطوّق الاشكال.

الجمهورية

حراك مُكثَّف على خط التأليف بلا تقدُّم ملموس وإنفجار الهرمل زاد المخاوف وتدابير مشدَّدة للجيش

إذا صحّت توقّعات بعض المعنيّين بالأزمة الحكومية، فإنّ حكومة الرئيس تمّام سلام ستولد خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، على رغم وجود معطيات مغايرة تفرض مزيداً من التفاوض بين المعنيّين، خصوصاً بعد ما سُجّلت أمس جولة أولى من المفاوضات المباشرة بين سلام ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، لم تنتهِ إلى نتائج ملموسة، وربّما تلتها جولة ثانية في الساعات المقبلة، في حال ظلّت قنوات التفاوض مفتوحة بين المصيطبة والرابية. فيما تستبعد أوساطٌ ولادة الحكومة قبل شهر من الآن، لتحصل حتماً قبل 25 آذار المقبل، موعد بدء مهلة الستّين يوماً الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد.

إنطلقت المفاوضات المباشرة أمس بين سلام وعون، تمثّلت جولتها الاولى باتصال أجراه الاوّل بالثاني وأعقبه زيارة الوزير جبران باسيل للمصيطبة. وعلمت "الجمهورية" أنّ هذا التطور جاء بناء على نصيحة أسداها لسلام رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري.

كذلك تلقّى نصحية مماثلة نقلها اليه عصر أمس الحاج حسن خليل المعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مؤكّداً له انّ عون يعلن انّ حزب الله ليس مفوّضاً التفاوض باسمه في الملف الحكومي، وأنّ قيادة الحزب تنصح بالتواصل معه مباشرة. وفي ضوء ذلك اتصل سلام بعون طالباً إيفاد باسيل اليه للتفاوض في مطالب "التيار الوطني الحر" الحكومية.

وفي المعلومات أنّ سلام عرض على باسيل إسناد حقيبتي الخارجية والتربية لـ"التيار" او الخارجية والاشغال، ولكنّ باسيل ناقش مع سلام طويلا في موضوع المداورة في الحقائب رافضاً تخلي التيار عن وزارتي الاتصالات والطاقة، وطلب إسناد وزارة المال الى "التيار" مقابل التخلّي عن وزارة الطاقة.

ولم ينتهِ لقاء سلام وباسيل الى تفاهم، ولكنّه شكّل خطوة عملية اولى للرئيس المكلف ابلغ خلالها الى التيار ما هو مستعدّ لتقديمه من حقائب وزارية له، وينتظر ان تليها خطوات لاحقة، إذ إنّ باسيل استمهل سلام للعودة بردّ على عرضه.

وإثر هذا اللقاء توجّه سلام الى عين التينة واجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على المطالب العونية، ومنها مطالبته بوزارة المال، ليتبيّن أنّ سلام يعرض على فريق 8 آذار حقيبتي المال والخارجية في مقابل حقيبتي الداخلية والدفاع لفريق 14 آذار.

وعلمت "الجمهورية" أنّ فريق 8 آذار لم يقبل بهذا العرض، الذي يرى فيه "إبعاداً" له عن القرار الامني والعسكري، وهو يطالب بإسناد حقيبة الدفاع أوالداخلية اليه، الى جانب حقيبة المال.

وتبيّن ايضاً انّ فريق 14 آذار يصرّ على ان تكون وزارة الدفاع له وليس لوزير يسمّيه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وتردّد أنّها تقترح النائب بطرس حرب لها. وفي المعلومات انّ من بين الافكار التي تناولتها المشاورات امس، فكرة تستبعد إشراك "التيار الوطني الحر" في الحكومة في حال إصراره على موقفه الرافض للمداورة والاكتفاء بإشراك تيار "المردة" وحزب "الطاشناق" المنتميين الى تكتّل "التغيير والاصلاح"، في مقابل مساعٍ يجريها الرئيس سعد الحريري لإقناع "القوات اللبنانية" بالمشاركة في الحكومة.

وأكّدت أوساط عين التينة لـ"الجمهورية" أنّ بري ينأى بنفسه عن الملف الحكومي نتيجة قرار سياسي اتّخذه بعدما أدّى قسطه الى العلى، وقد أوعز الى فريقه السياسي عدم التعاطي مع هذا الملف لا من قريب ولا من بعيد، ولا سيّما منه الوزير علي حسن خليل الذي اطفأ محرّكاته منذ أيام بناءً على طلب بري.

مصادر سلام

وقالت مصادر سلام لـ"الجمهورية" إنّ لقاءاته لم تكن نهائية، لكن نتائجها الاولية قلصت التباعد بين المواقف. ولفتت الى انّ الأسبوع المقبل سيكون حاسماً في هذا الصدد وأنّ الأيام المقبلة ستحمل الأجوبة النهائية على ما هو ممكن من خطوات، ومنها التشكيلة الحكومية التي كان مقدّراً لها الصدور، وهي سياسية جامعة وأفضل الممكن.

وتحدّثت المصادر عن مهلة نهائية للتأليف تبدأ غداً الثلثاء وتنتهي الخميس المقبل لولادة "حكومة سياسية جامعة تتمثل فيها مختلف الأطراف إذا توافقوا وذلّلت إعتراضات عون، وإلّا ستكون "حكومة جامعة وسياسية" أيضاً، ولكن "بمن حضر".

مصادر بكركي لـ«الجمهورية»

وفيما حمّل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مسؤولية الجرائم "لجميع الذين يرفضون المصالحة والتفاهم ويعرقلون تأليف الحكومة ويخطّطون للفراغ الرئاسي"، أكّدت مصادر بكركي لـ"الجمهورية" أنّ "البطريرك الذي فرمل حكومة الامر الواقع لأنه اعتبرها غير ميثاقية وستزيد الشرخ في البلاد، لن يغطّي حكومة من دون الممثلين الفعليّين للمسيحيين".

وقالت: "لا ينتظرنّ احد من بطريرك الموارنة ان يرضى عن حكومة تغيب عنها القوّتان المسيحيتان الأكبر، وبالتالي هي ايضاً غير ميثاقيّة مثل حكومة الامر الواقع". وكشفت المصادر انّ "بكركي ستقول كلّ ما لديها بعد غد الأربعاء المقبل، وسترفض كلّ انواع التهميش الذي يطاول المسيحيين وأيّ مكوّن آخر".

موقف «القوات»

إلى ذلك، أكّد مصدر قوّاتي لـ"الجمهورية" استمرار محاولات تيار "المستقبل" والحريري لإقناع "القوّات" بالعودة عن قرار مقاطعة الحكومة الجامعة". وكشف أنّ "اتصالات عدّة جرت في اليومين الماضيين بين الحريري والدكتور سمير جعجع، في محاولة اخيرة لإقناعه لكنّها باءت بالفشل، حيثّ أكّد جعجع أنّ قرار "القوات" بمقاطعة الحكومة نهائي ولا عودة عنه، إلّا إذا التزم "حزب الله" "إعلان بعبدا" وانسحب من سوريا، ولم يتضمّن البيان الوزاري ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة".

الملف الأمني

في غضون ذلك، يرتفع منسوب الخوف والقلق من الأعمال التفجيرية الإرهابية الانتحارية التي حطّت أمس الاوّل في الهرمل في تفجير انتحاري جديد تبنّته "جبهة النصرة" واستهدف محطة الايتام للمحروقات موقِعاً 3 شهداء ونحو 28 جريحاً. وذكر بيان الجيش انّ زنة المتفجرة تتراوح بين 25 و30 كلغ، وهي عبارة عن مواد متفجّرة وعدد من القذائف.

وفيما لقي هذا التفجير موجة استنكار عارمة، زار وفد من عرسال بلدة اللبوة مستنكراً، وحمّلت عشائر الهرمل العراسلة العواقبَ إذا تبيّن أنّ لهم أيَ صلةٍ بهذا التفجير الذي تزامن مع توتّر امني في طرابلس التي شهدت انتشارا كثيفا للمسلحين في الشوارع، على خلفية إشكال فردي بين شخصين في سوق الصاغة، ما لبث أن انكفأ بعد وصول تعزيزات عسكرية للجيش الذي نفّذ أعمال دهم واسعة.

وحذّر"حزب الله" من "أنّ الإرهاب شرّ مطلق يطاول الجميع على حدّ سواء"، ومن "أنّ خطورة التكفيريين تجاه السنّة واللبنانيين لا تقلّ عمّا تمارسه ضد الشيعة". ودعا جميع اللبنانيين الى "الوقوف موقفًا واحدًا لمواجهة الخطر التكفيري الذي يهدّد كلّ الوطن وليس حزبًا أو مذهبًا أو طائفة".

تدابير أمنية

وأكّدت مصادر أمنيّة لـ"الجمهورية" وجود سيارة مفخّخة متجهة من البقاع الى بيروت، وعلى هذا الأساس تتّخذ قيادة الجيش إجراءات أمنيّة مشدّدة على الحواجز من تفتيش سيارات وطلب الهويات، في إطار التدابير الاحترازية التي يتّخذها الجيش في ظلّ الأوضاع الامنية التي تمرّ بها البلاد.

الأمن

وقال مرجع امنيّ لـ"الجمهورية" إنّ كلّ التقارير المتصلة بتفجير الهرمل الذي استهدف "محطة الأيتام" رفعت من نسبة التوتر والقلق وخرق كلّ الخطوط الحمر، لأنّ الجريمة لم تستهدف موقعاً حزبياً، بل إستهدفت منشآت حيوية تعني عموم المواطنين، وهو ما يمكن اعتباره قمّة الإجرام.

كذلك رفع من نسبة التوتر ايضاً، حجم المعلومات المتوافرة التي وسّعت من نوعية الأهداف التي يمكن ان يطاولها الإرهاب بوسائل عدة يصعب مواجهتها في لحظات، كذلك بالنسبة الى التوقيت، بحيث لم يعد الليل عائقاً امام التفجيرات، ولا بقيت محرّمات في أهدافها على ان تكون نقاطاً حسّاسة في معظم المناطق التي يتمتع فيها "حزب الله" بأكثرية من الأهداف المحتملة.

الهمّ الحدودي يكبر

ومن الهَمّ الداخلي الى الهمّ الحدودي، فقد تعاظم حجم الإعتداءات السورية على القرى الحدودية الشمالية ودخل سلاح الطيران على الخط مجدّداً في محاور القتال الواقعة في منطقة تمتدّ من شرق منطقة تل كلخ في اتجاه ريف حمص الغربي.

وقالت مصادر أمنية إنّ الطيران الحربي السوري إخترق الأجواء اللبنانية ونفّذ طلعات جوية وغارات وهمية فوق مناطق المشاتي ووادي خالد والقرى والمزارع المحيطة بها على طول الحدود اللبنانية وصولا الى اوتوستراد العبودية ومنجز.

وكلّ ذلك حصل بالتزامن مع الغارات على قلعة الحصن التي تتعرض لقصف عنيف، لتوفير غطاء جوّي لهجوم عنيف تعدّ له القوات الجوية والبرية السورية منذ فترة طويلة لإستعادة السيطرة على المنطقة الممتدة من بلدة الزارة الى قلعة الحصن الإستراتيجية.

وليلاً توسّع نطاق القصف السوري ليصل الى قرى العوينات في عكّار التي استهدفت بوابل من القذائف السورية، ما دفع سكانها الى النزوح في إتجاه القرى المجاورة.

وتحدثت المصادر الامنية عن حشود عسكرية غير عادية للجيش السوري بدأت تتغلغل في المناطق الحدودية مقابل الأراضي اللبنانية إستعداداً لمعركة غايتها السيطرة على المنطقة الممتدة من الزارة الى قلعة الحصن ومحيطهما، وهي مناطق مكشوفة على القرى اللبنانية، ويضمّ الحشد العسكري النظامي المدرعات والدبابات والمدفعية الثقيلة التي إنتشرت وتمركزت على طول خطوط المواجهة الحدودية.

وكانت السلطات السورية قد اوقفت العبور على معبري العبّودية والعريضة الحدوديين مع لبنان منذ مساء السبت الى صباح أمس لتسهيل عبور الآليات والمدرعات السورية القادمة من الساحل الغربي السوري الى المنطقة، بعدما نفت مراجع امنية لبنانية عبر "الجمهورية" ان يكون إقفال الحدود بسبب معلومات وردت الى الاجهزة الأمنية تشير الى نيّة لدى مجموعات مسلحة في عكار القيام بأعمال عسكرية على المعابر الحدودية وضد مواقع الجيش السوري، ما دفع القوى الامنية على طرفي الحدود إلى اجراءات امنية مشدّدة وإقفال المعابر في الجانبين السوري واللبناني.

بلامبلي في الضاحية الجنوبية

وفي هذه الأجواء السياسية المحمومة يواصل المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي جولاته على القيادات السياسية والحزبية لإبلاغ رسالة واضحة وصريحة تشجّع على حماية لبنان من تردّدات ما يجري في محيطه وتعزيز سياسة النأي بالنفس التي تحدّث عنها بيان لمجلس الأمن الدولي دان انفجار الهرمل وشجّع على العودة الى احترام "إعلان بعبدا" . وفي هذا الإطار قالت المصادر إنّ بلامبلي سيزور في الساعات المقبلة مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله"عمار الموسوي.

قهوجي والهبة السعودية

في سياق آخر، علمت "الجمهورية" من مصادر عسكرية أنّ زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى السعودية لا علاقة لها بموضوع إقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، بل جاءت تلبية دعوة سعودية رسمية تلقتها القيادة للبحث في الهبة السعودية المقدمة للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

وشرح العماد قهوجي للجانب السعودي احتياجات الجيش بناءً على لائحة مفصلة وضعها كبار ضباط القيادة المعنيين بالمساعدات العسكرية من سلاح وأجهزة وعتاد.

وعليه، شدّدت المصادر على أنّ الزيارة جاءت في اطار تعزيز القدرات العسكرية والتدريبية للمؤسّسة العسكرية من أسلحة دفاعية جوّية وبرية وبحرية، إضافةً الى دبابات وآليات من الطراز الرفيع.

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها