25-04-2024 01:03 AM بتوقيت القدس المحتلة

البحرين: خطاب الملك وتزوير التاريخ

البحرين: خطاب الملك وتزوير التاريخ

تحيي البحرين مناسبتين مختلفتين في المعنى والمضمون. رسمياً، تحتفل السلطات في يوم 17 كانون الاول باليوم الوطني الذ أقره الملك كامتداد لعيد جلوس والده على العرش فيما يحيي الشارع البحريني ذكرى شهدائه

أحمد اسماعيل - البحرين

مشايخ آل خليفة مع جنرالات بريطانيين ابان الاستعمارتحيي البحرين مناسبتين مختلفتين في المعنى والمضمون. رسمياً، تحتفل السلطات في يوم 17 كانون الاول/ ديسمبر باليوم الوطني الذي أقره الملك كامتداد لعيد جلوس والده على العرش في 16 من الشهر نفسه، في الوقت الذي يحيي الشارع البحريني في اليوم نفسه ذكرى سقوط أول شهيدين في انتفاضة التسعينيات، والتي خرجت فيها الجماهير مطالبة بعودة الحياة النيابية للبلاد والعودة الى دستور 1973 العقدي.

اللافت في هذا العام ما جاء على لسان الملك، اذ ربط بين العيد و"ذكرى استقلال البحرين عربية مسلمة" بعد دخول عائلته الجزيرة الخليجية في عام 1783م بحسب وصف ملك البلاد،  علماً أن استقلال البحرين عن الاستعمار البريطاني كان بتاريخ 14 آب/ أغسطس 1971 وهو تاريخ تتجاهله السلطة تماماً.

"نحتفل اليوم بذكرى فتح البحرين عام 1783م ، دولة عربية مسلمة مستقلة ذات سيادة، ومرور اثنان وأربعون عام على قبول البحرين في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية وبعيد جلوسنا الرابع عشر"، هذا ما قاله ملك البحرين ليُرسم بذلك علامات استفهام حول خلط الملك مناسبات مختلفة في تواريخها.

حمد بن عيسى آل خليفةوأراد الملك في حديثه عن البحرين "مستقلة" أن يربط استقلال الجزيرة بالعام 1783، الذي شهد قدوم آل خليفة من الزبارة القطرية ومحاربتهم البحارنة (سكان الجزيرة الأصليين) آن ذاك والاستيلاء على الحكم بالقوة، وهو ما تطلق عليه السلطات اسم "فتح البحرين". أراد الملك أن يكرس هذا التاريخ بأنه  يشكل بداية نشأة دولة البحرين عربية اسلامية مستقلة، في مغالطة كبيرة اذ ان البحرين عربية منذ ما قبل الاسلام، وخير دليل رسالة النبي محمد (ص) الى حاكم البحرين آن ذاك المنذر بن ساوى كانت باللغة العربية، ومتحف البحرين يحتفظ بتلك الرسالة حتى الان. كما أن البحرين أسلمت دون حرب أو فتح، لتكون عربية اسلامية منذ ماقبل قدوم آل خليفة للحكم بقرون، والمساجد التاريخية خير شاهد كمسجد الخميس الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول الهجري إضافة إلى مسجد الامير محمد بربغي الذي يعود تاريخه لاكثر من 400 عام، والذي هدمته السلطات البحرينية عقب الحراك الشعبي عام 2011.

نقطة أخرى ينبغي الاشارة إليها أن البحرين حصلت على العضوية الكاملة في الامم المتحدة بتاريخ  21 ايلول/ سبتمبر 1971، والتي مضى على مناسبة الاحتفال بها ثلاثة اشهر، وهو ما اثار علامة استفهام من تغييب هذه المناسبة ان كانت تشرف البحرين دون ذكرها كل تلك السنين.

ورغم أن معظم الدول تحتفل بذكرى استقلالها أو توحدها كتاريخ وطني، إلا أن البحرين تسجل مفارقة إذ تربط أعيادها واستقلالها وكل مناسباتها بفرد أو قبيلة... ولعله المبرر الوحيد الذي يفسر خلط الأعياد.