20-04-2024 03:00 AM بتوقيت القدس المحتلة

دراما هذا العام واقع سوري مثير للجدل

دراما هذا العام واقع سوري مثير للجدل

موسم تموزي حار شهدته الدراما السورية ما لبث أن التهب كما آب هذا العام, وجوه حضرت, وأخرى غابت , أما وجوه المشاهدين فتماوجت مع الصور المتنقلة بين تراجيديا الواقع, ومفاجآت لم تخفى معالم ناظريها



خليل موسى – موقع المنار

موسم تموزي حار شهدته الدراما السورية ما لبث أن التهب كما آب هذا العام, وجوه حضرت, وأخرى غابت , أما وجوه المشاهدين فتماوجت مع الصور المتنقلة بين تراجيديا الواقع, ومفاجآت لم تخفى معالم ناظريها.


حسب ما بدا من مسلسلات سورية تسابقت شاشات عربية على عرضها, فإن واقع الازمة السورية طابَعٌ غلب على أعمالها, عدد لا بأس به من المسلسلات, استطاعت إتخام وقت المشاهدين ليس في سوريا فقط, إنما أيضا في جميع الأماكن التي يتواجد فيها العرب, الظروف لم تكن سهلة, لأن التنقل بين أماكن التصوير أصبح محدودا بعد تحول مناطق كثيرة كانت سابقا ساحات لإبداع صناعة الدراما, باتت اليوم, مرتعا لمجموعات مسلحة مهمتها صناعة الموت, وهذا ما افدانا به كثير من صناع الدراما السورية منهم المخرج باسل الخطيب:" واقع التصوير اصبح صعبا جدا, خياراتنا الفنية أصبحت محدودة أكثر من قبل, هذا نتيجة أننا لا نستطيع التحرك بحرية كما كنا نتحرك سابقا " كما عانى كثير من الفنانين صعوبة الظروف التي اوجدتها أزمة البلاد.


أما مع انتهاء الموسم الرمضاني كانت ردات فعل واضحة لم يستطع أصحابها من مشاهدي المسلسلات إخفائها, وكثرٌ هم من تحدث عن ان واقع الازمة كان مرسوما بشكل واضع في مشاهد كثيرٍ من الأعمال التي شهدتها شاشات التلفزة هذا الشهر, اللافت لدى كثير من الآراء والمواطنين الذين دأبوا على متابعة اعمال معينة وصفها البعض "بالأعمال الساخنة جداً" انها افتقدت لقسم كبير من الموضوعية في الطرح فقد أظهرت كما أسلف كثيرون أن اللائمة تعود على جهة معينة بكل ما حدث في سورية, في الوقت الذي يرى فيه الكثير من المشاهدين أن كل المصائب التي تمر بها البلاد ما سببه إلا المجموعات المسلحة التي وصفها الناس بانها من عاث خرابا بوطنهم, كما تساءل المشاهدون أيضا عن أهم طرف تخريبي في الأزمة السورية الذي طالما بحثوا عن أسباب غيابه في مسلسلاتهم وهو "جبهة النصرة" والتفجيرات التي عصفت بكثير من المناطق لتودي بحيات المدنيين تحت اعتبارات تكفيرية وتطرفية.


من ناحية متصلة يدور جدل كبير بين الفنانين بعضهم ببعض حول وجهات نظر تطرح على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي, تصف أن بعض الأعمال تم انتاجها خارج البلاد تتحدث عن ازمة البلاد, ليبرر آخرون بصعوبة العمل, في الوقت الذي يتحدث به فنانون أن على الفنان أن يبقى في بلاده مهما كلفه ذلك لانهم يعتبرون الفن رسالة لا يمكن ان تصل بشكل جيد إلا من عمق ألمها. ما أحصيناه من العوائق أمام الدراما السورية, طرقات مغلقة وتنقلات شبه محظورة, وقت محكوم بشروق الشمس وغيابها, قلق أثناء عمليات التصوير الخارجي, وماديات أصبحت ساقية شبه جارية بعد أن كانت بحرا يتغنى بالإنتاج, ولكن رغم هذا كله بقي المواطن السوري منتظرا بداية الموسم الجديد بشغف عله يجد مخرجا لأزمة بلاده في ختام الأعمال التي شرحت واقع الحال, وخاب انتظارهم انتهاءَ الازمة مع الحلقات الاخيرة من كل مسلسل تمت متابعتها.