18-04-2024 11:57 PM بتوقيت القدس المحتلة

امريكا تبلغ المعارضة السورية "حمص هي الهدف القادم للجيش السوري وليس حلب"..

امريكا تبلغ المعارضة السورية

أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية المعارضات السورية أن حمص هي الهدف القادم للجيش السوري وليس مدينة حلب


حمصأبلغت الولايات المتحدة الأمريكية المعارضات السورية أن حمص هي الهدف القادم للجيش السوري وليس مدينة حلب كما يعتقد المعارضون ، ويقول معارضون سوريون أن الأمريكيين ابلغوا سليم ادريس وجماعة الائتلاف السوري المعارض أن صور الأقمار الصناعية الأمريكية لا تدل على حشود كبيرة للجيش السوري وحلفائه في محيط مدينة حلب ، فضلا عن ان التحركات التي ترصدها المخابرات الأمريكية لا تشير الى ان هناك تحضيرات لهجوم واسع وشيك يستهدف استعادة مدينة حلب أو أحياء المدينة التي تقع تحت سلطة المعارضة، بينما تشير الدلائل الى قرب هجوم كبير يستهدف مدينة حمص وسط البلاد في استكمال لمعركة القصير ولإتمام سيطرة النظام على المنطقة الوسطى التي تؤمن لمن يسيطر عليها مزايا استراتيجية، منها التحكم بشبكة الطرق بين شمال سوريا حيث مدينة حلب والعاصمة دمشق، فضلا عن التواصل مع البادية عبر تدمر والتواصل مع الخارج عبر لبنان، كما تؤمن المنطقة الوسطى محاصيل زراعية وافرة للدولة، وبالتالي الأمن الغذائي للعاصمة دمشق، وفيها أكبر مصفاة لتكرير النفط في سوريا، وفيها أيضا الكثير من البلدات والقرى المؤيدة للنظام خصوصا في الريف الغربي الذي يعتبر خزانا بشريا للنظام، كما ان هذه المنطقة هي المفتاح لكل منطقة الساحل السوري ومن يسيطر عليها يملك مفتاح الساحل السوري حتى الحدود مع تركيا.


وعادت حلب الى التداول الإعلامي في اوساط المعارضة السورية السياسية والعسكرية بعد سقوط مدينة القصير الاستراتيجية وريفها الذي يحاذي لبنان من الشمال حتى البقاع الشمالي، حيث أدى سقوط القصير المدوي الى حالة إرباك في اوساط المعارضات السورية المسلحة والسياسية التي بدأ العسكريون فيها القاء اللوم على الائتلاف المعارض، كما حصل مع المجلس العسكري للقصير ولريف حمص الشمالي ، او بتبادل الاتهامات كما حصل بين الكتائب المسلحة وقيادات الصف الأول في الجيش الحر ، أو كما حصل مع عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري لمدينة حلب الذي تم عزله من قبل سليم ادريس رئيس قيادة الأركان المشتركة، وكما حصل مع قائد كتيبة الفاروق المستقلة حمزة الشمالي المتواجد في الريف الشمالي لحمص الذي عزلته قيادة الجيش الحر في تركيا، لكنه رفض الانصياع لهم.


وكان سليم ادريس رئيس أركان القيادة المشتركة للجيش الحر قد وجه نداء للدول الغربية والخليجية الداعمة للمعارضة يحثهم فيها على دعم المسلحين بأسلحة مضادة للطائرات وصواريخ حرارية حديثة مضادة للدروع، لأن النظام وحزب الله حسب قوله يستعدون للهجوم على الريف الشمالي لحلب ومن ثم على المدينة للسيطرة عليها وطرد المعارضة المسلحة منها.
هذا التسليح للمعارضة لم ينتظر طويلا حسب تقرير امني فرنسي حيث تبلغ قصر الإليزيه من أجهزة المخابرات الفرنسية ان قطر والسعودية بدأتا منذ شهرين بتزويد مسلحي المعارض السورية صواريخ ارض جو حديثة ، وصواريخ مضادة للدروع روسية الصنع من طراز (كونكورس- م) يصل مداها لأربعة كلم وقناصة أمريكية عالية الدقة من طراز (أم 40). وقد نقلت هذه الحمولة من ليبيا عبر طائرات شحن قطرية قامت بنقل صواريخ (كونكورس) من ترسانة معمر القذافي ، اما الصواريخ المضادة للطائرات فإن الأمراء السعوديين سوف يتولون مهمة تسليمها لمسلحي المعارضة السورية، وقد حصلت جبهة النصرة على صواريخ (كونكورس) الروسية وليس هناك ما يمنع من حصولها على صواريخ مضادة للطائرات.

حمص:

باستثناء الريف الشمالي الذي تجري معالجته على نار هادئة أصبحت أرياف المنطقة الوسطى والمدن الكبيرة الواقعة فيها والمحيطة بحمص من جهات ثلاثة تحت سيطرة الجيش السوري الذي بات يسيطر على مدينة القصير جنوبا ومدينة تلكلخ غربا ومدينة القريتين شرقا، وهذه المدن الثلاث تشكل العامود الفقري بشريا واستراتيجيا وعمرانيا لمدينة حمص وللمحافظة بكاملها والتي تقدر مساحتها 42600 كلم مربعا، وقد استكمل الجيش العربي السوري خلال الأسبوع الحالي عملية تحرير ريف القصير وبالتالي الريف الغربي للمنطقة الوسطى في سوريا بتحرير ما كان خارجا عن سيطرته في مدينة تلكلخ يوم الثلاثاء 25 حزيران الحالي ومن ثم اتبعها بتحرير مدينة القريتين في الريف الشرقي يوم الخميس 27 شهر حزيران الحالي.

تلكلخوتعتبر مدينة تلكلخ استراتيجية نظرا لموقعها على الحدود اللبنانية السورية، وهي تعتبر ظهر ريف القصير الغربي الذي تم تحريره خلال شهري نيسان وايار الفائتين وبالتالي ظهر مدينة القصير، لذلك فإن الجيش العربي السوري يكون قد انجز خلال شهر حزيران/يونيو عملية تحرير الجزء الأكبر والأهم من محافظة حمص التي تسمى المنطقة الوسطى في سوريا ، وتم تأمين هذه المناطق بشكل كبير عبر كماشة تمتد على طول الحدود اللبنانية السورية من الشمال حتى البقاع الشمالي عند منطقة الهرمل وصولا الى القاع. وهذه السيطرة هي على مناطق شاسعة تحوي مدنا كبيرة مثل القصير وتلكلخ والقريتين وبلدات ذات وزن سكاني مثل الضبعة ،البويضة ،عرجون، الوعر، آبل ، وجوسيه شنشار ، وصولا الى مدينة حمص التي ما زالت بعض احيائها بيد المسلحين ، ولكنها أشرفت على نهاية مشوارها في التمرد ، ويمكن تشبيه حال المسلحين في هذه الأحياء بحال نظرائهم في مدينة القصير بين 1 و 5 حزيران الحالي صبيحة تحرير القصير حيث كان الصراخ عاليا ، ولكن المعنويات في حالة انهيار تام ، ونهاية الصمود تنتظر الضربة القاضية التي يتم الترتيب لها على غرار سابقتها في القصير .

وفي هذه المعركة هناك خياران امام الجيش السوري:
أ – استكمال استراتيجية حصار حمص عبر تحرير البلدات والقرى المحيطة بها ، وهذا ما يؤدي الى هجوم على بلدتي تلبيسة والرستن شمالي غربي حمص ومن ثم الانتقال الى المدينة.
ب – استغلال حالة الفوضى والتشرذم السائدة بين المسلحين ، ودخول ما تبقى من احياء حمص وإحكام السيطرة عليها.
وما يحصل اليوم من مشادات كلامية بين مسلحي المعارضة في حمص وبين قيادات المسلحين في تركيا من بيانات واتهامات واستغاثات يشبه تماما ما حصل في الأيام والأسابيع الأخيرة قبل تحرير القصير، كما يشير اليه بيان صادر عن قائد جبهة حمص فاتح حسون الى قيادة الجيش الحر متمثلة بسليم ادريس والذي سماه الإنذار الأخير وقال فيه ان ما يحصل ينذر بسقوط سريع ومدوي لمدينة حمص متوجها بإنذار عاجل وأخير لأعضاء الائتلاف لإنقاذ ما تبقى من مدينة حمص وإلا سوف يقوم بكشف المتاجرين والمتآمرين حسب قوله...

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه