20-04-2024 01:05 PM بتوقيت القدس المحتلة

الباتريوت في تركيا ورقة للتفاوض ... أم اعلان حرب

الباتريوت في تركيا ورقة للتفاوض ... أم اعلان حرب

تتواصل طلائع بطاريات الباتريوت الامريكية بالوصول الى العاصمة التركية انقرة وميناء اسكندرون في اطار حملة حلف شمال الاطلسي لنشر بطاريات باتريوت المضادة للصورايخ على الحدود مع سوريا.

حسين سمّور

تتواصل طلائع بطاريات الباتريوت الامريكية بالوصول الى العاصمة التركية انقرة وميناء اسكندرون في اطار حملة حلف شمال الاطلسي لنشر بطاريات باتريوت المضادة للصورايخ على الحدود مع سوريا.

ازمة على الصعيد الدولي

هي ليست المرّة الاولى التي يثير فيها نشر صواريخ في تركيا أزمة على الصعيد الدولي، غير ان وقائع وظروف ستينات القرن الماضي تختلف عمّا يعيشه العالم الآن.

تعود القصّة الى العام 1961 ابان ما اطلق عليه بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية التي نشرت صواريخ "جوبيتر" على الاراضي التركية، في مقابل الصواريخ التي نشرها السوفيات في كوبا، ما وضع العالم آنذاك أمام احتمال اندلاع حرب عالميّة نووية، وانتهت الازمة باتفاق سرّي بين القوتين العظميين ضمن سحب هذه الاسلحة من كوبا وتركيا.

بعد اكثر من نصف قرن على هذه الاحداث عادت الصواريخ الى تركيا لتثير جدلا واسعا في ضوء المخاوف التي ابدتها ثلاث دول بشأن صواريخ باتريوت التي بدأ الناتو بنشرها على اراضي هذه الدولة.

روسيا ترى فيها تهديدا لامنها الاستراتيجي، وايران تعتبرها موجهة ضدّها ودفاعا عن "اسرائيل"، وسوريا تخشى ان تكون مقدمة لانشاء منطقة حظر جوّي فوق اراضيها. وجميع هذه المخاوف تجد لها ما يبررها في ظل المحاور الجديدة التي تظهر شرقا وغربا.

لكنّ عين تركيا تبدو مركزة على سوريا، وسط تجدد المحاولات لتشديد الخناق على دمشق بعد فشل جميع الضغوط الغربية والاقليمية في اسقاط النظام في سوريا.

وتتابع الولايات المتحدة الامريكية والمانيا وهولندا ضمن خطة حلف شمال الاطلسي ارسال معدات عسكرية وصواريخ باتريوت لنصبها على الحدود التركية السورية تحت شعار حماية انقرة من أي هجمات صاروخية سوريّة.

ورقة تفاوض

متابعون يرون ان واشنطن تريد من نشر الصواريخ في تركيا اضافة ورقة قوّة في سلّة مفاوضاتها مع روسيا حول سوريا وغيرها من الملفات العالقة بين الطرفين، تبدأ في الشرق الاوسط ولا تنتهي بآسيا الوسطى وقضايا أمن الطاقة في العالم.

وترى مصادر ان ما يجري من تصعيد ونشر صواريخ لا يعني بالضرورة الوصول الى مواجهة عسكرية، لان لا موسكو ولا واشنطن مستعدتان لخوض حرب، فالاهداف الاساسية من هذا الشدّ، والشد المضاد، هو تحقيق اعلى نسبة من المكاسب السياسية والمصالح في منطقة الشرق الاوسط الغنية بالمواد الاولية، والتي تتوسط قارات العالم القديم ما يجعلها ممرا سهلا للوصول الى اي مكان في العالم.

وكل هذا يتزامن مع رفع وتيرة التغطية الاعلامية التي يحظى بها نقل منظومات الباتريوت من بلد الى آخر وصولا الى الحدود السورية، وهو ما يعكس سعيا غربيا الى استثمار هذه المسألة في الضغط النفسي لاجل كسب جولة الحرب في سوريا.

اذا ازمة اليوم تعيد الى الاذهان ازمة ستينات القرن الماضي بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية على خط نشر الصواريخ في تركيا وكوبا، الا ان معظم المراقبين لهذه الازمة ولما تشهده المنطقة والعالم من تغيّرات وصعود قوى جديدة وافول اخرى، يؤكدون على ان هذه المعركة ما هي الا معركة شد حبال ومد اذرع في المنطقة من اجل الحصول على اكبر نسبة من المكاسب السياسية وما وراءها من مكاسب اقتصادية.