28-03-2024 09:03 PM بتوقيت القدس المحتلة

ابحثوا لي في وطني عن قائد

ابحثوا لي في وطني عن قائد

لازالت نتائج الحرب على غزة تظهر على الإعلام الإسرائيلي حيث نقلت "صحيفة معاريف " وكذلك القناة العبرية الثانية تخوف (إسرائيل) من تحويل نتائج الحرب على غزة إلى مكنة سياسية تجمع كلمة الفلسطيني


علاء الريماوي

لازالت نتائج الحرب على غزة تظهر على الإعلام الإسرائيلي حيث نقلت "صحيفة معاريف " وكذلك القناة العبرية الثانية تخوف (إسرائيل) من تحويل نتائج الحرب على غزة إلى مكنة سياسية تجمع كلمة الفلسطيني وتجدد روح التعاون بين شقيه من خلال إعادة صياغة للعلاقة بين حركتي فتح وحماس .

هذا الحديث وجد أيضا في صحيفة الجارديان والتي تحدثت بوضوح من أن الحرب على غزة وضعت الق يادة الفلسطينية على محك قدرة الفعل وتحويل نتائج الحرب على غزة إلى إنجاز حقيقي ، هذا الحديث كان تخوفه حاضرا على صفحات نيوز ويك التي تحدثت بوضوح عن أن الحرب على غزة قتلت روح التسوية وأضعفت فريقها لذلك ستشهد الساحة الفلسطينية تحولات ما ليست في صالح إسرائيل .

في حديث صحفي جمعني في الأمس مع السيد واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والسيد أحمد عطون النائب المقدسي عن حركة حماس ، كان النقاش عميقا وازنا ومفيدا يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة .

في ما لفت إنتباهي في حديث السيد أبو يوسف وهو حجم التغير الذي أحدثته غزة في نفوس قيادة المنظمة ومدى الاحترام لمقاومة غزة التي قلبت معادلة التصورات السابقة .

السيد أبو يوسف وإن ظل متمسكا في شكل المقاومة الناعم للسياسة الإسرائيلية إلا أن كثير من القيادات باتت مقتنعة أن جهد المقاومة لا بد له من حضور لمساندة الحراك السياسي خاصة في مرحلة يأبى الإسرائيلي فيها الحديث عن التسوية .

هذا الحديث لم يقلق السيد أحمد عطون حين كان واضحا في فهمه لشكل العلاقة مع الاحتلال من خلال تمسكه بمنهج المقاومة وثوابتها لكنه كان ذكيا في رسالته التي أعقبت لقاء السيد محمود عباس حيث تحدث عن التغيير الذي صقل الشارع الفلسطيني الذي التف مع المقاومة في غزة وساندها بكل قوة وأحرج كل الأصوات التي عارضت هذا المسار داعيا الى موقف جدي وشجاع من القيادات ، ينتقل من حالة القطيعة إلى تجسيد خيار المصالحة وفق أجندة وطنية تراعي الثوابت وتقفز عن مسلمات الخيارات التي تتمسك فيها أطراف وجب عليها مراجعة التغيرات في المنطقة .

في خلاصة اللقاء شعرت أن قيادة المنظمة باتت تشعر أنها في أزمة حقيقية خاصة قيادة حركة فتح التي أيقنت بأن الحرب على غزة أعادت جوهريا الشاعر الفلسطيني إلى صوابية المسار مع العدو من خلال اللغة التي يفهمها وهي القوة .

هذا الشعور ليس كافيا برغم تهنئة الرئيس لغزة ووعده لوفد نواب الضفة من أن ملف الاعتقال السياسي سينتهي خلال 48 ساعة ، لأن المطلوب سلوك حقيقي يفضي إلى وقف المنهجية التي تحرك الأجهزة الأمنية والتي يلمس عدم تغيرها برغم حماسة بعض قيادات الأجهزة الأمنية خلال لقاء وفد النواب .

وحتى لا نظل في الاستعراض المطول : إسرائيل في الأيام الثلاث الماضية بدأت تصعيد لهجة التهديد ضد الضفة وكيانها السياسي من خلال الوعيد من أن التوجه للأمم المتحدة سيكلف ثمنا باهظا .

صيغة التهديد كانت أيضا لغزة من خلال تلويح بإعادة هجوم مركز على حماس إذا لم تحترم شروط التهدئة وقواعدها المتفق عليها في القاهرة .

في مواجهة ذلك وتطبيقا للمزاج الفلسطيني الداعي للوحدة نجحت جماس في ترجمة أقوالها إلى فعل من خلال حكومتها والتي أعطت مساحة من الحرية لقيادة فتح في التحرك ، هذا الحديث بعد لم يترجم في الضفة الغربية والذي يؤمل أن يرى على شكل فتح ملف الفصل الوظيفي ، الملاحقة الأمنية ، الأعتقال السياسي ، التخلي عن وصف أعمال العمل السياسي بالجنائي .

هذه القضايا إن حصل تفكيكها فإنه من الممكن البناء عليها والتأسيس لقواعد عمل وطنية تتخطى دائرة المجاملات والابتسامات الى منهجية وطنية جامعة تحشد الكل الفلسطيني في مواجهة مكنة إسرائيلية تجاوزت في انتهاكاتها كل محرم .

هذا الحديث معوقاته كبيره ، القناعة له لم تتبلور بعد ، ومصالح أشخاص ستتعارض معه ، ورواسب الإنقسام أشد من سهولة تجاوزها ، والفيتو العالمي عليه ثقيل، لكن يكفي الإشارة الى فعل غزة حين نظمت إيقاعها المقاوم مع تأييد شارع الضفة ، كيف غدت النتيجة في ذلك ؟ السؤال مفتوح لأجل ذلك سيظل مفتوحا ، وخيار الإجابة ليس صعبا ، لكن ما نحتاجه فقط قيادة وطنية قادرة على التحدي وأظنها باتت موجودة .

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه