25-04-2024 12:24 AM بتوقيت القدس المحتلة

مؤتمر المعارضة السورية في الدوحة و"اليوم التالي"

مؤتمر المعارضة السورية في الدوحة و

لم يكد يمر عام على انشاء "المجلس الوطني" السوري أو مجلس اسطنبول كما يسميه البعض، حتى بادرت الإدارة الأميركية إلى إعلان نيتها تأسيس "هيئة قيادية جديدة" تضم المعارضات السورية الداخلية والخارجية.

احمد فرحات

كلينتون: المجلس الوطني السوري لم يعد يمثل المعارضةلم يكد يمر عام على انشاء "المجلس الوطني" السوري أو مجلس اسطنبول كما يسميه البعض، حتى بادرت الإدارة الأميركية إلى إعلان نيتها تأسيس "هيئة قيادية جديدة" تضم المعارضات السورية الداخلية والخارجية.

إعلان لم يكن مفاجئاً للحليف كما للخصم ... فبعد فشل الأدوات الأميركية في المنطقة بالتأثير على مجريات الأحداث في سورية، يأتي قرار واشنطن إمساك زمام الأمور بيدها، وخوض معركة إسقاط سوريا هوية ودوراً بشكل مباشر، نتيجة طبيعية لإفلاس من تسميهم "شركائها في المنطقة".

هيئة أميركية بوجوه جديدة

المحلل السياسي السوري بسام أبو عبد الله"نحن امام هيئة تمثل المشروع الأميركي - الغربي وحتى الصهيوني في سورية"، هكذا وصف المحلل السياسي السوري بسام أبو عبد الله في اتصال هاتفي مع موقع المنار الالكتروني، ما يتم تداوله أميركياً من إنشاء هيئة قيادية جديدة تجمع المعارضة السورية، ودعا أبو عبد الله المشاركين في هذا المشروع إلى إعلان ولائهم لأميركا بشكل علني.

وشدد أبو عبد الله على أن هذا المشروع يؤكد فشل "مجلس الوطني" فيما كلف به، وأن هذا المجلس من الأساس لم يكن له اي تمثيل في الداخل السوري، والولايات المتحدة أدركت ذلك متأخرة، مذكراً بتصريح وزيرة الخارجية الأميركية بأن أعضاء من هذا المجلس لم يزوروا بلادهم منذ 20 أو 30 عاماً.

ولفت المحلل السياسي السوري إلى أن سعي الولايات المتحدة للإتيان بوجوه جديدة خرجت من سورية مؤخراً كرئيس الوزراء المنشق رياض حجاب ومناف طلاس وغيرها من الشخصيات، يتعارض مع مبدأ الديمقراطية الذي تنادي به، كونها تفرض أسماء يرفضها حتى المعارضين الذين يدورون في فلكها، وكشف لموقع المنار عن وجود أشخاص معروفين بتبعيتهم للمشروع الأميركي منذ أكثر 10 سنوات.

اليوم التالي

ويترافق انعقاد المؤتمر في العاصمة القطرية مع مشروع اميركي تم إعداده في برلين حمل عنوان اليوم التالي، بإشراف "المعهد الأميركي للسلام" التابع للكونغرس الأميركي و"معهد الدراسات السياسية والأمنية الألماني"، وأُعلن عنه في اواخر آب / اغسطس الماضي. وتضمنت وثيقته النهائية تعديلات على الدستور والنظام الإقتصادي والإجتماعي في سورية، وكذلك على القضاء وغيرها من العناوين السيادية.

الاجتماع التأسيسي للمجلس الوطني السوري المعارضوفي هذا الإطار أكد بسام أبو عبد الله ان مؤتمر الدوحة قد يكون تطبيقاً عملياً لـ "اليوم التالي"، وشدد على أن سورية اليوم أمام مشروع يرمي إلى تحولها لدولة تابعة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، إضافة إلى تغيير في مناهج التعليم السورية، وبالتالي "نحن أمام مشروع يستهدف هوية سورية ودورها العربي والإقليمي".

ولفت إلى أن "معهد السلام الأميركي" مرتبط بأجهزة الإستخبارات الأميركية، وإلى أنه لا يوجد ما يبرر دخول أي كان في مثل هكذا مشروع، فأميركا هي التي تقود المواجهة الآن، ولم تعد تترك لأدواتها حق التقرير.

أميركا تريد تحقيق بالسياسة ما عجزت عليه في الميدان

وقرأ بسام أبو عبد الله الهيئة الأميركية الزمع انشاؤها في الدوحة، بأن واشنطن تريد القول "إني أهيأ رجالي وأدواتي للمرحلة القادمة"، ورأى أن دول المواجهة مع سورية تدرك بأن الوضع الميداني ليس جيداً بالنسبة لهم على الرغم من التهويل الإعلامي، وشدد على أن الموقف الأميركي الجديد هو نتيجة فشل السعودية وقطر وتركيا بتحقيق تغيير ما على الأرض، وبالتالي فإن واشنطن ستحاول أن تحقق من خلال الدور المنوط بالهيئة الجديدة على ما فشلت في تحقيقه بالسلاح، وذلك في ضوء ما يقوم به المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، مشيراً إلى أن الخطة الاميركية تهدف إما إلى تهيئة الأجواء لتسوية سياسية، أو إلى تجديد الحرب على سورية بإدارة أميركية مباشرة.

غير أن "أي حكومة انتقالية أو أي هيئة جديدة لا قيمة لها إذا لم تعتمد مرجعية جنيف كمنطلق لعملها وذلك بسبب الإصرار الروسي على تلك الاتفاقية"، "إضافة إلى افتقارها للمد الشعبي السوري"، بهذا خلص المحلل السياسي السوري بسام أبو عبد الله.