24-04-2024 06:36 AM بتوقيت القدس المحتلة

اسرائيل تعيش عقدة ذكرى النكبة

اسرائيل تعيش عقدة ذكرى النكبة

طالما شكلت ذكرى النكبة عقدة لدى الاسرائيليين الذين تعاملوا مع كل نشاط فلسطيني سواء أكان جماهيريا عبر التظاهر او اي شكل من اشكال التعبير الفني او السياسي او الثقافي والاجتماعي عن هذه الذكرى بغضب وحنق..

حسن حجازي

طالما شكلت ذكرى النكبة الفلسطينية عقدة لدى الاسرائيليين الذين تعاملوا مع كل نشاط فلسطيني سواء أكان جماهيريا عبر التظاهر او اي شكل من اشكال التعبير الفني او السياسي او الثقافي والاجتماعي عن هذه الذكرى بغضب وحنق شديدين؛ لان الاحتفال بهذه الذكرى يعتبر ادانة وفضيحة كبيرة لاحتلالهم فلسطين واغتصابهم لارض ليست ارضهم، وطرد لشعب متجذر فيها منذ الاف السنين الى الشتات بعيدا عن ديارهم.

وتعود عقدة هذه الذكرى لدى اليهود الى اسباب عديدة اهمها ان اليهود الذين طالما استجلبوا تعاطف العالم مع قضيتهم تحت ذريعة المحرقة، قابلها وبكل ذكاء شعار فلسطيني في ذكرى النكبة هو المحرقة الفلسطينية؛ كما ان رفع شعار الشتات اليهودي وضرورة اعادة لم شملهم؛ حيث سمحت اسرائيل لنفسها وتحت هذا الشعار بجلب اليهود من جميع بلدان العالم الى فلسطين المحتلة، وهذا الامر يقابله شتات فلسطيني تسبب به الصهاينة انفسهم، ما يفقد هجرتهم الى فلسطين أي مبرر للتعاطف معهم.

 

 "يوم الاستقلال كيوم حداد"
وتعود مناسبة الحديث عن النكبة الفلسطينية الى اقتراح القانون الذي تقدم بها عضو الكنيست اليكس ميلر من حزب اسرائيل بيتنا، يسمح بموجبه لوزير التربية بفرض عقوبات على كل مؤسسة أكاديمية تسمح باقامة مهرجانات او نشاطات حول النكبة؛ والعقوبات عبارة عن تقليص ميزانية هذه المؤسسات، وكان القانون السابق المقر من قبل الكنيست لا يعطي هذا الحق الا لوزير المالية بفرض هذه العقوبة.

ان ما دفع عضو الكنيست اليكس الى تقديم هذا الاقتراح هو ما جرى في جامعة تل ابيب من مواجهات بين مئات من نشطاء اليسار من العرب واليهود الذين احيوا ذكرى النكبة، وقابلهم مئات من نشطاء من اليمين الصهيوني الذين تجمعوا لتتنديد بهذه التظاهرة واطلقوا شعارات عنصرية ومتطرفة ضد النشطاء اليسارين؛ بل وصل بهم الامر الى اطلاق شعارات استفزازية تفخر بتسبب اسرائيل بالنكبة للشعب الفلسطيني، عدا عما شهدته احدى اللجان التابعة للكنيست من مشادة صاخبة بين اعضاء كنيست يهود وعرب.

الكنيست الاسرائيليالمستشار القانوني للكنيست ايال يانون توجه الى عشرات اعضاء الكنيست الذين ينوون طرح الموضوع للنقاش هذا الاسبوع، وطلب منهم عدم تقديمه بصيغته الحالية لان ذلك سيتسبب بحسب يانون الى اضرار اقتصادية في المؤسسات الاكاديمية التي ستحيي ما يسمى يوم الاستقلال كيوم حداد، على اعتبار انه يوم نكبة للشعب الفلسطيني او المؤسسات التي ستسمح بنشاطات ترفض قيام اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية.

 

"لاعقلانية دولة اسرائيل"
عضو الكنيست العربي طلب الصانع عضو الكنيست العربي طلب الصانع طلب من رئيس الكنيست رؤفن رفلين رفض الاقتراح، ورأى انه يمس بشكل متطرف بحرية التعبير السياسي والاكاديمي، ويضر باسس النظام الديمقراطي؛ اما مقدم الاقتراح عضو الكنيست ميلر فقد رد بان اقتراح القانون جاء بسبب اعضاء كنيست مثل طلب الصانع الذين يشجعون على استغلال المنصة الاكاديمية ومنصة الكنيست من اجل التآمر ضد اسرائيل وحقها في الوجود، متهما اعضاء الكنيست العرب باذكاء التحريض ومختلف النزاعات في وسط الطلاب الجامعيين، ما يلزم بتقديم اقتراح قانون يعيد ما وصفه لاعقلانية دولة اسرائيل بحيث لا تمول المؤسسات التربوية فيها التحريض المعادي لاسرائيل.

 

"كيَّ الوعي الفلسطيني"
وغني عن التذكير انه ومنذ اغتصاب فلسطين حاول الصهاينة وبكل الطرق كيَّ الوعي الفلسطيني ومسح ذاكرته، او محاولة تطويعها للدعاية الاسرائيلية للقبول بالامر الواقع ودفعه الى اليأس وخاصة في ظل مزاعم اطلقتها رئيس الوزراء الاسرائيلي غولدا مئير "ان فلسطين ارض بلا شعب لشعب (اليهود) بلا ارض".

ان الارق الاسرائيلي من ذكرى النكبة في كل عام هو بسبب هدمها لمنظومة ادعاءات اسرائيل التي بذلت جهودا جبارة لترسيخها، ثم تبرير وجودها وجعلها مقبولة من محيطها على أقل تقدير. ومن هنا تتضح العصبية الاسرائيلية في التعامل مع ذكرى النكبة ومحاولتها المضنية لمنع اقامة أي نشاط فلسطيني، وخاصة من فلسطيني الاراضي المحتلة عام ثمانية واربعين يضيء على هذه النكبة ويذكر بمفرداتها، مثل الشتات والتهجير القسري والاضطهاد. وهي مفردات حاولت اسرائيل احتكارها لنفسها لجلب تعاطف الدول معها.