28-03-2024 03:37 PM بتوقيت القدس المحتلة

كواليس الاعتراف الأوروبي بالمجلس الوطني السوري..

كواليس الاعتراف الأوروبي بالمجلس الوطني السوري..

يروي معارض سوري بارز مقيم في دولة أوروبية تشكل رأس حربة الهجوم الغربي على سورية أن مسؤولاً كبيراً في خارجية هذه الدولة قال له: يجب أن تنضوي كل أطياف المعارضة السورية تحت عباءة المجلس الوطني السوري

المجلس الانتقالي السورييروي معارض سوري بارز مقيم في دولة أوروبية تشكل رأس حربة الهجوم الغربي على سورية أن مسؤولاً كبيراً في خارجية هذه الدولة قال له: "يجب أن تنضوي كل أطياف المعارضة السورية تحت عباءة المجلس الوطني السوري على علاته." ويقول المعارض السوري: "قلت للمسؤول الأوروبي الكبير: إذن أنتم تعترفون أن هذا المجلس مليء بالعلات، وتريدون منا إتباع رجل مريض."

وفي ترجمة لهذا الموقف اعترف الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين 27 شباط / فبراير الماضي بالمجلس الوطني السوري ممثلا وحيدا للسوريين الساعين للتحول الديمقراطي وليس ممثلا وحيدا للشعب السوري. ومنذ ذلك التاريخ لا تتوقف خيبات الأمل لعدد كبير من الدول الأوروبية في ما سماه مسؤول أوروبي "خطأ هذا الاعتراف."

فبعد أن كانت الحجة المعلنة هي أن الاتحاد الأوروبي قد أخذ برأي مؤتمر "أصدقاء سورية" في تونس، اتضح عدم وجود بيان ختامي أو توصيات بهذا الشأن، بل إن الأمر كان مجرد خلاصات باسم الرئيس، ما كشف عن  شبكة دعم  توفرت لمجلس اسطنبول مقابل تعهدات قطعت للجانب الأوروبي. 

المصادر نفسها تقول: "بعد أن كان آلان جوبية هو المسؤول الأوروبي الوحيد الذي يطالب المعارضة بالاعتراف بمجلس اسطنبول، لأن هذا هو الطريق الأسهل للتوحد ولبقاء عناصر الارتكاز الأوروبية الخليجية في موقع القيادة والسيطرة على السياسة العامة مثل الإصرار على بقاء بسمة قضماني وبرهان غليون في مواقع محورية أساسية باعتبارهما الصوت الفرنسي في المجلس، أخذت  الخارجية البريطانية نفس التوجه عبر تأثير اللوبي الصهيوني فيها وانضمت منذ 21 شباط / فبراير  الماضي إلى الموقف الفرنسي، وجرى إقناع وزير الخارجية البريطاني بتبني هذه السياسة عندما تصاعدت  حدة التوتر بين إيران وبريطانيا وطالبت الخارجية البريطانية أطراف المعارضة السورية بمقاطعة إيران وعدم التواصل معها بأي صيغة.ويبدو ان مختلف الأطراف التي طلب منها ذلك اعتبرت الطلب البريطاني في غير مكانه في حين جرى توجيه السوآل مباشرة لثلاثة أطراف معارضة عن موقفها من إسرائيل والصلح معها. وعندما تبين أن أحد الأطراف آلان جوبييه + برهان غليونالمعارضة لم يكن على استعداد للتنازل في الموضوع الإسرائيلي، حالت الخارجية البريطانية دون حصول الكاتب والصحفي ميشال كيلو على فيزا لدخول الأراضي البريطانية."

ويضيف المصدر السوري المعارض أن "أكثر من دولة أوروبية أثارت مع  مسؤول هيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع مسألة موقفهم من الصلح مع إسرائيل والعلاقات السورية الإسرائيلية مستقبلا." وتكشف المصادر السورية المعارضة أن "أهم قياديي المجلس الوطني السوري، وبشكل خاص برهان غليون وبسمة قضماني وأحمد رمضان وعبد الباسط سيدا وعماد الدين الرشيد، قدموا تعهدات بالاعتراف بإسرائيل وعقد اتفاق صلح معها."

وكانت التصريحات التي أعطيت لـ (وول ستريت جورنال) وجريدة المستقبل اللبنانية وجريدة الشرق الأوسط السعودية وعدد من المداخلات التلفزيونية والإذاعية والمكتوبة بمثابة التزام علني بما تم التعهد به سرا للطرف الإسرائيلي.   

وخلاصة التعهد هي أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل مشكلة الجولان في نفس الوقت الذي تلتزم  فيه هذه الأطراف باعتبار الحوار مع السلطات السورية محرم وممنوع بكل المعايير.

مصادر في هيئة التنسيق في الخارج قالت إن إنه جرت مفاتحة أكثر من قيادي في هيئة التنسيق الوطنية بهذه المواقف، وكان الجواب واضحا أن "الثورة للمواطن والوطن والمقاومة ولا يمكن أن نضحي بأي من هذه الأركان الثلاث لإرضاء أي طرف إقليمي أو دولي."

وتؤكد مصادر قيادية في هيئة التنسيق أن أكثر من رسالة وصلت إلى الهيئة  تطالبها بموقف أكثر مرونة من إسرائيل آو على الأقل اعتبار هذا الملف مؤجل في السنوات الأولى القادمة في حال تغير النظام.

وتروي مصادر في هيئة التنسيق السورية المعارضة  فحوى حديث  جرى في أحد الاجتماعات بين موفد أوروبي و قيادي في الهيئة  طالب فيه الموفد الأوروبي بتليين الموقف من إسرائيل، وتقول إن الجواب كان "رفض أي تدخل في برنامجنا السياسي وتصوراتنا الوطنية وعندما نلتقي بكم فمهمتنا أن نشرح لكم بأمانة وصدق خطنا السياسي وليس من المصلحة  أن يناور بعضنا على بعض."

برهان غليونوتعتقد المعارضة السورية في الخارج أن المستشارة الرئيسية لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، فرنسيس غاي، قد لعبت دورا سيئا اتجاه هيئة التنسيق الوطنية والشخصيات السورية المستقلة وتيار بناء الدولة لحساب "المجلس الوطني السوري" و"الهيئة العامة للثورة السورية" بعد أن طمأنها مندوب "الهيئة العامة" في بريطانيا أن معركة الثوار ليست مع إسرائيل وإنما مع النظام .

ولم يعرف بعد الثمن السياسي الذي جنته بريطانيا وفرنسا من هذه العملية التي أثبتت محدوديتها بكل المقاييس، كون ما سمي بـ "الاعتراف بالمجلس" كان المفجر المباشر لموجة الاستقالات التي فرطت جمعه بسبب الخلاف على المال والنفوذ. وقد تمخضت الاستقالات عن ولادة "مجلس انتقالي" جديد و"لجنة وطنية" خارج سلطة قيادة غليون لم تلبث أن انسحبت نهائيا من المجلس كما أعلنت ذلك على صفحاتها على موقع فايسبوك مساء الثلاثاء الماضي. وعوضاً عن أن تكون الخطوة الأوروبية كما أرادها آلان جوبيه خطوة انضمام للمجلس، أدت كما يقول بعض المعارضين إلى الانتقال بشكل مأساوي وفضائحي من المجلس الخماسي الرأس إلى المجالس الخمسة. ويعتبر أصحاب اللجنة الوطنية السورية أنفسهم نواة لمجلس منقح ومصحح في حين يعد "العرعور" العدة لإعلان  "المجلس الإسلامي الثوري" الذي يعتبره الناطق الأمين بلسان التيار السلفي السوري.