20-04-2024 08:14 AM بتوقيت القدس المحتلة

"رسالات» تطلق أفلام مقاومة "قصيرة" لتدوي «أفلام الرصاص»!

إنطلاقاً من السلسلة الأدبية قلم رصاص، أطلقت الجمعيّة اللبنانيّة للفنون ــ رسالات»، ثلاث رصاصات باتجاه المحتل الإسرائيلي. والبنادق هنا هي عبارة عن أفلام درامية قصيرة تأتي في سياق الأدب المقاوم

إنطلاقاً من السلسلة الأدبية «قلم رصاص»، أطلقت «الجمعيّة اللبنانيّة للفنون ــ رسالات»، ثلاث «رصاصات» باتجاه المحتل الإسرائيلي. والبنادق هنا هي عبارة عن أفلام درامية قصيرة تأتي في سياق الأدب المقاوم.«جميلة»، «الصخرة»، و«أبيض وأسود» ثلاثة أفلام افتتحت بها «رسالات» (بئر حسن) نشاطها للعام الجديد، وهي تحمل توقيع المخرج عادل سرحان. وقد صورت في قرى جنوبية مثل كفركلا، والعديسة، وضواحي بيروت. وهي تركن الى إنتاج ضخم، وقد استخدمت فيها آليات عسكرية، بالتنسيق مع الجيش اللبناني - مديرية التوجيه، والإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية.
والأفلام التي كان من المقرر عرضها على مدى ثلاثة أيام فقط بدءاً من الخميس، شهدت خلالها قاعة مسرح «رسالات» حضوراً لافتاً. ما دفع القيمين الى تمديد العرض حتى يوم غد الثلاثاء، بمعدل عرضين يومياً، في الرابعة بعد الظهر، والسابعة مساء. على أن تنتقل العروض بعد ذلك الى النبطية، وصور، وبعلبك، وانطلياس.


ويشدّد المشرف العام على الجمعية علي ضاهر لـ«السفير» على أهمية هذه الأفلام، «إنطلاقاً من المكانة التي بات الفيلم القصير يحتلها في الخارطة السينمائية والتلفزيونية في العالم، بحيث بات يتم التركيز عليه لدى الكثير من المنظمات والمؤسسات والدول». ويشير الى «أن أوروبا وأميركا وآسيا تخصص موازنات هائلة في هذا المجال، وحتى كبار المخرجين في العالم باتوا «يمرّرون» أحياناً بعض الأفلام القصيرة من ضمن إنتاجاتهم. فيما تشكل أيضاً فرصة للشباب للتعبير عن أفكارهم».
ورداً على سؤال يشير ضاهر الى أن «الأفلام الثلاثة هي جزء من سلسلة بدأت مع المخرج سرحان، وستستكمل مع مجموعة أخرى من المخرجين من لبنان وخارجه. ونقدم من خلالها حكايات من وحي مجتمع المقاومة، ونقدم لتنفيذها بعض التسهيلات اللوجستية للمصورين والمخرجين. كما أننا سنقدم لاحقاً أفلاماً قائمة على التعاون المشترك بين لبنان والخارج في إطار شبابي».


ويلفت الى أنه يجري العمل حالياً على ترجمة الأفلام القصيرة الثلاثة الى لغات أجنبية عدة، لعرضها في مهرجانات في تركيا، وباكستان، وبلجيكا وأسبانيا، بالإضافة الى مهرجان «الجزيرة» في الدوحة، وغيرها من المهرجانات العربية.
وعن مدى إمكانية أن تحجز هذه الأفلام مكانها في المهرجانات، يقول ضاهر: «صحيح أنها أفلام قصيرة، ولكنها توازي بضخامتها الأفلام الطويلة، وذلك من حيث الممثلون، والكومبارس، واللباس والآليات العسكرية، والتفجيرات، والسينوغرافيا، والإكسسوارات، والأعباء الإنتاجية... فهو عمل متعب ومكلف، واستغرق تحضيره وتصويره شهراً ونصفاً، ومونتاجه شهرين».
ويشيد بالعمل مع المخرج سرحان، «الذي ينتمي الى مدرسة سينمائية صورتها جيدة، وهو يملك عينا جميلة». يقول.

وكان من المقرر عرض الأفلام الثلاثة إبان الشهرين الأخيرين من العام الماضي، الا أن القيمين فضلوا تأخير عرضه الى الشهر الجاري، كي لا يتزامن مع افتتاح الفيلم الروائي الطويل «خلّة وردة» (يعرض اليوم في دور السينما). وهي التجربة التي خاضها عادل سرحان ايضاً. (كتابة محمود الجعفوري، وبطولة أحمد الزين وختام اللحّام وإنتاج «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني»).
والجمعية التي أنتجت حتى اليوم عدداً من المشاريع الثقافية الهامة، كالأعمال المسرحية، والحفلات الإنشادية، وإنتاج الكتب، تعتبر «أفلام رصاص» تجربتها الأولى في مجال الأفلام الروائية القصيرة، علماً أنها كانت أنتجت مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة، منها «الشرق الأوسط الجديد» في العام 2006. كما كانت أنتجت الفيلم التلفزيوني «أهل الوفا» للمخرج نجدت أنزور.
وكان حضر افتتاح «افلام الرصاص» مساء الخميس الماضي، وزير الثقافة غابي ليون، وفاعليات سياسية وثقافية واجتماعية. والقى الوزير ليون كلمة بالمناسبة، كما تحدث كل من مدير عام الجمعية محمد كوثراني، والمخرج عادل سرحان. أما الأفلام فهي:
«جميلة»: مدته 15 دقيقة. وتجري أحداثه بين العديسة ورب ثلاثين، وفي طريق عودة جميلة، بنت الإثنتي عشرة سنة، من المدرسة، استوقفها شاب وسألها عن طريق العديسة، فدلّته. وما هي الا لحظات، حتى يتوجه مفجراً نفسه محدثاً صدمة أمنية وبشرية في أوساط الكيان الصهيوني، وتاركاً في قلب الفتاة عشقاً، فشغفاً، فحباً للقاء.


«الصخرة»: مدته 15 دقيقة. ويروي قصة الصخرة باعتبارها القاسم المشترك بين المزارع أبو محمد ومجموعة الشهيد «ملاك».
«أبيض وأسود»: مدته 12 دقيقة. ويتناول قصة جهاد أحد المجاهدين، في المقاومة الإسلامية، يتعرض لإصابة بليغة في رأسه، جراء القصف الصهيوني في حرب نيسان 1996، فتنقلب حياته رأساً على عقب، بسبب الاضطرابات النفسية والعقلية التي أصابته. فنراه تارة يمشي في الصقيع محدثاً نفسه، وتارة بلعب بلعبته في المياه مبللا ثيابه، حتى استخف به الجميع بما فيه العدو الصهيوني، ولكن لقصة جهاد نهاية مفاجئة.
فاتن قبيسي/ جريدة السفير