18-04-2024 06:11 PM بتوقيت القدس المحتلة

التقرير الصحفي ليوم الأربعاء 04-01-2012

التقرير الصحفي ليوم الأربعاء 04-01-2012

أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الأربعاء 04-01-2012

أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الأربعاء 04-01-2012

 
عناوين الصحف

-النهار
الحكومة تتمهّل لاستيعاب الإبطال الثالث للأجور
مجلس الخدمة: التعيينات وفق آلية تأتي بالكفايات
الطريق إلى الرئاسة
طهران تهدد بمنع عودة حاملة أميركية وواشنطن تؤكد استمرار وجودها في الخليج
 

-الديار
اشتباك سياسي يتجدد بين الميقاتي وعون حول الصلاحيات والأجور
«الشورى» يسقط مشروع نحاس والأجور رُحلت إلى جلسة بعبدا برئاسة سليمان
فرنسا: لفرض عقوبات مشددة وحاسمة.. ايران لاميركا: لا نهدد إلا مرّة واحدة البنتاغون يردّ: سنستمر بنشر قطعنا البحرية
ساركوزي لتنحي الاسد وواشنطن: لتدخل الامم المتحدة.. المعارضة: لتحويل ساحة حمص ميداناً للتحرير
حاملة الطائرات الروسية الى المياه السورية
 

-السفير
هل يبدأ مجلس الوزراء اليوم رحلة التنقيب عن النفط؟
قصة «إبريق الأجور»: صفعة ثالثة للحكومة محاولة لتعويم «اتفاق بعبدا» ... و«التيار» يرفض «الشعوذة»
المؤتمر القطري للبعث في شباط: الدستور والتعددية... وتغييرات تنظيمية
إيران تحذر أميركا من إعادة حاملة طائراتها للخليج واشنطن: التهديد يعكس الضعف... ولا نسعى للمواجهة
 

-المستقبل
البيت الأبيض يطالب بتدخل مجلس الأمن "الآن" و"السوري الحر" يتوعد بالتصعيد
ساركوزي: مجازر الأسد تثير الاشمئزاز وعليه التنحي 
"شورى الدولة" يرفض مشروع نحاس "اللاقانوني".. وجنبلاط يُطلق أعنف مواقفه ضد النظام السوري
الحكومات في الحكومة: عود على خلاف!
عباس: عودة التفاوض رهن وقف الاستيطان عمّان ترعى اجتماعاً فلسطينياً ـ إسرائيلياً
 

-الحياة
الجامعة تشيد بـ"كفاءة" الدابي واللجنة الوزارية تناقش تقريره السبت
جنبلاط يدعو "بني معروف سوريا" الى عدم المشاركة في قمع المتظاهرين
اجتماعات الرباعية في عمان: اتفاق على استمرار اللقاءات
 

-الشرق الأوسط
«الجيش السوري الحر» يمنح الجامعة أياما.. قبل التصعيد
أميركا ترد على تهديد إيران بمواصلة نشر عتاد في الخليج
ليبيا: اشتباكات بين الثوار في مقر المخابرات بطرابلس
طالبان تخطو نحو السلام وتؤكد فتح «مكتب ارتباط» في قطر.

 

محليات

ـ اللواء: قضية الصدر: عتب شيعي على المسؤولين واستغراب لرواية المجلس الإنتقالي
أكدت مصادر متابعة لملف الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمّد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، عتبها على المسؤولين في السلطة التنفيذية في لبنان، خصوصاً رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، لعدم قيامهما بزيارة إلى ليبيا، يكون على جدول اعمالها بند واحد وهو قضية الإمام الصدر ورفيقيه، وإماطة اللثام عن الحقيقة في هذا الملف الوطني.
وألمحت «اللواء» إلى انه هل من المعقول أن يتم التعاطي في قضية بهذا الحجم بالطريقة التي جرت، حيث اتخذ قرار في مجلس الوزراء في نهاية شهر آب الماضي بمتابعة الملف، ولكن اقتصر الأمر على زيارة قام بها وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور.
وأوضحت المصادر انه لم يتم الطلب من عائلة الإمام الصدر اجراء فحص الحمض النووي، كما أن مدير عام وزارة المغتربين والمحامي حسن الشامي رفضا التوجه إلى المشارح خلال زيارتهما ليبيا.
وفي السياق اياه، استغرب مصدر حقوقي مقرّب من عائلة الإمام الصدر، عدم تواصل المجلس الانتقالي في ليبيا مع العائلة، وكيف يتذرع بصعوبة الاتصالات الهاتفية، فيما «يعلّق» مع سوانا، وإذا كانت هناك حيثيات جدية، وانتهى التحقيق لماذا لا يخبرونا بالنتيجة حتى يتم البناء على حصيلة التحقيقات، ولماذا التسرع بالنشر، مشيراً إلى ان الإمام الصدر ما زال حياً مع رفيقيه، وهذا المبدأ القانوني والشرعي والايماني.
واستطرد بالقول: هناك العديد من الروايات، ويبقى كل الكلام قابل للنقاش، وإذا كان من الروايات انه توفي بعد سنوات عدّة من سجنه فهناك من قال انهم اغتالوه بعد إخفائه، ومعروف أن القذافي ديكتاتوري، فهل أقدم على اغتياله، ولكن المعلومات التي لدينا تقول انه لا يزال حياً. واضاف: لقد كان الحراس المولجين إدخال الطعام إلى الإمام في سجنه، أعلنوا أن الإمام نقل إلى المستشفى ولم يعد يعرف عنه أي شيء. وشدّد المصدر الحقوقي على ان قضية الإمام الصدر وطنية، وتحظى بإجماع وطني من قبل الطوائف كافة في لبنان، ويجب كشف النقاب عن مصير الإمام الصدر ورفيقيه، خصوصاً أن ليبيا تحررت من حكم القذافي.


ـ الديار: السيد نصرالله ونجاح مستمر في 2011
السيد حسن نصرالله قائد المقاومة وامين عام حزب الله ،مشهود له بالصدق والشجاعة والذكاء من العدو والخصم قبل الصديق،في سنة 2011 السيد حسن نصرالله اظهر مواهب جديدة اضافة الى المواهب الكثيرة التي يتمتع بها.
في 2011 السيد حسن نصرالله اثبت علو كعبه في السياسية التي دخلها من اوسع الابواب فاستطاع السيد ان ياتي بحكومة جيدة ورئيس حكومة جديد، فورقة استقالة الحكومة كانت بيده وهي الوزير الملك واستطاع السيد نصرالله بعد حوارات متعددة ان يقنع الوزير وليد جنبلاط بالخروج من 14 اذار والانضمام الى تحالف حزب الله عون حركة امل وحلفائهم ،السيد حسن نصرالله في 2011 اظهر مهارات اعلامية وقدرة على الدخول في القضايا العدلية والامنية بشكل مذهل،حيث تولى عملية تقديم وشرح المعلومات التي تفند ادلة المحكمة الدولية ،كما قام بشرح وتقديم الادلة التي قدمتها المقاومة عن خرق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية وسرقة صور منها،نعم السيد نصرالله في ال 2011 كان نجما خصوصا ظهوره الملفت في مسيرة العاشر من محرم والتي اذهلت الداخل اللبناني والاسرائيلي،السيد حسن نصرالله هو نجم دائم لكن 2011 كانت سنة جيدة للسيد خصوصا التقارير التي تقول بان المقاومة اصبحت اكثر قوة وقدراتها تفوق ما كانت عليه في ال 2006 .


ـ الديار: القدس قد تستهدف بصواريخ "حزب الله" او سوريا
نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها الصادر اليوم عن مسؤول عسكري كبير قوله ان القدس قد تكون في المستقبل مستهدفة من جانب سوريا او "حزب الله" او من وصفها بـ"تنظيمات ارهابية فلسطينية"، مشيرا الى انها قد تتعرض لاعتداء صاروخي حتى من جهة قطاع غزة.
وشدد هذا المسؤول على ان التقييمات التي اعدتها الاجهزة الامنية المختصة خلال السنوات الاخيرة والتي جاء فيها ان القدس لن تصبح في مرمى القذائف الصاروخية الفلسطينية او صواريخ سوريا أو "حزب الله" كون المدينة مقدسة للمسلمين ايضا، لم تعد واقعية. واشارت الصحيفة الى انه تم ابلاغ الجهات المختصة في بلدية القدس بهذه السناريوهات لتتخذ الاستعدادات اللازمة.


-السفير: استراتيجية "حزب الله" وإيران بعد الانسحاب الأميركي من العراق: الاستقرار السوري وتعزيز المقاومة والتواصل مع "الإخوان المسلمين"  
"تدخل المنطقة العربية والإسلامية اليوم، بعد الانسحاب الاميركي العسكري من العراق، في مرحلة جديدة، تتطلب وضع خطة عمل واستراتيجية جديدة ينبغي تنفيذها في المرحلة المقبلة بعدما تم بحثها ودراستها في الأشهر التي سبقت الانسحاب". هذا ما تشير اليه مصادر مطلعة على أجواء "حزب الله" وإيران، لافتة النظر الى ان الخطة تتركز على جبهات عدة، منها ما يتعلق بالوضع السوري وما يجري في العراق ومواكبة المتغيرات في الدول العربية بعد الثورات الشعبية ووصول الاسلاميين الى الحكم والبرلمان في أكثر من دولة، إضافة لما يتعلق بمواجهة الهجوم الاميركي - الدولي على إيران والحزب بعد الخروج من العراق والعمل من أجل إحباط الفتنة المذهبية التي يتم العمل لإشعالها في أكثر من دولة عربية وإسلامية. وتؤكد المصادر أن إيران و"حزب الله" يعتبران الانسحاب الاميركي العسكري من العراق اهم تطور استراتيجي في هذه المرحلة وسيكون له تداعيات هامة في المرحلة المقبلة، وهذا يتطلب وضع خطط عمل طويلة المدى لاستيعاب تداعياته خصوصا أن الاميركيين وبالتعاون مع بعض الدول العربية والقوى السياسية والحزبية، سعوا لاستيعاب نتائج الانسحاب مسبقاً من خلال إثارة القلاقل المذهبية وشن الحرب على سوريا والعمل لفك التواصل بين قوى المقاومة في المنطقة عبر الاستفادة من نتائج الثورات العربية. في المقابل، فإن القيادة الإيرانية وقيادة الحزب وبالتعاون مع قوى إسلامية فاعلة، عملتا من اجل إفشال الخطط الاميركية ومواجهة المتغيرات الحاصلة برؤية جديدة تستطيع استيعاب التطورات ومواجهة التحديات المختلفة والسعي لتشكيل اطار جديد يكون قادرا على تقديم تصور مختلف لما يجري بعيدا عن الحسابات الحزبية او المذهبية او الفئوية. وتتضمن خطة العمل التي تم التوافق عليها نقاطا اساسية عدة ومنها:
1- على الصعيد العراقي، العمل لحفظ الوحدة الداخلية وتطوير العملية السياسية والتواصل مع جميع القوى العراقية وتشجيعها على معالجة المشاكل عبر الحوار والتعاون والابتعاد عن كل ما يؤدي الى الفتنة او الصراع العسكري والامني والسياسي.
2- على الصعيد السوري، متابعة دعم الاصلاح السياسي والتعاون مع المبادرة العربية مع حماية الاستقرار السوري بكل الامكانيات المتوفرة مع قناعة الطرفين بأن النظام في سوريا نجح في استيعاب الهجمة القوية والتي هدفت لإسقاطه ولكنه سيظل يواجه الكثير من المشاكل في المرحلة المقبلة.
3- حول الموقف من القوى والحركات الاسلامية وخصوصا "الاخوان المسلمين"، فإن الطرفين يؤكدان تعزيز التواصل والتنسيق مع الاخوان وكافة القوى الاسلامية وقد تم البدء بذلك من خلال اقامة مؤتمر الصحوات الاسلامية في تشرين الاول الماضي، اضافة الى سلسلة اللقاءات بين مسؤولين ايرانيين ومن الحزب مع قيادات اسلامية اخوانية في اكثر من دولة عربية وإسلامية. كما يجري البحث حول كيفية تعزيز هذا التواصل مع مراعاة ظروف الاخوان في هذه المرحلة حيث يخوضون الانتخابات النيابية في اكثر من دولة عربية ولديهم اهتمامات وأولويات متعددة.
4- تعزيز العلاقة بين قوى المقاومة ولا سيما في لبنان وفلسطين حيث عقدت لقاءات مكثفة وعلى اعلى المستويات بين القيادة الايرانية وقيادة الحزب وقيادات "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وقوى فلسطينية اخرى. وكان الهاجس الاساسي العمل لحماية قوى المقاومة وتفعيل دورها والتعاون لمعالجة الاحداث الجارية في المنطقة ولا سيما في سوريا وستشهد الايام المقبلة تطورات هامة في هذا الاطار بعكس ما تروج له بعض الاوساط السياسية والاعلامية حول دور "حماس" وخروجها من دمشق.
5- مواجهة الفتن المذهبية التي يتم الترويج لها وإعطاء الاولوية لإزالة سوء التفاهم مع بعض الدول العربية الاساسية ولا سيما السعودية ورفض تحويل الصراع مع الاميركيين الى صراع عربي - ايراني او سني -شيعي، وقد شكلت زيارة وزير الامن الايراني للسعودية خطوة أولى في هذا المجال وستتبعها خطوات اخرى. وتتابع المصادر تقييمها للتطورات العربية وما يجري في المنطقة بالقول ان ما حصل من ثورات شعبية ولا سيما في تونس ومصر كان بإرادة شعبية حقيقية لكن الاميركيين وبعض الدول العربية يحاولون حرف هذه الثورات عن مسارها لكن النتائج الاستراتيجية لما حصل ستكون لصالح قوى المقاومة في المدى البعيد. وأمام القوى الاسلامية ولا سيما "الاخوان المسلمين" فرصة هامة لتقديم نموذج إسلامي جديد في الحكم وأمامهم تحديات كبيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية وهم معنيون بتوضيح مواقفهم من مختلف التطورات ولا سيما الصراع العربي ـ الاسرائيلي وكيفية حماية المقاومة ودعمها بدل التضييق عليها ومحاصرتها. وأما عن احتمال حصول حرب اسرائيلية او اميركية على إيران او قوى المقاومة، فالمصادر لا تستبعد هذا الاحتمال في ظل الاستعدادات الاسرائيلية والأميركية المستمرة لذلك، لكنه سيكون مكلفا وصعبا عليهما كما سيكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد الاميركي والعربي والعالمي مما سيجعل الاميركيين وحلفاءهم يفكرون كثيرا قبل اللجوء اليه ويدفعهم لخيارات اخرى ومنها ما يسمى بالحرب الناعمة والحرب الاقتصادية والأمنية بهدف توجيه صربات قوية لقوى المقاومة. وتختم المصادر بالقول بأن المنطقة دخلت بعد الانسحاب الاميركي من العراق في مرحلة جديدة لكن "حزب الله" وإيران والقوى المقاومة باتت في وضع افضل وأقوى مما كانت عليه في المراحل السابقة.


ـ السفير: "الحزب يحاول إيجاد أجندة تجعله أكثر تسييساً".. دراسة أميركية: على أميركا التواصل مع "حزب الله"
رأى الباحث فيليبو ديونيجي، الذي يعد دراسة الدكتوراه في كلية لندن للاقتصاد، حول "حزب الله"، أن ثمة دلائل تشير إلى عملية "تطبيع سياسي" يقوم بها الحزب، ليصبح أشبه بالأحزاب الإسلامية التي "تكسب زخماً" يوما بعد يوم في العالم العربي، ما يشكل فرصة أمام "اللاعبين الدوليين" للتواصل مع الحزب بدلاً من عزله بلا طائل.
وقال ديونيجي، في تقرير نشره موقع "اوبن ديموكراسي" البحثي الأميركي، تحت عنوان "لبنان: الهدوء قبل العاصفة؟"، إن الربيع العربي الذي سبغ العام 2011 أنحى بلبنان بعيداً عن دائرة الضوء السياسي، وهكذا "بقيت هذه الدولة التي تعد واحدة من أكثر دول المشرق اضطراباً، مستقرة نسبياً"، لكن "مستقبلها يحمل الكثير من الفرص والمخاطر".
وفي تشريحه لما أسماها "متاعب حزب الله"، قال ديونيجي إن المصادقة على تمويل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري تشير إلى أن "حزب الله بات أضعف"، وأنه "مهتم بالحفاظ على الحكومة كما هي، بدلاً من المجازفة في الانزلاق في أزمة سياسية غير واضحة المعالم والآفاق".
وتابع ديونيجي أن وضع الحزب "صعب" حالياً، فهو "مشتت بين هويته السياسية التي ترفع من المقاومة والتحرير شعاراً لها، وبين قيوده الاستراتيجية، التي تجعل منه حليفاً لسوريا وعضواً في محور المقاومة"، ما يجعل من "الصعب التكهن بكيفية خروجه من ظلال أحداث 2011".
ولكن ثمة ما يؤشر إلى "انبثاق "حزب الله" أكثر تسييساً"، على حد تعبير الباحث في "أوبن ديموكراسي"، مذكراً بما قاله له قبل شهرين النائب علي فياض، بأن "الوثيقة السياسية التي أعلن عنها الامين العام السيد حسن نصر الله في 2009، هي جزء من وثيقة أشمل، وهي قيد الحصول على مصادقة مجلس شورى حزب الله".
هذا الحزب "الأكثر تسييساً" يبدو لديونيجي وكأنه "يحاول شق طريق لأجندة سياسية، إعداداً لسيناريو يصبح فيه "حزب الله" أشبه بالأحزاب السياسية التي نراها تكسب زخماً في مصر وتونس" حالياً.
كما ان "إعادة تعريف" مفهوم "المقاومة" على انها "أداة للردع"، يحمل دلالة على "التطبيع السياسي" الجاري داخل الحزب، برأي ديونيجي.
من هنا، دعا الباحث في "اوبن ديموكراسي" "اللاعبين السياسيين الدوليين الى محاولة تسهيل عملية انتقال "حزب الله" الى هذا التطبيع السياسي، بدلاً من عزله أكثر، ومحاولة استفزاز رد فعل من الجناح العسكري" للحزب.
في السياق ذاته، قال الصحافي الأميركي المستقل بيتر آيه بوكسبوم، الذي يكتب منذ 20 عاماً في شؤون الدفاع والأمن، في تقرير نشرته "شبكة الأمن والعلاقات الدولية"، ومقرها زيوريخ إنه "عندما دخل الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض في مطلع 2009، تعهد بتبني نهج جديد في سياسة بلاده الخارجية"، أبرز سمات هذا النهج كان "التواصل مع اللاعبين غير الحكوميين".
ففي العام 2010، أطلقت وزارة الخارجية الأميركية مبادرة غير مسبوقة سميت "المراجعة الرباعية للدبلوماسية والتنمية"، وهي تضاهي في أهميتها، "مراجعة الدفاع الرباعية"، وهو تقرير تعده وزارة الدفاع الأميركية كل أربع سنوات بهدف تحليل الأهداف الاستراتيجية والمخاطر العسكرية المحتملة.
لعل أبرز ما جاء في المراجعة الدبلوماسية التي حملت عنوان "القيادة عبر القوة المدنية"، كان تحديدها لمسار الدبلوماسية الأميركية وضرورة "انخراطها أبعد من الدولة"، بمعنى ان تشمل الجهود الدبلوماسية الأميركية اللاعبين غير الحكوميين، باعتبار ان "حل النزاعات هو غاية مركزية للامن القومي"، حسبما شرح بوكسبوم، في التقرير الذي نشرته الشبكة في 29 كانون الأول الماضي.
لكن وفقاً لتقرير أعدّه المسؤول في الخارجية الأميركية بايتون نوف، ونشره "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي في تشرين الأول 2011، "لم تُبذل جهود كافية لإعداد الدبلوماسيين الأميركيين من أجل تحليل اللاعبين غير الحكوميين الأكثر نفوذاً والمشاركين في النزاعات حول العالم، والتواصل معهم".
عليه، فإن ما تحتاجه وزارة الخارجية الأميركية، برأي نوف، هو "دليل واضح يعلّم الدبلوماسيين الأميركيين لماذا ومتى وكيف يديرون مثل هذه المقاربات للانخراط مع هؤلاء اللاعبين".
ثمة "مشكلة واحدة" تعيق التواصل مع المجموعات المسلحة غير الحكومية، تتمثل في أن هذه المجموعات "غالباً ما تُصنَّف على أنها منظمات إرهابية"، وإن كان تعبير "إرهابية" يستخدم أحياناً "كسلاح سياسي ضد بعض تلك المجموعات". و"التردد" في التمييز بين هذه وتلك، "أعاق بالفعل الجهود للتوصل إلى حلول لنزاعات عديدة، في السنوات الأخيرة"، حسبما قال بايتون نوف.
ومع ذلك، تبقى السياسة الخارجية الأميركية "حتى اليوم مرتبكة إزاء الانخراط مع هذه المجموعات المسلحة"، حسبما قال الصحافي الأميركي المستقل بيتر آيه بوكسبوم، مشيراً الى أن أوباما "أجاز في 2011 الحوار مع حركة طالبان، بعدما كان قد عانى الأمرّين في 2009، في التمييز بين فوائد الانخراط مع المجموعات المسلحة غير الحكومية، بخلاف الدول - العدو مثل إيران".
وكان أوباما قد قال في حديث لإذاعة "ناشيونال بابليك" إن "إيران دولة - أمة كبيرة ومهمة"، أما "حزب الله" و"حماس" فليسا كذلك. ولا أعتقد أن علينا أن نقارب هذين الكيانين بالطريقة ذاتها".
هنا، رأى بوكسبوم أن "التمييز الذي رسمه أوباما (بين إيران من جهة و"حزب الله" و"حماس" من جهة اخرى) له دوافع سياسية"، فـ"الانخراط مع حماس قد يثير معارضةً في الداخل الأميركي وقد يؤثر على العلاقات مع إسرائيل، والسلطة الفلسطينية وغيرهما".
أيّده في ذلك بايتون نوف، الذي لفت الانتباه إلى أن "السياسة حتماً ستدخل في المعادلة" لدى الانخراط مع مجموعات مسلحة غير حكومية، داعياً إلى "جعل تقييم التبعات السياسية لأي عملية انخراط، جزءاً من مجموعة عوامل تحدد تكاليف مثل هذا الانخراط وفوائده".
نوف يروّج لمقاربة ثلاثية الأركان لإقرار ما إذا كان يتعين الانخراط مع مجموعة مسلحة دون غيرها، أولها تحديد لمحة عن المجموعة، وتحديد الهدف الأميركي من هذه المجموعة، ووزن تكاليف الانخراط مع هذه المجموعة والفوائد المرجوة منه.
وأوضح نوف ان هناك "سبع مميزات أساسية من أجل فهم بنية مجموعة مسلحة"، هي: قيادتها، وفاعليتها العسكرية، وجمهورها، ومدى سيطرتها على الأرض، وقاعدتها السياسية، ورعاتها، واحتياجاتها.
وفي ختام حديثه لـ"شبكة الأمن والعلاقات الدولية"، حثّ نوف "صناع القرار إلى الأخذ بعين الاعتبار بأنه، منذ الثمانينيات، كان عدد النزاعات التي انتهت باتفاق سلمي اربع مرات أكثر من عدد النزاعات التي انتهت بنصر عسكري. ونظراً إلى كثرة المجموعات المسلحة غير الحكومية المشاركة في النزاعات الراهنة، فإن الانخراط معها، قد يكون أكثر فاعلية من العزل أو العمل العسكري".


-النهار: العلاقة بين بكركي و "حزب الله" مدّ وجزر...مظلوم: تحالف الاقليات نظرية قديمة نرفضها
اتسمت العلاقة بين بكركي و"حزب الله"، منذ نشأته بالتحفظ لاسباب واعتبارات عدة، لكنها ومنذ انتخاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رست على نوع من التواصل والحميمية التي عززتها مواقف بطريرك الموارنة في باريس وبعلبك والجنوب، وتصريحاته عن الشؤون السورية ومصير الاقليات. لكن هذه الايجابية بين الطرفين، والتي يصفها البعض بـ "تفاهم الاقليات" لا تلغي حجم الملفات الساخنة على جدول الاعمال بين الجانبين، بدءاً من مسألة السلاح خارج الدولة ونزع سلاح "حزب الله"، الى قضية بيع الاراضي والهجمة العقارية على المناطق المسيحية والتي دخلت فيها الكنيسة المارونية طرفاً، وصولاً الى ملف التعيينات الادارية. ويقول "عراب" العلاقة بين بكركي والحزب المطران سمير مظلوم إن "لا علاقة مميزة مع اي طرف ولا تحالف أقليات بل رغبة من البطريرك الراعي في الانفتاح على جميع اللبنانيين عبر الحوار والتفاهم". وينفي مظلوم ان تكون العلاقة بين الكنيسة والحزب نتاج انتخاب مار بشارة بطرس الراعي بطريركاً، ويؤكد ان العلاقة بدأت منذ 1992 عندما تشكلت لجنة من الجانبين بناء على طلب الحزب، ولم يكن مظلوم مطراناً حينها. وتطورت الامور تدريجاً بين مد وجزر الى ان كانت حرب تموز 2006 وما اعقبها، حيث انكفأ الحزب الى ترتيب اوضاعه وتراجع عدد اللقاءات تدريجاً. وساهم التفاهم مع العماد ميشال عون ربما في تبريد حماسة الحزب لمزيد من اللقاءات مع بكركي بعدما شعر انه يقيم علاقة تحالفية مع طرف مسيحي فاعل. واستمرت الامور على هذا المنوال الى حين انتخاب الراعي وزيارته الجنوب والبقاع حيث ابدى حزب الله الرغبة في اعادة توطيد العلاقة وهذا ما كان". والكلام للمطران مظلوم. وما دامت الامور كذلك فلماذا لا يحاور البطريرك الاسلاميين السنة او السلفيين و "الاخوان المسلمين"؟ ويرد مظلوم بالتمييز بين الطائفة السنية والقوى السياسية المتطرفة داخلها، ويشير الى ان العلاقة مع مفتي الجمهورية ورئيس الحكومة والقوى السياسية المعتدلة "لا تشوبها شائبة"، لكن المشكلة بالنسبة اليه ان الاسلاميين و "الاخوان المسلمين" لم يبادروا في اتجاه بكركي ولم يتواصلوا في شكل رسمي. اما الكلام الذي نسب الى البطريرك عن الخشية من وصول نظام اصولي متشدد الى الحكم في سوريا فيعتبر انه قائم على المعطيات الميدانية المتوافرة والخشية على مصير المسيحيين والاقليات في سوريا نتيجة الابهام في الموقف السياسي لهذه القوى". وعن نظرية "تحالف الاقليات" يقول مظلوم ان هذه النظرية ليست جديدة بل قديمة في التاريخ، وعرضت على البطريركين بولس بطرس المعوشي وانطونيوس بطرس خريش بغرض قيام تحالف يهودي – درزي – علوي – مسيحي ضد الاكثرية السنية، "لكن موقفنا في بكركي كان ان هذه المعادلة ليست حلاً ورفضت بشدة". ويضيف: "عرض النظام السوري علينا التعاون تحت عناوين عدة وكان موقفنا الدائم الرفض الكامل لهذا المشروع انطلاقاً من تمسكنا بفكرة "لبنان اولاً والوحدة الوطنية والعيش المشترك ولبنان الرسالة". ويشرح مظلوم ان قراءة البطريرك لهذه المعادلة انها تدمر الاقليات وتؤدي الى حروب لا نهاية لها. وبالوصول الى خطاب البطريرك ودعوته الى تطوير النظام رغم حراجة الوضع السياسي الداخلي والاقليمي، يعتبر مظلوم ان الراعي ينطلق في مقاربته من وضع الدولة "المكربج" حيث تتعطل الادارات والمؤسسات العامة، وبالمختصر "الامور مش راكبة"، ولهذه الاسباب لا بد من الجلوس الى طاولة حوار لمناقشة هذه الامور بأخلاص وارادة مشتركة. اما اللامركزية فقد تكون حلاً او أي شكل آخر شرط عدم فرض الامور بالقوة بل بالحوار والتفاهم الحضاري. ويرد على الخشية من مطالبة الطائفة الشيعية بالمثالثة بأن "الامور محسوبة ولا داعي لهيمنة اي طائفة على الاخريات". وبرأيه انه لا يجوز تحت ستار الخشية من المثالثة او غيرها ترك الدولة تنهار وتدمر واللبنانيين يتفرجون ويبحثون عن ذرائع". ويمضي مظلوم في تفسير الدعوة الى التغيير، بأن الهم الاساس لدى الكنيسة المارونية هو منع انهيار الدولة والتصدي لهذا الوضع يكون بدعوة الجميع الى المشاركة وعودة المسيحيين الى ممارسة دورهم كما يجب. والواقع أن ضعف المسيحيين بعد الحرب اوصل الدولة الى الانهيار لانهم اصحاب فكرة الدولة اللبنانية المدنية، في حين فشل الاخرون في ترتيب هذه الدولة وانجاحها وحولوها مزارع مذهبية وطائفية بدليل ما نراه اليوم من ازمات ومشكلات، واستبعاد المسيحيين عن مسار بناء الدولة لم يؤد سوى الى خسائر فادحة لهذه الدولة اللبنانية". ويضيف: "ما ندعو اليه هو استعادة للدور التأسيسي للكيان والذي اضطلعت به الكنيسة المارونية ونشدد على أهمية الحوار واحترام التنوع والديموقراطية ووضع سياسة الاستئثار والهيمنة جانباً لاننا لا نملك وطناً آخر غير لبنان وغيرتنا عليه تدفعنا الى هذا الموقف".


ـ الديار: فيلتمان طرح معادلات في لقاءاته مع النخبة من 14 آذار وجنبلاط: سلاح الشمال السني مُقابل سلاح الجنوب الشيعي والمطلوب الاستعداد
المخطط الاميركي للحدود اللبنانية - السورية اكبر من «عنعنات» اللاعبين المحليين وخلافاتهم، ويبدو ان الوحيد الذي التقط «الشيفرة» كان وليد جنبلاط بعد لقائه فيلتمان و«تبشيره» بأيام سوداء تنتظر لبنان والمنطقة، ولذلك تقول المعلومات، ان فيلتمان التقى النخبة من 14 آذار نظراً «لرفعة» مستوى النقاشات التي اتسمت بالعمق، ولانه يحاذر ان يطرحها كيفما كان واينما كان.
ابلغ فيلتمان كل من التفاهم بأن نظام الرئيس بشار الاسد سيسقط منتصف العام، وعلى اللبنانيين ان يتهيأوا لهذه المرحلة.
وقال لهم فيلتمان «ما الفرق بين حكم انور السادات والاخوان المسلمين حاليا، واذا حكم الاخوان في مصر ما هي المشكلة؟ واذا حكم الغنوشي في تونس ما المشكلة ايضا؟ لأنه لا خلاف بين الغنوشي وبن علي في النظرة لمستقبل المنطقة. والغنوشي ممسك بالارض حاليا كما هم الاخوان المسلمون في مصر، وهذا ما تريده واشنطن التي ستتعامل مع الاسلاميين بكل حرية، حتى ان واشنطن تريد ان يحكم طالبان افغانستان، وبدأت تباشيره بفتح قطر مكتباً ديبلوماسياً لطالبان على أراضيها، فلماذا الخوف من حكم «الاخوان» وهذا الامر طرحه امام الرئيس امين الجميّل ووليد جنبلاط وحاول الاستفسار منهما عن «النقزة» لديهما من حكم الاخوان، والتأكيد لهم ان الولايات المتحدة ستضمن حقوق الاقليات في لبنان وسوريا ومصر والاردن وهذا ما قالته كونيللي للبطريرك الراعي بأن واشنطن ستضمن حقوق الاقليات.
وقال فيلتمان «ان النظام السوري سيسقط منتصف 2012 علماً ان فيلتمان كان قد قطع وعداً لـ 14 آذار بأن النظام سيسقط في شهر كانون الاول الماضي 2011. وهذا ما جعل بعض نواب 14 آذار، يسترسلون في سكرة تصريحاتهم.
وتقول المعلومات «ان جميع القادة اللبنانيين غير الرسميين الذين التقاهم فيلتمان «استمعوا» إليه جيداً، ولم «ينطقوا» بكلمة حتى ان فيلتمان قال للقادة المسيحيين الذين التقاهم «نعرف ظروفكم، لا نريد منكم اي تحرك، لكن عليكم الاستعداد للمرحلة الجديدة».
اما جنبلاط فوحده الذي طرح كماً هائلاً من الاسئلة حول الاسلام المتطرف والمعتدل، واين موقع الاقليات؟ ومن يحميهم؟ وما هو دورهم؟ والاوضاع في سوريا الى اين؟ وابدى تخوفه من انفجار الامور في سوريا؟ لكن فيلتمان طمأنه وطلب منه الانتظار مع امكانية طلب المساعدة فقط من القوى اللبنانية الحليفة للمعارضة السورية للمساعدة في الشمال.
وتقول المعلومات «ان فيلتمان اكد للذين التقاهم ان الجهد الاميركي منصب على الحدود اللبنانية ـ السورية من منطقة الشمال فقط، لان جمهور المعارضة ضعيف في البقاع في ظل قوة حزب الله، و«النقطة الرخوة» لسوريا هي الشمال. ولذلك فإن الولايات المتحدة ستعمل على إقامة منطقة عازلة وفتح ممر آمن للمسلحين والنازحين السوريين الى الداخل السوري، وهذا يتطلب تحويل منطقة الشمال الى ما يشبه الثكنة العسكرية، وتسليح الاهالي وتنظيم الاوضاع على الحدود، وربما يتطلب الامر كذلك اسلحة ثقيلة. ويقول فيلتمان «بعد سقوط الرئيس بشار الاسد، فان الملف اللبناني سيوضع على الطاولة لبحث الاسس لاستعادة دور الدولة وهذا الامر سيكون بمساعدة الدول الكبرى التي لن تدخل في مواجهة مع حزب الله لنزع سلاحه بل ستطرح معادلة في البلد «نزع السلاح السني في الشمال مقابل نزع السلاح الشيعي في الجنوب» والا فان الارضية تكون مهيأة لانفجار سني - شيعي، فيما ميزان القوى بعد سقوط الرئيس الاسد لن يسمح لايران وحزب الله بخربطة هذه المعادلة والقبول بها من اجل تخفيف الخسائر.
هذا هو جوهر لقاءات فيلتمان في بيروت، وهي افكار تتعدى اطار اللاعبين المحليين وهدفها واحد منذ العام 1982، وقبل ذلك، رأس المقاومة وسوريا وان تعددت السيناريوات، لكن الهدف واحد المقاومة وسوريا. وبعد ذلك ايران ثم تصفية القضية الفلسطينية، هذا هو عنوان الصراع ولا يجوز ان يضيع البعض في التفاصيل الصغيرة، لكن حسابات البيدر الاميركي لن تتطابق أبداً مع الواقع على الارض.
المنطقة برمتها تعيش مرحلة «الخرطوشة الاخيرة» وأن اليد على الزناد لن تبقى دون حراك في ظل حدة الصراع والتشابك الاقليمي - الدولي، لان من يحكم سوريا يحكم الشرق الاوسط والعالم، ومهما عرضوا من هدايا على روسيا فليس لديها هدية اغلى من النظام السوري الحالي الذي يحفظ مصالحها اولا، وبالتالي فإن الجميع بانتظار ما سيخرج عن المراقبين العرب وما سيكتبونه، وفي ضوء تقاريرهم ستكون المنطقة امام الانفجار الكبير او التسوية الكبيرة، فاذا جاءت التقارير متوازنة فان لغة العقل عند الكبار تكون هي الراجحة للوصول الى التسوية الكبيرة، اما اذا كانت التقارير عكس ذلك فان برميل البارود سيشتعل بالمنطقة كلها.. والاقوى سينتصر؟ اذا بقي هناك من يخبر عما جرى وسيجري؟ فالقضية ليست «لعب عيال» واولاد، انها مصير محور يمتد من روسيا الى ايران، والعراق وسوريا، ولبنان وصولا الى الهند والبرازيل واميركا الشمالية في مواجهة محور آخر تقوده واشنطن وتريد الانتصار من اجل ضمان عودة اوباما الى السلطة.
هذا هو الصراع وليس بين 8 و14 آذار الذين لا وجود لهم في حسابات الكبار بتاتاً بل هم ادوات صغيرة.


ـ البناء: فيلتمان طلب من فريق 14 آذار العمل لتحويل الشمال منطقة آمنة لتهريب السلاح والمسلّحين إلى سورية
طرح السجال السياسي حول موضوع «تسرّب» عناصر من «القاعدة» إلى داخل سورية عن طريق لبنان جملة من علامات الاستفهام حول ما آل إليه العداء الذي يضمره فريق من السياسيين اللبنانيين لسورية، والذي تعدّى مسألة التحريض وإثارة النعرات المذهبية إلى حد الاشتراك في عمليات القتل والتخريب عن طريق تهريب السلاح وتزويد المسلحين بالمال، إضافة إلى رفع منسوب الخطاب المناوئ للقيادة السورية بما يتناسب واستمرار الضغوط الدولية المستمرة على الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد.
وإذا كان رئيس «تيار المرده» النائب سليمان فرنجية قد وضع النقاط على الحروف في ما خص المعركة التي فتحها هذا الفريق على وزير الدفاع فايز غصن لمجرد إدلائه بمعلومات مؤكدة لديه حول تسلّل عناصر من القاعدة إلى سورية، فإنه من الواجب أيضاً على الحكومة مجتمعة أن تتخذ قراراً حاسماً بهذا الشأن بدلاً من التعاطي مع هذا الملف الخطير بكثير من اللامبالاة والخفة، خصوصاً وأنه بات من الواضح أن هناك من يسعى في الداخل اللبناني بإيعاز من الخارج وتحديداً من واشنطن عبر موفدها السفير جيفري فيلتمان إلى إيجاد منطقة آمنة في الشمال للمسلّحين السوريين الذين يتم تدريبهم وتسهيل تسلّلهم إلى داخل سورية للقيام بعمليات أمنية وتخريبية.
ومن البديهي السؤال عن تقاعس الحكومة في التواصل مع المسؤولين في سورية للاتفاق على وضع خطة مشتركة تؤدي إلى منع الاختراقات الأمنية على جانبي الحدود، وتحول أيضاً دون تهريب السلاح والمسلحين، فالكرة اليوم في ملعب هذه الحكومة التي يفترض أن تتعاطى مع هذا الموضوع كطبيب جرّاح عليه معالجة هذا المرض الخبيث واستئصاله من الجسم اللبناني بدلاً من الاستمرار في تجاهله.
وفي هذا الإطار، تستغرب مصادر مواكبة لهذه التطورات كيف أن الرئيسين والوزراء داخل مجلس الوزراء أيَّدوا ما قاله وزير الدفاع الذي يملك صوراً وأفلاماً تدعم موقفه، وهم في الخارج يخجلون من إبداء هذا الدعم. وتقول هذه المصادر إن السؤال الكبير الذي يواجه الفريق السياسي الذي يخو ض المعركة في وجه وزير الدفاع هو هل تثقون بالجيش اللبناني أم لا؟ فالجيش اللبناني هو بالتأكيد من زوّد وزير الدفاع بهذه المعلومات، التي اعتبرها خطيرة وتمس بالسيادة الوطنية وتشكل خطراً على العلاقة القائمة بين لبنان وسورية.
وتسأل المصادر الفريق السياسي الذي يُنكر وجود تهريب سلاح ومسلحين عبر حدود لبنان الشمالية إلى سورية من أين عبر فريق محطة الـ B.B.C إلى سورية؟ ألم يعبر من شمال لبنان بصحبة مسلحين من وادي خالد إلى مدينة حمص؟ ولمن تخونه الذاكرة عليه أن يعود إلى الفيلم الذي بثته هذه المحطة من داخل سورية.
كما أن هذه المصادر تسأل لماذا كلما كشف الجيش اللبناني عورة سياسية لفريق سياسي معيَّن يقوم هذا الفريق بتجييرها على أنها اعتداء على طائفته ومذهبه ومنطقته، فهل لبنان خالٍ من الأمراض المخابراتية والأمنية؟ وهل لبنان خالٍ من الأمراض الإرهابية؟ فماذا عن تفجير عين علق، وماذا عن «فتح الإسلام» هل هؤلاء لاعبو كرة من إسبانيا أم أنهم يشكلون خلايا إرهابية في لبنان؟
غير أن هذه المصادر في المقابل تأخذ على القوى الأمنية عدم إلقائها القبض على المسلحين قبل تسللهم إلى سورية طالما كانت على علم مسبق بوجودهم، ولماذا لا يكون هناك تنسيق حقيقي بين الأجهزة الأمنية في ما بينها، وتزويد السلطة السياسية بما تملك من معلومات لاتخاذ التدابير المناسبة؟
في رأي المصادر أن على قيادة الجيش أن تبادر فوراً إلى اتخاذ التدابير الآيلة إلى وضع حد لاستمرار الفلتان الحاصل على الحدود مع سورية، وإعلان ما يشبه حالة الطوارئ لإنهاء الوضع الشاذ الذي إن استمر ستكون له عواقب وخيمة على الوضع اللبناني الداخلي وعلى مستوى العلاقة مع سورية، وفي مقابل ذلك فإن إجراءات من هذا النوع تعري بعض السياسيين الذين يصوبون بين الفينة والأخرى باتجاه المؤسسة العسكرية التي ما تزال تنأى بنفسها عن السجالات السياسية فقد قامت بدور فعّال في السنوات الماضية حال دون اندلاع الفتنة التي كان البعض من السياسيين اللبنانيين يوقد نارها بناء على إملاءات وأجندة خارجية كان القصد منها إدخال لبنان في النفق المظلم ثأراً وعقاباً له على توجيهه صفعة قوية عبر مقاومته «لإسرائيل».
وتعرب المصادر عن اعتقادها بأن التأخير في إيجاد العلاج الجذري لما يحصل في منطقة عرسال وغيرها، سيؤدي إلى بروز بؤر أمنية خارجة عن سلطة الدولة، وبالتالي تساهم في زعزعة الاستقرار وتزج بالجيش اللبناني والقوى اللبنانية في صراعات جانبية لا تقل خطورة عما جرى في نهر البارد، سيما وأن طبيعة المنطقة ومساحاتها الشاسعة تؤمّن للمسلحين حرية حركة ما لم يكن هناك إجراءات مشددة، لا تعطي أي اعتبار للمواقف السياسية التي تطلق من هنا وهناك، فالاسترخاء لا يفيد، والتشدد الأمني بات ملحاً، ?