25-04-2024 09:53 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 18-11-2015: الحوار.. والأمن..

الصحافة اليوم 18-11-2015: الحوار.. والأمن..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 18-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها جلسة الحوار الوطني العاشرة وما نتج عنها من تفاهمات بالإضافة إلى الملف الأمني وما يرافقه من انجازات متمثلة برصد حركة الارهابيين


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 18-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها جلسة الحوار الوطني العاشرة وما نتج عنها من تفاهمات بالإضافة إلى الملف الأمني وما يرافقه من انجازات متمثلة برصد حركة الارهابيين والقبض على مزيد منهم..

السفير
ضبط مواد في طرابلس تكفي لصناعة 100حزام ناسف
«أمين» متفجرات البرج يقود سيارات سياسيين وأمنيين!

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "تواصل الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش ملاحقة الخلايا الارهابية وتفكيكها، في أكثر من منطقة لبنانية، الامر الذي أدى الى إحباط هجمات انتحارية جديدة كان يجري التحضير لها، كما أكدت لـ«السفير» مصادر أمنية مطلعة، كاشفة عن ان هناك مطلوبين لبنانيين وسوريين لا يزالون قيد الملاحقة، لضلوعهم في تقديم التسهيلات الى الارهابيين.

ونجح «فرع المعلومات» في قوى الامن الداخلي في متابعة تفكيك بنية الشبكة الارهابية التي تقف خلف جريمة برج البراجنة، من خلال توقيفه أمس «أمين مستودع» الأحزمة الناسفة والمتفجرات المدعو أحمد م. الملقب بـ«أبي عثمان»، وضبط كمية كبيرة من الأحزمة الناسفة والمتفجرات والصواعق التي كان يخفيها، إضافة الى توقيف شخصين كانا يتواصلان معه ومع الانتحاري الموقوف ابراهيم الجمل (كان ينوي تفجير نفسه في جبل محسن)، أحدهما عنصر أمني يدعى شوقي س.، والثاني خالد ش.

وأفادت معلومات «السفير» أن الفرع الفني في «فرع المعلومات» توصل الى تحديد هوية الشخص الذي جنده تنظيم «داعش» للقيام بمهمة تخزين الأحزمة الناسفة والمتفجرات وتسليمها الى الانتحاريين، وذلك من خلال تحليل «داتا» الاتصالات التي أجراها الموقوفون قبل أيام من تفجير برج البراجنة، والاطلاع على محتويات كاميرات المراقبة المنتشرة من قرصيتا في الضنية، حيث كان يقيم الانتحاري الجمل، مرورا بالقبة، حيث ألقي القبض عليه، وصولا الى أوتوستراد طرابلس ـ شكا، إضافة الى الاعترافات التي انتزعها المحققون من الجمل والموقوف ابراهيم رايد الذي تولى نقل الاحزمة الناسفة والصواعق الى طرابلس.

وترجح المعلومات أن يكون «أبو عثمان» قد سلم الجمل وانتحارييّ برج البراجنة ثلاثة أحزمة ناسفة في القبة فجر الخميس الماضي، قبل أن ينتقل انتحاريا البرج الى المحطة الثانية في بيروت، ويقع الجمل في قبضة «فرع المعلومات» الذي عمل عبر أشرطة الكاميرات على التدقيق في تحركاته، ليتبين انها اقتصرت على محيط منزله القريب من مسجد حمزة، حيث منزل «أبي عثمان»، ما أثار الشبهات حول هذا المنزل.

وبناء على المعلومات التي توافرت من «داتا» الاتصالات ومحتوى الكاميرات، قامت القوة الضاربة في «المعلومات» مساء أمس بتوقيف «أبي عثمان» وهو يعمل في كاراج أحد مطاعم منطقة الضم والفرز، ثم انتقلت القوة على الفور الى محلة القبة، وتحديدا محيط مسجد حمزة حيث داهمت منزله، وعثرت على أربعة أحزمة ناسفة معدة للتفجير، وهي من نوعية الحزامين اللذين استخدما في تفجيري برج البراجنة، والحزام الذي عثر عليه مع الموقوف الجمل.

وعمل الخبير العسكري على تعطيل الاحزمة قبل رفعها من مكانها، كما تم العثور على 250 كيلوغراما من المتفجرات، ونحو 500 صاعق تفجير، وأكياس تحتوي على كرات معدنية توضع مع الأحزمة الناسفة، كل كيس منها يزن خمسة كيلوغرامات، إضافة الى أسلاك وقنابل وأسلحة مختلفة.

وتشير المعلومات الأمنية الى أن «أبا عثمان» خبير في تصنيع الأحزمة الناسفة، وأن كميات المتفجرات التي عثر عليها في منزله قادرة على إنتاج نحو مئة حزام ناسف، وأنه يعمل في كاراج مطعم يرتاده الكثير من الشخصيات السياسية والأمنية حيث يتولى مع آخرين رصف سياراتهم.

وتابعت القوة الضاربة مداهماتها فضربت طوقا أمنيا حول منطقة البقار في القبة حيث أوقفت شوقي س.، وهو عنصر في جهاز أمني كان على تواصل مع الجمل، إضافة الى خالد ش. المتهم بالتواصل مع الانتحاريين وتقديم بعض التسهيلات اللوجستية لهم.

كما داهمت القوة عددا من المنازل في حي التنك خلف نادي الضباط في القبة، حيث يشتبه أن يكون هناك مجموعة على علاقة بالعبوة الناسفة التي عثر عليها الجيش في جبل محسن صباح الخميس الفائت، فضلا عن مداهمتها منازل عائدة لأقارب الجمل و «أبي عثمان» وخالد ش.، وصادرت من أحدها خمس بنادق حربية مع ذخيرتها.

وقد تم نقل الموقوفين الثلاثة الى مديرية قوى الأمن الداخلي في بيروت حيث بوشرت التحقيقات معهم باشراف القضاء المختص، فيما توقعت مصادر أمنية أن تفضي التحقيقات مع «أبي عثمان» الى كشف اللثام عن كثير من الانتحاريين المجندين من قبل «داعش»، إضافة الى كثير من المتعاملين معه والمهام الموكلة إليهم.

ونفذ الجيش اللبناني مداهمات في بلدة البقيعة في منطقة وادي خالد الحدودية والتي تتواجد فيها مجمعات سكنية للنازحين السوريين. وتم توقيف عدد من الأشخاص عرف منهم السوري أحمد د. وكان بحوزته منظار ليلي وسلاح حربي وألبسة عسكرية مموهة، واللبناني بلال ف.، الذي عثر في منزله على بندقية حربية وذخائر.

اعترافات «كهروب»
وفي سياق متصل، اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أنه «بنتيجة متابعة التحقيقات مع الموقوف محمد إبراهيم الحجيري الملقب بـ «كهروب»، لانتمائه إلى شبكة إبراهيم قاسم الأطرش ومشاركته معها في تفخيخ خمس سيارات، وارتباطه بتنظيم «داعش» في القلمون، تبين أيضا أن الموقوف سبق وانضم إلى كتيبة جند الحق التي يتزعمها أنس الخالد».

واشارت الى انه بعدما أصيب الأخير انضم الحجيري إلى مجموعة سيف الحق التي كان يتزعمها السوري أمين محمد غورلي، وأسسا معا مجموعة ضمت لبنانيين وسوريين، أقدمت على إطلاق صواريخ باتجاه الهرمل، ومراقبة منزل أحد القضاة بهدف خطفه مقابل فدية، كما أقدمت المجموعة نفسها على نقل ذخائر من وادي الخيل إلى أحد المستشفيات في عرسال، ليتم توزيعها على المسلحين خلال معارك عرسال.

وأوضحت قيادة الجيش ان الحجيري أنشأ ايضا مجموعة أمنية في بلدة عرسال تعمل لمصلحة تنظيم داعش، مهمتها مراقبة الأشخاص الذين يعملون لمصلحة الأجهزة الأمنية.

واضاف البيان انه «تبين خلال التحقيق أيضا أن الموقوف الحجيري قام مع المدعو أبو علي اليبرودي بجمع معلومات حول توقيت ومكان اجتماع هيئة علماء القلمون في عرسال، وكلفا السوري أبو فراس بتفخيخ دراجة نارية وركنها في مكان الاجتماع وتفجيرها في 5 الجاري».

ثم أقدم في اليوم التالي بالاشتراك مع اليبرودي وأبو فراس وأبو علي الأسيري على استهداف ناقلة جند للجيش بعبوة أثناء توجهها إلى مكان التفجير.

واعترف الحجيري ـ وفق البيان ـ بأن مجموعة أبو علي اليبرودي التي عمل معها قد قامت بتفخيخ خمس سيارات لاستهداف مراكز الجيش بهدف تسهيل دخول المسلحين وتمكينهم من الوصول إلى طرابلس للسيطرة على منفذ بحري، بالإضافة إلى تفخيخ عشر دراجات نارية بهدف تنفيذ عمليات اغتيال داخل عرسال.

ومن الانجازات الامنية التي تحققت أيضا، توقيف الارهابي لؤي ن. ت. المتورط في التفجيرات التي كانت تستهدف الصهاريج المتوجهة الى نقطة المصنع الحدودية، وزرع عبوات على طريق المصنع ـ تعنايل، والموقوف كان على علاقة مع الارهابيين سراج الدين زريقات وعمر الأطرش.

الحوار: خرق بالنفايات!
من جهة أخرى، أرخى تفجير البرج بظلاله على جلسة الحوار العاشرة التي انعقدت أمس في عين التينة، حيث تطرق البحث الى ملفات الامن ورئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والنفايات التي يبدو ان خيار تصديرها بات يتقدم على ما عداه، بتوافق المتحاورين الذين تبلغوا من الرئيس تمام سلام ان هناك عروضا جدية لترحيلها الى خارج لبنان، سيتم اختيار أفضلها تقنيا وأقلها كلفة.


النهار
إيجابيات الحوار تبحث عن "خريطة طريق"
قبضة الأمن تشتدّ والحزب لـ"مواجهة إرهابيين"

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "لم تخرج جلسة الحوار العاشرة بحلول مبتكرة لأزمات البلاد المتحكمة بكل تفاصيل الحياة، انما سادها جو ايجابي تحت عنوان "التسوية الشاملة" التي طرحها أخيرا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ومن المتوقع ان تكون مادة للبحث الاضافي في الجولة التالية للحوار الاربعاء المقبل. لكن مصادر وزارية توقفت عند توضيح أدلى به رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي قال ان "لا جديد في ما قاله نصرالله عن الدعوة الى تسوية شاملة "فقد سبق له أن وجه دعوة مماثلة".

واذا كانت قوى 14 آذار وجدت فيها ايضا صدى لـ"خريطة طريق" رسمها الرئيس سعد الحريري في 14 شباط الماضي، فان المبادرة قوبلت بايجابية من التيار الازرق تحديدا، اذ اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة ان فكرتها "أمر جديد وجيّد ويعكس رغبة في الحل، الا أنه يحتاج الى خطوات على الارض لوقف الشحن". ورأت كتلة "المستقبل" ان كلام نصرالله يجب ان يستثمر في المكان المناسب للاستفادة منه وعلى وجه التحديد في الموضوع الأساس المفيد، أي في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، التي يعتبر التوافق فيها وعليها المدخل الأساس لتحصين لبنان وحمايته".

وتنعقد اليوم هيئة مكتب مجلس النواب للاتفاق على تكليف لجنة درس مشروع قانون الانتخاب، قال الرئيس نبيه بري إنها "ستكون مصغرة خماسية او سداسية. وسأحدد فيها معايير التمثيل، من أجل أن لا تكون هناك حجة عند البعض ليقول إنه غير مشارك لعدم وجود ممثلين له فيها". ولم يدخل بري في مسألة من أين تبدأ "المهم ان تصل الى التوافق، أياً يكن عدد المشاريع. المهم ان يقدموا مشروعاً جديداً. وستساعد هيئة الحوار هذه اللجنة قدر الامكان".

وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" ان تشكيل اللجنة يلبي مطلبا مسيحيا ويساعد في اعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء. فالحكومة التي تعطلت من باب النفايات قد تعود اليها الروح من بوابة النفايات ايضا على وقع المطالبات المتكررة بعقد جلسة وزارية تصادق على حل لهذه المشكلة، في ظل اقتصار الحل على التصدير الى الخارج. وقد تحدث الرئيس تمام سلام في جلسة الحوار مشيرا الى ان "الازمة باتت طويلة جدا، ولا بد من حلول. وبعد رفض المطامر واستحالة تطبيقها، بات أمامنا حل الترحيل". وأضاف ان "سبعة عروض قدمت الى لبنان، وثمة وزير احدى الدول مستعد لزيارة بيروت وتقديم بعض الآليات".

وسألت "النهار" الوزير أكرم شهيب عن الخطة البديلة من خطته فأجاب: "تم تعطيل الخطة لأسباب سياسية ومناطقية، ولأسباب أخرى لن أفصح عنها او أدخل في تفاصيلها". وعن خيار التصدير إلى كل من سوريا وقبرص التركيّة، نظراً الى أن الترحيل إلى الدول الأوروبية مستحيل، لأن لبنان لا يمتلك التقنيات التي تمكّنه من تحويل نفاياته إلى المواصفات المطلوبة قبل تصديرها، نفى شهيب الوجهة وقال: "لم نقرّر حتى الآن بل ندرس العروض من الناحية البيئية والصحية والقانونية ومن ناحية الوجهة المثلى التي يمكننا ترحيل النفايات إليها، فلا يمكننا اتخاذ القرار بهذه السرعة".

واذا كان النائب ميشال عون لم يعترض على جلسة للنفايات، ومثله حزب الكتائب، فقد حصل سلام على تأييد جلسة الحوار لتفعيل الحكومة، وأبرزت كتلة "المستقبل" ضرورة "المبادرة فوراً للدعوة إلى اجتماع الحكومة بشكل استثنائي في هذه الظروف".

في المقابل، علمت "النهار" ان لا جديد في العمل الحكومي وفقا لما انتهى اليه الحوار النيابي ذلك ان عجز المتحاورين عن متابعة بند انتخاب رئيس جديد أدى الى الانتقال الى بند تفعيل عمل الحكومة من غير أن يتخذ المجتمعون توصية بعقد مجلس الوزراء. ولا يمكن المجلس ان ينعقد ما لم ينه المختصون درس العقود المقدمة، وتبيان ما هو قابل للتنفيذ منها. فتأتي الجلسة لإقرار الحل مباشرة. في المقابل استمرت حركة اتصالات مسائية دفعا الى عقد جلسة هذا الاسبوع تدرس العروض المقدمة.

الأمن
وفي خضم المتاهة السياسية، تستمر وتيرة الانجازات الامنية التي ترصد حركة الارهابيين وتقبض على مزيد منهم، فتعطل حركتهم على الأقل في المدى القريب، ويلاقي الجهود الداخلية، استمرار الجيش في ضرب مواقع لـ"داعش" و"النصرة" عبر الحدود الشرقية. وعلمت "النهار" في هذا المجال، أن "حزب الله" يحضّر لشن هجوم جديد على محاور عدة يستهدف فيها مواقع للمسلحين في القرى السورية المواجهة لأخرى لبنانية، منعا لهروب مسلحين وتسللهم عبر الحدود. ويلاقي الحزب الجهود الدولية لمنع تمدد الارهابيين، بل لمحاصرتهم والقضاء عليهم. والاستعدادات قائمة لحشد مزيد من المقاتلين. وفي المعلومات ايضا "ان المواجهة حتمية لانه لن يكون مفر سوى لبنان وهو ما سيواجهه الحزب مدعوما من الجيش والاهالي".

وقد رفض لبنان عبر قنوات غير رسمية العرض الذي قدمته "النصرة" لإطلاق العسكريين في مقابل تسليمها قريتين سوريتين يسيطر عليهما "حزب الله" مع الجيش النظامي "لان الأمر يتخطى الحدود الانسانية الى اعادة السيطرة على مناطق استراتيجية تشكل خطرا على الحدود اللبنانية وايضا على العاصمة السورية، وعلى خطوط الامداد التي تربط لبنان بسوريا".

وقد واصلت وحدات الجيش عمليات استهدافها لمواقع المسلحين في جرود بلدتي رأس بعلبك وعرسال بالقذائف الصاروخية وشمل الاستهداف عدداً من مقار تنظيم "داعش".

أما في الداخل، فقد نفذت "القوة الضاربة" في شعبة المعلومات عمليات دهم عدة في طرابلس وأوقفت شخصين يشتبه في أنهما على علاقة بانتحاريي برج البراجنة وبالموقوف ابرهيم الجمل، أحدهما يدعى احمد ع. م. وضبطت كميات كبيرة من المتفجرات والصواعق والاحزمة الناسفة.

من جهة أخرى، أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً أوضحت فيه أنه نتيجة متابعة التحقيقات مع الموقوف محمد ابرهيم الحجيري الملقب "كهروب"، لانتمائه إلى شبكة إبرهيم قاسم الأطرش ومشاركته معها في تفخيخ خمس سيارات، تبيّن أنّ الموقوف الحجيري قام مع "أبو علي اليبرودي" بجمع معلومات بتفجير اجتماع هيئة علماء القلمون في عرسال. ثمّ أقدم في اليوم التالي بالاشتراك مع "اليبرودي" و"أبو فراس" و"أبو علي الأسيري" على استهداف ناقلة جند للجيش بعبوة لدى توجهها إلى مكان التفجير.


الأخبار
الإيجابية تطغى على الحوار: حسن النيات ينتظر أفعالاً

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "أجواء إيجابية... انقسام أقل... ولكن ما من تقدم فعلي في انتظار ترجمة النيات الحسنة أفعالاً. هذه هي خلاصة جلسة الحوار الوطني أمس التي أفضت إلى شبه اتفاق على ترحيل النفايات إلى خارج البلاد، وعلى تفعيل العمل الحكومي من دون إجراءات جديّة حول آليته وجدول الأعمال، فيما تُرك قانون الانتخاب للجنة التي سيشكلها الرئيس نبيه بري

للمرة الأولى، خرجت جلسة من جلسات الحوار الوطني من دون انقسام حاد بين المتحاورين، بعد شبه الإجماع الذي حازه خيار ترحيل النفايات إلى الخارج، والاتفاق الأوّلي على تفعيل عمل الحكومة، خلال الجلسة التي انعقدت أمس في عين التينة. وعبّر أكثر من مصدر مشارك في الجلسة عن الأجواء الإيجابية التي طبعت مداخلات الحاضرين، لا سيّما ردود الفعل حول مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للوصول إلى سلّة حلّ متكاملة حول الأزمة السياسية اللبنانية.

وأعرب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عن تفاؤله بأجواء الجلسة، وقال لـ«الأخبار» إن «الجو كان إيجابياً جداً. الأوضاع منيحة في الوقت الحاضر. وُضعت نقاط معينة وثُمّنت الجلسة التشريعية. ونسير اليوم وفق سياسة الخطوة خطوة: بالأمس الجلسة التشريعية، وغداً الجلسة الوزارية، وبعدها حلّ مسألة النفايات».

ورأى جنبلاط أن «مبادرة السيد نصرالله حول سلّة التسوية الشاملة وتلقّف الرئيس سعد الحريري لها بإيجابية، يفتحان آفاقاً جديدة... وإن شاء الله خير». بدوره، وصف الرئيس نبيه بري الجلسة بأنها «جيدة وإيجابية، وتحدثنا في كل المواضيع، وركزنا، الى رئاسة الجمهورية، على تفعيل عمل الحكومة، وكان هناك إجماع على ذلك، وعلى قانون الانتخاب». وأكد رئيس المجلس أمام زواره ليلاً أنه سيؤلف، في اجتماع هيئة مكتب المجلس اليوم، لجنة نيابية تكلف وضع قانون الانتخاب، و«ستكون سداسية أو خماسية، أحدد فيها معايير التمثيل بحيث لا تكون ثمة حجة لأحد بعدم وجوده فيها. سأبقى على موقفي بجعلها مختصرة قدر المستطاع». وقال إن «المهم في عمل اللجنة التوافق أياً يكن عدد المشاريع المطروحة أمامها، وقد تقدم مشاريع سواها. الأساس هو التوافق وطاولة الحوار ستساعد قدر الامكان. روح قانون الانتخاب تكمن في تقسيم الدوائر ونظام الاقتراع، وهذا دورنا في طاولة الحوار. بالتأكيد ستكون اللجنة النيابية من ممثلي طاولة الحوار وتستطيع أن تعود إلى الاقطاب. مهمة اللجنة تقتصر على النواحي التقنية، ولا أعتقد أن في ذلك مشكلة».

وشدد على أن تقسيم الدوائر ونظام الاقتراع «هما في أساس قانون الانتخاب ويساهمان في تكوين السلطة. سأتابع عمل اللجنة يومياً، وإذا اقتضى الأمر أن أكون معها فلن أُقصّر، وستكون هناك صلة وصل بينها وبيني».

وبحسب أكثر من مشارك، فإن الانقسام حول قانون الانتخاب لا يزال موضع التجاذب الرئيسي بين الكتل السياسية، وقد ظهر الأمر واضحاً خلال النقاشات، لا سيّما التجاذب حول النسبية والأكثرية، على رغم عدم دخول المشاركين في التفاصيل بعد إعلان برّي نيته تشكيل لجنة نيابية لنقاش القانون. إلّا أن الرئيس فؤاد السنيورة عارض أن يستمر النقاش حول قانون الانتخاب في ظلّ وجود اللجنة، ليكون اقتراح من الرئيس نجيب ميقاتي مدعوماً من برّي بأن تقوم طاولة الحوار بوضع العناوين العريضة لعمل اللجنة، وتتكفّل اللجنة بترجمتها عبر التفاصيل التقنية. وأشار برّي إلى أن «طاولة الحوار بإمكانها وضع الخطوط العريضة»، مشبّهاً إيّاها «بطاولة الدوحة».

وفي ما خصّ تفعيل العمل الحكومي، أبدى المتحاورون إجماعاً لافتاً على ضرورة عودة الحكومة إلى العمل المنتظم في ظلّ الأوضاع التي تمر بها البلاد، إلّا أن أكثر من مصدر أكّد لـ«الأخبار» أن الاتفاق على تفعيل العمل الحكومي يبقى كلاماً في الهواء إن لم يتبع ذلك اتفاق واضح على آلية عمل الحكومة وطرح جدول الأعمال، وهو ما لم يحصل حتى الآن. وعلّقت مصادر مشاركة في قوى 8 آذار على هذه النقطة بالقول إن «الجلسة لم تكن خلافية، لكن ما من تقدّم فعلي».

«شغب» السنيورة
وكالعادة، حاول السنيورة استغلال الحديث عن الواقع الأمني للتصويب على المقاومة، عبر طرح موضوع سرايا المقاومة ومشاركة المقاومة في القتال في سوريا. فرأى أن «وجود سرايا المقاومة في بيروت وصيدا والمناطق الأخرى يروّع المواطنين، ويتسبّب في تنمية المشاعر الطائفية والمذهبية». وردّ برّي على كلام السنيورة بالقول إن «الأمور في العالم تطوّرت... وكل شيء يتقدّم إلّا أنت ترجع إلى الوراء وتكرّر ذات الاسطوانة». بدوره، ردّ النائب محمد رعد على كلام السنيورة، لافتاً إلى أن «الدم لم يجفّ بعد، وهذا الكلام ليس في وقته الآن. في سوريا هناك حرب عالمية، وفي حالات الأزمات تلتف الدول والشعوب بعضها على بعض، كما حصل في فرنسا، بدل تبادل الاتهامات». وتلقّى السنيورة ردّاً مطوّلاً من رئيس تكتّل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، دافع فيه عن المقاومة. وأشار عون إلى أن الأزمة السورية هي أزمة دولية كبرى وتشكّل خطراً بالنسبة إلى دول عديدة، مؤكّداً أن الإرهاب التكفيري بات يهدّد أمن العالم. ووصف مشاركة المقاومة في سوريا بـ«الحرب الوقائية»، لأن «الإرهابيين موجودون على حدود لبنان... ومن البساطة أن نقول لطرف إن انسحابه من سوريا قد يوقف الأزمة».


اللواء
هيئة الحوار «تفرج» عن ترحيل النفايات وعودة مجلس الوزراء
إجراءات بلدية وأمنية في الضاحية .. وتوقيف شبكة جديدة ومصادرة أسلحة في القبة

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "باستثناء الفقرات الثلاث والتي صاغها وزير المال علي حسن خليل باقتضاب، وتتضمن إجماعاً على مواجهة الإرهاب وتفعيل عمل مجلس الوزراء، فإن جلسة هيئة الحوار العاشرة التي عقدت في عين التينة، وانتهت بغداء إلى مأدبة الرئيس نبيه برّي في فترة زمنية لم تتجاوز الساعتين، دار خلالها النقاش في العموميات واتسم بالهدوء، قبل ان ترفع إلى موعد جديد تحدد يوم الأربعاء المقبل في 25 تشرين الحالي، لمواكبة جلسة للحكومة موضوعها بت العروض ذات الصلة بترحيل النفايات، بعد إعادة توضيبها وفرز ما يمكن فرزه منها وكأنه من المصدر.

وفي تقدير نائب شارك في الجلسة ان أجواء الانفراج السياسي التي عقدت في ظلها الجلسة بعد إنجاز مجموعة من مواضيع جدول الأعمال الأساسي الذي وضع لعقد هيئة الحوار، هو الذي جعل من الممكن تقريب موعد الجلسة لمواكبة عودة الحكومة إلى الاجتماعات، لأن المواطن يريد رؤية الحلول وليس الاستماع إلى الخطابات المنمّقة أو البيانات.

ولخص الرئيس نجيب ميقاتي محصلة الجلسة بالقول لـ«اللواء»: «اننا ما زلنا في مرحلة تمرير الوقت بطريقة إيجابية، وفي جو ودي»، لافتاً «الى ان الجلسة لم تنتج شيئاً سوى الحكي».

وإذا كان المتحاورون اطمأنوا للأجواء المريحة سياسياً بعد يقظة الوحدة الوطنية، غداة تفجيري برج البراجنة، والتلاقي الإيجابي بين تيّار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري و«حزب الله» وأمينه العام السيّد حسن نصر الله، باتجاه إنتاج تسوية وطنية، تسير في «الاتجاه الصحيح»، وفقاً لتعبير الرئيس فؤاد السنيورة، وتحتاج إلى «بال طويل» وفقاً لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، فإن غاية غاياتهم في بحر الأسبوع الفاصل عن الجلسة الجديدة هو إنجاز الترتيبات الخاصة بطبخة حل النفايات، ومن ثم دعوة الرئيس تمام سلام مجلس الوزراء إلى الانعقاد، في فترة زمنية مرجحة بين يوم الجمعة المقبل أو نهاية الأسبوع أو الثلاثاء المقبل، أي في اليوم التالي للعطلة الرسمية لمناسبة عيد الاستقلال الاثنين.

وكشف وزير الزراعة المكلف بملف النفايات اكرم شهيب والذي التقى الرئيس سلام بعد طاولة الحوار، ان الانتهاء من دراسة عروض الترحيل سيكون قريباً جداً، داعياً القوى السياسية إلى تسهيل عمله وعمل الرئيس سلام فعلاً لا قولاً، رافضاً في تصريح لـ«اللواء» الإفصاح عن وجهة تصدير النفايات، معتبراً ان هذا الأمر ملك مجلس الوزراء الذي سيجتمع للتو عندما تنتهي دراسة العروض المقدمة من عدد من الشركات العالمية والدول لاستقبال النفايات اللبنانية.

ووصف وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» وضع اللمسات الأخيرة على دراسة الترحيل بأنه يتم في أجواء من التكتم والنأي عن الإعلام، حرصاً على إنجاح المفاوضات الجارية. وأفاد ان معلوماته تُشير إلى إمكانية عقد جلسة قريبة للحكومة لبت المعايير المطلوبة والاسعار المناسبة وابعاد الكارثة البيئية والصحية المحدقة بلبنان واللبنانيين.

سلام
اما مصادر السراي، فأعادت التأكيد ان ملف النفايات هو الشغل الشاغل لرئيس الحكومة، سواء عبر اللقاءات مع الوزراء المعنيين، أو عبر الاتصالات التي يجريها مع الشخصيات الدولية، أو عبر المواقف المؤثرة التي أدلى بها، سواء في جلسة الحوار أمس، أم في الجلسة التي سبقتها في ساحة النجمة، فإن هذا الملف الذي أنهى أمس شهره الرابع، بات من المعيب التمادي في العجز عن إيجاد حل له.

وربطت المصادر الدعوة إلى الجلسة بالانتهاء من دراسة عروض ترحيل النفايات، حيث ان عقد الجلسة لا يحتمل بعد طول انقطاع تلاعباً في الألفاظ أو العودة إلى اقتراحات غير عملية، فالجلسة ستكون تقنية وسياسية في آن واحد، ويجب ان تحسم الملف جذرياً وتحدد وجهة الحل في المديين المتوسط والبعيد.

وحاذرت المصادر من أي دعسة ناقصة، مشددة على ان العودة إلى جلسات مجلس الوزراء تحتاج ليس فقط إلى جلسة يتيمة، بل إلى توظيف الاتفاق على طاولة الحوار لاحياء عمل مجلس الوزراء، والتفاهم على آلية اتخاذ القرارات لتسيير عجلة الدولة ومصالح المواطنين، وتوقيع القوانين التي اقرها المجلس النيابي تمهيداً لنشرها في الجريدة الرسمية، وكانت باكورة هذه التوقيعات توقيع الوزراء جميعاً على مرسوم صرف أموال البلديات من الهاتف الخليوي.

وكشفت مصادر السراي الحكومي لـ«اللـــواء» ان الرئيس سلام أثار في مداخلته على طاولة الحوار ملف النفايات، وهو شن هجوماً كبيراً في هذا الاطار، داعياً جميع القوى السياسية لمساعدته لحل هذه الازمة التي لم تعد تطاق، وقدّم شرحاً مفصلاً لما يقوم به والوزير أكرم شهيب والخبراء بالنسبة للموضوع لا سيّما ان موضوع تصدير النفايات أصبح امراً واقعاً والاتصالات مستمرة مع عدد من الشركات التي تقدم عروضها وهي في طور الدرس من قبل لجنة مختصة بشكل جدي، أملت المصادر أن تكتمل صورتها في الايام المقبلة. وشدد سلام على ضرورة تفعيل العمل الحكومي من خلال تسهيل العمل لايجاد حل للنفايات الذي يجب أن يكون مدخلاً لتفعيل الحكومة.

وحسب المصادر فإن أحداً على طاولة الحوار لم يعترض على ما قدّمه سلام، بل كان هناك إشادة بما يقوم به على هذا الصعيد. وجدد سلام التأكيد انه لن يدعو الى اي جلسة للحكومة قبل جلسة مخصصة لاقرار خطة للنفايات التي هي اولوية الاولويات لديه مهما كانت الظروف.

وعن موعد انتهاء دراسة العروض المقدمة للتصدير، أملت المصادر ان تكون قريبة ليتمكن سلام من دعوة الحكومة الى جلسة لم يحن موعدها بعد حسب تعبير هذه المصادر.

الجلسة العاشرة
على صعيد الجلسة العاشرة للحوار، عكس البيان الذي صدر بنتيجتها، سواء في ما خصّ الجريمة الإرهابية في برج البراجنة أو كشف تفاصيل هذه الجريمة وتوقيف المجرمين والتنسيق بين القوى الأمنية، وتفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمتها عمل مجلس الوزراء، خلاصة المداخلات والنقاشات التي وإن تمحورت حول هذه النقاط، إلا أنها انطلقت من مبادرة السيّد نصر الله وملاقاة الرئيس الحريري لها عند منتصف الطريق، فضلاً عن الوقفة اللبنانية الواحدة في وجه الإرهاب، وتناولت في بعض من التفصيل المواقف من القضايا الملحّة:

1- الرئيس فؤاد السنيورة، اعتبر أن الحوار هو الطريق الوحيد والصحيح للوصول إلى تفاهمات، وأن تصريحات نصر الله خطوة في الاتجاه الصحيح لإنهاء الشغور الرئاسي، وجعل الحوار الثنائي بين المستقبل و«حزب الله» أكثر فعالية في خفض التوتر والشحن المذهبي، مشيراً إلى أن مفتاح كل هذه المعالجات يكون بالتوافق حول رئيس توافقي يجمع كل اللبنانيين.
وفُهم هنا أن موعد الجلسة المقبلة للحوار الثنائي بين الحزب والمستقبل تحدد بعد عشرة أيام.
2- النائب محمّد رعد ممثّل حزب الله في هيئة الحوار، اعتبر أن مبادرة السيّد نصر الله خلقت دينامية جديدة، وهي ترجمة لكل السياسات التي يعتمدها «حزب الله»، لافتاً إلى أن المتحاورين قرأوا الكلام بطريقة مختلفة، فالسيّد نصر الله منذ سنة وهو يتحدث عن التسوية والحوار والتفاهم ولا شيء جديد فيه.
3- النائب ميشال عون وافق على عقد جلسة للحكومة لحل أزمة النفايات وعقد جلسات أخرى لبتّ القضايا الملحّة.

وبالنسبة لقانون الانتخاب تحدث عون عن مواصفات ثلاث هي: العدالة والتمثيل الصحيح وتصحيح الخلل، ودعا لخطة شاملة لمواجهة ما وصفه بالرإهاب العالمي.
وكان الرئيس السنيورة اعتبر في مداخلته المكتوبة أن قانون الانتخاب لم يعد مطروحاً على طاولة الحوار، بعدما تقرر إحالته إلى لجنة نيابية سيشكلها الرئيس برّي وهيئة مكتب المجلس اليوم، لكن عون رأى أن النقاش ممكن أن يكون في اللجنة، لكن القرار السياسي يجب أن يعود للمتحاورين.

4- اعتبر رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية أن الأولوية الآن لتنفيذ ما يتفق عليه، والابتعاد عمّا هو موضع خلاف، لأن وضع البلاد لا يمكن تحصينه إلا بهذه الطريقة.
5- ونوّه النائب طلال أرسلان بمبادرة نصر الله معتبراً أن البلاد انتقلت إلى مرحلة جديدة بعد الجلسة النيابية.

مداهمات واعترافات ومنع الدرّاجات
على أن التطوّر الأهم على صعيد عمل الأجهزة الأمنية وملاحقة أفراد الشبكات الإرهابية، تمثّل بنجاح مخابرات الجيش اللبناني من انتزاع اعترافات خطيرة كشفت عنها، وتتعلق إفادات الموقوف محمّد إبراهيم الحجيري الملقب «بالكهروب» والذي انتمى إلى كتيبة «جند الحق» و«سيف الحق»، قبل أن يؤسّس مع لبنانيين وسوريين مجموعة تولّت إطلاق الصواريخ على الهرمل ومحاولة خطف أحد القضاة ونقل أسلحة إلى أحد مستشفيات عرسال وتشكيل خلية أمنية تعمل لمصلحة «داعش». وكشفت عن دور للحجيري في تخطيط وتنفيذ تفخيخ اجتماع هيئة علماء القلمون في عرسال، واستهداف الجيش بمجموعة من العمليات.

وفي السياق، أفادت معلومات ان «حزب الله» من خلال بلديات الضاحية الجنوبية، اتخذت قراراً بمنع تجول الدراجات النارية غير المرخصة وغير المسجلة لدى دوائر الداخلية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وقد تمّ ضبط 23 دراجة من قبل بلدية الغبيري. وجاء هذا الاجراء، بعدما تمّ ضبط تسجيل صوتي عبر تقنية «الواتس اب» يتحدث عن تجهيز 40 انتحارياً للدخول الى الضاحية عبر حيّ السلم.

وفي الشمال، ضبطت مخابرات الجيش صواعق واحزمة خلال مداهمات في محلة القبة في طرابلس، سبق أن نقلها الموقوف السوري رايد من عرسال إلى طرابلس، كما اوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في القبة عدداً من المشتبه بهم، من بينهم أحمد م. وخالد ش. وعنصر في قوى الأمن يدعى ش.س.


البناء
هيستيريا ألمانية... وروسيا تستخدم الصواريخ... والأسد مستعدّ لمساعدة فرنسا
كيري يبشّر بحلّ قريب لسورية... ولا تقدّم بوقف التمويل وتصنيف المعارضة!
عين التينة: الغداء صيني والانتظار سعودي والهمّ سوري... والتحلاية بالسنيورة

صحيفة البناء كتبت تقول "لا ينقص العالم شيئاً لينطبق عليه وصف حالة حرب، فأوروبا كلها صارت مسرحاً لذعر، لا يحتاج بعد عمليات باريس إلى خروج مسلحي «داعش» إلى الشوارع واحتلال مسارح المدن وملاعبها وطرقاتها، وتجوال سياراتهم المسلحة أمام متاجرها، يكفي اتصال هاتفي لإلغاء مباراة رياضية ينتظرها عشرات الألوف لحضورها في الملاعب والملايين عبر الشاشات كمباراة فرنسا وألمانيا التي ألغيت بسبب اتصال تحذيري ينبئ بوجود قنبلة في الملعب، الذي لم تنفع النداءات لإخلائه أمام التفتيش ما اضطر الأمن الألماني لإلغاء المباراة.

حالة حرب تستدعي من روسيا استخدام صواريخها المجنّحة عن بعد مئات الكيلومترات لضرب تحصينات «داعش»، وهي الحرب التي يقول الرئيس السوري بشار الأسد إنه مستعدّ للتعاون فيها مع فرنسا لمواجهة عدوّ مشترك هو الإرهاب إذا تصرّفت فرنسا بحجم ما تمليه الحرب من روح مسؤولية وراجعت مواقفها وتغيّرت من العداء تجاه سورية واحترمت معادلتها بأنّ العدو هو الإرهاب.

في قلب هذه الحرب التي يُجمع العالم على كونها الأولوية لا تزال التنظيمات الإرهابية تنجح بالاستثمار على هوامش الانقسامات في معسكر الحرب الذي يضمّ العالم كله تقريباً، بسبب إصرار نصف العالم على ربط التعاون الجدّي للفوز بالحرب بالحصول على مكاسب فئوية والخضوع لحسابات وأحقاد لا تمتّ بصلة إلى عالم السياسة والأخلاق التي تفترض أولوية وقف سفك دماء الأبرياء.

رغم كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن نقلة نوعية قريبة في الحلّ السياسي في سورية عبر وقف للنار وبدء الحوار، لا يبدو أنّ شيئاً قد تحرّك بالفعل نحو الحلحلة الفعلية، فالتمويل الذي يحظى به الإرهاب لا يزال مستمرّ التدفق عبر مصارف وخطوط نقل تركية، ومنصات بيع للنفط المسروق عرضها الرئيس الروسي على المجتمعين في قمّة العشرين، ولا زالت دول الخليج المصدر الرئيسيّ للتمويل، وبيع النفط والتمويل يجريان تحت نظر وبموافقة وتشجيع حكومات تعتبر أنها شريكة في الحرب على الإرهاب، وهي الدول ذاتها التي لا تزال تربط شراكتها الفعلية بتغيير وجه سورية وكسر إرادتها والنيل من استقلالها ووحدتها الوطنية، ولذلك تتباطأ وتماطل، في المشاركة بتصنيف التنظيمات السورية بين معارضة يمكن مشاركتها بالعملية السياسية وإرهاب ينبغي عزله ومقاطعته ومحاربته، والعقدتان تراوحان مكانهما رغم تفاؤل كيري، بينما سورية لا تنتظر، فجيشها والمقاومة ومعهما النار الروسية في الحرب بالأفعال لا بالأقوال، يتقدّمون في الميادين القتالية، خصوصاً بالقرب من تدمر وعلى مشارف حلب، وأطراف دوما في ريف دمشق، وهي ثلاث جبهات يشكل التقدّم في أيّ منها ضربة قاصمة للجماعات الإرهابية.

في لبنان، كان الغداء الذي أقامه رئيس مجلس النواب نبيه بري على شرف المشاركين في جلسة الحوار، بعد محاولة جسّ نبض لمشروع السلة المتكاملة، للتفاهم الذي يفترض أن يطال رئاسة الجمهورية والحكومة المقبلة وقانون الانتخابات. ويبدو وفقاً لمصادر مشاركة في الحوار أنّ المحاولة انتهت بنصف نجاح ونصف فشل، فما لم يتحقق كان منتظراً ألا يتحقق، لكن الحلقة الهامة التي تحققت كانت القبول المبدئي ولو على مضض من فريق المستقبل بالسير بفكرة السلة المتكاملة، عبّر عنها بوضوح كلام نائب رئيس المجلس فريد مكاري، فيما كان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة يحاول تفخيخ الجلسة، بإثارة نعرات وخلافات وإطلاق استفزازات، ما حدا بعض المشاركين إلى التفكير بمناشدة الرئيس سعد الحريري المجيء ليوم واحد، إنْ لم يكن قد حان موعد عودته النهائي في هذه الظروف التي يمكن لوجوده أن يساهم في حلحلة الكثير من مشاكلها، فعلى الأقلّ للمشاركة في جلسة يجري الإعداد لها جيداً تطلق التفاهم على السلة.

الغداء الصيني الذي قدّمه الرئيس بري لزواره، رافقه شعور بالحاجة إلى انتظار، وهو انتظار سعودي، طالما لا حلحلة قريبة بموقع السعودية وموقفها من العلاقة مع إيران ولا من الأزمة في سورية، بينما بقي الهمّ السوري حاضراً في كلام العماد ميشال عون، رداً على الرئيس السنيورة، إنْ سقطت سورية فلا يستطيع لبنان، لو وقف كلّ شعبه، أن يصمد في وجه الخطر، وكلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد رداً على السنيورة، بقوله وقفنا كلنا مع فرنسا في وجه خطر الإرهاب لكن أحداً لم يربط موقفه بدعوتها للانسحاب من سورية كما تفعلون معنا.

لم ينجُ السنيورة من سهام غير مباشرة من مكاري الذي أيّد السلة المتكاملة وحاول، وقال إنّ السنيورة مع هذا الكلام، لكنه يريد التذكير بالحاجة إلى تطبيق ما نتفق عليه أمنياً، وكان كلام السنيورة الاستفزازي قد ورد فيه «السلاح ينتشر في بيروت، وتريدوننا أن نأتي إلى التفاهم»، وقد لخص أحد الظرفاء المشاركين المشهد بأنّ «الغداء كان دسماً، ولكن بلا تحلاية، فقد صبّ الرئيس بري القطر المحلّى ولم نجد تحلاية إلا بالسنيورة».

«الحوار» إجماع على تفعيل عمل الحكومة
على وقع التطورات الأمنية الأخيرة انعقدت الجولة العاشرة من الحوار الوطني أمس، في عين التينة بحضور جميع رؤساء الكتل النيابية باستثناء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل.

وأجمع المتحاورون على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات، وفي مقدمتها عمل مجلس الوزراء لمعالجة القضايا الملحّة، وفرض الهم الأمني نفسه على الجلسة، حيث جدد المجتمعون، كما جاء في البيان الختامي للجلسة، استنكارهم للجريمة الإرهابية في برج البراجنة والتقدير للالتفاف الوطني الجامع على إدانتها والتضامن الذي عبرت عنه القوى السياسية كافة في مواجهة الإرهاب.

وتعهد رئيس الحكومة تمام سلام بأنه سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء فور الوصول إلى حل لملف النفايات وكما تعهد جميع الحاضرون بحضور هذه الجلسة.

وأكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ضرورة تفعيل عمل الحكومة، وأعلن أن هيئة مكتب المجلس ستجتمع اليوم لتشكيل لجنة مصغرة لدراسة قانون الانتخابات والذي سيكون مفتاحاً للحلحلة. كما أكد بري أن حوار حزب الله – تيار المستقبل سيستكمل جلساته بعد يومين أو ثلاثة بعد أن تأجل بسبب تزامنه الجمعة الماضي مع الجلسة التشريعية.

جلسة حكومية تنتظر النفايات
حكومياً، وعلى رغم الأخطار الأمنية الداهمة التي تلف البلاد وإجماع طاولة الحوار على تفعيل عمل المؤسسات وعلى رأسها مجلس الوزراء، إلا أن الرئيس تمام سلام لم يحدد بعد موعداً للجلسة بانتظار الاتفاق على حل لأزمة النفايات بعد إحياء اقتراح ترحيل النفايات إلى الخارج.

وفي السياق، طالب وزير الإعلام رمزي جريج في حديث لـ«البناء» بعقد جلسة لمجلس الوزراء، خصوصاً بعد تفجيري برج البراجنة الانتحاريين، معتبراً أن «لا أحد يمكنه التغيب عن جلسة حكومية تعقد في ظل هذه الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية الملحة».

وكشف جريج أن لدى سلام «اتجاهاً للدعوة إلى جلسة الأسبوع المقبل وعلى رأس جدول أعمالها ملف النفايات»، وأوضح جريج أن سبب تريث سلام هو اقتناعه بأن عقد جلسة غير منتجة ربما يكون أسوأ من عدم عقدها، إلا أنه أكد «إصرار حزب الكتائب على عقد جلسة حتى لو لم يتم الاتفاق على موضوع النفايات».

وأشارت مصادر وزارية لـ«البناء» إلى الحل على صعيد أزمة النفايات يتقدم والنقاش يدور الآن حول اقتراح ترحيل النفايات إلى دول عدة في الخارج، مضيفة: «لكن سلام لم يضع الوزراء بعد بتفاصيل هذا الاقتراح الذي ربما يكون الحل الأخير والعملي بعد فشل حل إقامة المطامر»، وأكدت المصادر أنه عندما يكتمل تصور الحل سيضع سلام الوزراء بالصورة، ورجحت المصادر أن يتم الاتفاق على هذا الاقتراح».

الحجيري يعترف
أمنياً، وبعد الإنجاز الذي حققته الأجهزة الأمنية بكشف شبكة تفجيري برج البراجنة وتوقيف المتورطين، كشفت قيادة الجيش عن فصول تفجيري عرسال الذي استهدف في اليوم الأول اجتماعاً لهيئة ما يُسمى «علماء القلمون» والثاني ناقلة جند للجيش، فأشارت إلى «أن الموقوف محمد ابراهيم الحجيري اعترف خلال التحقيق معه انه والمدعو أبو علي اليبرودي كلّفا السوري أبو فراس بتفخيخ دارجة نارية وركنها في مكان اجتماع الهيئة وتفجيرها، ثمّ أقدم في اليوم التالي مع اليبرودي وأبو فراس وأبو علي الأسيري على استهداف ناقلة جند للجيش بعبوة أثناء توجهها إلى مكان التفجير».

.. والتحقيقات مستمرة مع سرور
وأشارت مصادر أمنية رسمية لـ«البناء» إلى أن «المدعو عدنان سرور الذي أوقفه فرع المعلومات الأحد الماضي بتهمة تهريب الانتحاري في طرابلس إبراهيم الجمل، درس الهندسة في سورية وعمل سابقاً في نقل متخرجين لبنانيين في الطب إلى سورية لمتابعة دراستهم. وفي تلك الفترة تعرف إلى أشخاص سوريين وتم توريطه لاحقاً بتهريب سوريين إلى لبنان من بينهم أشخاص جاؤوا لتنفيذ عمليات أمنية في لبنان».

وأضافت المصادر أن «القضاء يأخذ مجراه في هذه القضية وأن التحقيقات التي يجريها فرع المعلومات تتمحور مع الموقوف سرور حول ما إذا كان على علم بمهمة السوريين الذين هرّبهم إلى لبنان»، وأكدت المصادر أن سرور «هرّب الانتحاريين السوريين الثلاثة إلى لبنان مقابل بدل مادي»، ولفتت المصادر إلى «أن ظاهرة تهريب السوريين مقابل بدل مادي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة».

لبنان هدف «داعش»
وفي سياق تعقب الأجهزة الأمنية للمطلوبين، نفذت قوة كبيرة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أمس، مداهمات في منطقة القبة في طرابلس، بحثاً عن مطلوبين.

ورجحت مصادر أمنية لـ«البناء» أن يبقى لبنان هدفاً للإرهابيين، «لأن تنظيم داعش في حالة يأس اليوم خصوصاً أنه شعر للمرة الأولى أن هناك تكتلاً دولياً كبيراً ضده وتدخلاً جدياً غير روسي لا سيما فرنسي بعد هجمات باريس، ما سيدفع التنظيم إلى تنفيذ عمليات انتقامية في دول متعددة في العالم بعد أن تغلغل في أوروبا وفي لبنان وزرع الخلايا النائمة».

وأوضحت المصادر أن «تقلص العمليات الإرهابية في لبنان إلى الحد الأدنى، سببه تقلص البيئة الحاضنة للإرهاب والوعي الشعبي وتغير الخطاب السياسي الذي كان يشكل غطاءً لعمل هذه المجموعات الإرهابية وتوقف بعض الجهات الإقليمية عن تمويل هذه المجموعات إضافة إلى تحسن قدرات القوى الأمنية».

تنسيق الأجهزة يحدّ من «العمليات»
وأكد الخبير الاستراتيجي الدكتور هشام جابر لـ«البناء» أن «تنسيق القوى الأمنية في ما بينها يرفع من قدرتها على الحد من العمليات الإرهابية»، وأوضح العميد جابر أن «الحد من العمليات الإرهابية، يحتاج إلى جهد استخباري وجمع معلومات وتعقب رؤساء الشبكات الإرهابية كما حصل عندما كرت سبحة التوقيفات عقب توقيف الإرهابي نعيم عباس».

وشدد جابر على أن تنظيمي «داعش» و«النصرة» تمكنا من «زرع خلايا إرهابية نائمة في لبنان، خصوصاً في المخيمات الفلسطينية وبعض البؤر الإرهابية التي لا تدخلها القوى الأمنية لا سيما في عرسال».