29-03-2024 03:05 PM بتوقيت القدس المحتلة

رحيل الروائي المصري "جمال الغيطاني" بعدما رسم بصمة خاصة في الرواية العربية

رحيل الروائي المصري

توفي الأديب والروائي الكبير جمال الغيطاني، عن عمر يُناهز 70 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً ثقافياً يُقدّر بنحو 50 كتاباً في الرواية والقصّة القصيرة وغيرها من الأنواع الأدبية والثقافية.

رحيل الروائي المصري "جمال الغيطاني" بعدما رسم بصمة خاصة في الرواية العربيةتوفي الأديب والروائي الكبير جمال الغيطاني، عن عمر يُناهز 70 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً ثقافياً يُقدّر بنحو 50 كتاباً في الرواية والقصّة القصيرة وغيرها من الأنواع الأدبية والثقافية. وفارق الغيطاني الحياة في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة، بعدما ألمّت به وعكة صحية دخل على أثرها في غيبوبة.

وولد الأديب الراحل لأسرة فقيرة في الرابع من أيار 1945 في محافظة سوهاج في صعيد مصر، وتُرجمت العديد من أعماله إلى اللغتين الفرنسية والألمانية.

ونشأ الغيطاني في القاهرة حيث التحق في العام 1959 بمدرسة "الصنائع"، وفي العام نفسه بدأت أولى محاولاته القصصية عندما كتب قصة عنوانها "نهاية السكير"، ثمّ نشر كثيراً من القصص واختار خمساً منها العام 1969 في مجموعته القصصية الأولى "أوراق شاب عاش منذ ألف عام".

والتحق الغيطاني بمؤسسة "أخبار اليوم" بتشجيع من المفكّر المصري محمود أمين العالم (1922-2009) رئيس مجلس إدارتها آنذاك، وأصبح الغيطاني في العام 1969 مراسلاً حربياً في منطقة قناة السويس.وكان غزير الإنتاج إذ اتبع منهجاً صارماً في الكتابة شبه اليومية متأسياً بنجيب محفوظ الذي اقترب منه كثيراً وألّف عنه أكثر من كتاب منها "نجيب محفوظ يتذكر" و"المجالس المحفوظية".

كما أصدر كتبا عن رواد في مجالي الكتابة الأدبية والصحافة منها "توفيق الحكيم يتذكّر" و"مصطفى أمين يتذكر"، إضافة إلى كتب يستعرض فيها علاقته بالتراث المعماري للقاهرة الفاطمية ومنها "ملامح القاهرة في ألف عام" و"أسبلة القاهرة" و"استعادة المسافر خانة.. محاولة للبناء من الذاكرة" عن قصر المسافر خانة الأثري الذي احترق تماماً في العام 1998.

وأصدر الغيطاني أكثر من 50 عملاً في القصة القصيرة والرواية والسيرة الذاتية وأدب الرحلات والمحاورات والمقال الصحافي. كما صدر له في بغداد عام 1975 كتاب "حراس البوابة الشرقية" عن الجيش العراقي.
ومن المفارقات أن الرواية الأولى للغيطاني "الزيني بركات"، والتي صدرت طبعتها الأولى في دمشق في العام 1971، ظلّت أكثر أعماله شهرة ويراها كثيرون أفضل رواياته وأنتجها التلفزيون المصري في العام 1995 مسلسلاً بالعنوان نفسه من إخراج يحيى العلمي (1941-2002).

وتدور أحداث رواية "الزيني بركات" في أجواء التلصّص والتآمر حيث تحالف بطلها الزيني بركات بن موسى مع المماليك بعد هزيمتهم وغزو العثمانيين لمصر في العام 1517. وترجمها المصري فاروق عبد الوهاب إلى الإنكليزية في العام 1988 وصدرت الترجمة بمقدمة للمفكّر الفلسطيني إدوارد سعيد (1935-2003).ومن أبرز روايات الغيطاني "رسالة في الصبابة والوجد" و"شطح المدينة" و"هاتف المغيب" و"حكايات المؤسسة" و"الرفاعي" و"وقائع حارة الزعفراني" التي أنتجها

التلفزيون المصري في العام 2001 في مسلسل "حارة الطبلاوي" الذي أخرجه محمد عبد العزيز.
وأنتجت السينما المصرية من أعماله فيلمي "أيام الرعب" الذي أخرجه سعيد مرزوق في العام 1988 بطولة محمود ياسين وميرفت أمين، و"كلام الليل" الذي أخرجته إيناس الدغيدي في العام 1999 وقامت ببطولته يسرا.

وحوّل التلفزيون المصري في العام 1992، رواية الغيطاني "حكايات الغريب" إلى فيلم بالعنوان نفسه أخرجته إنعام محمد علي وقام ببطولته محمد منير ويتناول جوانب من أحوال مدينة السويس بين حربي 1967 و1973.

وخلال مسيرته الأدبية، نال الأديب المصري العديد من الجوائز، منها: وسام الاستحقاق الفرنسي من رتبة فارس في العام 1987، وجائزة الدولة التشجيعية للرواية في العام 1980، جائزة سلطان بن علي العويس من الإمارات في العام 1997، بالإضافة إلى وجائزة "لورباتليون" لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليّات" في العام 2005، والدولة التقديرية في مصر في العام 2007، كما حصل في العام 2009 على جائزة الشيخ زايد للكتاب عن كتابه "رن" وهو الدفتر السادس من ما أطلق عليه "دفاتر التدوين"، وفي حزيران 2015،فاز بجائزة النيل في الآداب وهي أرفع جائزة تُمنح في البلاد.

("موقع السفير"، "اليوم السابع"، رويترز)