28-03-2024 09:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

خمسة اهداف روسية في سوريا..

خمسة اهداف روسية في سوريا..

في زيارته الاخيرة لموسكو، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أنّ تركيا يمكنها مساعدة روسيا في ضبط الجماعات المسلحة في الشيشان وتركستان وباقي دول القوقاز

نضال حمادة

في زيارته الاخيرة لموسكو، أبلغ  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أنّ تركيا يمكنها مساعدة روسيا في  ضبط الجماعات المسلحة في الشيشان وتركستان وباقي دول القوقاز، ومنعهم من  العودة إلى روسيا، مقابل أن تقنع موسكو في سوريا الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استمع إلى أردوغان لمدة ربع ساعة، أجاب أنه سمع هذا الكلام من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال زيارته الأخيرة لموسكو. وقال إن الوجود الروسي في سوريا على مقربة من الحدود التركية يحتم على الطرفين التعاون في الحرب ضد الإرهاب، مضيفاً أن عمل الطائرات الروسية سوف يطال كل الأراضي السورية، وان روسيا عازمة على ابلاغ  "التحالف" بالغارات التي ستشنها طائراتها على المناطق الحدودية التركية-السورية، هذا الكلام نقلته لنا مصادر برلمانية غربية.

 وأضافت المصادر أن روسيا أبلغت حلف شمال الأطلسي أنها سوف تنتظر أسبوعاً بعد خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يلقيه اليوم الاثنين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى يتبين لها أفق التعاون مع دول التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، وإلا  فإن  موسكو قررت الذهاب لوحدها لإنجاز العمل.

في هذه الاثناء، ينتظر الجميع اللقاء المرتقب بين الرئيسين الامريكي والروسي على هامش الجميع  العامة للأمم المتحدة، كما ينتظرون خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيلقيه من على منصة الامم المتحدة ، وهذا حدث مهم بذاته لان بوتين لم يخطب على هذا المنبر منذ عشر سنوات. لقد حان وقت التفاهم الروسي الامريكي حول سوريا، والرئيس الامريكي باراك اوباما لا يريد تفويت هذه الفرصة، بعد نجاحاته الدبلوماسية في كوبا وفي الملف النووي الايراني، ولا شك ان أي توافق مع روسيا خلال الاشهر الخمسة عشر المتبقية من ولايته ، إن حصل في سوريا سوف يجعل من اوباما رئيساً أمريكياً مميزاً أمام الراي العام العالمي، بعد سنوات حكم جورج بوش التي شنت الحروب في الزوايا الاربع من الكرة الأرضية.

تتحدث المعلومات عن خمسة أهداف تشكل الخطوط العريضة التي ترسم معالم   استراتيجية التدخل العسكري الروسي  في  سوريا  وهي التالية:
1-  تأمين النفوذ الروسي على البحر المتوسط ، في سوريا  البلد العربي الاخير الحليف لروسيا في الشرق الاوسط
2-   العمل في الفضاء الأمريكي المباشر ، بإقامة قواعد عسكرية على الحدود مع تركيا، وذلك لإقامة توازن مع النفوذ الامريكي في اوكرانيا
3-  مواجهة الجماعات المتطرفة في الشرق الاوسط ، لمنعهم من العودة الى روسيا، وايضا الاقتراب اكثر من الحدود مع تركيا البلد صاحب النفوذ والتاثير على مقاتلي القوقاز واسيا الوسطى اعداء موسكو الخطرين.
4-  الحفاظ على حليف روسيا الرئيس بشار الاسد ، في سوريا والحفاظ على منظومة الجيش السوري الحليف العربي القديم للاتحاد السوفياتي ومن بعده لروسيا
5-  تعزيز التحالف مع ايران في سوريا  التي  تشكل المنفذ البحري لطريق الحرير الحيوي لكل من (الصين- روسيا – ايران) للوصل الى المياه الدافئة على البحر المتوسطـ وهذا الطريق يحتاج افغانستان ليصل لإيران والعراق ليصل لسوريا ، مع وجود مفارقة ان افغانستان والعراق بلدان احتلتهما امريكا لقطع طريق الحرير بين الصين وروسيا  وايران في افغانستان وبين ايران وسوريا في العراق، وقد مني  المشروع الامريكي بهزيمة كبرى في البلدين.

وتعتمد روسيا  خطة على مراحل لتنفيذ استراتيجتها في سوريا:
1-  عبر  تأمين القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية ، حيث تم الانتهاء من وضع  الرادارات الضخمة في صلنفة وفي السلسلة الجبلية للساحل السوري، وتم نشر دبابات تي 90 الحديثة حول القاعدة الروسية في اللاذقية، ونشر منظومة دفاع  جوي صاروخي مرتبطة  بالاقمار الصناعية، ونقل عشرات الاطنان من المعدات العسكرية المتطورة عبر جسر جوي بين روسيا وسوريا.
2-   الاعتماد على الجيش السوري على الأرض وتقديم الدعم  اللوجستي دون الانخراط في الحرب البرية بشكل كبير، ويأتي في مقدمة الدعم اللوجستي  تقديم الدعم الجوي والمعلومات، وفتح الاقمار الصناعية الروسية لطائرات السوخوي السورية، بعدما كانت موسكو ترفض تلبية هذا الطلب  السوري سابقا، كما سيتضمن هذا الشق تبادل المعلومات وتقديم موسكو صورا تلتقطها اقمارها الصناعية لتحركات الجماعات المسلحة ، مراكز تجمعها وطرق تموينها مستودعات التذخير ومخابئ السلاح ، فضلا عن ادخال منظومة الاتصالات العسكرية السورية في المنظومة الروسية ومنها عقد اجتماعات للقيادات العسكرية عبر الاقمار الاصطناعية.
3 - العمل عسكرياً في وقت قريب لتثبيت النظام الحليف عبر دعمه جوياً ومعلوماتياً لاستعادة بعض المناطق المهمة والحساسة وبالتالي اضعاف دور تركيا ، وفي نفس الوقت استعادة مناطق مهمة من يد داعش، لاثبات ما تقوله روسيا وسوريا ان الجيش السوري هو القوة الوحيدة القادرة على محاربة داعش على الارض بعد الفشل الامريكي في ضربها جوا وقتالها برا عبر مجموعات دربتها المخابرات الامريكية  في تركيا وما لبثت ان انضمت الى النصرة فور دخولها الى الاراضي السورية.