23-04-2024 01:48 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 22-09-2015: الحوار.. وتسوية الترقيات

الصحافة اليوم 22-09-2015: الحوار.. وتسوية الترقيات

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 22-09-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها جلسة الحوار الثالثة التي تنعقد اليوم في المجلس النيابي، بالإضافة إلى ملف الترقيات للضباط، والحراك المدني..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 22-09-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها جلسة الحوار الثالثة التي تنعقد اليوم في المجلس النيابي، بالإضافة إلى ملف الترقيات للضباط، والحراك المدني..

السفير
كشف حساب للحراك الشعبي في شهره الأول:
انتزاع حقوق المواطنين... بالمفرّق

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والثمانين بعد الأربعمئة على التوالي. لا الرئاسة متاحة ولا الإفراج عن المجلس النيابي والحكومة وارد، وها هو الحوار يمضي إلى جلسته الثالثة، اليوم، من دون أوهام بأن ما ينبغي أن يقال قد قيل في الجلسة الأولى، وليس غريباً أن يعيد بعض أهل ساحة النجمة النظر في جدوى مضيهم بحوار تقطيع الوقت.

أما الحراك الشعبي ضد السلطة السياسية، فإنه يستمد زخمه من حيوية غير مسبوقة في الشارع اللبناني ولَّدت شرارتها النفايات، تعبيراً عن حالة قرف متجذرة من جهة ومن هريان سياسي واقتصادي واجتماعي وإداري يتباهى بعض أهل السلطة بمسؤوليتهم عنه، كما فعل وليد جنبلاط، أمس، ويصر البعض الآخر على المكابرة، استدراجاً للمزيد من الهريان.

اليوم، يتمّ الحراك المدني شهره الأول، وبرغم حرص بعض نواته الصلبة التي كانت أساسية في بلورته في لحظة الثاني والعشرين من آب الماضي، على القول «إنه بألف خير»، لا بد من قراءة موضوعية تأخذ في الاعتبار حيويته المتصاعدة.

فلقد قطع الحراك شوطاً في تثبيت أمور اساسية أبرزها: تكوين لجنة تنسيق بين المجموعات - مكونات الحراك، الخروج في غالبية الأحيان ببيان موحد، إلقاء كلمة واحدة في التظاهرات والاعتصامات، لجنة من عشرات المحامين للدفاع عن المتظاهرين، لجنة للإطلالات الإعلامية، عشرات المتطوعين للتنظيم والضبط، لجان في المناطق، لجان في الاغتراب، والأهم الاقتراب من وضع «أجندة» مطلبية ـ سياسية وإن لم تصل إلى خواتيمها النهائية بعد، سقفها العلم اللبناني الذي يرتفع وحده في كل التحركات.

وبرغم أن الحراك الحالي لم يأت من فراغ وإنما نتيجة تراكم حراكات سابقة من «حملة إسقاط النظام الطائفي» إلى حراكات حقوقية نسوية وشبابية وصولاً إلى «هيئة التنسيق النقابية»، إلا أن السقف السياسي الذي وضعه كان الأعلى لجهة الانقلاب على الاصطفافات السياسية ما بين قطبي «8 و14 أذار»: «14 و8 عملوا البلد دكانة» ومعه شعار «كلن يعني كلن».

كل هذا يجري والدراسات تقول (2009) أن 70% من الأجراء لا يزيد دخلهم عن 700 دولار شهرياً، فرص العمل لا تستوعب سنوياً أكثر من 35% من متخرجي الجامعات، ارتفاع موجات الهجرة إلى أعلى معدلاتها منذ 2005 ولغاية اليوم، الشعور العارم لدى المواطنين بالقلق المستدام الذي يصل إلى حدود المرض النفسي وسط ضيق فرص العيش اليومي وعدم تناسب الدخل مع أكلاف المعيشة والافتقار إلى الخدمات والضمانات غير القابلة للتجزئة، والأهم سيطرة ثلاث شركات احتكارية على ثلثي أسواق الاستهلاك في لبنان، وصول الاقتطاع الضريبي إلى 20 في المئة وسط صدمة المواطنين من الفارق بين ما يدفعونه وبين ما يحصلون عيله.

خرج المواطنون إلى «معركة» بين المواطن والزعيم، بين فكرة الدولة الديموقراطية المبنية على المساواة ودولة الزعماء المبنية على «كاريزما» الزعيم والتسليم بسلطته بغض النظر عن أفعاله، وبالتالي عدم محاسبته. ساروا يدافعون عن حقوقهم وضرورة الحصول عليها ليس بـ «الواسطة» و «الاستزلام» وإنما بانتزاعها، وبخلق مساحة عامة للنقاش.

وإذا كان من المبكر جداً محاكمة الحراك الفتي، لكن ذلك لا يمنع طرح جملة من التساؤلات:
هل سيتمكن الحراك من التغلب على الخوف واليأس وهو لم ينتج بعد خطاباً سياسياً موحداً من الدرجة الأولى، بل يستكشف طريقه خطوة بعد خطوة؟

هل سيتمكن من حسم السباق بينه وبين السلطة لمصلحته، وهو سباق يعتمد على فرض عناوين جديدة وتحقيق انتصارات مع تقدمه وتطوره وعبر خلق جاذبية للاستمرار، في مقابل تطوير السلطة لأدوات الاحتواء والمواجهة والقمع؟

وإذا كانت المجموعات الشبابية الفتية التي انطلقت بالحراك تفتقر إلى الخبرة السياسية للحفاظ عليه، إلا أنها تمكنت من فرض واقع جديد في البلاد حيث لم يعد الإعلام مسرحاً للزعامات التقليدية وخطابها، بل لوجوه شابة جديدة تحتل حيزاً أساسياً منه، وتفرض تغيراً جوهرياً في الخطاب العام. كما كسرت نمطية احتكار الشارع ونزول المواطنين من خارج الاصطفافات الطائفية والمذهبية على ضفتي «14 و8 آذار».

كل هذا في ظل وجود مزاجين ضمن الحراك: المطالبون ببرنامج سياسي ربما يكون فوق طاقة الحراك حالياً من جهة، والمطالبون بمطالب على قاعدة الحقوق من جهة ثانية. مزاجان يمكن القول إنهما يتقاربان مع الوقت لتصبح المطالب - الحقوق ذات وجه سياسي كما هي في الواقع.

وبرغم التسليم بوجوب عدم المقارنة مع حراكات هزت الشارع اللبناني على غرار حراكات السبعينيات، أيام عز الحركة النقابية واندفاعة الأحزاب التقدمية واليسارية التي كانت رافعتها الأساسية، بينما يتحرك جيل اليوم بعيداً عن أي رافعة حزبية ونقابية بعدما شرذم النظام ورجالاته النقابات والأحزاب إلى حد أنها اصبحت تسعى من خلال المشاركة بالحراك، لاستعادة بعض شرعية بدل أن تكون هي الرافعة.

يجد الحراك نفسه أمام إشكاليات موازية تتمثل بتحدي التوصل إلى إطار قيادي تنسيقي مع الحفاظ على الممارسة الديموقراطية في ظل هذا التنوع الكبير بين مكوناته. بالإضافة إلى السعي لانتزاع حقوق المواطنين التي في ذمة الدولة وإلا على الأقل منع السلطة من ارتكابات وانتهاكات جديدة لحقوق اللبنانيين.

كل هذا وسط تباينات بين مكونات الحراك نفسها والتي تتبلور في الاتفاق على شرعية المطالبة بتغيير النظام ولكن مع الخلاف على هوية النظام الجديدة وبنيته (مثلا الاتفاق على قانون انتخابات على اساس النسبية والخلاف على النسبية خارج القيد الطائفي).

في المقابل، هناك الحملات الاتهامية التي تستهدف بعض المنشِّطين للحراك ومواجهة هذه الحملات، بالإضافة الى كيفية مواجهة أي عنف رسمي قد تعود السلطة لممارسته، ومعه العنف الممارس من مجموعات مدنية محسوبة على هذا الفريق السياسي أو ذاك.

ويبقى أنه ليس سراً أن ثمة جهات في لبنان توزع ما تصفه بالتاريخ الشخصي لبعض منشِّطي الحراك وفيه ما يفيد أنهم على علاقة بأجهزة أمنية أميركية، وأن آخرين منهم شاركوا في الانتفاضات التي شهدتها تونس على وجه الخصوص ثم مصر، وباشرت التحرك في سوريا ولكن تطور الأحداث دموياً جعلها تتأخر عن مباشرة نشاطها هناك.

ومع أن هذه الاتهامات تركز على من تعتبر أنهم قد شاركوا في دورات تدريبية في بعض دول أوروبا، إضافة إلى الولايات المتحدة، فواضح أن الهدف المباشر منها هو التغطية على أهداف الحراك وتجاوز حقيقة أن منشِّطيه كانوا حريصين - على تعدد منابتهم الفكرية - على سلميته والتركيز على أهدافه المباشرة والبسيطة.. إلى حد الاستماتة.


النهار
حوار الجولة الثالثة وراء سواتر متشدّدة
تسوية الترقيات متعثرة وعون لا يُقاطع

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "اكتسبت الاتصالات السياسية البعيدة من الأضواء التي تكثفت عشية الجولة الثالثة من الحوار التي تنعقد قبل ظهر اليوم في مجلس النواب طابعاً بارزاً من حيث محاولة عدد من الافرقاء السياسيين احداث اختراق ولو محدوداً في رتابة هذه الجولات ينحو بالعملية الحوارية في اتجاه تجاوز العقدة الرئاسية الى تفعيل عمل مجلسي الوزراء والنواب. واذ بدا واضحاً انه لم يعد في قدرة المتحاورين تجاهل الآثار المعنوية الضاغطة للتحرك المدني في الشارع، وإن تكن جماعات هذا التحرك لم تعلن أي برنامج لنشاط محتمل لها اليوم بالتزامن مع الجولة الثالثة، ذهب بعض المعنيين بالحوار الى القول إن هذه الجولة ستشكل موعداً مفصلياً لمسألة تفعيل الحكومة إما عبر ملامح تفاهم سياسي على قضية التعيينات العسكرية وإما بتطيير هذا التفاهم، مع العلم ان الاتصالات في الايام الاخيرة تمحورت على هذا الموضوع نظراً الى ما يمكن أن يتركه من تداعيات على اجواء الحوار ولو لم يكن مدرجاً على جدول اعماله مباشرة.

وكشفت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات لـ"النهار" ان المساعي تلاحقت حتى ليل أمس لابلاغ رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون "صيغة ما" كان يجري العمل عليها استباقاً لجولة الحوار اليوم، في مسعى اضطلع به خصوصاً رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بواسطة الوزير وائل ابو فاعور بالتنسيق مع الوزير الياس ابو صعب. وأشارت الى ان مصير هذه الاتصالات سيتحدّد في ضوء امكان حضور عون الجلسة أو تكليفه الوزير جبران باسيل تمثيله. ولم يتضح حتى ليل امس ما اذا كان عون سيحضر، بينما رأت المصادر ان عدم حضوره سيكون بمثابة مؤشر لعدم سريان مشروع التسوية للتعيينات العسكرية وان هذا الاخفاق سيستتبع تصعيداً عونياً من خلال محطة 11 تشرين الاول التي حددها الوزير باسيل في احتفال تسلمه رئاسة "التيار الوطني الحر" موعداً للتجمع والتظاهر على طريق قصر بعبدا. ولفتت الى ان هذا الموعد الذي اختير عشية ذكرى عملية 13 تشرين الاول يتزامن كذلك مع موعد احالة العميد شامل روكز على التقاعد، الامر الذي يرتب دلالة اضافية على الاستعدادات العونية للتصعيد في حال عدم التوصل الى حل لمسألة التعيينات.

وصرّح الوزير باسيل أمس في أول حديث له بعد تسلمه رئاسة "التيار" لـ"النهار": "إننا سنشارك في جلسة الحوار (اليوم) وموقفنا واحد ولن يتغير وهو العودة الى الشعب مصدر كل السلطات". وقال: "أساساً شاركنا في الحوار من اجل الرئيس نبيه بري وأيضاً من أجل ايجاد حل، فعندما يكون السعي جدياً والهدف نبيلاً نشارك ولكن ان نبقى نبحث في نقطة واحدة من دون التوصل الى حل فعندها سيتم التقدير منا ومن سوانا للجدوى من المشاركة".

وعلمت "النهار" من مصادر ذات صلة بطاولة الحوار النيابي أن مشاركة العماد عون أو من ينتدبه مستمرة على رغم ما تردد عن مخرج جديد للتعيينات العسكرية لم يتكلل بالنجاح. ولاحظت ان جولة الحوار اليوم تكتسب أهمية إنطلاقاً من أن هناك إجماعاً على أن يبقى الحوار تحت سقف الطائف وان الاولوية هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ويأتي بعد ذلك موضوع إجراء إنتخابات نيابية جديدة. وأشارت الى أن حلفاء العماد عون في الحوار هم مع هذه التراتبية أي تقديم انتخاب رئيس الجمهورية على الانتخابات النيابية بعكس ما يطالب به عون، أي إجراء الانتخابات النيابية قبل انتخاب الرئيس.

الترقيات
وفي ما يتعلّق بالترقيات العسكرية، قالت المصادر نفسها إن ثمة تبايناً داخل مجلس الوزراء حيال الامر، إضافة الى رفض القيادة العسكرية له. فعلى صعيد المجلس هناك موقف موحد لوزراء "اللقاء التشاوري" الذي يضم ثمانية وزراء يرفض هذه الترقيات بينهم وزير الدفاع سمير مقبل وهو الوزير المعني. ويضاف الى ذلك أن حسم الموضوع يتم في مجلس الوزراء الذي لن ينعقد إلا بعد عودة الرئيس سلام من نيويورك مطلع الشهر المقبل. أما على صعيد القيادة، فثمة تململ داخل المؤسسة إنطلاقا من أن هناك أكثر من ضابط برتبة عميد يعتبر أن له حق الاقدمية على العمداء المرشحين للترقية.

في غضون ذلك، أعلنت حملة "طلعت ريحتكم" في مؤتمر صحافي تقويمي عقدته أمس بعد مرور شهرين على التحرك المطلبي أن مطالبها لم تتغيّر، وأوّلها استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، "لأنه تقاعس عن إتمام مهماته والتحرير الفوري لاموال البلديات وشطب ديونها واصلاح خطة وزير الزراعة اكرم شهيب لمعالجة ازمة النفايات ومحاسبة كل المعتدين على المتظاهرين والمعتصمين مدنيين وعسكريين حتى لو وصل الأمر الى استقالة وزير الداخلية نهاد المشنوق واجراء انتخابات نيابية تسمح بالتمثيل الديموقراطي لجميع اللبنانيين". وتبرّأت من الأفراد الذين يشتمون بعض الشخصيات السياسية، مؤكدةً أنهم لا يمثّلون الحملة.

في المقابل، قال وزير الداخلية لدى تفقده امس والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم المقر الجديد لنظارة الامن العام في منطقة ساعة العبد إن "لغة الشتائم والحملات المغرضة على من عمّر قلب بيروت هي استكمال لمشروع اغتيال الرئيس رفيق الحريري". وشدد "من موقع المسؤول ومن الموقع السياسي على ان بيروت ليست يتيمة وسنمنع بحزم اي تعرض لاي ملك خاص او عام في قلب بيروت".

وليل أمس أفرغت شاحنات عوائق اسمنتية في أول شارع ويغان قرب مبنى "النهار" استعملت جداراً عازلاً بين "النهار" ومبنى فندق "لوغراي" بما يقطع الطريق الى ساحة النجمة.

خطة النفايات
الى ذلك، علمت "النهار" أن ملف النفايات لا يزال يحرز تقدماً وبات على مشارف الانطلاق في تنفيذ خطة مجلس الوزراء بعدما تحققت التوافقات على كل المطامر المقترحة والموجودة في عكار والناعمة والبقاع ومعمل صيدا وبرج حمود بعد أشهر. وهذا الامر يعطي وزير الزراعة الضوء الاخضر للمضي قدماً في التنفيذ. وأعلن أهالي بلدة عين درافيل، في بيان، ان وفداً منهم التقى الوزير أكرم شهيب الذي "أكد أحقية مطالب بلدة عين درافيل وتعهد تحقيقها ومنها أن جميع الأموال العائدة إلى البلديات تكون حصة عين درافيل مستقلة عن بلدية عبيه، وتأليف لجنة من أهالي عين درافيل تتولى ادارة شؤون البلدة، وتحويل الأموال اللازمة إلى الصندوق المركزي للمهجرين لتأمين الدفعة الثانية، وأن الخطة ستكون متكاملة لا تتجزأ، وفتح مطمر الناعمة - عين درافيل سيكون لمدة سبعة أيام فقط لا غير". وأضاف البيان: "بناء عليه، فإن أهالي عين درافيل أكدوا وقوفهم إلى جانب الوزير شهيب ودعمه في تطبيق خطته لمعالجة أزمة النفايات".


الأخبار
تسوية التعيينات إلى الواجهة وبري متحمس

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "لم تنته بعد، فرص الوصول إلى تسوية في أزمة التعيينات الأمنية، على الرغم من العقبات التي تعترض طريقها، من اعتراض قائد الجيش العماد جان قهوجي والرئيس السابق ميشال سليمان، إلى الحاجة لاتفاق «سلة واحدة» يعيد العمل إلى مجلس النواب والفعالية إلى مجلس الوزراء.

إذ إن فرض التمديد لقائد الجيش لن يمرّ مرور الكرام عند رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، الذي لمّح جديّاً إلى نيته تعطيل الحكومة، مدعوماً من حزب الله، الأمر الذي لا يمكن تيار المستقبل وباقي الفرقاء تجاهله، في ظلّ اعتبار حزب الله إقصاء عون حالياً إقصاءً له في المرحلة المقبلة. ومع أن حزب الله لم يشر إلى نيته تعطيل الحكومة، بل أكد دائماً الحرص عليها، إلّا أن كلام «الصالونات» لا يغفل ما يعنيه عون بالنسبة إلى حزب الله، ومعه سوريا وإيران من قيمة معنوية، خصوصاً ما عبّر عنه المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل، ومسؤول التنسيق والارتباط وفيق صفا، في زيارتهما الأخيرة لجنبلاط من دعم أعمى لعون.

وفي اليومين الماضيين، أعاد وزير الصحة وائل أبو فاعور تحريك مبادرة النائب وليد جنبلاط لحلّ أزمة التعيينات الأمنية، من بوابة ترفيع ثلاثة عمداء إلى رتبة لواء، من بينهم العميد شامل روكز، وتثبيت أعضاء المجلس العسكري، ما يمنح التمديد لقهوجي الشرعية التي يحتاجها من الجميع. إلّا أن الجديد في إعادة تشغيل الاتصالات السياسية، هو اندفاع الرئيس نبيه بري للوصول إلى خاتمة سعيدة، تكفل بقاء روكز ضمن نادي المرشّحين لقيادة الجيش، ما يدفع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون إلى العودة إلى طاولة مجلس الوزراء، وفتح باب مجلس النواب. وبحسب المعلومات، فإن زيارة وزير التربية الياس بو صعب لعين التينة يوم الجمعة الماضي، فتحت باب الحماسة عند برّي للعب دورٍ في الوصول إلى التسوية. وعلى مدى اليومين الماضيين، عقد بو صعب اجتماعين مع أبو فاعور للغاية عينها، في ظلّ الأجواء الايجابية التي عبّر عنها ممثلو الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ونهاد المشنوق في طاولة الحوار التي تجمع حزب الله وتيار المستقبل في عين التينة، لجهة عدم ممانعة المستقبل الوصول إلى التسوية في حال موافقة القوى السياسية.

وليس مستبعداً، في حال التوصّل إلى الاتفاق، أن يبذل بري جهداً في إقناع قهوجي بالسير في حلّ الأزمة، تحت عنوان الاتفاق السياسي، على الرغم من أن قهوجي يستند بمعارضته إلى اعتراضات الضباط على آلية انتقاء الضباط الذين سيجري ترفيعهم وانعكاس الأمر على الجيش، فيما تبقى عقدة سليمان والوزراء الذي يدورون بفلكه من مهمة تيار المستقبل.

ولم تتضح بعد معالم الاتفاق على آلية العمل الحكومي، التي مرّت على مدى الأشهر الماضية بأكثر من اختبار. وبحسب المعلومات، فإنه يجري البحث عن صيغة تضمن استمرار العمل الحكومي وتراعي اعتراضات المكوّنات وصلاحيات رئاسة الجمهورية التي ورثها مجلس الوزراء.


اللواء
مرسوم ترقية العمداء قيد الإعداد.. والحوار اليوم رسالة دعم لسلام في الأمم المتحدة
برّي يدّعي على متظاهر.. والمشنوق يرفض إغتيال الحريري مجدداً بشعارات الحراك

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول " تنعقد الجلسة رقم 3 لهيئة الحوار الوطني اليوم، وسط ثلاثة مؤشرات:
1-إجراءات أمنية وضعتها قيادة قوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع الجيش اللبناني وسائر الأجهزة، وتقضي بمنع حدوث أي اختراق «للمجموعات النووية» التي قد تظهر فجأة في الشارع، مستفيدة مما حصل في الجلستين السابقتين, من ضمنها العمل على بناء جدار مرتفع من الباطون المسلح عند الطريق المؤدي إلى ساحة النجمة.

2-هجمة اخبارات وادعاءات امام القضاء ابرزها: الادعاء الذي تقدّم به الرئيس نبيه برّي ضد الشخص الذي رفع ثلاث صور، واحدة منها له، باعتباره من «رؤوس الفساد»، في سابقة هي الأولى من نوعها، بين مسؤول كبير وشخص عادي.

في المقابل، كان محامو حملة «بدنا نحاسب» يتقدمون بإدعاءات بالجملة على شبان من حركة «امل» بوصفهم اعتدوا على المتظاهرين، وهم معروفون أيضاً بالأسماء. يضاف إلى ذلك تقديم وزير الاتصالات بطرس حرب إخباراً ضد ما وصفه «بتخريب شبكة مياه البترون» وهو يطال بشكل أو بآخر وزير الطاقة والموارد المائية والكهربائية آنذاك جبران باسيل، واستدعاء النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم لمجموعة من السياسيين والفنانين الذين امتنعوا أو تأخروا عن تسديد مستحقات الفواتير المترتبة عليهم من مؤسسة كهرباء لبنان، وأخلي سبيلهم مقابل تعهد بتسديد هذه المستحقات.

وتزامنت هذه الدعاوى مع إطلاق موقوفي الحراك المدني جميعاً من قبل القضاء بكفالة مالية قدرها مائة ألف ليرة، باستثناء موقوف واحد لم يتقدّم وكيله بطلب اخلاء سبيله.

3-وصول الاتصالات والمساعي لانضاج تسوية الترقيات لعدد من العمداء لرتب أعلى إلى ما وصفته الأوساط العونية بالصفر مع العلم ان هذه الأوساط نفسها تراهن على حدوث خرق على هذا الصعيد لتحقيق مكسب ولو ظاهر، لأنه ليس بالإمكان استمرار التيار العوني بشل عمل الحكومة، لا سيما في ضوء تحديات بعضها يتعلق بالنازحين السوريين وبعضها بالنفايات الصلبة، فضلاً عن مصالح حيوية وحياتية للمواطنين مع حلول فصل الشتاء وانطلاق العام المدرسي.

وإذا كان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لا يرى افقاً مشجعاً للحوار، فإن مصادر تكتل «الاصلاح والتغيير» امتنعت عن تأكيد مشاركة النائب ميشال عون أو عدمها في جلسة اليوم، وأن رجحت مشاركته لأسباب تتعلق بخروج مشروعه الرئاسي إلى الواجهة، وهو الأمر الذي يستدعي التفاعل مع الجالسين على طاولة الحوار، باعتبارهم رؤساء الكتل التي ستنتخب رئيس الجمهورية عندما تدق الساعة الإقليمية والدولية.

ووفقاً لمصدر في التكتل، فإن مشاركة عون أو مقاطعته تحمل مؤشراً على وضع الحالة السياسية انفراجاً أو تعقيداً، ملمحاً إلى ان قضية ترقية الضباط، ومن بينهم العميد شامل روكز هي من المؤشرات الجدية، ليس على استئناف جلسات الحكومة، بل أيضاً على استمرار طاولة الحوار.

لكن معلومات كشفت عن دور أو مسعى قام به «حزب الله» لاقناع النائب عون عن العدول عن موقفه بعدم مشاركته في الحوار صوناً لهذا الحوار ولعدم الاضرار بمبادرة الرئيس برّي، خصوصاً وأن الحوار تحول إلى حاجة، بل إلى ضرورة في غياب التسويات الإقليمية والدولية.

ولفتت إلى ان إطلالة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله مساء الجمعة المقبل على شاشة «المنار»، ستعطي مؤشرات مهمة على هذا الصعيد.

الترقيات
في المقابل، استبعد مصدر مطلع في كتلة «المستقبل» النيابية أن يحصل عون قبل جلسة الحوار اليوم على جواب في ما خصّ الترقيات، متوقفاً عند ممانعة وزير الدفاع سمير مقبل من التوقيع على أي قرار غير قانوني، وهو الموقف نفسه الذي تلتزم به قيادة الجيش، وألمح إلى أن كتلة «المستقبل» وإن كانت تشجّع على إحداث إختراق، إلا أنها لا يمكن أن تتجاهل موقف كل من قيادة الجيش ووزير الدفاع لدى حسم موقفها الأخير، علماً أنه بالإمكان ترقية العميد روكز وتعيينه قائداً لأحد الألوية المستحدثة وفقاً لقانون الدفاع، لكن المشكلة أن ترتيب روكز هو الـ14 بين العمداء الذين يحق لهم الترقية.

إلا أن مصادر سياسية واسعة الاطلاع كشفت لـ«اللواء» أنه يجري إعداد مرسوم لترقية عدد من العمداء بينهم العميد روكز، فضلاً عن تثبيت آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، في محاولة لإعادة تفعيل عمل الحكومة، وإطلاق ورشة التشريع في مجلس النواب.

واعتبرت المصادر أن حدوث إنفراج على هذا الصعيد سيشكل رسالة قوية للرئيس تمام سلام في مهمته في الأمم المتحدة، وأمام المجموعة الدولية، فضلاً عن إطلاق ساعة صفر لبدء تطبيق خطة رفع النفايات من العاصمة والمناطق، خاصة مع بدء موسم الأمطار.

ولاحظت المصادر نفسها، أن تحضير المرسوم يترافق مع قرار وزير الدفاع باستدعاء العميد إدمون فاضل من الاحتياط وإعادة تعيينه مديراً للمخابرات، بعد انتهاء مفعول تأجيل تسريحه يوم السبت الماضي.

إلى ذلك كشف المصدر النيابي لـ«اللواء» عن اجتماعات متواصلة داخل فريق 14 آذار لتنسيق المواقف، على مستوى ضيّق وللمشاركين فقط في الحوار.

وإذ نفى علمه بأن يكون الرئيس نبيه برّي طلب إقتراحات خطية من المتحاورين، شدّد على أن تصوّر 14 آذار واضح بالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو يُركّز على ضرورة العودة إلى ما يقوله الدستور، بمعنى ضرورة نزول النواب إلى المجلس لانتخاب الرئيس واعتبار المقاطعة هنا مخالفة دستورية، وبعد انتخاب الرئيس يتم تشكيل حكومة إنتقالية تضع قانوناً جديداً للانتخاب ومن ثم الإشراف على الانتخابات النيابية من أجل إعادة تكوين السلطة.

وأكد مصدر وزاري لـ«اللواء» أن جلسة اليوم لن تأتي بجديد، وستكون متطابقة للجلستين السابقتين، لكنه رأى أنه من المفيد عقد مثل هذه الجلسات في الظروف الراهنة، وإن كان مصيرها مرتبط بملف الترقيات والنفايات، مشيراً إلى أن لا شيء جديداً في السياسة، وأن المراوحة ستبقى سيّد الموقف لأجل غير مسمى.

المشنوق
وفيما غابت أي دعوة للتظاهر اليوم من قبل حملات الحراك المدني لمواكبة جلسة الحوار، سجلت أمس، مواقف لافتة من قبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، من الحراك ومن شعاراته واصفاً إياها «بلغة شتائمية حاقدة على بيروت تهدف إلى استكمال المشروع الأمني الذي اغتال الرئيس رفيق الحريري».

وقال خلال تفقده برفقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لمنشآت المقر الجديد لنظارة الأمن العام في منطقة العدلية: «إن قتلة الرئيس الشهيد مستمرون في قتله ويحاولون تشويه مشروعه وسيرته وتجربته»، مشدداً على أن بيروت ليست يتيمة، وأنه سيمنع بحزم بواسطة القوى الأمنية التعرّض لأي ملك خاص أو عام في قلب بيروت، لأنه لولا العاصمة لما وجد المعترضون مكاناً يعترضون فيه، ولولا العاصمة ما كانت ولدت 8 و14 آذار، كما لاحظ الكاتب السياسي أحمد الغز في مقالته في «اللواء».

خطة النفايات
من جهة ثانية، كشف مصدر وزاري لـ«اللواء» عن بدء التحضيرات لتنفيذ خطة الوزير أكرم شهيّب لمعالجة أزمة النفايات، وأن تعليمات أعطيت لبدء نقل النفايات من بيروت وجبل لبنان إلى مطامر «سرار» في عكار والناعمة ومطمر تمّ استحداثه في السلسلة الشرقية من البقاع، في حين سيتأخر النقل إلى برج حمود بانتظار إعادة تأهيله. ولاحظ أن تطبيق الخطة يمكن أن يبدأ من دون إعلان مسبق، نظراً لاستمرار الاعتراضات وإن كانت غير فاعلة.


البناء
نتنياهو يفشل في موسكو... وإيران تربح اعتراف أميركا بصدقية التزاماتها
بري: لا انتخابات من دون النسبية... وجلسة حاسمة يقرّر بعدها مصير الحوار
لا «حراك» اليوم في الشارع... وجنبلاط يتصدّر مساعي حلحلة الترقيات

صحيفة البناء كتبت تقول "زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهت قبل أن تبدأ بالتصريحات الروسية التي وضعت التموضع العسكري الجديد في سورية، في إطار مفهوم الأمن القومي لروسيا المستهدف من مجموعات إرهابية تتدفق على سورية وتعود منها إلى روسيا، كما قالت مصادر متابعة في موسكو، ما قطع الطريق على مناقشة مستوى التسليح الروسي لسورية مجدداً، وجعل مناقشات نتنياهو محصورة في سماع التأكيد الروسي على عدم وجود أيّ مبرّر لطلعات جوية «إسرائيلية» في الأجواء السورية، منعاً لتصادم مع الطيران الروسي والدفاعات الجوية الروسية الحديثة، ومطالبة نتنياهو لموسكو في المقابل بضمانات لعدم استخدام سورية هذه الحماية المعزّزة للتفكير لاحقاً بشنّ حرب على «إسرائيل»، ومحاولة استكشاف فرص العودة إلى اتفاق فك الاشتباك الموقّع عام 1974 على جبهة الجولان في أيّ تفاهم سياسي للحلّ في سورية، يفضل نتنياهو صدوره عن مجلس الأمن متضمّناً هذا التأكيد، كما قالت المصادر نفسها.

على ضفة موازية، سجلت إيران الاعتراف الأميركي الأول رسمياً منذ توقيع التفاهم على ملفها النووي، بأنها تقوم بتطبيق تعهّداتها التي تضمّنها التفاهم. والرسالة الأميركية الأعمق التي تضمّنها بيان البيت الأبيض ليست شهادة مجانية لإيران بل رسالة استباقية للكونغرس الأميركي تقول إنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشهد تعاوناً مثمراً وجدياً وصادقاً من إيران في تطبيق التفاهمات وفقاً للروزنامة المتفق عليها، ما يشكل في نظر المراقبين في واشنطن تسجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما لنقطة هامة على خصومه المعارضين للاتفاق والمراهنين على عدم صدقية إيران في تطبيق البنود الخاصة بالتزاماتها من التفاهم، بالتالي تأكيد أوباما على صحة رهانه على التفاهم مع إيران وفتح الباب لجعل هذا التفاهم العنوان الأبرز لسياسة إدارته في الشرق الأوسط، لأنه اتفاق مع دولة قوية وقادرة وتحترم التزاماتها وتشترك جدياً في الحرب على «داعش»، كما وصفها أوباما في شرحه للاتفاق قبل شهرين.

لبنانياً تسجل طاولة الحوار أول فرصة لهدوء انعقادها من دون ضوضاء «الحراك» الذي يعكف على لملمة شظايا المشاغبة التي استدرج نفسه والآخرين إليها على حساب الأهداف المطلبية والسياسية التي أعلنها الناشطون مع الانطلاق، وإذ بهم صاروا في نظر الناس الذين كادوا يمحضونهم الثقة، مجرّد باحثين عن الغوغاء والاستفزازات و»شراء المشاكل» والتسبّب بإراقة الدماء، بحيث تسبّب الأمر بمناقشات داخلية بين المجموعات المشاركة أدّت إلى تعليق الحراك لنفسه هذه الجلسة لإعادة صياغة الأهداف والوسائل منعاً لتراكم الفشل على الفشل، بعدما بدت عقوبة الرأي العام واضحة بالانكماش في أعداد المشاركين.

الطاولة من الداخل ستكون أمام امتحان الاستمرار في ضوء مراوحتها حول البند الأول الأعقد وهو انتخاب رئيس للجمهورية، والمرتبط أصلاً بشروط يبدو أنّ معظمها خارج قدرة الطاولة والمشاركين فيها، بالتالي كيفية الانتقال منه إلى البند الأهمّ والذي تقدر الطاولة، وينتظر منها أن تقدر، على صياغة جواب موحد عليه وهو قانون انتخاب يضمن صحة التمثيل وفقاً لنظام النسبية، بعدما تحدّث رئيس مجلس النواب أمام المشاركين عن استحالة تمرير أيّ قانون لا يقوم على النسبية، بعد كلّ ما تشهده البلاد من مناقشات وتحركات، وفي ضوء الشكاوى المجمعة على مدى خمس وعشرين سنة من تطبيق النظام الأكثري.

العماد ميشال عون سيقرّر مستقبل مشاركته وفقاً لنتائج جلسة اليوم، كما قالت مصادره، بينما يبدو أنّ النقاش يجري في الكواليس حول وساطة يقودها النائب وليد جنبلاط لحلحلة ترقيات عمداء في الجيش بينهم العميد شامل روكز، ما يسهم في تقديم قوة دفع لطاولة الحوار. ووفقاً لمصادر قريبة من جنبلاط، فإنّ المساعي تحقق تقدّماً ربما يجعل الحلّ يبصر النور بعد عيد الأضحى في شأن الترقيات ويفتح باب عودة الحياة للحكومة وجلساتها وانتظام أدائها.

الحوار والفرصة الأخيرة
على وقع الحراك المدني تعقد اليوم جولة ثالثة من الحوار الوطني في ساحة النجمة بعد أن انتهت الجولة الثانية بلا نتائج على صعيد الملف الرئاسي وعدم حضور رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أن التيار الوطني الحر لا يزال ملتزماً بالحوار بالصيغة التي انطلق منها وسيعطي فرصة أخيرة اليوم، فإذا تلقف المعنيون هذه الفرصة أو استثمروها أو استجابوا لبعض المطالب المحقة، فإن الأمر سينعكس إيجاباً على عمل الحكومة، أما إذا تبين بعد جلسة اليوم أن التسويف سيد الموقف وأن المسألة هي شراء وقت ستكون الجلسة الأخيرة التي يشارك فيها التيار الوطني الحر.

وتلفت المصادر لـ«البناء» إلى «أن الأوساط القريبة من عين التينة تلمس أن جلسة الحوار اليوم هي الأخيرة انطلاقاً من أن ما يطالب به العماد عون لاستمرار مشاركته في الحوار وبالتالي تفعيل عمل الحكومة والمجلس تقابله مواقف حاسمة من تيار المستقبل ترفض تحقيق أي مطلب من مطالب العماد عون، والأمر الآخر أن الرئيس بري سيتوقف عن الدعوة إلى الجلسات بمجرد امتناع التيار الوطني عن الحضور».

وأشارت مصادر نيابية لـ«البناء» إلى أن مسار الجولة الثالثة من الحوار تتوقف على حضور العماد ميشال عون الذي اعتذر عن عدم حضور الجلسة الماضية لدواعٍ خاصة.

وأكدت المصادر أن طاولة الحوار مستمرة وفقاً لجدول الأعمال الذي حدده الرئيس نبيه بري، ولفتت إلى أن جلسة اليوم ستستكمل البحث في الملف الرئاسي وأن الرئيس بري سيسمع الأجوبة على الأسئلة التي طلب من جميع الأطراف تقديمها في الجلسة الماضية وعلى أساسها سيتبين إلى أين ستتجه الأمور. وأوضحت المصادر أن طاولة الحوار لم تؤد أهدافها المرجوة حتى الآن على رغم أنها عملت على تبريد الأجواء المتشنجة وتأمين الغطاء والدعم الكامل لعمل الحكومة.

14 آذار ترد اليوم
وعقدت قوى الرابع عشر من آذار اجتماعاً حددت خلاله مواقفها من الجلسة لجهة المقاربة «الخطّية» التي طلبها بري من المتحاورين حول كيفية حلّ الأزمة السياسية، جددت خلاله التمسك بانتخاب رئيس وعلى رفض تعديل الدستور.

وأعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل «أنه لا يأمل خيراً بالحوار الوطني، خصوصاً بعد الخطابات التي سمعتها منذ يومين أو ثلاثة والتي تدل إلى أن الجميع مصر على مواقفه»، متوقّعاً بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى «أن تكون جلسة اليوم حاسمة وستتوضح المواقف، وسنكتشف إذا كانت هناك نيّة أن نتقدم أو مطلوب منا أن نبقى في مكاننا».

وأكد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني لـ«البناء» أن فريق 14 آذار سينتظر ما سيدلي به جميع الأطراف من مواقف ومقاربات في جلسة الحوار لا سيما في الملف الرئاسي وعلى ضوئها سيدلي بمواقفه. وشدد مجدلاني على أن فريق 14 آذار مستمر بحضور جلسات الحوار حتى لو قاطع العماد عون والتيار الوطني الحر، لكن استمرار عقد الجلسات أو توقفها يعود للرئيس نبيه بري.

حوار بلا حراك
بعد التصعيد الخطير للحراك المدني الذي شهدته تظاهرة ساحة النجمة الأحد الماضي والذي حصد 25 جريحاً، كان لافتاً عدم إعلان الحراك عن تحركات جديدة بالتزامن مع انعقاد طاولة الحوار اليوم في المجلس النيابي، بالتالي ستشهد ساحة النجمة حواراً هادئاً هذه المرة بلا ضجيج وصخب الحراك.

وفي السياق، أكد الناشط في مجموعة «جايي التغيير» لـ«البناء» أيمن مروة أن هدف الحراك الشعبي هو استقطاب كافة شرائح وجماهير الأحزاب السياسية والذين يعانون أيضاً من أوضاع اجتماعية صعبة، ولأن مشكلة النفايات تطاول كافة الشرائح الشعبية ومنها التي تتبع إلى أحزاب السلطة، لذلك المواجهة ليست مع هذا الجمهور بل مع السلطة، وأشار مروة إلى أن الحراك لا يطالب بإسقاط السلطة أو النظام بل يحملها مسؤولية بما وصلت إليه الأمور، ويدعوها إلى وقف الهدر والسرقة والفساد ومعالجة أزمات البلد، داعياً الجميع إلى ضبط النفس ووقف رفع شعارات مستفزة لبعض شرائح أحزاب السلطة في التظاهرات. ودعا جمهور الأحزاب إلى ضبط النفس أيضاً، لأن معركة الحراك هي مطلبية وهذا الجمهور جزء منها ومعني بها».

ونفت مصادر في الحراك الشعبي لـ«البناء» حصول أي تحركات اليوم تزامناً مع انعقاد طاولة الحوار، وأوضحت أن الرسالة إلى طاولة الحوار قد وصلت من خلال ثلاث جولات من التحرك أمام مجلس النواب الذي نعتبره غير شرعي وتكرار التظاهر جولة رابعة لن يجدي».

ورجحت المصادر أن يكثف الحراك تحركاته على الهدف الأساسي وهو ملف النفايات مع اقتراب فصل الشتاء ما يهدد بكارثة بيئية وصحية خطيرة جراء تكدس النفايات في الشوارع.

وأكدت مجموعة «طلعت ريحتكم»، في مؤتمر صحافي أن «مطالبنا واضحة وهي: استقالة وزير البيئة محمد المشنوق لتقاعسه عن القيام بمهامه المتوجبة عليه، التحرير الفوري لأموال البلديات، وإصلاح خطة وزير الزراعة أكرم شهيب قبل تضمينها، ومحاسبة كل المعتدين على المتظاهرين والمعتصمين مدنيين وعسكريين حتى لو وصل الأمر إلى استقالة وزير الداخلية نهاد المشنوق، انتخابات نيابية تسمح بالتمثيل الديمقراطي لجميع اللبنانيين».

توقيف إرهابي من «كتائب النور»
أمنياً، أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان أنه «وفي إطار متابعة نشاطات المجموعات الإرهابية والخلايا النائمة التابعة لها وتعقبها، وبناء على إشارة النيابة العامة المختصة، أوقفت المديرية العامة للأمن العام اللبناني ح.ص لإقدامه بالاشتراك مع اللبناني ع.ص الذي تم توقيفه سابقاً وآخرين على إلقاء متفجرات في بلدات وقرى بقاعية وتجنيد أشخاص لتصوير أهداف محددة في تلك البلدات، وذلك لمصلحة كتائب النور السلفية التي تقوم بأعمال إرهابية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بتكليف من الضابط السوري المنشق المدعو إ.م . وبعد انتهاء التحقيق معه أحيل إلى القضاء المختص، وتجري المتابعة لتوقيف بقية الأشخاص المتورطين».