28-03-2024 12:13 PM بتوقيت القدس المحتلة

ألمانيا .. هل تكون نهاية رحلة العذاب؟

ألمانيا .. هل تكون نهاية رحلة العذاب؟

خط نهاية الهجرة طرح تساؤلات حول امكانية انهاء محنة المهاجرين مع الترحال

حسين سمّور

إنتهت رحلة عشرات آلاف المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا وبعض دول الشرق الاوسط -خاصة سوريا- الى القارة العجوز، وذلك بوصولهم الى الاراضي الالمانية.

 خط نهاية الهجرة طرح تساؤلات حول امكانية انهاء المحنة، فالوصول الى ألمانيا لا يضع حدّاً لنهاية التعب والإرهاق والمخاطر التي يمكن أن يواجهوها.

 المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أكّدت قبل ايام قليلة استعداد برلين لاستقبال 800 مهاجر، من دون أن تخفي المخاطر والجهد الكبير الذي يترتب لاستقبال المهاجرين، ودعت في هذا الإطار الإتحاد الأوروبي الى التكاتف لمواجهة الأزمة.

المهاجرون وصلوا الى المانيا عبر قطارات نقلتهم من النمسا، التي دخلوها بعد رحلة شاقة بالمراكب عبر المتوسط الى تركيا، ومنها برّاً الى اليونان-هنغاريا- النمسا ونهاية الرحلة في ألمانيا. رحلةٌ فقدوا خلالها أهلاً وأصدقاء لم يتحملّوا مشقة السفر عبر المجهول.

عمل اوروبي على مدار الساعة

  رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أولاف بينكيه قال في تصريحات لوسائل الإعلام، أن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من الاستفادة من الوقت لحل الأزمة قبل سنتين أو ثلاث، معتبراً ان تفاقم الأزمة الحالية يعود لغياب سياسة واضحة حول الهجرة.

 وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي ليس مجهزا لهذا النوع من الأزمات، وهو لم يُجِد إدارة أزمة اللاجئين، كما لم يُجد إدارة سياسته الخارجيّة في سوريا أو غيرها، مما دفع الآلاف إلى حدود أوروبا، واعتبر أن أوروبا فوتت عدّة فرص لحل الأزمة السورية، من بينها المنطقة العازلة في سوريا.

  من جهتها أعلنت فرنسا أنها تخطط هذا الشتاء لإقامة مخيم يتسع لنحو 1500 لاجئ في مدينة كاليه الساحلية شمال البلاد، حيث يعيش نحو ضعف هذا العدد في خيام على أمل عبور البحر إلى بريطانيا.

  بدخول عشرات آلاف المهاجرين الى ألمانيا، يكون الاتحاد الأوروبي قد تجاوز العديد من القوانين التي يضعها لحماية حدوده، ومنها ما ينص على ضرورة أن يقدّم المهاجرون أوراقهم في أول بلد يصلون إليه داخل الإتحاد الأوروبي.

تظاهرات متضامنة

 على ضوء هذه التطورات تتواصل التظاهرات في عدد من العواصم الأوروبية دعمّاً للمهاجرين، وللضغط على السلطات في اليونان والمجر لكي تفتح سكك القطارات أمام المهاجرين وتسمح لهم بالدخول الى الدول والمدن الاوروبية الأخرى وعلى رأسها مدينة ميونيخ في الجنوب الالماني.

 الرحلة مستمرة ومعها الشقاء والعناء، والسعي الى تحصيل أوراق إقامة رسمية، وصولا الى المسكن والعمل والحياة العادلة التي ينشدونها، بعد هروبهم من جهل الإرهاب في الشرق.