20-04-2024 03:04 AM بتوقيت القدس المحتلة

اعلام «داعش»: صور الدمار الحصريّة

اعلام «داعش»: صور الدمار الحصريّة

نشر تنظيم «داعش» صوراً جديدة حول تفجير معبد بعلشمين، أحد أهم المعابد الأثريّة في مدينة تدمر السوريّة. بعكس تفجيراته السابقة لأماكن أثريّة، اكتفى التنظيم بصور فوتوغرافيّة، من دون تسجيل الجريمة على شكل فيديو.

نشر تنظيم «داعش» صوراً جديدة حول تفجير معبد بعلشمين، أحد أهم المعابد الأثريّة في مدينة تدمر السوريّة. بعكس تفجيراته السابقة لأماكن أثريّة، اكتفى التنظيم بصور فوتوغرافيّة، من دون تسجيل الجريمة على شكل فيديو.

تبيّن الصور ملتحين يفخِّخون المعبد الروماني بكميِّات كبيرة من المتفجرات والألغام، وتظهر إحداها لحظة الانفجار، والدمار الناجم عنه، إلى جانب صورة «لطائر أبو منجل النادر» يشهد على الجريمة. نُشرت الصور بعد يوم واحد على التفجير، كدليل يقدّمه التنظيم نفسه، عن فعلته، ليقطع شكّ بعض وسائل الإعلام بـ «يقين الجريمة».

تصدّرت الصور اهتمام معظم الصحف والمجلات العالمية، وشاشات التلفزيون، ووكالات الأنباء، لتُثبت من جديد قدرة التنظيم على التواجد في ساحات الإعلام رغم الحظر المفترَض عليه، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام التقليديّة.

علاء حلبي|جريدة السفير

Birdsصحافي وناشط سوري متابع لنشاط التنظيم في تدمر عن كثب، ويعمل على توثيق الأضرار التي طالت المدينة الأثريّة، يقول لـ «السفير» إنّ «داعش» نجح عبر مجموعة الصور التي سرّبها «في بثّ رسالة قويّة لمؤيّديه حول العالم، وفي إظهار القوى الغربيّة التي تحاربه كالحمقى». ويوضح الصحافي أن التنظيم يحاول أن يثبت من خلال تلك الصور، أنّه قادر دائماً على اختراق الحظر الإعلامي المفروض عليه، لكونه يستطيع أن يتحكم بمجريات الأحداث.

في عمليَّة تفجير معبد بعلشمين الروماني الأثري، ثاني أهم معابد تدمر وفق تقدير متحف اللوفر الفرنسي، لم ينشر التنظيم فيديو متكاملاً على غرار إصداراته السابقة، ما يُدرجه الصحافي المتابع في إطار «استراتيجية التنظيم في التعاطي مع الآثار».

وبرأيه، فإنّ «التنظيم طوّر من أسلوبه في نشر الأخبار المتعلقّة بعمليات تدمير الآثار مقارنة بالاعتداء الكبير الذي نفّذه على مدينة نمرود الأشورية في العراق قبل أربعة أشهر، حيث قام التنظيم بنشر نبأ الاعتداء على المعالم الأثرية في المدينة، ومن ثم نشر تسجيلاً مصوّراً قصيراً يظهر مراحل الاعتداء.هذه المرة سرّب نبأ التفجير أولاً، ثمّ صوّر الاعتداء في اليوم التالي».

ويتوقع الصحافي أن يوزّع «داعش» تسجيل فيديو كامل للجــريمة في الأيــام المقبلة، بهدف حيازة أكبر مساحة ممــكنة من اهتــمام وسائل الإعلام، وضمان إعادة تــداول الخبر مرات عدّة على فترات عدّة، ما من شأنه أن يترك أثراً أكبر.

وبحسب الناشط فإنّ اقتصار تغطية التنظيم لتفجير بعلشمين على مجموعة صور فقط، ربما يمثِّل «تمهيداً لإصدار مرئيّ كبير بعد الانتهاء من تدمير مواقع أثرية أخرى في تدمر»، ما يُنذر بسلسلة اعتداءات على درّة الباديّة السوريّة. مصادر أهلية من المدينة أكدت لـ «السفير» أنّ التنظيم فخّخ مجموعة كبيرة من المعالم الأثرية في تدمر، وأنّ عناصره حوّلوا المتحف الوطني في المدينة إلى مقرّ لإدارة خاصة تمنح تراخيص لمن يرغب بالتنقيب عن الآثار، شرط تدمير «الآثار الوثنيّة» حال العثور عليها، مقابل الاستفادة من الكنوز الموجودة فيها.

في جريمته الجديدة، يؤكّد «داعش» إمساكه بزمام الأمور، ويحاول ترسيخ صورة ذهنيّة وإعلاميّة عنه، متمثلة بالوحشيّة والبطش اللامتناهيين، خصوصاً أنه يفرض ضوابط قاسية وصارمة على المواطنين المقيمين في مناطق سيطرته، تمنعهم من التواصل مع العالم الخارجي بحرية، عن طريق الرقابة على الإنترنت، ووســائل التواصل. يضمن ذلك خروج الصورة التي يراهــا مناسبة إلى الإعلام، متجاوزاً الحدود والحواجــز والتضــييق العالمي عليه، طالما أنه ما زال يتحكم بمفاصل مهمة على الأرض.