29-03-2024 01:10 PM بتوقيت القدس المحتلة

«داعش» .. التعبئة الفكرية والإعداد العسكري

«داعش» .. التعبئة الفكرية والإعداد العسكري

ليس بكلمة «الله أكبر» وحدها يدخل «المجاهد» في تنظيم « »داعش»، إنما يخضع لإعداد فكري ممنهج وفق كتب ومنشورات وفتاوى شيوخ، يرافقها اعداد عسكري، يشمل التدريبات الجسدية واستعمال مختلف أنواع الأسلحة

ليس بكلمة «الله أكبر» وحدها يدخل  «المجاهد» في تنظيم «داعش»، إنما يخضع لإعداد فكري ممنهج وفق كتب ومنشورات وفتاوى شيوخ، يرافقها اعداد عسكري، يشمل التدريبات الجسدية واستعمال مختلف أنواع الأسلحة الحربية، ليتم بعد مرحلة الاعداد والتقييم، تصنيف كل «مجاهد» بحسب المكان المناسب الذي يخدم فيه في «دولة الخلافة».

وسام عبدالله|جريدة السفير

Daeshبعد وصول «المجاهد» إلى مدينة في سوريا، يتجه في اليوم التالي إلى «المعسكر الشرعي» الذي يستمر لمدة 12 يوما. احد هذه المعسكرات هو «العكيشري» في ريف الرقة، ويتم فيه تلقينه دروسا ومحاضرات عن الفكر الإسلامي، من منظور «داعش»، وأسس العقيدة الإسلامية التي تم تشويه صورتها وحقيقتها من قبل المسلمين وشيوخ الدين السابقين بحسب رأيهم.

وتوزع كتب ومنشورات خاصة بهذا الفكر من قبل «داعش». وبحسب مطبوعات، حصلت عليها «السفير»، من إحدى المناطق التي كان «داعش» يسيطر عليها، يظهر أنها عبارة عن مجموعة من الكتب والمنشورات والمحاضرات، التي تعتمد بشكل رئيسي على أفكار ابن تيمية والشيخ الوهابي محمد عبد الوهاب.

وضمن سلسلة من سؤال وجواب، يتم طرح مواضيع عن «العقيدة الوسيطة» و «أصول التفسير» و «أصول الفقه» و «قواعد الأسماء والصفات»، إضافة إلى منشور عن «مختصر العقيدة» المذيل بتوقيع «أبو بلال الحربي».

أما الكتب، فهي «شرح الواجبات المتحتمات»، الصادر عن «ديوان الدعوة والاوقاف والمساجد في ولاية الرقة» - القطاع الشمالي، و «السبي» من مكتبة الهمة وباسم «الدولة الإسلامية» - ديوان البحوث والإفتاء، و «كشف الشبهات» للشيخ محمد عبد الوهاب، و «تجارة الجهاد» للشيخ عمر عبد الرحمن، و «الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة» لمحمد عبد الوهاب، إضافة إلى كتاب مدرسي للطلاب في الصف الثاني الابتدائي بعنوان «التوحيد»، وتم طبعه في العام 2013.

وعند انتهاء «المعسكر الشرعي» يلتقي «المجاهد» مع المسؤول الأمني لمدينة الرقة، حيث يتم سؤاله عن خبرته العسكرية، فإن كان جوابه أنه لا يعرف شيئاً، وأن عمله كان موظفاً او غير موظف، عندها يرسل إلى معسكر «المناخر العسكري» على أطراف مدينة الرقة.

وخلال التدريب العسكري يبدأ بالتعرف على مبادئ القتال بالسلاح الفردي، تليها مرحلة القتال والاشتباك والتنقل والتمويه، إضافة إلى مخططات عسكرية. وهناك منشور يشرح عن القاذف الصاروخي «كاتيوشا» وكيفية استخدامه، وآخر عن تعليمات قراءة الخرائط ودلالاتها، وكتاب «فلسفة الميدان ـ رؤى في التخطيط العسكري» وهو طباعة غزة في العام 2011 باسم «يوسف حسن حجازي».

وبعد خضوعه للمعسكرات الشرعية والعسكرية يتم تصنيفه بالمهمة التي تتناسب مع قدراته، فمنهم من يكون في الصفوف الامامية للقتال، ومنهم في قلب المدن والعمل غير العسكري، يضاف إليها من يكون عمله سريا، وهو من الأشخاص الذين يتم تخصيصهم لمهمات خارج «ارض الخلافة». وهذا الشخص لا تدل صفاته وتصرفاته وحديثه انه يتبع التنظيم التكفيري وذلك لسهولة تنقله وعدم كشفه. وبعد الانتهاء من المعسكر يراجع «الجهادي» المسؤول الأمني مجدداً في مدينة الرقة، ليستلم مهمته، فهي مثلا تكون بالالتحاق بالقاطع الشمالي، أي «معسكر المبروكة» الواقع على الحدود السورية - التركية غربي مدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة.

لكل عملية ضمن حروب «داعش» استمارة خاصة بها، من لحظة دخول الشخص في التنظيم وقتاله معه، فمن الاستمارات المستخدمة لتسجيل بيانات الشخصية، واحدة بعنوان «استمارة بيانات مجاهد»، وتضم أقساماً عن وظيفته ومهمته في «الدولة الإسلامية» وعدد زوجاته وأولاده، وعدد السبايا وأولادهن، وبيانات عسكرية وشرعية وعلمية ووظيفية.

ومن الاستمارات المستخدمة خلال المعارك، استمارة «طلب عملية استشهادية»، تصدر عن «دائرة شؤون المجاهدين»، وتحتوي بيانات عن سبب قيامه بالعملية ووصيته، وأخرى بعنوان «مظلمة المشاركة في غزوة اللواء 93» الصادرة عن لجنة توزيع الغنائم، تضم معلومات عن مهمته في «الغزوة» واين استلم غنيمته من المعركة، و «المشاركة في غزوة مطار الطبقة العسكري»، وهي تضم بيانات عن الغنائم التي حصل عليها. أما فيما يخص السبايا، فيقدم استمارة تحت عنوان «طلب إناث» يحدد فيها عدد الإناث اللواتي يريدهن وملاحظات «أمير الكتيبة».

وتسعى المجموعات التكفيرية إلى تنظيم نفسها بشكل كامل بما يساعدها على تقديم نفسها كصورة «دولة» قائمة بنفسها. ويعد «داعش» الأكثر تنظيما من باقي المجموعات فيما يخص المستندات والاستمارات والمطبوعات.

 

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه