25-04-2024 08:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

احمد قبلان: ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة صمام أمن وأمان لبنان

احمد قبلان: ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة صمام أمن وأمان لبنان

حينما تغيب الدولة أو تغيب، تبدأ عملية الانحدار والانهيار

 ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وأبرز ما جاء فيها:"حينما تغيب الدولة أو تغيب، تبدأ عملية الانحدار والانهيار، وما نعيشه الآن هو هذا المسلسل المخيف من تهاوي الدولة وتهالك مؤسساتها، ووصول البلد إلى حافة السقوط السحيق، جراء الذهنيات المتعفنة، والسياسات المرتجلة، التي لم تكن يوما لمصلحة هذا الوطن، ولن تكون، في ظل طاقم سياسي لم يعد في وجدانهم فسحة لذرة من ضمير. وها هم بأغلبيتهم يمتشقون معاول الهدم والتهشيم بالبلاد والعباد، ويسرقون الأمل من أحلام الناس، دون أن يرف لهم جفن، أو تتحرك فيهم صحوة مسؤول، كلهم على هذا البلد، وعلى ناسه، يبيعون ويشترون، يسمسرون ويزايدون، يساومون ويراهنون، وحده المواطن هو السلعة، ويدفع من أمنه واستقراره ثمن هذا السقوط السياسي، الذي تخطى كل الحدود، وتجاوز كل الأخلاقيات والأدبيات السياسية التي يفترض أن تكون المانع الأخير، والحائل دون دخول البلد بأسره في المجهول. ولكن للأسف الشديد نحن الآن باتجاه هذا المصير وبسرعة، نتيجة الصراع على السلطة، وتقاسم النفوذ، وقيام الصفقات، حتى في النفايات هناك مكان لمنطق المحاصصات والعصبيات والطائفيات والمذهبيات، في ظل دولة المزارع والمحسوبيات، وقطاع الطرق، دولة اللادستور واللاقانون، دولة شذاذ الآفاق ومرتكبي الجرائم بدماء باردة في عتمة الليل ووضح النهار".

أضاف:"أمام هذا المشهد المخيف نقول لكل الزعماء، ولكل القادة، ولكل المسؤولين، ولكل هذه الطبقة السياسية، ولكل هذه السلطة: لقد فشلتم فشلا ذريعا، فخربتم الدولة، وفرقتم الناس، وغذيتم الأحقاد، وأثرتم العصبيات، وشرعتم الأبواب أمام كل مفسد، وكل مسمسر، وكل متاجر بالدين والدنيا. وها هي مزارعكم مشلولة ومعطلة وعاجزة حتى عن جمع نفاياتكم، وأنتم مصرون على التخريب، تخريب المؤسسات، تخريب الاقتصاد، تخريب الاستقرار، تخريب التربية، تخريب الفكر، تخريب الأخلاق وتخريب الصحة، نعم صحة الناس أصبحت بخطر، فالهواء والماء والغذاء والدواء كلهم في دائرة التلوث، فإلى متى أنتم مستمرون بهذا الطغيان؟ وبهذا الصراع الأعمى؟ يا أيها النيرونيون ارحموا الناس، اتركوهم يعيشون بأمن وسلام، أوقفوا خطابات التحريض وإثارة النعرات، أوقفوا هذا النزاعات وهذه الخصومات، وعودوا إلى لغة العقل، فالمنطقة تغلي، وأنتم مستمرون في الانقلاب على الوطن، وعلى الشراكة، وعلى الصيغة، وعلى الميثاق، وتدفعون بالبلد إلى المزيد من التفكك والتفسخ والتفتيت، أما من فجر لهذا الليل الطويل. فنبدأ معا وجميعا العبور إلى الوطن، فننتخب رئيسا للجمهورية، بعيدا عن الرهانات والارتهانات والإيحاءات، ونعيد بناء المؤسسات، واضعين حدا لهذه الفوضى الدستورية، ولهذا الفساد الذي استشرى في العقول والنفوس، أما آن الوقت كي نعود جميعا ومعا إلى هذا الوطن، نحتفل مع جيشنا بعيده السبعين، مصممين على تعزيزه وتقويته، وتقديم كل ما يلزم كي يتمكن من محاربة الإرهاب، ومواجهة التحديات".

وهنأ قبلان الجيش بعيده فقال:"نتوجه بالتهنئة إلى الجيش قيادة ورتباء وأفرادا، وإلى كل القوى العسكرية والأمنية، مناشدين جميع القيادات السياسية بأن تراجع حساباتها، وتعي مسؤولياتها، وتدرك مخاطر ما هي عليه من سياسات الكيد والتحدي، وتعود عن غيها، وعن عنادها، وتبادر إلى فتح صفحة جديدة تحت عنوان لنتحد ولنعمل جميعا من أجل لبنان".

وختم قائلا:"أخيرا لأن لبنان يقع على صفيح ساخن، يتقاطعه العدوان التكفيري والإسرائيلي، فإن أكبر ضمانة لبنان تكمن بجيشه وشعبه ومقاومته، هذه الثلاثية هي التي تشكل صمام أمن وأمان لبنان".