20-04-2024 10:07 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 21-07-2015: النفايات..

الصحافة اليوم 21-07-2015: النفايات..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاءفي بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الأزمة البيئية المتمثلة في الاجتياح المتسارع لاكوام النفايات لأحياء بيروت وضواحيها منذرا بكارثة صحية وبيئية وشيكة


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 21-07-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الأزمة البيئية المتمثلة في الاجتياح المتسارع لاكوام النفايات لأحياء بيروت وضواحيها والكثير من المناطق منذرا بكارثة صحية وبيئية وشيكة مع الارتفاع التصاعدي لحرارة الطقس.

السفير
هل تجتمع الحكومة استثنائياً لتفكيك قنبلة النفايات؟

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "للسياسيين «غرضياتهم» في ما تبقى من السياسة وفي كل شيء وصولاً الى النفايات. غير أن اللبنانيين، ليسوا معنيين بحسابات هؤلاء السياسيين ومصالحهم. ما يعنيهم أن يشاهدوا حكومتهم مجتمعة، استثنائياً، اليوم قبل الغد، لتتخذ القرارات المناسبة في ملف النفايات الذي طال تأجيل حلوله حتى بلغنا عتبة الأزمة مجدداً.

كل من جال في العاصمة وضواحيها والقسم الأكبر من جبل لبنان، أمس، هاله مشهد النفايات المتراكمة في يوم واحد ومتى؟ في عز تموز، أي أننا أمام قنبلة جرثومية باتت منتشرة في كل الطرق وبين الأحياء السكانية، وتهدد حياة كل الناس وخصوصاً الأطفال.

لن يكون مقبولاً التذرع بأية مبررات لعدم انعقاد مجلس الوزراء بصورة عاجلة. هذه مسألة لا تحتاج لاجتهاد.. ما دامت الضرورات تبيح المحظورات. فهل يحتاج الأمر الى ان يبادر اللبنانيون الى رمي نفاياتهم امام الوزارات كي يسارع الوزراء الى البحث الجدي عن حل عملي ودائم لهذه المسألة، تتشارك الادارات المحلية مع المواطنين والجهات الرسمية في تحمل مسؤولية إنجاحه.

لقد فشلت الحكومة حتى الآن في امتحانات كثيرة، لكن أخطرها وأكثرها حيوية للبنانيين الفشل في معالجة ملف النفايات، وخير دليل طرح مناقصات شكك العارفون منذ اللحظة الأولى في صحتها ونزاهتها وإمكان تطبيقها، خصوصا بعد أن تم إغداق الوعود بإغلاق مطمر الناعمة من دون تأمين بديل أو بدائل له.

وها هي العقود القديمة تنتهي مدتها من دون اية مخارج جديدة للمعالجة، فهل يراد تحميل الشعب اللبناني مسؤولية المماطلة والعجز في اتخاذ القرارات المسؤولة وزارياً؟

ليس وزير البيئة محمد المشنوق وحده المسؤول عن فشل الخطط والمعالجات، وقد تُرك وحيداً على حد تعبيره، فمجلس الوزراء الذي اجتمع اكثر من مرة وناقش وعدَّل وتدخل هو شريك في المسؤولية والعجز، ولذلك، عليه ان يصحح الخطأ بتأمين الحلول المؤقتة والمستدامة في آن معاً.

ومجلس النواب ايضاً يتحمل المسؤولية، ومثلما بادرت السلطة التشريعية الى طرح بعض المواضيع لتبرير «تشريع الضرورة»، وأولها مسألة الرواتب والأجور للعاملين في القطاع العام، فإن معالجة الآفات التي قد تتحول الى وباء في أيام معدودة تحتاج الى قرار شجاع بفتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب أولاً والدعوة الى جلسة تشريعية على وجه السرعة من أجل وضع تشريعات تؤدي الى ضبط زيادة حجم النفايات في لبنان من خلال تطبيق ابسط المبادئ كالفرز والتخمير وإعادة التصنيع، وإيجاد مراكز لهذه العملية بكل مندرجاتها.

وكما تحمس نواب بيروت امس للقاء رئيس الحكومة تمام سلام بعد ان شاهدوا النفايات تتكدس في الشوارع، على نواب الأمة ان يتحمسوا أيضاً، وإن متأخرين، للقيام بمسؤولياتهم، لا أن يبقى الملف منسياً في أدراج لجنة نيابية (البيئة) تضيع الوقت في مناقشة حلول انتقالية تحل مكان خطط طارئة لادارة النفايات لا تزال سارية المفعول منذ العام 1997، تاريخ إقفال مكب برج حمود واعتماد مطمر الناعمة المشكو منه اليوم، بدل مطالبة الوزارة المعنية بوضع إستراتيجية ومشاريع قوانين لإدارة هذا الملف بشكل شامل ومستدام.

وللمناسبة، قد يكون بين الأسباب الرئيسية لفشل محاولة الحكومة الحالية في حل مشكلة النفايات منذ سنة تقريباً، رفض نواب المتن الشمالي (مسايرة لنواب حزب «الطاشناق») اقتراح معالجة مكب برج حمود وتحويله الى حديقة عامة تديرها بلدية برج حمود او اتحاد بلديات المتن، بمبلغ 30 مليون دولار اميركي، مقابل استخدام جزء من الارض لإنشاء معامل للفرز والتسبيخ وتخفيف كميات النفايات التي تذهب الى المطمر الى الحدود القصوى.

ان دل ذلك كله على شيء، فإنما يدل على عجز السلطة السياسية التي تدير هذا البلد والتي تحمِّل اللبنانيين اليوم مسؤولية إفلاسها وفشلها عبر ترك الازمة تتفاقم الى حدود غير قابلة للمعالجة.

لا داعي بعد الآن، لإطلاق الاتهامات في ظل يقين اغلبية اللبنانيين بوجود سمسرات ومحاصصات وصفقات من تحت الطاولة، خصوصا بعد المشهد الذي فرضته الازمة وطريقة ادارتها من قبل هذه الحكومة.

ان أي متعهد قد عقد أي صفقة ومهما كانت ومع من يكن وفي أي مكان.. لن يستطيع تنفيذها والاستفادة من عائداتها، بسبب رفض الناس لأية حلول وفقدانهم الثقة بهذه الطبقة السياسية المحترقة بنار الوعود الكاذبة واستثماراتها المفضوحة في الأزمات للاستفادة المادية والتجييش المذهبي والمناطقي والانتخابي الذي فقد أي معنى له بعد استفحال الأزمات والكوارث.


النهار
النفايات حتى الاختناق... بتواطؤ وقصور!
ملهاة الآلية الحكومية إلى فصل جديد

وتناولت صحيفة النهار أزمة النفايات وكتبت تقول "قبل 48 ساعة من موعد جلسة مجلس الوزراء الخميس والتي يفترض ان تبت فيها الازمة العالقة لآلية عمل المجلس قبل طرح جدول الاعمال العادي، بدا الخواء السياسي غالبا على المشهد الداخلي، وسط تصاعد أزمة بيئية تتمثل في اجتياح متسارع لاكوام النفايات لأحياء بيروت وشوارعها والكثير من المناطق منذرا بكارثة صحية وبيئية وشيكة مع الارتفاع التصاعدي لحرارة الطقس. واذا كانت الازمة السياسية تحتمل المناكفات وفصول شد الحبال وتقطيع مزيد من الوقت الضائع تحت وطأة الحسابات القديمة والجديدة من وحي الاتفاق النووي وسواه، فان كارثة النفايات في ذاتها باتت تختصر المصير البائس للبنانيين المتروكين في عراء المسؤوليات الرسمية والقصور الهائل الذي تراكم الى حدود خيالية وامعن في تشويه صورة الموسم السياحي المضروب اصلا بأفضال أهل السياسة والاخطار الامنية مثل حادث خطف التشيكيين الخمسة الذين لم يظهر اي خيط في قضية خطفهم بعد ثلاثة ايام من اكتشاف اختفائهم.

والواقع ان مشاهد النفايات راحت تغزو المناطق بدءا ببيروت فيما لا يلوح اي مؤشر لقرب حل هذه الازمة بل تشير المعطيات الى انها مفتوحة والى مزيد من تفاقم بعدما صارت شركة "سوكلين" عاجزة عن الاضطلاع بدورها لعدم وجود مكان تنقل اليه النفايات المتراكمة. واعلن وزير البيئة محمد المشنوق انه لا يستبعد ان يفرض موضوع النفايات نفسه على جلسة مجلس الوزراء الخميس واذا لم يثر احد الموضوع "فسأثيره انا من غير ان يعني ذلك بالضرورة التغطية على موضوع آلية عمل الحكومة". واكد ان وجود 11 شركة شاركت في المناقصات "هو دليل على انها وجدت مواقع للطمر" داعيا الى "الوصول الى خواتيم سليمة بدل القول لا نريد ان ترمى النفايات عندنا فلا احد سيرمي عند احد عندما يمشي النظام ولكن من الان الى حينه علينا ان نتحمل بعضنا البعض".

وعلمت "النهار" أن معالجة ملف النفايات ستكون على طاولة البحث في اجتماعين مهمين اليوم. الاول في إطار لجنة البيئة النيابية في حضور الوزير محمد المشنوق على أن تصدر عن الاجتماع توصية عن سبل إنقاذ لبنان من كارثة النفايات التي بدأت تتهدده. أما الاجتماع الثاني فسينعقد في مجلس الانماء والاعمار في حضور وزير البيئة أيضا من أجل البحث مجددا في فتح مناقصات خاصة لمناطق لم تشملها المناقصات بعد وفي مقدمها بيروت. وقالت مصادر مواكبة للاجتماعين إن لا مناص من الذهاب الى استملاك أراض لكي تكون مكبات ومنها الكسّارات التي نشأت في صورة مخالفة للقانون سابقا.

وأبلغت مصادر وزارية "النهار" أن جدول أعمال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء قد وزع ظهر أمس. وفي نص الدعوة "مناقشة المواضيع المثارة بالاضافة الى جدول الاعمال السابق ومشاريع مراسيم جديدة". وأوضحت أن أبرز المواضيع سيكون آلية العمل الحكومي ومشكلة النفايات. وفي ما يتعلّق بموضوع النفايات، قالت المصادر أن هناك فكرة مطروحة لشحن النفايات الى دولة خليجية لديها كفاية في معالجة النفايات، لكن الاقتراح الاكثر ترجيحاً هو استخدام أماكن الكسارات والمقالع القديمة مطامر، على أن يتم التعامل مع نفايات بيروت من طريق توزيعها على الاقضية في المرحلة الاولى ريثما تنشأ محرقة خاصة بها يستغرق إنشاؤها أربع سنوات.

الآلية
وأما بالنسبة الى موضوع آلية العمل الحكومي، فان ثمة اتجاهاً الى اعتماد التوافق ومن المتوقع أن تشهد الجلسة صخبا في الموضوعين معا.

وفي المعلومات المتوافرة لدى "النهار" عن الازمة الحكومية ان "التيار الوطني الحر" مدعوما من حلفائه "حزب الله " و"المردة" والطاشناق لن يقبل الا بالبحث في آلية العمل الحكومية في ظل الشغور الرئاسي، كما لن يقبل باي آلية لا يكون فيها لاي مكون اساسي في الحكومة الحق في الموافقة على عرض اي موضوع . ويقول المقربون من "التيار" انه لن ينفع الفريق الاخر "اخراج ارنب من سلته بهدف الضغط لاعادة تفعيل الحكومة وقراراتها اذا لم يتم اولا الاتفاق على الالية". اما في ملف النفايات فيرى "التيار" وحليفه "حزب الله" ان لا حاجة الى قرار جديد من مجلس الوزراء وان لدى وزير البيئة ما يكفي من القرارات المتخذة في هذا الملف وما عليه الا تنفيذها.

وفيما يمضي "حزب الله" في مساعي الوساطة بين التيار العوني ورئيس مجلس النواب نبيه بري، علم ان العمل جار على مخرج لمرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب من خلال تعهد وضع اقتراح قانون استعادة الجنسية وموضوع قانون الانتخابات النيابية على جدول الاعمال وتشمل الاتصالات في هذا المجال "تيار المستقبل"، علما ان معلومات ترددت عن ان هذا الموضوع طرح في لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع امس في جدة.

جنبلاط في باريس
الى ذلك، نقل مراسل "النهار" في باريس عن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد لقائه ونجله تيمور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه بعد ظهر أمس "ان الزيارة هي تأكيد للصداقة".

وقال: "خلال زيارتي السابقة في شهر آذار الماضي طلب الرئيس هولاند التعرف على تيمور فكانت زيارة ذات طابع ودي والصداقة بيننا تعود الى سنين عديدة في الاشتراكية الدولية". واضاف "تم البحث خلال اللقاء في تعقيدات الوضع اللبناني"، وأكد "وقوف فرنسا الى جانب لبنان".

ويبدأ وزير الداخلية نهاد المشنوق اليوم محادثات رسمية مع نظيره الفرنسي برنار كازينوف ومسؤولين آخرين في اطار زيارته الرسمية لباريس التي يرافقه فيها عدد من قادة الاجهزة الامنية ومسؤولون امنيون للتشاور في تعزيز التنسيق بين لبنان وفرنسا في مختلف الجوانب الامنية ولا سيما منها مكافحة الارهاب. كما تشمل المحادثات حاجات لبنان الامنية. وسيلتقي المشنوق الخميس المقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.


الأخبار
أزمة النفايات تستعر: الحل المؤقت مرفوض من البلديات

كما تناولت الأخبار أزمة النفايات وكتبت تقول "مشهد تكدس النفايات في شوارع بيروت وقرى وبلدات أقضية جبل لبنان بات مألوفاً منذ يوم أمس، مع استمرار إقفال مطمر الناعمة ــ عين درافيل. وفي حين تبحث وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار عن الخيارات البديلة، أجمعت البلديات التي يوجد فيها مكبات على رفض نقل نفايات بيروت وجبل لبنان اليها.

نامت بيروت أمس على وقع مشهد تكدس النفايات في الحاويات بعد ان توقفت شركة سوكلين عن جمع النفايات نتيجة تعذر تخزينها في مركزي الفرز والمعالجة في العمروسية والكرنتينا. وقال مصدر في شركة سوكلين لـ»الأخبار» إن العمال بدأوا برش النفايات المتكدسة في الطرقات بالكلس وأدوية مضادة للحشرات والقوارض ومخففة للروائح الكريهة، مشيراً الى ان اعمال الكنس لن تتوقف لكن رفع النفايات من الحاويات بات خارج الخدمة نتيجة وصول معملي الفرز والمعالجة الى أقصى القدرة الاستيعابية لديهما.

وفي حين أرسلت شركة سوكومي بطلب عاجل الى مجلس الانماء والاعمار للسماح لها بالدخول الى مطمر الناعمة لسحب عصارة النفايات وتشغيل محارق الغاز ومعمل توليد الكهرباء، علمت «الأخبار» أن المعتصمين تجاوبوا مع المطلب وتم تأمين خروج شاحنات تحمل عصارة النفايات الى محطة المعالجة في الغدير، وتعمل الشركة على تشغيل محارق الغاز وصيانتها، وقامت بتصليح عطل كهربائي أدى الى توقف معمل الكهرباء عن العمل منذ ما يزيد على ١٥ يوماً.

لم يشهد أول يوم عمل بعد عطلة عيد الفطر تحركاً ملموساً لمعالجة هذه الازمة. وقال رئيس بلدية بيروت بلال حمد في اتصال مع «الأخبار» إن البلدية تنسق مع وزير البيئة محمد المشنوق لإيجاد حلول مؤقتة لنفايات بيروت الادارية حصراً، بانتظار التوصل الى حل لمختلف المناطق الخدماتية، وإن هذا الحل ينتظر موافقة رئيس الحكومة تمام سلام، والتنسيق على تنفيذه مع رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، ولقد تعذر مناقشتهما في الموضوع أمس بسبب وجودهما خارج لبنان. ومن باريس أكد محافظ بيروت زياد شبيب أنه لن يسمح بتكدس النفايات في العاصمة، مؤكداً أنه اقترح استخدام عقارات مؤقتة في بيروت لتخزين النفايات الى حين إيجاد حل للازمة.

بدوره، قال وزير الزراعة أكرم شهيب لـ»الأخبار» إنه سيعقد اجتماعاً مع الجسر والمشنوق اليوم للبحث في الخيارات التي تقترحها وزارة البيئة، مؤكداً ان بلديات أقضية الشوف وعاليه بدأت البحث في حلول مؤقتة تقضي بجمع النفايات وتخزينها في مواقع كانت تستخدم سابقاً مقالع وكسارات، بانتظار بت المناقصات وتسلم المتعهدين الجدد، لافتاً الى بروز مشكلة تتعلق بنفايات مدينتي الشويفات وعاليه بسبب عدم وجود أراض صالحة للتخزين فيهما.

ولفت شهيب الى أن مسألة التمديد لمطمر الناعمة ــ عين درافيل باتت وراء ظهرنا، والمطلوب الان البحث عن بدائل مؤقتة بطريقة لامركزية. واعتبر شهيب ان مناقصة مدينة بيروت والضواحي لن تنجح ما لم يحدد مجلس الوزراء بقرار يصدر عنه مطمراً مخصصاً لنفايات بيروت والضواحي. ولم يستبعد شهيب ان يتزاحم العارضون للدخول في مناقصة بيروت إذا تأمن المطمر.

وبرزت أمس بيانات وتحركات قامت بها البلديات التي اقترحت وزارة البيئة ان ترحل النفايات اليها ضمن ما سمّته الخطة المرحلية. وفي صيدا صدرت مواقف عن رئيس البلدية محمد السعودي، النائبين بهية الحريري وفؤاد السنيورة، تحذر «من مغبة تنفيذ ما يجري التشاور فيه حول إدخال كميات من النفايات من بيروت وسواها إلى مدينة صيدا». بدوره، أعلن النائب السابق اسامة سعد «أن معمل معالجة النفايات الصلبة الكائن على الشاطىء جنوبي المدينة غير قادر على استيعاب كميات إضافية من النفايات، فضلاً عن كونه في الوقت الحالي لا يعالج أكثر من نصف النفايات الواردة إليه من مدينة صيدا وضواحيها، بينما يعمد القيمون عليه إلى رمي حوالى نصف النفايات في الحوض البحري من دون أي معالجة، وهو ما يؤدي إلى تلويث المياه الجوفية، وإلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة والأمراض».

وفي النبطية المشهد أكثر مأساوية حيث تعاني المدينة من أزمة إغلاق مكب الكفور بقرار قضائي، في حين يتم ربط تشغيل معمل المعالجة في وادي الكفور المموّل من الاتحاد الاوروبي بالمناقصة الجديدة التي يفترض بناءً على نتائجها أن يتسلم الفائز معمل المعالجة لتشغيله. ورفضت بلديات المنطقة خطة وزارة البيئة بنقل 200 طن من نفايات بيروت يومياً الى قضاء النبطية، لأن القضاء يغصّ بما فيه من نفايات، وأعلنت أنها ستتحرك ضد أي قرار بنقل نفايات بيروت وجبل لبنان الى النبطية.

ومن النبطية الى حبالين تصاعدت المواقف البلدية والشعبية الرافضة لنقل النفايات اليها، في حين لا يزال وزير البيئة محمد المشنوق على موقفه المطالب بتشغيل مطمر الناعمة ــ عين درافيل ليستقبل ٦٠٠ طن من نفايات الشوف وعاليه، ونقل بقية الكمية البالغة قرابة ٢٥٠٠ طن الى المكبات الموجودة في بقية المناطق. وعلمت «الأخبار» أن الخيار الأكثر ترجيحاً يقضي بنقل الكمية الاكبر من النفايات الى مكب سرار في عكار، مع العلم بأن هذا الخيار يزيد من الكلفة بسبب بعد المسافة.

وقال المشنوق في اتصال مع «الأخبار» إنه مصرّ على تطبيق خطته التي تقضي بنقل النفايات الى المكبات في المناطق كحل مؤقت لفترة ستة أشهر والى حين انطلاق المناقصات. واضاف المشنوق» لن أنتظر مجلس الوزراء وسأبدأ منذ الغد (اليوم) الاجراءات العملانية لتطبيق الخطة، وخيار تصدير النفايات الى الخارج مستبعد نهائياً بسبب الكلفة المرتفعة». ولفت المشنوق الى أن القوى السياسية تعترض في العلن على الخطة ثم تزورني وتطلب حلاً لمنطقتها. ولفت الى أن «حزب الله» هو الجهة الوحيدة التي أعلنت موافقتها على الخطة مع تحفّظ على موقعي راس العين وبعلبك لحساسيتهما البيئية. وأضاف: لا أعتقد أن زيادة 20 في المئة على كل مكب مشكلة، وعلى مطمر الناعمة أن يتحمل نفايات منطقة عاليه والشوف». وأردف «المطلوب أن يتوقف نجوم المطامر عن التحريض، لأن النفايات في الطرقات ونحتاج الى حل سريع».

وأكد المشنوق ان العارضين الجدد تقدموا باقتراح لعشرة مطامر، وسوف يفاجأ الجميع بأن العقود التي تقدمت بها الشركات تتضمن اقتراحات لإقامة مواقع للمعالجة والطمر وتحظى بموافقات مسبقة من أصحاب العقارات، على عكس ما يشاع، لكن المهم ان نعجل في إتمام مناقصة بيروت وفض العروض ونبدأ مرحلة التلزيم بأقصى سرعة ممكنة». وحذر المشنوق من أن مشهد النفايات في الشوارع سوف يضرب الموسم السياحي بعد شهر رمضان، معلناً أنه تلقى اتصالات من عدد من أصحاب الفنادق تناشد إيجاد حل للأزمة، لأن عدداً من السائحين قد ألغوا حجوزاتهم بعد تضخيم القضية في وسائل الاعلام.

وفي الناعمة استمر الاعتصام المفتوح لليوم الرابع على التوالي، وتميز بحضور كثيف طيلة أوقات النهار. وفي حين وصلت أعداد المعتصمين ليل أمس الى أكثر من مئة شخص، بات أكثر من خمسين منهم ليلتهم في الخيم التي نصبت عند مدخل المطمر.

وقال أجود العياش، الناشط في حملة إقفال مطمر الناعمة، إن جميع المشاركين حسموا خياراتهم ويرفعون شعار «صحتنا أهم من الزعماء والسياسيين». بدورها كررت الحركة البيئية اللبنانية موقفها من أزمة النفايات، معتبرة أن الحل بأيدي البلديات. وطالبت «الحركة البيئية» في بيان «البلديات في لبنان باستعادة صلاحياتها في جمع ومعالجة النفايات وتحمل مسؤولياتها».


اللواء
«معادلة التعطيل» تُغرِق العاصمة بالنفايات!
«لقاء عائلي» بين هولاند وجنبلاط ونجله.. والرئاسة بين الحريري وجعجع

بدورها كتبت صحيفة اللواء حول أزمة النفايات تقول "الثابت، قبل 48 ساعة على جلسة مجلس الوزراء، وهي الأولى بعد عيد الفطر السعيد، ان شوارع العاصمة امتلأت بالنفايات، واكتفت «سوكلين» برش المبيدات على حاويات النفايات المكدسة، لمنع توالد الميكروبات والجراثيم، فيما كادت المخارج الممكنة لهذه الأزمة الخطيرة تبدو غير متوافرة، لا عند وزير البيئة محمّد المشنوق ولا عند تكتل «الاصلاح والتغيير» المنشغل بمواصلة «ركوب رأسه» بحجة «المعادلات الميثاقية» أو ما شاكلها.

وغياب التصور الواضح لحل هذه الأزمة ليس وحده الذي يلقي بظلاله على الجلسة، بل أيضاً مسألة الآلية، سواء التي يطرحها الرئيس تمام سلام، أو التي يتمسك بها التيار العوني، بصرف النظر عن النتائج، وعن تحول أزمة النفايات إلى أزمة وطنية كبيرة.

وإذا كانت الحركة البيئية اللبنانية ونشطاء منع إعادة تشغيل مطمر الناعمة يوصلون الليل بالنهار اعتصاماً وتجمعاً لليوم الرابع على التوالي، لمنع إعادة فتح المطمر امام شاحنات «سوكلين»، فإن الأنظار تتجه مجدداً إلى النائب وليد جنبلاط الذي وحده يملك مفاتيح إعادة تشغيل المطمر، ولو لمرة أخيرة، أو على الأقل السماح باستيعابه فقط نفايات العاصمة، حيث ان عودته المرتقبة قبل الخميس من شأنها ان تبلور تفاهماً ما على مخرج ولو مؤقت لمعالجة الأزمة المتفاقمة، على ان تسرّع عملية اجراء مناقصة جديدة وتلزيم النظافة كنساً وجمعاً وفرزاً للشركة التي ترسو عليها المناقصة، بعيداً عن المحاصصة أو الحسابات والنكايات السياسية.

وتوقع مصدر وزاري ان تفرض كارثة النفايات نفسها على مجلس الوزراء، بصرف النظر عن الوقت الذي ستستغرقه قضية بحث الآلية، سواء تمّ التوصّل إلى اتفاق حولها أم لا، ضمن معادلة لا معنى لعمل الحكومة أو بقاء حكومة عائمة فوق بحر النفايات!

وفيما يُصرّ وزير البيئة محمّد المشنوق على ضرورة خروج مجلس الوزراء بقرار في ما خص معالجة النفايات وإعادة تكليف شركة «سوكلين» المتوقفة عن العمل لإخراج النفايات من العاصمة، استبعد المصدر الوزاري نفسه حصول مقايضات، باعتبار ان النفايات تطال كل المواطنين، وهي أزمة من الخطأ ان تتداخل فيها حسابات مناطقية أو طائفية أو حتى محاصصية.

جدول أعمال
ومع عودة الرئيس سلام إلى بيروت من الخارج، أمس، تحرّكت المساعي والاتصالات للتفاهم على صيغة لمعاودة انتاجية العمل الحكومي، ترضي جميع الأطراف ولا سيما فريق حلف عون - حزب الله، لكن هذه الاتصالات لم تحقق أي نتيجة إيجابية، وإن كانت طرحت بحسب مصدر حكومي في بعض المراحل، فكرة المقايضة بين معاودة العمل الحكومي وتسهيل إطلاق المناقصة الدولية للتنقيب عن الغاز الطبيعي في لبنان، على أساس البلوكات العشرة.

ووزع بعد ظهر امس على الوزراء، ملحق جديد لجدول أعمال جلسة الخميس، تضمن بنوداً جديدة، إضافة إلى موضوع مقاربة العمل الحكومي مع مجموعة من المراسيم تحتاج إلى توقيع الوزراء.

وأوضح مصدر وزاري لـ«اللواء» ان موضوع النفايات الذي تحول إلى كارثة بيئية مع توقف شركة «سوكلين» عن جمع النفايات التي تكدست في الحاويات في شوارع العاصمة والضواحي سيفرض نفسه بقوة على الجلسة، ولن يكون بمقدور أي طرف التهرب منه تحت أي ذريعة سياسية اوانتخابية، متوقعاً ان يكون هناك موقف صارم تجاه الوضع المحزن الذي أصبحت عليه العاصمة، وإن كان المصدر الوزاري يعتقد ان الحل لهذا الملف غير جاهز، وقال: «لو كانت هناك حلول لكان هذا الملف عولج منذ مُـدّة طويلة»، متحدثاً عن «صفقات مالية وحسابات سياسية»، وراء انفجار هذه المشكلة.

ولفت المصدر الى ان موضوع الآلية يمكن ان يطرح وإنما لفترة بسيطة، وسواء تمّ التوافق على صيغة أم لا، فإن مجلس الوزراء مفروض به ان يتصدى لمشكلة النفايات ولبنود جدول الأعمال، مشيراً إلى انه من اليوم وحتى موعد الجلسة ثمة مساحة من الوقت لاجراء المزيد من الاتصالات للتفاهم على صيغة الآلية، وايضاً على موضوع التمديد لرئيس الأركان في الجيش اللواء الركن وليد سلمان الذي قالت معلومات ان جنبلاط وافق عليه على مضض، علماً ان أوساط عون الذي ستكون له إطلالة إعلامية عبر شاشة L.B.C مساء الخميس اعتبرت ذلك مخالفة جديدة إضافة إلى المخالفات التي ترتكبها الحكومة الحالية.

النفايات
وفي تقدير مصادر مطلعة، ان أزمة النفايات مرشحة للتمديد والتفاعل على أكثر من صعيد، خاصة وأن مناقصة جمع وفرز النفايات في بيروت والتي تمت على دورتين لم يتقدّم إليها أحد وفق دفتر الشروط الذي اعده مجلس الإنماء والاعمار.

ولاحظت ان بوادر أزمة النفايات ظهرت بشكل جلي في الأسبوع الماضي، عندما ألغى النائب وليد جنبلاط موعده مع وزير البيئة محمّد المشنوق والذي كان مخصصاً للبحث في تمديد العمل لمطمر الناعمة. ثم جاء سفر جنبلاط إلى باريس ليزيد الأزمة تفاقماً لأنه الوحيد الذي يملك مفاتيح مطمر الناعمة، والجميع بانتظار عودته للبحث معه مجدداً في إعادة العمل به، ريثما يتم الاتفاق على إنشاء محرقة أو محرقتين للنفايات وتحويلها إلى طاقة كهربائية ومواد كيماوية تستخدم في تسميد المزروعات.

غير أن مصادر مطلعة أعادت أزمة النفايات إلى عقلية المحاصصة السائدة في البلد والتي تعطل الكثير من المشاريع المفيدة للخزينة، وفي مقدمها عمليات استخراج النفط.

وأشارت هذه المصادر إلى أن تأخير اجراء المناقصة الثالثة في بيروت ليس بعيداً عن الخلاف على الحصص بين الافرقاء المعنيين بنفايات العاصمة وضاحيتها الجنوبية والشمالية.

وفي السياق، علمت «اللواء» أن نواب بيروت طلبوا موعداً للقاء الرئيس سلام قبل جلسة مجلس الوزراء، على أن يحضره وزير البيئة، وطالب النائب محمّد قباني أن يكون ملف النفايات على رأس جدول أعمال الجلسة لأن الملف لا يحتمل «دلعاً»، فيما طالب زميله النائب عمار حوري مجلس الوزراء بعقد جلسة طارئة قبل الخميس، مشدداً على أن صحة المواطنين أهم من أي تعيينات أو محاولة أي فريق تحقيق مكاسب خاصة.

في هذا الوقت، استمر الاعتصام أمام مطمر الناعمة لليوم الرابع على التوالي، منعاً لإعادة فتحه أمام الشاحنات المحملة بالنفايات، فيما بدأت العاصمة بيروت والمناطق تغرق في نفاياتها، بعدما توقفت «سوكلين» عن العمل منذ يوم الأحد.

وفيما لوحظ أن الحلول لمشكلة النفايات معدومة، أو غير واضحة بالنسبة إلى الكثير نظراً لتعقيداتها أقلّه حتى موعد جلسة مجلس الوزراء، باشرت «سوكلين» اعتباراً من أمس رش المبيدات على النفايات المكدسة في الشوارع منعاً لتوالد الجراثيم.

وأوضحت مصادر الشركة أن عمليات جمع النفايات توقفت فعلياً بسبب عدم قدرة المعامل على استقبال المزيد منها، إلى حين صدور قرار عن مجلس الوزراء يعيّن مواقع جديدة، إلا أن الشركة ستواصل عمليات الكنس تخفيفاً لانتشار النفايات على الطرق والتسبب بتشويه منظر الشوارع والطرق.

ومن جهته، اعتبر الوزير المشنوق أن مشكلة النفايات أزمة وطنية وفي حاجة للمعالجة من قبل الجميع. وإذ شدّد على أن مطمر الناعمة في حاجة إلى صيانة ولا يمكن أن يبقى مقفلاً أمام الموظفين اعتبر أن لا حل جذرياً إلا بتطبيق المناقصات، كاشفاً أن شركات عالمية تقدمت بعزوض بشحن النفايات إلى بعض الدول ومنها البرتغال والمغرب وتركيا وألبانيا وإيرلنده، إلا أن الكلفة باهظة جداً.

لقاء الحريري - جعجع
على صعيد آخر، ذكرت معلومات أن اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يزور المملكة العربية السعودية في جدّة أمس اتفق خلاله على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية، وأن البلد سيبقى معطلاً إذا لم يحصل ذلك، لكن المصادر نفسها أشارت إلى أن موضوع الاستحقاق الرئاسي تحديداً لم يطرح خلال اللقاء بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وجعجع، باعتباره شأناً سيادياً لبنانياً، إلا من باب الحرص السعودي على إجرائه في أقرب وقت لما فيه مصلحة اللبنانيين.

وقالت إن جعجع سمع من كبار المسؤولين السعوديين الذين التقاهم أن المملكة تدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون وبأنه ليس لها أي مرشّح، ولا تؤيد أحداً، بل أنها تساعد الرئيس الذي ينتخبه مجلس النواب.

.. ولقاء هولاند - جنبلاط
أما لقاء جنبلاط والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عصراً في قصر الاليزيه، فقد أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لـ«اللواء» أنه كان «عائلياً» وأنه جاء بناء على طلب الرئيس هولاند للتعرّف على نجله تيمور.

وكشف جنبلاط، بحسب ما نقل مراسل «اللواء» في باريس بشارة غانم  البون، أن الرئيس الفرنسي أبلغ تيمور في حضور والده، دعمه له قائلاً: «لا تنسى أبداً أن فرنسا ستكون دائماً إلى جانبكم وإلى جانب لبنان». مؤكداً على استمرار «الصداقة الشخصية» التي تجمعه بزعيم المختارة.

وأشار جنبلاط إلى ان البحث تركز على الوضع في لبنان من مختلف جوانبه السياسية والاقتصادية، وقد طرح هولاند اسئلة محددة حول الصعوبات والتعقيدات الحالية.

وأضاف انه جرى التطرق إلى الأزمة الحكومية وامكان فتح دورة استثنائية لمجلس النواب إضافة إلى المؤشرات الاقتصادية غير المشجعة في حال استمر تعطيل عمل المؤسسات الدستورية.

واعرب جنبلاط عن امتعاضه من تصرفات بعض اللبنانيين بحيث حولوا وطنهم إلى «بلد الفرص الضائعة» خصوصاً وأن دول العالم منشغلة بهمومها وبمشاكلها، وتساءل كيف نريد ان يساعدنا الخارج ان لم نساعد انفسنا.

اما مصادر قصر الاليزيه فقد اكتفت بالقول ان الرئيس هولاند أجرى مع النائب جنبلاط «جولة أفق في الأوضاع في الشرق الأوسط وخصوصاً في لبنان وسوريا».

خطف التشيكيين
إلى ذلك، لا يزال الغموض يكتنف حتى الساعة عملية خطف التشيكيّين الخمسة في كفريا في البقاع. وفي وقت تستنفر الاجهزة الامنية للامساك بأي خيط يشير الى خلفيات العملية وهوية منفذيها، وما اذا كانت اهدافها مادية ام يراد منها مبادلة التشكيين بشقيق سائق السيارة التي كانت تقلّهم، اللبناني منير صائب طعان، الموقوف في تشيكيا، أثار الخطف موجة قلق في الداخل كما في عدد من السفارات الاجنبية، خوفا من عودة هذه الظاهرة التي يعود آخر فصولها الى عام 2011 اثر خطف الاستونيين السبعة.

وكانت عائلة علي طعان فياض الموقوف قيد التحقيق في براغ منذ العام 2014 افادت ان محامياً موكلاً بالدفاع عن ابنها هو بين المخطوفين الخمسة ما يطرح بقوة احتمال وجود رابط بين قضيته وعملية الخطف.


البناء
مجلس الأمن يُسقط بالإجماع العقوبات عن إيران... وألمانيا أول القطاف عقود
«إسرائيل» توقف استقبال جرحى «النصرة»... و«داعش» يضرب في تركيا
النفايات على طاولة مجلس الوزراء... والتمديد لرئيس الأركان يمهّد لقهوجي

صحيفة البناء كتبت تقول "خطا الاتفاق الخاص بالملف النووي الإيراني الخطوة الأهمّ في الطريق نحو التنفيذ، عبر التصويت بالإجماع على قرار التصديق على بنود التفاهم ومنحها من جهة صفة القانون الدولي، ما يضمن لإيران التحصّن في وجه أيّ تجاذبات سياسية داخلية في أيّ من البلدان المعنية بالتفاهم، من جهة ثانية، يجعل قوة الإلزام بالتنفيذ فوق مستوى القوانين الوطنية للدول، ومن جهة ثالثة ينهي كلّ العقوبات التي صدرت بقرارات عن مجلس الأمن بحق إيران ويجعلها خاضعة لمضمون ما نصّ عليه التفاهم وبنوده.

وعلى رغم كلّ التشكيك الذي تحفل به الأوساط المتضرّرة من التفاهم وتداعياته سواء داخل الدول المعنية أو الدول الإقليمية التي راهنت على إسقاطه، يبدو التفاهم قد سلك طريق التطبيق باندفاعة وقوة تجعلان الوقوف في وجهه نوعاً من الانتحار السياسي، فليس بيد الجمهوريين في أميركا ولا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ولا حكام السعودية ما يفعلونه لمنع تطبيق التفاهم سوى الرهان على عدم صدقية إيران في الالتزام، وهو رهان لا مكان له في الحسابات الإيرانية التي تدرك أنّ المتربّصين بالتفاهم ينتظرون أي خلاف في مسيرة التطبيق لفتح ملف التفاهم برمّته، وإيران دولة تستمدّ أغلب قوتها من تفوّقها الأخلاقي الذي تحتلّ المصداقية حيّزاً كبيراً منه، ولم توقّع إلا على ما وجدته مناسباً لمصالحها، أما الغرب فسيتكفل التسارع في التشبيك المصلحي في مجالات التعاون الأمني والاقتصادي مع إيران بخلق قوى ضغط لمصلحة التفاهم لم تكن موجودة من قبل، وهو ما بدأت مؤشراته مع زيارة الجنرال مارتن ديمبسي رئيس الأركان في الجيوش الأميركية إلى بغداد لترتيب أطر التنسيق الأميركي العراقي الإيراني في الحرب مع «داعش»، ومع زيارة وزير التجارة الألماني إلى طهران وبدء محادثات أكثر من مئة شركة ألمانية حول شروط وسبل تسريع الدخول إلى الأسواق الإيرانية وخرج بعضها بعقود وتفاهمات.

في المنطقة تبدو السعودية على رغم الدعم الذي تحظى به تشجيعاً من الخاسرين بنتيجة التفاهم، وكأنها وحدها في عين العاصفة، فتركيا المنكفئة على ذاتها تحت وطأة المأزق الحكومي المتمادي منذ تاريخ الانتخابات النيابية الأخيرة، تلقت إصابة بليغة تمثلت بعملية انتحارية لـ«داعش» داخل أراضيها، شكلت وفقاً لوزير الداخلية التركي أول إعلان صارخ لدخول تركيا ساحة العمل بالنسبة لـ«داعش» ما يرتب أخطاراً كبيرة تقول مصادر المعارضة إنها كحصيلة لسياسات حكومات أردوغان وحزبه، ستجعل الوضع السياسي الداخلي أشدّ تعقيداً مثله مثل الوضع الأمني الذي صعد إلى الواجهة بقوة، وجعل التصرف وفقاً للمعادلات السابقة بالبحث عن كيفية توظيف التنظيمات الإرهابية لتغيير التوازنات فرضية تفوق قدرة أردوغان وحزبه. بينما فاجأت «إسرائيل» حلفاءها بالإعلان عن وقف استقبالها جرحى «جبهة النصرة» في مستشفياتها، ما يعني بدء خروجها بصورة أو بأخرى من الرهان على تغييرات عسكرية تحدثها «النصرة» في سورية، في ضوء الانهيارات التي تصيب قواتها على جبهات القلمون وخصوصاً في ظلّ ما تشهده جبهة الزبداني.

لبنان الأشدّ تأثراً بما تنوي السعودية فعله لتعطيل مندرجات التعاون الأميركي الإيراني قبل فرض حضورها بقوة، من حرب اليمن إلى محاولة احتواء حركة حماس مالياً وتشجيعها على هدنة طويلة مع «إسرائيل»، يبدو مدفوعاً بقوة نحو أزمة سياسية حادة تحت وطأة ما سيشهده ملف التعيينات الأمنية، الذي تتحدث المصادر عن سلوك حلقة من حلقاته طريق التصعيد عبر التمديد لرئيس الأركان اللواء وليد سليمان الذي تنتهي ولايته بعد أسبوعين، في خطوة نالت رضا النائب وليد جنبلاط المعنيّ بالمنصب طائفياً، بينما وصفت مصادر التيار الوطني الحر الخطوة بالتمهيد للتمديد للعماد جان قهوجي قائد الجيش وكسر الجرة في الحكومة، بالتوازي مع المماطلة التي ستتواصل لأسابيع حول آلية العمل الحكومي، والابتزاز الذي سيشكله ملف النفايات لتظهير ما يطالب به التيار كنوع من الترف في ظلّ أزمات تهدّد كلّ اللبنانيين.

ملف النفايات الذي بدأ بالتحوّل إلى أزمة عاصفة لا تحتمل التأجيل ينتقل إلى مجلس الوزراء بلا خريطة طريق، مثله مثل آلية العمل الحكومي، فهل يصير التمديد هو الحلّ، أم أنّ حلقات التأجيل والتعقيد كلها كانت ضمن سيناريو مرسوم لبلوغ التمديد كما حدث وسيحدث في كلّ تمديد؟

الأزمة مفتوحة وتنذر بكارثة كبرى
يسود الترقب لما ستؤول إليه جلسة مجلس الوزراء التي فرض ملف النفايات نفسه بنداً رئيسياً من خارج جدول الأعمال الذي وزع على الوزراء، على رغم أن الجلسة مخصصة للبحث في آلية عمل مجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي من خلال العودة إلى الدستور.

وأعرب وزير البيئة محمد المشنوق عن «أمله بالوصول إلى حل في جلسة الخميس لأنّ الوضع لم يعد مقبولاً، والواقع يستدعي التحلي بالهدوء ودعم هذا الملف في شكل كامل».

وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» أن رئيس الحكومة تمام سلام ووزير البيئة محمد المشنوق لديهما إصرار على طرح ملف النفايات في جلسة مجلس الوزراء الخميس، وأشار إلى أنه «إذا توافر الحد الأدنى من الإحساس بالمسؤولية لدى مكونات الحكومة سيدفعهم إلى بحث هذا الموضوع لأنه يطاول ويعني جميع الأطراف وكل اللبنانيين.

ولفت إلى «أن موقف حزب الله والتيار الوطني الحر في الحكومة يعطل العمل الحكومي ويشكل أزمة سياسية كبرى في البلد لا يمكن تجاهلها أو تخطيها». واستغرب تعطيل الكثير من الملفات التي تعني جميع المواطنين ومنها تصدير المنتجات الزراعية.

عروض سوكلين
ولفت درباس إلى «أن شركة سوكلين لم تعلن حتى الآن عروضها لالتزامها الصفقة»، مشيراً إلى «أن أهالي الناعمة لن يقبلوا بإعادة فتح مطمر الناعمة، متحدثاً عن جهود بذلت في السابق لإقناعهم بفتح المطمر إلا أن هذه الجهود اليوم باءت بالفشل»، محذراً من «أن الأزمة مفتوحة على هذا الصعيد تنذر بكارثة ستطاول جميع اللبنانيين»، معتبراً «أن الخلاف السياسي الذي وصفه «بالزبالة» أعمى العيون عن هذا الموضوع». وأكد درباس أن رئيس الحكومة سيعطي المجال الكافي لجميع المكونات لبحث آلية العمل الحكومي. وأوضح أن الرئيس سلام لا يريد الذهاب إلى المواجهة.

وأبدى وزير التربية الياس بوصعب لـ«البناء» خشيته من عدم إقرار خطة بديلة فتفرض علينا سوكلين»، مشيراً إلى أننا سنستمع إلى الطرح الذي سيقدمه الوزير المشنوق إلا أن حسم الأمور يحتاج إلى قرار سياسي لا يزال غير محسوم حتى اللحظة. وشدد على أن «ملف النفايات عالق منذ عشرين عاماً، وطرح هذا الملف منذ نحو ستة أشهر، ولم يتم التوصل إلى نتيجة فأي مناقصة لم تر النور».

وزير البيئة يتحمل المسؤولية
وأكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» أن وزير البيئة هو المسؤول المباشر عن أزمة النفايات الحالية لأن هذا الموضوع نوقش في السابق في مجلس الوزراء ورصدت له الأموال واستدراج العروض، لكن الوزير المعني لم يتابع هذا الأمر خصوصاً أنه كان يعرف أن مهلة إغلاق مطمر الناعمة تنتهي في 17 تموز.

ولفتت المصادر إلى أن هذا الموضوع طرح كحجة لإحراج تكتل التغيير والإصلاح في الحكومة ليظهر أنه يعطل القرار. وأشارت إلى الخفة التي يمارسها البعض في العمل السياسي التي تخفي أموراً ليست لمصلحة البلد والتي تترك الملفات الحساسة إلى اللحظة الأخيرة لمعالجتها.

وأكدت أن لا رئيس الحكومة ولا وزير البيئة يحق لهما بحث هذا الموضوع، أما في حال طرح الموضوع فإن التكتل لن يبحثه، ورفضت المصادر تحميل المسؤولية إلى التيار الوطني الحر. ودعت إلى وضع النفايات أمام منزلي رئيس الحكومة ووزير البيئة.

سلام لن يمرّر الدورة الاستثنائية بالنصف + 1
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» أنّ جلسة مجلس الوزراء الخميس لاستكمال البحث في المواضيع التي أثيرت في الجلسة السابقة قبل عيد الفطر وأبرزها آلية عمل الحكومة»، لافتاً إلى «أن ملف النفايات الصلبة مستجدّ وضروري وملحّ وسيطرح نفسه على طاولة مجلس الوزراء».

واستبعد قزي مصادقة مجلس الوزراء على فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، فرئيس الحكومة لن يسمح بتمرير القرار بالنصف زائداً واحداً»، مشيراً إلى «أننا متفقون ووزراء اللقاء التشاوري على عدم توقيع المرسوم».

وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أن حزب الله يواصل مساعيه بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون إلى تهدئة الأمور وإعادة العلاقة إلى ما كانت عليه قبل طرح ملف التعيينات العسكرية ونزول التيار الوطني الحر إلى الشارع، وإلى إيجاد تفاهم على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، لا سيما أنّ التيار الوطني الحر لا يزال متمسكاً بوضع قانوني استعادة الجنسية والانتخاب على جدول أعمال الجلسة العامة».

الحريري يلتقي جعجع
وفي ضوء الحراك الفرنسي لوضع حدّ للفراغ الرئاسي، التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور في قصر الاليزيه وتمّ البحث في ملفات المنطقة ولبنان في ضوء الاتفاق النووي الإيراني.

وواصل رئيس حزب «القوات» سمير جعجع زيارته إلى السعودية التي استدعي إليها لتنفيذ مهمة التصويب والتصعيد ضدّ حزب الله. والتقى أمس في جدة الرئيس سعد الحريري وتناول اللقاء عرضاً لآخر التطورات في لبنان والمنطقة.

وبدأ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس زيارة رسمية إلى فرنسا للتشاور مع المسؤولين الفرنسيين في سبل التنسيق بين الجانبين وتبادل المعلومات الأمنية لا سيما ما يتصل منها بمكافحة الإرهاب، وفي شكل خاص رصد الإرهابيين القادمين من بعض دول أوروبا ومن بينها فرنسا، للالتحاق بتنظيم «داعش» وغيره والقتال إلى جانبه في سورية والعراق.

المفاوضات مع «داعش» منذ أحداث رومية
في سياق آخر، أكد أهالي العسكريين المختطفين لدى «داعش» بعد زيارتهم وزير الصحة وائل أبو فاعور أنّ «الأمور لا تزال في خانة المراوحة ولا سيما مع تنظيم الدولة الإسلامية». وقال نظام مغيط شقيق العسكري إبراهيم مغيط لـ«البناء»: «إنّ المفاوضات مع داعش في شأن إطلاق العسكريين متوقفة منذ أحداث رومية»، مشيراً إلى «أن الوزير أبو فاعور وعد الأهالي بفتح ثغرة في المفاوضات وإعادة تحريكها من حيث توقفت عبر أحمد الفليطي الوسيط بين الدولة اللبنانية وتنظيم داعش».

في وقت، كثف فرع المعلومات تحقيقاته لمعرفة ما إذا كان موضوع اختطاف التشيكيين مرتبطاً بابتزاز مالي أو سياسي، في أعقاب المعلومات التي تحدثت عن ربط عملية الخطف بالموقوف اللبناني علي فياض في تشيكيا والمتهم من قبل الولايات المتحدة ببيع الأسلحة.