28-03-2024 12:22 PM بتوقيت القدس المحتلة

السيسي: لن نُهزم .. والقصاص بالقانون

السيسي: لن نُهزم .. والقصاص بالقانون

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم امس، رسالة شديدة اللهجة الى الجماعات الإرهابية، مؤكداً ان أحكام الإعدام والسجن المؤبد الصادرة بحق عناصرها وقياداتها ستطبق


احمد علام

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم امس، رسالة شديدة اللهجة الى الجماعات الإرهابية، مؤكداً ان أحكام الإعدام والسجن المؤبد الصادرة بحق عناصرها وقياداتها ستطبق، مشيراً الى اتخاذ إجراءات لتعزيز القوانين لكي تشكل سلاحاً تستخدمه الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب.

وشيّعت مصر في جنازة عسكرية مهيبة جثمان نائبها العام هشام بركات، الذي اغتالته يد الإرهاب، صباح أمس الأول، في الذكرى الثانية لـ «ثورة 30 يونيو»، في تفجير استهدف سيارته خلال مرورها في محيط منزله في أحد أحياء القاهرة.

وجرت مراسم الجنازة العسكرية، من مسجد المشير طنطاوي في حي التجمع الخامس شرقي القاهرة، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ومسؤولين رسميين وقادة عسكريين.

وحل مشهد التشييع مكان مظاهر الاحتفال بذكرى «ثورة 30 يونيو».

وفي كلمة مقتضبة ألقاها عقب الانتهاء من مراسم الجنازة، قال السيسي، الذي كان محاطاً بأسرة النائب العام الراحل، إن «مرتكبي الحادث الآثم لن يفلتوا من العقاب»، مشيرا إلى أن «الحرب ضد الإرهاب طويلة الأمد»، وانه «كان من المتوقع أن تقدم جماعة الشر على مثل هذه الجرائم النكراء».

وتوعد السيسي بتشديد القوانين لتنفيذ العقوبات الجنائية ضد المتشددين بشكل أسرع، حيث أمر بإدخال التعديلات اللازمة على هذه القوانين تمهيدا لإصدارها، مؤكدا أنه سيتم الالتزام بتنفيذ ما يصدر من أحكام ضد مرتكبي الأعمال الإرهابية سواء كانت تلك الأحكام بالإعدام أو أحكام المؤبد.

وأكد السيسي أن «مثل هذه الأعمال الإرهابية الآثمة لن تنال من عزيمة الشعب المصري الذي يتعين عليه التكاتف في مواجهة التحديات والأخطار الجسيمة التي يقوم بها العدو الإرهابي»، مشدداً على انه «لا يمكن أن يُهزم شعب موحد يقف يدا واحدة».

وتحدث الرئيس المصري مع مجموعة من قضاة مصر التفوا حوله عقب الجنازة قائلا: «الدولة لا تتدخل في عمل وشؤون القضاء، إلا أن الظروف الاستثنائية التي نواجهها تفرض سرعة الانتهاء من إعداد مشاريع تعديلات القوانين المشار إليها»، مؤكدا أن «الدولة تضع نصب أعينها مصلحة المواطنين المصريين من دون الالتفات الى أية ضغوط داخلية أو خارجية لا تراعي المصلحة العليا للوطن وللشعب المصري»، ولافتاً إلى أنه «لن يقدّم واجب العزاء لقضاة مصر اليوم، وإنما سيتم ذلك عقب إصدار القوانين التي تمكن المصريين جميعاً من القصاص ممن يريقون دماء الشهداء».
وتابع السيسي: «الشعب المصري ليس مهزوزاً ولا مرتبكاً ولا مرتعشاً، والنائب العام سقط لكي تعيش مصر، ونحن مستعدون أيضا لأن نسقط لتبقى مصر». وأضاف «نحن في حالة حرب ونواجه عدواً خسيساً، ونحتاج لمواجهته بقوة وحسم، وكنا نعلم مسبقا ما سيحدث بعد سقوط هذه الجماعة ومستعدون لدفع الثمن بشرط أن يعيش 90 مليون مصري». وختم السيسي قائلاً «هذه هي معركتنا، وسنصمد، ودم النائب العام وكل شهيد سقط على أرض مصر من جراء هذا الإرهاب في رقبة الجيش والشرطة».

وفي السياق، التقى رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، عقب الجنازة، وزير العدل أحمد الزند، حيث تناول اللقاء مناقشة أهم التشريعات التي ستعرضها الوزارة خلال اجتماع الحكومة والتي تختص بتقصير مدة التقاضي في القضايا الخاصة بالإرهاب.

كذلك التقى محلب أيضا المستشار إبراهيم الهنيدي، وزير العدالة الانتقالية، لبحث ما تم الانتهاء منه في ما يتعلق بقانون مكافحة الإرهاب المقرر عرضه على الحكومة اليوم، خلال اجتماعها الأسبوعي.

وقالت مصادر في مجلس الوزراء لـ «السفير» إن المجلس سيصدر قراراً بإطلاق اسم النائب العام الراحل هشام بركات على ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر شرقي القاهرة».

وفي رد فعل على جريمة اغتيال النائب العام، دعا «حزب الوفد» إلى عقد مؤتمر سياسي شعبي، بعد غد الجمعة، بمشاركة الأحزاب السياسية والقوى الوطنية، لتأكيد وحدة الصف الوطني في مواجهة الإرهاب.

وقال نائب رئيس «حزب الوفد» حسام الخولي لـ «السفير» إن «الهدف من الدعوة إلى المؤتمر هو التأكيد للخارج والداخل أن مصر فيها وحدة صف وطني كامل في مواجهة الإرهاب برغم الخلافات السياسية والانتخابية»، مشيراً إلى أن «المؤتمر ستشارك فيه قيادات الأحزاب السياسية والقوى الوطنية المصرية وعدد من الشخصيات العامة والمجتمع المدني».

وأضاف الخولي أن المشاركين سيقدّمون وجهة نظرهم لكيفية مواجهة ما تمر به مصر من إرهاب وعنف، مشيرا إلى أن المؤتمر سيخرج بوثائق وتوصيات ستُقدّم إلى الجهات المسؤولة في الدولة للعمل على تنفيذها.

وفي سياق متصل، توافد عدد من المواطنين الى ميدان التحرير في وسط القاهرة للتنديد بجريمة اغتيال النائب العام.

وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالقصاص للنائب العام من القتلة، حاملين أعلام مصر ولافتات تندد بالحادث الإرهابي، بينما اتخذت الأجهزة إجراءاتها الأمنية المكثفة، حيث نشرت قواتها في الميادين والشوارع وفي محيط المؤسسات الحكومية والمنشآت العامة ومقارّ الشرطة والسجون.

وجاء هذا الانتشار الامني تزامناً مع دعوات أطلقتها الجماعة الإرهابية للحشد ومحاصرة المواقع الشرطية، وارتكاب أعمال عنف، في ذكرى «ثورة 30 يونيو»، واستهداف السجون لتهريب قيادات جماعة «الإخوان».

وشددت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، على أنه سيتم التعامل بحسم وقوة مع أي خروج عن القانون أو محاولات ارتكاب أعمال تخريبية تستهدف أمن البلاد واستقرارها، وأنه لن يتم السماح باختراق قانون التظاهر، أو تعطيل مصالح المواطنين.

وفي بيروت، أعلنت السفارة المصرية، في بيان، عن فتح سجل عزاء في المستشار هشام بركات. ويتم تلقي العزاء لمدة ثلاثة أيام، بدءا من اليوم، من الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا وحتى الثانية بعد الظهر.

assafir.com

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه