28-03-2024 06:24 PM بتوقيت القدس المحتلة

نيويورك تايمز: السعودية لاتختلف عن "داعش"

نيويورك تايمز: السعودية لاتختلف عن

قالت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية:تدنيس هذه المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، فضلاً عن الهندسة المعمارية والبنية التحتية للمدن اليمن التاريخية، يعتبر دماراً واستهدافاً منظمًا للتراث العالمي اليمني.

Sabaaقالت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الحملة الجوية الواسعة التي تشنها السعودية منذ شهر مارس على جارتها اليمن لم تحقق اهدافها، لكنها نجحت في تدمير اليمن، وقتل وجرح الآلاف من المدنيين، وتشريد مئات الآلاف، وسط نقص حاد في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، إضافة لوضعها استراتيجية هدم مواقع التراث العالمي الكبير.

وأوضحت الصحيفة (بحسب موقع يمني برس) ان اليونسكو تلقت معلومات عن أضرار لحقت بـ”سد مأرب القديم” في 31 مايو 2015، إثر غارة جوية لطيران العدوان السعودي، وأكدت المنظمة، أن الغارات ألحقت أضراراً مباشرة بجدرانه التاريخية القديمة، وأوضحت أن النقوش السبئية القديمة على جدران السد من المتوقع أنها تأثرت كذلك بسبب القصف. وعبرت منظمة اليونيسكو عن قلقها، مؤكدة ان السعودية تدمر الحضارة الاسلامية في اليمن.

وتتابع الصحيفة: لايوجد هناك سبب شرعي لمهاجمة هذه النصب القديمة. فهي ليست هدفاً عسكرياً، كما أنها تقع في منطقة غير مأهولة على حافة الصحراء الرملية السبئية، ولذا لا يوجد لديها قيمة استراتيجية.

تدنيس هذه المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، فضلاً عن الهندسة المعمارية والبنية التحتية للمدن اليمن التاريخية، يعتبر دماراً واستهدافاً منظمًا للتراث العالمي اليمني.

لايوجد أي مبرر للسعودية في قصف وتدمير هذه المواقع التراثية الثقافية والحضارة اليمنية القديمة، سوى أنه نفس الفكر “الظلامي” الذي تبرره “داعش” في تدميرها لمواقع التراث الثقافي. ليس هناك تفسير آخر على العدوان السعودي على هذه الكنوز الأثرية التي لا يمكن أن يستغني عنها العالم.

وبالتالي  فالسعودية هي المسؤولة ليس فقط بسبب تدمير بلد من 25 مليون شخص، والذي يعاني الآن من المجاعة، وتدهور الأوضاع الصحية ونقص الإمدادات الطبية، ولكن أيضاً لوضعها استراتيجية هدم مواقع التراث العالمي الكبير. هذا التخريب الثقافي السعودي من الصعب اختلافها عن "داعش".

ويعتبر العديد من المراقبين، أن اليمن هي المنزل التاريخي للملكة سبأ، واليمن أحد جواهر العصور البشرية القديمة العظيمة، بموروثها للمعابد الرائعة، ومشاريع إدارة المياه والمدن الشاهقة التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين. هذه الثروة الثقافية لا تقتصر على المواقع الأثرية فحسب، بل إن ثلاثاً من مدن اليمن على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.

اليمن، هي مهد الحضارة البشرية: ستون ألف سنة، والتي منها بدأ الإنسان في وقت مبكر بالمشي. علماء الآثار وجدوا بقايا من ثقافات ما قبل التاريخ لمسافرين أبحروا البحر الأحمر والبحار العربية قبل 8000 سنة. هؤلاء المسافرون والتجار تركوا وراءهم المغليثية العريقة والمثيرة للإعجاب.