19-04-2024 06:15 AM بتوقيت القدس المحتلة

"عاصفة الجنوب"...اجتياح مزعوم وفشلٌ مدوٍ

لم تستفق الجماعات المسلحة بعد من الضربات الموجعة التي تلقتها في الساعات الاخيرة على يد وحدات الجيش السوري في مدينة درعا ومحيطها جنوب البلاد."فعاصفة الجنوب" التي أطلقتها غرفة ما يُسمى "الموك" أُصيبت بانتكاسة مدوية

حسين ملاح

لم تستفق الجماعات المسلحة بعد من الضربات الموجعة التي تلقتها في الساعات الاخيرة على يد وحدات الجيش السوري في مدينة درعا ومحيطها جنوب البلاد."فعاصفة الجنوب" التي أطلقتها غرفة ما يُسمى "الموك" أُصيبت بانتكاسة مدوية نظراً للإخفاق الكبير في تحقيق أي اختراق على طول جبهات القتال ، ما زاد من تخبط رعاة تلك المجموعات غرباً وشرقاً...


سحر إنقلب على ساحره ، فما دُبر بليل أسود في غرف الاستخبارات الغربية والعربية والصهيونية ، انكسرت موجاته الاولى عند خطوط التماس مع الجيش السوري في درعا. فبعد تحضيرات قيل انها إستمر لأشهر ، بدأت الجماعات المسلحة بينها جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة ) فجر يوم الخميس الماضي هجوماً وُصف بالأعنف على مركز مدينة درعا تحت عنوان "عاصفة الجنوب".

ساعاتُ قليلة وانقلبت العاصفة الى زوبعة بعد تمكن الجيش السوري من التصدي لجميع الهجمات ، التي شارك فيها الاف المسلحين واستخدُمت خلالها اسلحة ثقيلة للمرة الاولى بحسب ما روجت تنسيقيات معارضة ، فيما غرفة "الموك" المتمركزة في الاردن لم تهدأ في مد المسلحين بإحداثيات عن مواقع انتشار وحدات الجيش.

العملية انطلقت في ظل حملة تهويل اعلامية مكثفة ، تولتها فضائيات خليجية وصحف عربية بارزة ، إضافة الى مئات المواقع الالكترونية ، وهدفت الحملة الى شن حرب نفسية في محاولة على ما يبدو الى تكرار نموذج ادلب. ولكن ما لم يكن في حسبان هؤلاء جميعاً حصل ، واستطاع الجيش افشال المهاجمين وانزال خسائر فادحة بهم قُدرت بمئات القتلى والجرحى ، الذين احتضنتهم المستشفيات الاسرائيلية والاردنية ، فيما ساد التخبط غرفة "الموك" التي تحاول لملمة وضعها ، بينما دارت صراعات وإتهامات تخوين متبادلة بين قادة الجماعات المسلحة. كل طرف يُحمل الاخر مسؤولية الفشل ، فيما فضائيات "عاصفة الجنوب" اعتمدت انسحاباً تكتيكياً بدءاً من مساء الجمعة عبر الادعاء بأن المسلحين لم يستخدموا اسلحة ثقيلة لحماية المدنيين ، في تناقض لافت مع ما كانت تُروج له تلك الفضائيات والعديد من الوسائل الاعلامية عند بداية عملية "عاصفة الجنوب"، حتى ان بعض الصحف الممولة خليجياً اتهمت "الموك" بعرقلة العملية..!!؟؟

خلال سير المعركة عمدت وسائل اعلام اجنبية وعربية كعادتها الى الترويج بأن درعا سقطت وبدأت تروج لمعركة العاصمة دمشق ، وبثت قبل وخلال معركة "عاصفة الجنوب" كماً هائلاً من الاخبار العاجلة و"المشاهد" لمن يسمونهم "ثوار الثورة" اي مسلحي النصرة ، واحرار الشام وغيرهم من الفصائل التكفيرية الاخرى ، فيما تولى المركز الاعلامي للعاصفة المزعومة توزيع الاخبار يميناً وشمالاً تارة عن قطع طريق اوتوستراد درعا – دمشق ، وأُخرى تتحدث عن السيطرة على حواجز عسكرية. وهو ما لاقى سخرية حتى من قبل مواقع تابعة للجماعات المسلحة.!

وما زاد من تخبط الجماعات المسلحة ورعاتها في غرفة "الموك" انطلاق حملات تخوينية بين قادة المسلحين في ضوء الضربة التي تلقتها خصوصاً بعد تدمير الجيش السوري الغرفة الرئيسية للمسلحين ما أدى الى مقتل 5 من القيادات المهمة وجرح آخرين. لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل انعكس صراعاً مسلحاً بعد قيام "لواء تحرير حوران" بمهاجمة غرفة العمليات المركزية ، في وقت فشلت حتى اليوم محاولات "غرفة الموك" في رأب الصدع بين المتناحرين الذين تناثروا في غرف عمليات متعددة الولاء والتمويل..

لا شك ان درعا والقنيطرة شكلتا منذ الاشهر الأولى للأزمة السورية محور اهتمامات واشنطن وتل ابيب وحلفائهم في المنطقة ، الذين سعوا الى السيطرة على المحافظتين المحاذيتين لريف دمشق ، بهدف تهديد العاصمة واعادة التواصل مع الجماعات المسلحة في الغوطتين الغربية والشرقية ، وقد لعب الاسرائيلي دوراً هاماً في استيلاء المسلحين بمقدمتهم النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) على عدد من المواقع الهامة للجيش كتل جابية والحارة واخيراً اللواء 52 . وظن رعاة المسلحين ان بامكانهم توجيه ضربة الى الجيش السوري في الجنوب عبر الاستيلاء على مدينة درعا ، الا ان الوقائع الميدانية عاكست خططتهم حيث استعادت دمشق المبادرة من مطار الثعلة بريف السويداء مروراً بدرعا وصولاً الى حضر في القنيطرة... 

كلام بعض الفضائيات والصحافيين العرب عند انطلاق ما سمي "عاصفة الجنوب"