20-04-2024 12:45 AM بتوقيت القدس المحتلة

"ويكيليكس" تكشف هشاشة الاستخبارات #السعودية

أتى الكشف عن مئات الآلاف من الوثائق السرية التابعة للخارجية السعودية، ليؤكد المؤكد! عرّت هذه الوثائق واقع "الحرية والسيادة والاستقلال" الهشّ في لبنان…

أتى الكشف عن مئات الآلاف من الوثائق السرية التابعة للخارجية السعودية، ليؤكد المؤكد! عرّت هذه الوثائق واقع "الحرية والسيادة والاستقلال" الهشّ في لبنان.

زعماء أحزاب، ومؤسسات اعلامية، سياسيون وإعلاميون، كانت السفارة السعودية في لبنان محجتهم. فالمملكة التي تحكم بلاد نجد والحجاز بدون دستور عقدي، هي نفسها كانت مرجع "حماة السيادة والاستقلال"، وصاحبة الكلمة فيما يُنشر ويُذاع في إعلامنا، وفيما يقرر من سياسات في بلدنا.

المفاجئ لا يتعلق بما تكَشَّف عن شراء للذمم الاعلامية والسياسية… لا شيء يدعو للصدمة هنا. المفاجأة الحقيقة كانت في مكان آخر… حيث تقارير جهاز الاستخبارات السعودي التي تشوبها الكثير من المعلومات الخاطئة والقاتلة والتي على أساسها اتخذت القرارات المدمرة!

•    في عددها أمس الاثنين 22/06/2015 تنقل جريدة الأخبار: "التقارير الاستخبارية عن لبنان وسوريا، تكاد لا تخلو من اسم أحمد جبريل، قائد «الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة». فهو... الذي يساعد حزب الله والحرس الثوري الإيراني على «إنشاء قواعد عسكرية جديدة في لبنان، على امتداد 40 كلم من جبال رياق في البقاع على حدود عرسال الواقعة على الحدود السورية».

وتعلق الصحيفة: "لم يخبر أحد الاستخبارات السعودية بأن رياق تقع في سهل منبسط ولا جبال فيها."

وفي مقال يستعرض الوثائق عن العلاقة بين النائب وليد جنبلاط والمملكة… تنقل جريدة الأخبار في عدد اليوم الثلاثاء 23/06/2015  عن تقرير للجهاز الاستخباراتي: "هناك تنسيق بين جنبلاط والدروز في سوريا، مستفيداً من التواصل الجغرافي والبشري بين منطقة راشيا الدرزية في لبنان ومنطقة السويداء في سوريا".

لا تمر المعلومة من دون تعليق… تكتب "الأخبار": "كما في الكثير من تقارير الاستخبارات السعودية، ترد معلومات لا تمت إلى الواقع بصلة. وهنا، على سبيل المثال، لا وجود لأي تواصل جغرافي بين محافظة السويداء السورية ومنطقة راشيا اللبنانية، إذ تفصل بينهما أراضي محافظتي درعا وريف دمشق السوريتين".

•    وفي عدد يوم أمس، نقلت "الأخبار": "معلومات «خطيرة»، حصّلتها الاستخبارات السعودية من مصادرها «السرية». إحدى أبرز البرقيات تقول فيها إن معاون نائب الرئيس السوري، اللواء محمد ناصيف، عقد اجتماعاً في دمشق، يوم 3/2/2012، مع مسؤولين لبنانيين… «أهمية» المعلومات ليست في أصل الاجتماع ولا في مضمونه، بقدر ما هي في أسماء «حاضريه» من الجانب اللبناني، وهم:

الوزير علي حسن خليل، النائب عاصم قانصوه، الوزير السابق عبدالرحيم مراد، رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي، القائد السابق للواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، النائب السابق نجاح واكيم ونائبه في رئاسة حركة الشعب ابراهيم الحلبي، النائب السابق علي عيد، والوزير السابق وئام وهاب."

تحدث موقع قناة المنار الى العميد مصطفى حمدان حول ما نُشر، فنوه أنها أخبار المخبرين الكاذبين، التي تذكر بشهود الزور في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري."ما يتبين من الوثائق أن السعودية لا تعمل إلا على ضخ المال، لذلك فإن كثر مستعدين للعمل كمخبرين ولو بأخبار كاذبة مقابل الحصول على المال" بحسب حمدان.

وقال ان "الاخبار التي تصل الى المخابرات السعودية مشكوك فيها ومنها هذه الاخبار فقد تبين ان هناك ركاكة في تركيبة الخبر وكذلك لسنا مضطرين ان نجلس بهذه الطريقة ونخطط، وهذا يذكّر بخبرية زهير الصديق، اذاً يبدو ان هذا عمل مخبر رخيص وفي بعض الاحيان ترسل السفارات تقارير وامورا لمجرد ان تظهر انها تعمل، وكما نرى بحسب كل التقارير كما ورد في ويكيليكس فهناك الكثير من الاموال التي تضخ".

وبحسب العميد حمدان فإن حجاج السفارة لا يرون في المملكة "إلا دجاجة تبيض ذهباً.. ويريدون أن يحصلوا على هذا الذهب".

ركاكة تقارير الاستخبارات السعودية يربطها العميد مصطفى حمدان بجهاز الحكم في السعودية … إلا أن خطورتها وفق ما يقول تكمن بأنها "معلومات مغلوطة وسيئة تقود لاتخاذ قرارات خاطئة ولا تقل سوءاً، وهو ما أوقع السعودية في مطبات عديدة بسبب سياساتها".

تقارير الاستخبارات السعودية لا تنم عن"إبداع"( سرقة- نصب) بعض المخبرين اللبنانيين من خلال فبركة المعلومات، بل عن سذاجة أصحاب القرار في المملكة… التي ارتضاها كُثر. ربما هي سذاجة ساهمت في احراق سوريا، وأفرزت مجموعات التطرف في لبنان… وموّلت عمليات القتل في العراق، وشاركت في سفك دماء البحرينيين، واستفحلت إجراماً في اليمن.

الحديث عن "سذاجة" أهل القرار في السعودية يستوجب التوقف عند تحذيرات الخارجية السعودية من تناول وثائق ويكيليكس... وبأسلوب يعمد إلى استغباء المواطن السعودي بشكل مفضوح نقل حساب الوزارة على "تويتر": "عزيزي المواطن الواعي... لا تنشر أي وثائق قد تكون مزورة تساعد أعداء الوطن في تحقيق غاياتهم".