20-04-2024 03:16 AM بتوقيت القدس المحتلة

الشق السياسي من كلمة السيد نصر الله في مؤتمر التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي

الشق السياسي من كلمة السيد نصر الله في مؤتمر التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي

الشق السياسي من كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في المؤتمر الثاني للتجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي (دام ظله) 10-6-2015



الشق السياسي من كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في المؤتمر الثاني للتجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي (دام ظله) 10-6-2015

سأتحدث عن المستجدات الأخيرة في القلمون وجرود عرسال.

في الأيام القليلة الماضية حصلت إنجازات كبيرة في القلمون، وخصوصاً مع انجازات صباح اليوم، أستطيع أن أقول: القمم العالية والجبال الشامخة، والبعض يقول الجبال الحاكمة، أصبحت كلها تحت سيطرة الجيش العربي السوري ومجاهدي المقاومة، وأصبحت لديهم السيطرة المطلوبة والكافية بالنار على مختلف بقية الجرود من تلك الجهة.

في جرود عرسال، حصل في الأيام الماضية هذا التقدم الكبير، ولحقت هزيمة حقيقية ونكراء بجبهة النصرة. هناك بعض الناس في لبنان يحاولون مساعدة جبهة النصرة معنوياً، نفسياً، إعلامياً، يستنهضونها، ولكن انتهى الموضوع، هذا المسار مستمر.

التطور المهم هو بدء المعركة والمواجهة مع داعش، ولا بأس أنهم هم الذين بدأونا بالقتال، فهذا بالنسبة لنا ـ يمكن أن يعطيه بعض الناس من الناحية العسكرية قيمة ما ـ نحن، لا، حتى على المستوى النفسي والمعنوي والديني، أن تبدأنا جماعة بقتال أفضل لنا من أن نبدأها نحن بقتال. هذا الأمر يفهمه رجال الدين خصوصاً والمتابعون في الموضوع الفقهي والثقافي يعرفونه.

هم بالأمس هاجموا بمئات المقاتلين وعدد كبير من الآليات العسكرة عدة مواقع لإخواننا في جرود رأس بعلبك عند الحدود اللبنانية ـ السورية. يعني هم لم يهاجموا من جهة عرسال ومن جهة القلمون في الجبهة المفتوحة، يمكن أن يكونوا قد افترضوا أن هذه الجبهة هادئة، نائمة، فيمكن أن يستفيدوا من عنصر المفاجأة  أو الغفلة ويحققوا انجازاً معنوياً كبيراً، أن يحتلوا مواقعنا ويسيطروا عليها، ويسيطروا بالتالي على مواقع حساسة جداً ومؤثرة بالنسبة للحدود اللبنانية - السورية، وخصوصاً بالنسبة لبلدتي القاع ورأس بعلبك، وأيضاً التوسع في المنطقة ووصل بعض المناطق ببعضها البعض.

الهجوم بالأمس كان له استهدافات عديدة، سواءً على المستوى النفسي، المعنوي، الإعلامي أو على المستوى العسكري والميداني والتواجد في الميدان.

الإخوة المقاومون تصدوا بكل شجاعة وبسالة، أوقعوا عشرات المسلحين ـ ليست مسؤوليتي أن أقول أرقاماً بالدقة وإنما تتابع من خلال وسائل الإعلام ـ من داعش، قتلى وجرحى ودمروا عدداً من آلياتهم وعادوا (الإرهابيون) خائبين مهزومين مخلّفين عدداً من قتلاهم في أرض المعركة.

بطبيعة الحال، المقاومة وهي تقاتل في أشرس المعارك، قدمت عدداً من مجاهديها شهداء أعزاء في هذه المعركة المظفرة، الذين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّلهم وأن يلهم عائلاتهم الصبر والسلوان  وأن يجعلهم لعائلاتهم ولنا جميعاً شرفاً وكرامةً وعزاّ وذخراً في الدنيا وفي الآخرة.

ما أريد أن أقوله : أن المعركة مع داعش في القلمون قد بدأت وفي السلسلة الشرقية والحدود اللبنانية السورية. هم بدأونا بالقتال. لا مشكلة، لكن نحن سنواصل هذه المعركة.

نحن مصمون على إنهاء هذا الوجود الإرهابي التكفيري الخبيث عند حدودنا، مهما غلت التضحيات.

هذا بالنسبة لنا أمر محسوم.

حدة المعارك، حجم التضحيات، التوهين الإعلامي، التواطؤ الإعلامي، الضغط الذي يحصل هنا وهناك، ما تسمعونه من هنا وهناك، ليس جديداً ما أقوله لكم، وإنما للتأكيد: في كل يوم، ومع كل شهيد يرتفع إلى ملكوت الله سبحانه وتعالى، نحن نؤكد عزمنا وتصميمنا وإرادتنا الحازمة والقاطعة في أننا لن نقبل بعد اليوم ببقاء أي إرهابي أو تكفيري في حدودنا وجرودنا وعلىى مقربة من قرانا.

وأنا أؤكد لكم أن الهزيمة ستلحق بهؤلاء. المسألة هي مسألة وقت. ونحن، كما قلت في أكثر من مناسبة، لسنا مستعجلين، نحن نعمل بالهدوء المطلوب لنحقق هذا الهدف وهذه الغاية. عندما يمتلك أحدنا أو بعضنا الإرادة والعزم والحزم، وأيضاً يملك القدرة والتوكل والثقة، ولديه مثل هؤلاء المجاهدين الأبطال، بالتأكيد لا يجوز أن تتطلع عيناه إلا إلى النصر الآتي.