19-04-2024 02:48 PM بتوقيت القدس المحتلة

القمة الاسلامية في دار الفتوى: نأمل أن يصبح لبنان قدوة لمعالجة الأزمات

القمة الاسلامية في دار الفتوى: نأمل أن يصبح لبنان قدوة لمعالجة الأزمات

عقدت القمة الاسلامية اجتماعا طارئا في دار الفتوى في بيروت حضره زعماء الطوائف الاسلامية في لبنان.


عقدت القمة الاسلامية اجتماعا طارئا في دار الفتوى في بيروت حضره مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رئيس الطائفة العلوية في لبنان الشيخ أسد عاصي.

وتم التداول في الأوضاع العامة لبنانيا وعربيا، وتوقفت القمة باهتمام أمام انعكاسات هذه الأوضاع على العلاقات الاسلامية - الاسلامية وعلى العلاقات الاسلامية - المسيحية.

وأبدت القمة في بيان أيده وتبناه جميع العلماء "قلقها الشديد جراء استمرار الاضطرابات التي تعصف بالعديد من الدول العربية والتي تأخذ طابعا طائفيا ومذهبيا وعنصريا، الأمر الذي يشكل خطرا على وحدة مجتمعات هذه الدول بما فيها لبنان، وتاليا على أمنها واستقرارها."

وحذر البيان من أن "هذه الاضطرابات لا تخدم سوى العدو الاسرائيلي، وأنها لا تصب إلا في مشروعه الذي يستهدف شق الصف الاسلامي وتمزيق النسيج الوطني الذي يجمع بين مكونات المجتمعات العربية المتعددة".

وعبرت القمة الاسلامية عن قلقها "من تبادل الاتهامات بين بعض المسؤولين السياسيين على خلفية مذهبية، الأمر الذي يعطي خلافاتهم بعدا مذهبيا من شأنه ان يعمق الهوة التي يعمل العدو الاسرائيلي على حفرها وتوسيعها واستغلالها، وفي الوقت الذي تمضي فيه اسرائيل باحتلال الأراضي العربية المحتلة، وبناء المزيد من المستوطنات عليها، وفي الوقت الذي تواصل تهويد مدينة القدس والاعتداء على حرمات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وعلى العديد من المقدسات الاسلامية والمسيحية الأخرى، تأتي الصراعات والاضطرابات داخل الدول العربية، وبينها، لتوحي خطأ، بأن المسلمين عموما والعرب خصوصا، تخلوا عن أولوية القضية الفلسطينية، وأن الأولوية التي تستقطب اهتماماتهم وتسيل من أجلها دماؤهم هي للمشاريع المذهبية والطائفية".

ودعت القمة في بيانها المسلمين جميعاً  الى "التمسك بحبل الله المتين، والى عدم التفرق، وهذا لا يعني عدم الاختلاف، بل انه يعني تقبل الاختلاف واحترامه على اساس القاعدة الإيمانية الجوهرية انما المؤمنون أخوة ".
 
واعتبر البيان ان "تعدد المذاهب والاجتهادات لا يلغي ولا يضعف هذه الأخوة التي تقوم على الإيمان بالله الواحد العلي القدير وعلى الإيمان برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبكتاب الله القرآن الكريم"، مؤكداً على حرمة قتال المسلم للمسلم والالتزام بتعاليم رسول الله عليه السلام"، مديناً "كل أشكال التطرف والغلو وتكفير المؤمنين بالله الواحد والتي تخرج في الشكل والأساس عن سماحة الاسلام وتتناقض مع قيمه ومبادئه السامية، وتسيء الى رسالته وتشوه صورته"، مطالباً باعتماد "الصراط المستقيم في العلاقات الاسلامية - الاسلامية، وفي العلاقات الاسلامية - المسيحية ، وإدانة السلوك الارهابي الذي يلازم التطرف والغلو والتنطع الذي نهانا عنه وحذرنا منه قدوتنا وأسوتنا الحسنة رسول الله".

ودعت القمة الاسلامية المسلمين من كافة المذاهب في لبنان وفي الدول العربية والاسلامية الأخرى الى وعي الثوابت الإيمانية التي تقوم عليها العقيدة الاسلامية والإلتزام بها لتجنب الوقوع في فخ التأويلات الضالة والمضللة التي تقول الاسلام ما لم يقله، ولتجنب الانجرار الى فخ الفتنة التي ينفخ في نارها العدو الاسرائيلي والقوى الداعمة له. فالدين واحد وإن تعددت شرائعه والاسلام واحد وإن تعددت مذاهبه والله وحده يحكم بين الناس يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون".

ودانت القمة الاسلامية، ومن منطلقات إيمانية وانسانية ووطنية، الاعتداءات التي تعرض لها ويتعرض لها مسيحيو الشرق على خلفية دينية والتي استباحت ظلما وعدوانا، بيوتهم وقراهم وممتلكاتهم ومقدساتهم التي أوصى رسول الله باحترامها وحمايتها والذود عنها"، معتبرة  "هذه الاعتداءات التي ارتكبت باسم الاسلام والتي شملت مسلمين أيضا على نطاق واسع ، وغير مسلمين من أهل العقائد والثقافات المختلفة كالازيديين ، بمثابة اعتداء على الاسلام نفسه، شرعة ومنهاجا. كما تعتبرها اعتداءات ضد المجتمع الانساني كله".

واكدت القمة في بيانها التزامها بـ "الدولة الوطنية التي تساوي بين جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات، تهيب بجميع أبنائها خصوصا وبجميع اللبنانيين، احترام مؤسسات الدولة والالتزام بدستورها وقوانينها وأنظمتها والدفاع عن السلم الأهلي على قاعدة الاعتراف بتعددية المجتمع الوطني الواحد"، محذرة "من الانجرار وراء دعاة الفتنة وتؤكد على الأخوة الدينية بين المسلمين والمسلمين، وعلى الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين"، مجددة "ثقتها بقدرة لبنان على معالجة مشاكله الداخلية بالحكمة والترفع عن الغرائز الطائفية والمذهبية"، مجددة أملها في أن "يتمكن لبنان، انطلاقا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، من أن يرتفع الى المستوى الذي يجعل منه قدوة صالحة لمعالجة الأزمات التي تعصف بالعديد من الدول العربية الشقيقة".