16-04-2024 09:25 PM بتوقيت القدس المحتلة

كيف تحاول السعودية اختراق التحالفات القبلية للحوثيين تفاصيل وأسماء ؟

كيف تحاول السعودية اختراق التحالفات القبلية للحوثيين تفاصيل وأسماء ؟

في البداية نعود بك أيها القارئ الكريم الى تقرير سابق بتاريخ ٣٠ اذار/مارس الماضي والذي أشرنا فيه بالتفاصيل الى خلافات سعودية داخلية كانت من اهم أسباب الحرب السعودية على اليمن وكان موقع المنار اول من أشار الى هذه الخلافات .

 

 

في البداية نعود بك أيها القارئ الكريم الى تقرير سابق بتاريخ ٣٠ اذار/مارس الماضي والذي أشرنا فيه بالتفاصيل الى خلافات سعودية داخلية كانت من اهم أسباب  الحرب  السعودية على اليمن وكان موقع المنار اول من أشار الى هذه الخلافات عبر تقريرنا  المذكور.

والان وبعد شهر ظهرت هذه الخلافات للعلن عبر  التغييرات الكبيرة والمهمة التي أجراها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في هرم الحكم العائلي في مملكة آل سعود حيث عزل شقيقه مقرن من ولاية العهد وحل مكانه محمد بن نايف وزير الداخلية والذي كان ولياً  لولي العهد فيما حل في المنصب  الأخير محمد  بن سلمان في وقت ظهر فيه متعب بن عبدالله قائد الحرس الوطني الخاسر الأكبر خصوصا ان احد أهداف الحرب على اليمن التي أشرنا اليها في تقرير الثلاثين من شهر اذار الماضي هو ضم الحرس  الوطني الى الجيش الذي يتولى محمد بن سلمان أمره كونه  وزير  الدفاع  ويظهر  من أهداف الامر الملكي الذي اصدره سلمان للحرس الوطني بالذهاب الى الحدود اليمنية إرادة من سلمان وولده محمد بأبعاد قوة متعب عن الداخل السعودي الى الأطراف فيما يكمن الهدف الاخر بالتحالفات القبلية التي سنشير اليها لاحقا.

وفي التعيينات الجديدة التي قام بها سلمان بن عبد العزيز والتي تعتبر انقلابا كبيرا في العائلة السعودية المالكة تولي شخص من خارج هذه العائلة  منصب وزير الخارجية ويظهر ان محمد بن سلمان الذي يحمل خاتم الملك من ابيه المريض أراد ابعاد اي طرف من العائلة عن هذا المنصب واعطائه لخارج العائلة حتى يتسنى له التحكم به دون منازع ويأتي اختيار عادل الجبير وزيرا للخارجية وهو العارف بدوائر القرار الامريكي بسبب عمله السابق سفيرا للسعودية في واشنطن ياتي هذا التعيين بهدف تعزيز علاقات محمد بن سلمان بمراكز القرار في واشنطن التي يخطب محمد بن سلمان ودها للتمكن من الوصول الى سدة الملك في صراع الجيل الثاني من ال سعود على تركة عبد العزيز ال سعود وأبنائه ، وتأتي تنحية سعود الفيصل من وزارة الخارجية بعد أربعين عاما قضاها على راس الدبلوماسية السعودية  لتنهي عمليا كل نفوذ لآل الفيصل في الحكم ، ويحسب ال الفيصل على ال سلطان منذ زواج بندر بن سلطان من احدى بنات الملك الفيصل ويدين الفيصل ببقائه وزيرا للخارجية طيلة السنوات الماضية لشخص عبدالله بن عبد العزيز الذي أبقاه في المنصب رغم ان سلمان كان قد طالب به عندك كان أميرا للرياض .

في الحرب الجوية التي تخوضها السعودية ضد اليمن يلعب العنصر القبلي دورا مهما في صناعة السياسة السعودية لهذه الحرب التي عجزت فيها مملكة ال سعود عن استئجار جيوش اجنبية لخوض هجوم بري ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن .

في هذا المجال تشير مصادر يمنية قريبة من الحوثيين ان أوامر  الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز التي اصدرها  للحرس  الوطني   الذي يقوده متعب بن عبدالله بالذهاب الى الحدود مع اليمن ، هدفها الاول  تحييد  القبائل العربية اليمنية  المقيمة على الجانب  الاخر من الحدود، وذلك بسبب تركيبة الحرس  الوطني المؤلف من القبائل السعودية خصوصا من قبيلة شمر التي تنتمي اليها والدة  الملك السابق عبدالله  بن عبد العزيز آل سعود، وتسعى السعودية عبر أبناء القبائل المنضوين تحت راية الحرس الوطني الى ضمان عدم انقلاب أبناء القبائل اليمنية الى جانب الجيش  اليمني وأنصار الله وتشير المصادر ان ضباطا من المخابرات السعودية يتواصلون عبر عملاء للاستخبارات السعودية  مع وجوه قبلية على الحدود بين البلدين لضمان ولائهم عبر دفع الأموال بكميات كبيرة وعبر تقديم الوعود لهم بالحصول على مناصب ومكتسبات مهمة في حال عاد جماعة السعودية للحكم في اليمن.

المصادر اليمنية المقربة من الحوثيين تفيد أيضاً ان الاستراتيجية السعودية الهادفة لاستمالة القبائل في اليمن وضمان عدم تأييدها لأنصار الله تعمل في أماكن بعيدة جغرافيا عن الحدود بين السعودية واليمن حيث توكد المصادر نفسها ان المخابرات السعودية تتواصل بشكل دائم مع ال الاحمر كما  تتواصل مع قبيلة ( الفضلي) التي تقيم في عدن وفي مناطق محيطة بها وتضيف المصادر الحوثية ان المخابرات السعودية تسعى لاختراق التحالف القبلي الذي بناه أنصار الله مع جماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

المصادر الحوثية تكشف  أيضاً عن أمر ملكي سعودي بتشكل خلية خاصة بالتواصل مع القبائل اليمنية وعن رصد إمكانيات مالية كبيرة لهذه الخلية وتشير الى اعتماد الرياض على شخصيات قبيلة معروفة أمثال الرئيس العراقي السابق غازي عجيل الياور وهو اول رئيس عراقي بعد صدام وينتمي ألى قبيلة شمر ويتنقل  غازي الياور بين الكويت ولبنان والسعودية ولندن  وهو يحمل جواز سفر سعودي وذلك بسبب احدى عماته  المتزوجة من الملك عبدالله ، كما يعتمد السعوديون على شخص علي محسن الاحمر في الاتصال بالقبائل اليمنية وتشير المصادر نفسها ان الاحمر يتواصل مع جماعة الحراك الجنوبي وان اتصالات جرت مع هؤلاء في العاصمة اللبنانية بيروت .