28-03-2024 02:39 PM بتوقيت القدس المحتلة

عفواً سيادة الرئيس أبو مازن !!!

عفواً سيادة الرئيس أبو مازن !!!

لقد فاجأنا كثيراً إعلانك تأييد العملية العسكرية التي تقودها المملكة السعودية ضد الشعب اليمني المستضعف الذي وقف إلى جانب قضيتنا الفلسطينية منذ عقود من الزمن.


هشام سالم - أحد قادة حركة الصابرين نصراً لفلسطين "حِصْن"

لقد فاجأنا كثيراً إعلانك تأييد العملية العسكرية التي تقودها المملكة السعودية ضد الشعب اليمني المستضعف الذي وقف إلى جانب قضيتنا الفلسطينية منذ عقود من الزمن، واحتضن أبناء شعبنا وما يزال، في وقت كانت دول عربية كثيرة تغلق أبوابها في وجهنا وما زالت.

فما الذي فعله معنا الشعب اليمني حتى نكون شركاء في موقفنا هذا بإراقة دماء أطفاله ونسائه وتمزيق أشلاءهم وتدمير بيوتهم وسلبهم الراحة والأمن والاستقرار بسبب هذا القصف الهمجي الذي ذقنا مرارته كثيراً في غزة على وجه الخصوص.

لقد فتشنا كثيراً يا سيادة الرئيس عن موقف واحد من الشعب اليمني بكل مكوناته ضد شعبنا أو قضيتنا فلم نجد إلا المواقف التي تعكس نبل هذا الشعب، وسمو أخلاقه وعمق انتمائه لقضايا عروبته وأبناء أمته.

لقد كنا قبل أشهر قليلة نخوض في غزة حرباً شرسة مع العدو الصهيوني المجرم نتعرض فيها لأبشع أنواع الإجرام
والقتل والتدمير وكنا ننتظر من الشعوب العربية والاسلامية أن تهب لنصرتنا ولو بالكلمة فكان الشعب اليمني أول شعب يخرج بمئات الآلاف في الشوارع نصرةً لأهل غزة وشعب فلسطين أهكذا يكون الجزاء يا سيادة الرئيس.

لقد حاولنا أن نجد لك مبرراً واحداً لهذا الموقف الذي لا يعبر عن أصالة شعبنا، ولا عن تاريخه النضالي المشرف، ولا عن تضحياته العظيمة التي قدمها دفاعاً عن فلسطين والقدس والأمة، ولا يعكس حقيقة وجوهر الموقف الفلسطيني المساند على الدوام لكل المستضعفين في الأرض، فماذا سنقول لرب السماء عندما يسألنا عن مشاركتنا بموقفنا الذي جعلنا شركاء في إراقة كل قطرة دم بريئة في اليمن؟ ماذا سنقول له؟  وبماذا سنجيبه عندما يسألنا عن سبب قتلنا لهؤلاء الأطفال والنساء، وماذا سنقول له عندما يسألنا عن تدميرنا لليمن بدون ذنب اقترفه معنا، أليس هذا يا سيادة الرئيس اعتداء وظلم وقتل بغير حق، أليس هذا نفس الظلم الذي نعانيه منذ أكثر من ستة عقود ونصف، أليس هذا تدخل بشؤون بلد حر مستقل يحق لشعبه أن يقرر مصيره بنفسه.

وحتى الشرعية الدولية يا سيادة الرئيس التي تتحدثون عنها دوماً وتتمسكون بقراراتها لم تؤيد تلك الضربات العسكرية الظالمة لشعب اليمن العظيم، وقد كان هناك موقف واضح لبان كي مون يقول فيه أن موقف مجلس الامن لا يعطي المبرر لاستخدام القوة ضد اليمن، فهذا هو موقف الشرعية الدولية التي تستندون إليها دوماً في مواقفكم، وإن قلت أن تأييدنا جاء تلبيةً للشرعية اليمنية فأنا أقول لك، أين هي الشرعية اليمنية الآن؟ ولماذا هربت خفية من اليمن؟ إن الشرعية التي نفهمها هي شرعية الشعوب، فالشعوب هي التي تمنح الشرعية وهي التي تنزعها من أي انسان، فالأوطان يا سيادة الرئيس ليست ملكاً لأحد وإنما ملك للشعوب التي تدافع عنها وتبنيها بعرق ودماء أبنائها، فلماذا لم تتركوا الشعب اليمني يقرر مصيره بنفسه ويحدد الزعيم الذي يريده إن كنتم تحترمون الشرعية؟ ألم يأت الرئيس السيسي الذي تؤيدونه على أنقاض رئيس تم انتخابه بطرق شرعية في مصر تحت عنوان شرعية الجماهير المليونية التي خرجت في شوارع مصر، فلماذا يجوز هنا ما لا يجوز هناك؟  وإن كنت يا سيادة الرئيس تبررون بأنكم وقفتم إلى جانب الدول العربية والإسلامية في موقفها هذا فإننا نقول لك أليست اليمن دولة عربية وإسلامية؟ أليس شعبها شعب عربي مسلم أصيل؟  فكيف تقف إلى جانب دولة عربية اسلامية ضد دولة عربية إسلامية أخرى؟  وكيف تساند بموقف شعب عربي مسلم على شعب عربي مسلم آخر؟ فأين ميزان الحق والعدل يا سيادة الرئيس؟

والشيء الأهم من هذا كله، لماذا لم توجه هذا الطائرات حمم غضبها فوق تل ابيب وفوق رؤوس جنرالات العدو الصهيوني يوم أن كانوا يمعنون في قتل أبناء شعبك؟ ولماذا لم توجه تلك الصواريخ والقطع الحربية والبحرية لتضرب وزارة الدفاع والقواعد الجوية لهذا العدو يوم أن كانوا يقتلون نساء واطفال فلسطين؟ ولماذا لم نسمع منك إدانة لتلك الدول العربية والاسلامية يوم أن صمتت صمت القبور ولم تستخدم تلك الطائرات والصواريخ في نصرة شعبك الفلسطيني المظلوم؟ ولماذا تلك الدول لم تستجب لنداءات واستغاثات أطفالنا ونسائنا يوم أن كانوا تحت الذبح والقتل والدمار فتخرج طائراتها التي لم نراها يوماً خرجت لنصرتنا وصد العدوان عنا؟ ولنا أن نتساءل يا سيادة الرئيس فهل الشرعية اليمنية التي انطلقتم في موقفكم منها أهم عندكم من شرعية دماء وأشلاء أطفال ونساء فلسطين؟ وهل الشرعية اليمنية التي تركت شعبها أهم عندكم من عدالة قضية فلسطين والقدس؟ وهل الدول العربية والإسلامية التي حركت جيوشها وسلاحها لمساندة الشرعية اليمنية صمت آذانها وعميت أبصارها عن فلسطين وشعب فلسطين والقدس والمسجد الاقصى وآلاف الاسرى الفلسطينيين والاستيطان والتهويد و...و...و...إلخ.

عفواً سيادة الرئيس، إننا ندعوك من قلوبنا أن تتراجع عن قرارك في تأييد العملية العسكرية ضد اليمن وشعبها حتى لا ينزل علينا غضب رب السماء بسبب دعوة من طفلة يمنية مظلومة دمر بيتها فوق رأسها ففقدت أهلها وسالت دماؤها ونادت من تحت أنقاض منزلها وهي تبكي وتصرخ وتقول : وآرب السماء والأرض عليك بمن ظلمنا وقتلنا وسفك دماءنا بغير ذنب اقترفناه ، انزل عليه غضبك وسخطك يا عزيز يا جبار.


http://alsabireen.ps/ar/post/271





موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه