26-04-2024 12:32 AM بتوقيت القدس المحتلة

السيد فضل الله:عملية مزارع شبعا أعادت التوازن إلى ساحة المواجهة مع العدو

السيد فضل الله:عملية مزارع شبعا أعادت التوازن إلى ساحة المواجهة مع العدو

رأى السيد علي فضل الله، في خطبة الجمعة ان جواب المقاومة جاء سريعا، بعملية نوعية جريئة، بعثت من خلالها رسالة إلى العدو الصهيوني بأن أي اعتداء يقوم به، لن يكون سهلا.


رأى السيد علي فضل الله، في خطبة الجمعة ان جواب المقاومة جاء سريعا، بعملية نوعية جريئة، بعثت من خلالها رسالة إلى العدو الصهيوني بأن أي اعتداء يقوم به، لن يكون سهلا، وأنه قد يرسم شيئا، ويخطط له، وقد يقدم على مغامرات، ولكن النتائج ستكون لحساب المقاومة، وأن انشغالها بمواقع أخرى، كما كان يراهن العدو، لا يعني غفلتها عنه، وجهوزيتها التامة في مواجهته".

ولفت الى ان المقاومة في عملية مزارع شبعا اعادت "التوازن إلى ساحة المواجهة مع العدو، وأجهضت محاولته كسر هذا التوازن، وتعديل قواعد الاشتباك، وثبتت المعادلة التي تؤكد أن أي اعتداء تتعرض له، سيلاقي الرد".

واشار السيد فضل الله الى ان "اهمية هذه العملية أنها حصلت في الموقع الذي أرادته المقاومة، وليس في الموقع الذي كان يريده العدو أو يحتسبه، وأنها استطاعت النيل منه خلال جهوزيته لا خلال استرخائه، ما اكد الشجاعة الاستثنائية لأبطال المقاومة، كما أنها لم تتم بعفوية، أو عشوائية، أو بتسرع اقتضته الحاجة إلى رد لإعادة الاعتبار، بل أتت بناء على تخطيط دقيق متقن ومدروس، حمل اعلى درجات الحكمة، وراعت فيه مصالح شعبها، عندما اختارت الزمان والمكان المناسبين، اللذين يكبلان العدو، ويمنعانه من امتلاك حرية الحركة في الرد".

ورأى انه "من غير الإنصاف أن تنطلق أصوات تتحدث عن أن ما تقوم به المقاومة يورط لبنان مجددا في حرب غير متكافئة، كما تقول، وأن تعيد هذه الأصوات التذكير بما جرى العام 2006، حين لحق الدمار بلبنان واللبنانيين، وكأن المقاومة هي التي اعتدت، وهي التي تحتل الأرض، وهي التي تقاتل وتقتل خارج ساحة المعركة، وكأن المطلوب منها أن تبقى مكتوفة اليدين أمام ما تتعرض له، لقد نسي هؤلاء أن إسرائيل هي التي بدأت هذا العدوان، عندما أقدمت على اغتيال ثلة من المجاهدين، ولم تكن هذه العملية إلا ردا طبيعيا على ما قام به هذا العدو، الذي لم تتوقف طائراته عن اختراق سيادة لبنان، فضلا عن مجازره في الماضي القريب والبعيد، واللائحة تطول وتطول".

واضاف "لقد كنا نأمل من كل هذه الأصوات، أن تشعر باعتزاز بوجود شباب لبناني يعترف العدو بقدرته، ويقدم التضحيات من أجل وطنه وأمته، وهو على استعداد للمواجهة إلى النهاية بقدرة وحكمة، حتى لا يستباح هذا الوطن أمام العدو الذي لا يبالي بأعراف ولا بمواثيق دولية".

وحيا "أبطال المقاومة الإسلامية على هذا الإنجاز البطولي، الذي ساهم في تعزيز روح العزة والكرامة في قلوب اللبنانيين، ورسخ حقيقة أن قوة لبنان في قوته، لا في ضعفه".

واضاف "في المقلب الآخر، وعلى الحدود الشرقية، تستكمل صورة العدوان على هذا البلد واستقراره، من خلال الاستهداف الذي يتعرض له الجيش اللبناني، لكونه سياج هذا الوطن، ممن يتهددونه، ومن العابثين بسلمه الأهلي وأمنه"، مشيراً الى انه "يوما بعد يوم، يؤكد الجيش اللبناني قدرته وجهوزيته واستعداده لبذل أغلى التضحيات من ضباطه وجنوده، رغم عدم توفر الإمكانات التي يحتاجها"، مباركاً "للجيش وقفته وتضحياته، داعياً الى تأمين "متطلبات الدفاع والمواجهة له، واستعجال تقديم الهبات التي وعد بها، فلا يعقل أن يقف الجيش في خط المواجهة، ويتصدى للإرهاب بإمكانات متواضعة، لا تلبي احتياجات المعركة".

ولفت السيد فضل الله الى انه "امام كل هذه التحديات، لا بد لنا من العمل لتثبيت الأرض في الداخل، والإسراع في معالجة كل الملفات العالقة السياسية والأمنية والاقتصادية والمعيشية، وأزمة الفساد المستشري داخل أجهزة الدولة وخارجها، وبث الحرارة في الحوار الجاري، أو الذي ينبغي أن يجري، فلا يمكن مواجهة التحديات بالانقسام الداخلي والضعف".